مصطلح التحزيب يتناول القرآن العزيز مقروءاً ومكتوباً معاً ، فالتحزيب والتجزئة يكونان في التلاوة و يكونان في المصحف ..
فيعني التحزيب في التلاوة : أن يجعل القارئ لنفسه وِرداً معيّناً من القرآن يقرؤه كل يوم . ويعني التحزيب في المصحف : ما يجعله نسّاخ المصاحف من رموز في حاشية المصحف إشارةً إلى أجزائه الثلاثين التي اشتهرت قسمة الكتاب العزيز بها.
إن تحزيب القرآن هو من السنن المهجورة في هذه الأيام عند طلبة العلم فضلاً عن غيرهم من الناس ، وانصراف العامة والخاصة إلى التحزيب المُحدَث – الذي لامراعاة فيه لمعاني القرآن - في حِلق تعليم القرآن وفي المناهج التعليمية وفي الصلاة ؛ الأمر الذي ترتب عليه غفلة الكثير منهم عن معاني القرآن عند الوقف والابتداء ، وعدم مراعاتهم هذا الأدب المهم من آداب التلاوة ، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( وكانت السورة تنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها ، وماينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ..) قال النحاس : فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن .
والمتأمل في سير سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان يجدهم – رغم المهام الجسام المناطة بهم – يحافظون على وردهم من كتاب الله تعالى تلاوةً وتدبراً ،
وكان تحزيب القرآن عندهم أمراً متواتراً ومعلوماً، فقلّما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم القران في كذا وكذا .
أما أحوال غالب أهل زماننا فإنها تتسم بالتقصير والتفريط في تلاوة القرآن وملازمة ذلك والمداومة عليه ؛ حتى أضحى تحزيب القرآن من السنن المهجورة – بل والمجهولة – عند كثير من طلاب العلم فضلاً عن عامة الناس ، و الأمر الذي جعلهم كذلك هو ضعف الإيمان الناتج عن تتبع الشهوات ،وغلبة الهوى ، وشدة التعلق بالدنيا والتلهي بها ، مع وجود المحافظين على كتاب الله تعلماً وتعليماً وقراءةً وعملاً .
وإذا نظرنا إلى الوحيين نجد وفرة من الآيات القرآنية وكثرة من الأحاديث النبوية تحث على تلاوة القرآن تلاوةً مستمرةً على سبيل المداومة:
قال تعالى : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور- ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)
في هذه الآية مدح للذين يداومون على قراءة كتاب الله ، وجاء وصفهم بالفعل المضارع (يتلون) لإفادة المداومة والاستمرار .
وكان مطرف بن عبدالله يسمي هذه الآية : آية القرّاء ..
وقال عليه الصلاة والسلام :( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة : طعمها طيب وريحها طيب ..)
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )
كل هذه النصوص وغيرها تدلنا دلالة واضحة على أهمية المداومة على تلاوة القران الكريم، والأجر العظيم المترتب عليه ، ولذلك رأينا الحرص الشديد من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن بعدهم على ذلك في صلاة أو في غير صلاة.
قال الإمام السخاوي رحمه الله :( يقال :أجزاء القرآن والأحزاب والأوراد بمعنى واحد).
معنى الجزء :
الجُزْء : البَعْضُ والجمع أَجْزاء ، وجَزَأَ الشيءَ جَزْءاً وجَزَّأَه كلاهما جَعله أَجْزاء وكذلك التجْزِئةُ ، والجُزْءُ في كلام العرب النَّصِيبُ وجمعه أَجْزاء ، الجُزْءُ النَّصِيبُ والقِطعةُ من الشيء.
والجزء من المصحف يطلق ويراد به أمران: أولهما : ما جرت عليه عادة نساخ المصاحف من وضع رموز في حاشية المصحف للدلالة على أجزاء المصحف الثلاثين التي اشتهرت القسمة إليها. ثانيهما :تفريقه في كراريس بعدد أجزائه الثلاثين ، بحيث تطبع مستقلة تيسيراً على صغار التلاميذ.
معنى الحزب :
الحِزْبُ: الوِرْدُ. وقد حَزَّبْتُ القرآن ، والحِزْبُ: الطائفة .
والحزب من القرآن : هو طائفة من القران يختلف مقدارها في عرف السلف عنه في عرف الخلف.
وسيرد معنا أن التحزيب نوعان :
- تحزيب السور ، وهو تحزيب الصحابة ومن بعدهم من السلف .
- تحزيب الحروف ، وهو التحزيب المحدث الذي عليه مصاحفنا الآن .
معنى الوِرد :
الوِرْد بالكسر : الجُزْءُ من القرآنِ ويقال : لفُلانٍ كُلَّ ليلةٍ وِرْدٌ مِن القُرآنِ يَقْرَؤُه أَي مِقْدَارٌ مَعلُومٌ إِمَّا سُبْع أَو نِصف السَّبْعِ أَو ما أَشْبَه ذلك قَرَأَ وِرْدَه وحِزْبَه بمعنًى واحِدٍ.
أقل مدة لختم القرآن وأقصى مدة :
أقل مدة يختم فيها القارئ القرآن هي ثلاث ليالٍ ؛ لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لايفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث " رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
أما أقصى مدة للختم فقد قال ذهب إسحاق بن راهويه وبعض الحنابلة إلى أن أقل مايجزئ من القراءة كل يوم وليلة جزء من أربعين جزءاً من القرآن .
قال إسحاق : (ولا نحب للرجل أن يأتي عليه أكثر من أربعين يوماً ولم يقرأ القرآن لهذا الحديث )
يمكن أن يكون أصل طريقة ختم القرآن بواسطة التحزيب هو حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ، وهو حديث طويل مشهور ، رواه جمعٌ من الأئمة بينهم الأئمة الستة. ولفظه عند مسلم :(كنت أصوم الدهر ، وأقرأ القرآن كل ليلة ، قال: فإما ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وإما أرسل لي ، فأتيته ، فقال : "ألم أُخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة ؟" فقلت: بلى يا نبي الله؛ ولم أرد إلا الخير، قال:" فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام... ، ثم قال : "واقرأ القرآن في كل شهر" ، قال: قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك ، قال :"فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك ، فإن لزوجك عليك حقاً ، ولزورك عليك حقاً ، ولجسدك عليك حقاً"، قال : فشددت ؛ فشدد علي ، قال: وقال لي النبي-صلى الله عليه وسلم- :"لعلك يطول بك العمر" ، فصرتُ إلى الذي قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم- ، فلما كبرت وددت أني قبلت رخصة النبي-صلى الله عليه وسلم) .
بعض الآثار الواردة في أن هدي السلف في ختم القرآن هو اتخاذ الأحزاب والأوراد :
لعل مما يؤكد أهمية ختم القرآن الكريم والتزام ذلك من خلال ورد أو حزب النصوص الكثيرة عن الصحابة والتابعين ، ومن هذه النصوص :
هل تنسب التجزئة والتحزيب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أم إلى الصحابة رضي الله عنهم ؟
وردت بعض الأحاديث بإضافة التحزيب إلى النبي عليه الصلاة والسلام حيث جاءت بعض روايات حديث أوس بن حذيفة الذي مضى بذلك ، وهو قوله:( فقلت كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزب القرآن؟) ففي ذلك إضافة تحزيبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية :( فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القران؟ ) فأضاف التحزيب إلى الصحابة .
يقول صاحب تأريخ القرآن الشيخ إبراهيم الأبياري :( وما نشك في أن هذه التجزئة كانت فردية ، أي أن مرجعها كان لكل فرد على حدة ، ونكاد نذهب إلى أنها لم تكن على التساوي ).
والذي يظهر لي – والله أعلم – أن تحزيب القرآن بالسور ثلاثاً وخمساً وسبعاً وتسعاً وإحدى عشر وثلاث عشر وحزب المفصل وحده هو تحزيب توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الصحابة التزموا به وصار دأبهم ختم القرآن محزّباً بالسور في سبع ليالٍ ، وإضافة التحزيب إليهم هي إضافة عمل لا إضافة إنشاء واختراع .
طريقة السلف في تحزيب القرآن :
تتلخص طريقة السلف في تحزيب القرآن في ما يلي :
1.أن التحزيب عندهم بالسور .
2.كانوا يقرأون المعنى حتى يتم ، ويتجنبون القطع على الكلام المتعلق ببعضه ولا يقطعون السورة .
3.حزّبوا القرآن على سبعة أحزاب ؛ لأن المسنون عندهم قراءته في سبع ، وذلك على النحو التالي :
- ثلاث سور : البقرة وآل عمران والنساء.
- خمس سور : المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة .
- سبع سور : يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل.
- تسع سور : الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان .
- إحدى عشر : الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس .
- ثلاث عشر : الصافات وص و الزمر وغافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات .
- حزب المفصّل : وهو من بداية سورة ( ق) على الصحيح إلى آخر المصحف .
وقد ورد عن بعض الصحابة من كان يحزّب القرآن على خمس ، لكن الأكثر على سبع والمعتمد عندهم في ذلك حديث عبدالله بن عمرو المذكور سابقاً ، حيث انْتَهَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى سَبْعٍ كَمَا أَنَّهُ أَمَرَهُ ابْتِدَاءً بِقِرَاءَتِهِ فِي الشَّهْرِ فَجَعَلَ الْحَدَّ مَا بَيْنَ الشَّهْرِ إلَى الْأُسْبُوعِ.
وعلة التزام السلف – رضوان الله عليهم – بهذه الطريقة ترجع إلى أمرين :
الأول – حرصهم على عدم خلط القرآن بشئ من النقط والتخميس والتعشير الذي هو علامة على التحزيب بغير السور ، وقد ورد عن عدد منهم كراهة ذلك .
الثاني – حرصهم على تمام معنى مايقرؤون ، وذلك إنما يحصل بالوقوف على خواتيم السور لا أثنائها .
تذكر أكثر المصادر أن أو ما جزئ القرآن بالحروف تجزئة ثلاثين وسبع وعشرين وغيرها من التجزئات وكذا وضع علامات رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السور أن ذلك كان في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي وما بعده ، وقد جاءت أخبار في ذلك ، منها :
ما أورده الزركشي في البرهان عن ابن مهران المقرئ قال: بعث الحجاج بن يوسف إلى قراء البصرة فجمعهم واختار منهم الحسن البصري وأبا العالية ونصر بن عاصم وعاصماً الجحدري ومالك بن دينار رحمة الله عليهم ، وقال: عدّوا حروف القران ، فبقوا أربعة أشهر يعدّون بالشعير فأجمعوا على أن كلماته سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة و أجمعوا على أن عدد حروفه ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفاً .
وقال غيره : أجمعوا على أن عدد آيات القران ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد ذلك على أقوال .
وأورد السخاوي عن راشد الحماني قال: جمع الحجاج بن يوسف الحفاظ والقراء وكنت فيهم فقال: أخبروني عن القران كله كم هو من حرف؟ فجعلنا نحسب حتى أجمعوا أن القرآن كله ثلاثمائة ألف حرف وأربعون ألف حرف وسبعمائة حرف ونيف وأربعون حرفاً ...الخ .
أما عن سبب هذه التجزئة : فهو التيسير على القارئ والحافظ ، وتخصيص كل يوم بنصيب لايزيد ولا ينقص .
وقد كان الحجاج متشدداً فلم يجاوزه في تيسيره إلى غير سبعة أيام ، لكن من جاؤوا بعد الحجاج لم يكونوا على تشدده فأرخوا شيئاً في التيسير وزادوها إلى عشرة ، ولم يقف التيسير عند هذا الحد ؛ بل نرى الميسرين أرخوا للقارئين إلى أن بلغوا بهم الثلاثين ، فإذا القرآن يجزأ إلى ثلاثين جزءاً .
أما تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءاً - وهي التجزئة التي عليها مصاحفنا اليوم- فيبدو أنها منسوبةً إلى أبي بكر بن عياش المتوفى سنة 193هـ ، فبهذا يشعرنا أسلوب ابن النديم في كتابه الفهرست .
وبعد هذه التجزئة تعارف الناس على أن المراد بالجزء من القرآن هو : جزء واحد من الثلاثين جزءاً التي قسّموا المصاحف إليها .
آثار التجزئة بالحروف :
يظهر أن ختم القرآن تلاوةً في شهر كان هو المقصد الأساس في هذه التقسيمات ؛ لأن التقسيم بثلاثين جزء هو الغالب ، ثم قسموه إلى أقل من ذلك إما تسهيلاً على الحفّاظ ، أو ليوافق الختم في رمضان ليلة سبع وعشرين وذلك عند من جزّأ إلى سبع وعشرين جزء .
غير أن أكثر العلماء والقرّاء يذهبون إلى تفضيل التحزيب بالسور على التحزيب بالحروف ، وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقالوا أن التحزيب – والتسبيع بالأخص – بالسور أولى للوجوه التالية :
1.أن التحزيبات المحدثة بالحروف أو بالآيات لم يراع فيها الوقف والابتداء ؛ فكثيراً ما تتضمن الوقوف على كلام متصل بما بعده ويكون الابتداء بما له ارتباط وثيق بما قبله ، وذلك كالابتداء بقوله تعالى " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم " مع اتصالها الشديد بما قبلها .
2.أن عادة النبي عليه الصلاة والسلام وعادة أصحابه الغالبة القراءة في الصلاة بسورة تامة كـ (ق) و(السجدة ) وغيرها ، وكانوا حريصين على عدم تجزئة السورة الواحدة حتى في الصلاة .
3.أن التجزئة الحادثة إنما ظهرت طلباً للمساواة التامة بين الأجزاء ولا سبيل إلى ذلك ؛ لأن الحروف في النطق تخالف الخط في الزيادة والنقصان .. فكما أن التحزيب بالسور تقريبي في المماثلة بين الأحزاب فكذلك هو في التحزيب بالحروف .
4.إذا كان كل من تحزيب السور وتحزيب الحروف تقريبي في المساواة بين الأحزاب إذن فتحزيب السور أولى للمصالح المترتبة عليه : من مراعاة لتمام المعنى في الوقف والابتداء ، و اتباع لهدي السلف الصالح ، كما أن فيه زوالاً للمفاسد الحاصلة بالتحزيب بالحروف من الإحداث في المصاحف ، وغير ذلك.
وإذا ثبت أن التحزيب بالسور هو الأولى والأرجح فإن من المهم معرفته ان التزام التحزيب بالسور يمكن تطبيقه على أي مدة يريد القارئ أن يختم فيها ؛ فإذا أراد ختم القرآن في شهر فليجعل السورة التي تزيد عن الجزء حزب يوم ، وما قلّ عن الجزء بكثير فإنه يجعل السورتين فأكثر حزب يوم ، وهكذا إلى أن يختم .
لمّا كانت الأجزاء من المحدثات كرهها فريق من أهل العلم وأئمة السلف ، منهم الإمام مالك رحمه الله لا لكون ذلك محدثاً فحسب ؛ بل لكونه تفريقاً للقرآن وقد جمعه الله فوجب أن يُحافَظ على كونه مجموعاً ، وقد روى أبو عبيد عن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يكرهان الأوراد والأجزاء المحدثة ، و كره ابن تيمية هذا التحزيب أيضاً و شدد على ضرورة تحزيب القرآن على السور، لا على عدد الكلمات والحروف واعتبره مخالف لما عليه الصحابة.
والخلاف في حكمها أقوى من الخلاف في النقط ، والمنع فيه أظهر من المنع في النقط .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن التحزيب والتجزئة الموجودة في هامش المصحف اليوم فأجابت :
(لا نعلم شيئًا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال: « سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلات عشرة وحزب المفصل وحده، وبأنه ثلاث: البقرة وآل عمران والنساء، وخمس: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة، وسبع: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل، وتسع: الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان، وإحدى عشرة: الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والم السجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس، وثلاث عشرة: الصافات وص والزمر وغافر وحم السجدة وحم عسق والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات، ثم بعد ذلك حزب المفصل وأوله ق » أحمد (4 / 9)، وأبو داود برقم (1393)، وابن ماجه برقم (1339).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(عضو ) (عضو ) (نائب رئيس اللجنة ) (الرئيس )
عبد الله بن قعود - عبد الله بن غديان - عبد الرزاق عفيفي - عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
وذهب فريق آخر من العلماء إلى اعتبار التجزئة المحدثة والأخذ بها ، فهذا أبو داود في كتاب المصاحف يعقد باباً في تجزئة المصاحف ويذكر فيه جملةً من الآثار التي تدل على أن لتجزئة القران أصلاً ولو من الناحية اللفظية ، ومن هنا مالت طائفة من أهل العلم إلى التسهيل في ذلك .
وقد نقل صالح بن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله روايةً في التسهيل في تجزئة المصحف حيث جاء في بعض مسائله ما نصه : ( سألت أبي عن رجل عنده مصحف جامع يريد أن ينقضه فيجعله أثلاثاً ليكون أخف عليه ، فإيش ترى في ذلك ؟ قال : لا أعلم به بأساً ).
بل إن طائفة من المتأخرين استحبوا تجزئة المصاحف وتحشيتها لكون ذلك ضرباً من تجويدها وتحسينها ، وعوناً للقارئ على سرعة الحفظ ، وتيسيراً لمن رام التلاوة فيها مادام الأمر بعيداً عن اللبس والزيادة .
وبعد استعراض تحزيب السلف والتحزيب المحدَث نستطيع أن نقول :
1.أن أفضل التحزيب ما كان بالسور ، سواء لمن يريد الختم في سبع كما ورد الحديث بذلك أو أقل أو أكثر.
2.أن أفضل مدة للختم هي سبع ليال ، ويجوز في أقل من ذلك ، ويسع المسلم الختم في شهر أو أربعين ليلةً عند الانشغال .
3.أن هدي السلف في القراءة في الصلاة أو في غيرها هو إتمام السورة ، وكان ذلك غالب سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
4.أن التحزيب بالحروف نشأ بعد زمن الصحابة ، والتساوي فيه بين الأجزاء غير متحقق .
2.البرهان في علوم القران للزركشي ،تحقيق محمد أبو الفضل ، المكتبة العصرية ، 1425هـ.
3.تاج العروس للزبيدي ، تحقيق مجموعة من المحققين ، الناشر دار الهداية.
4.تأريخ القرآن لإبراهيم الأبياري ، دار الكتاب اللبناني ،ط الثانية 1402 .
5.جامع البيان في تأويل آي القرآن للطبري ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، مؤسسة الرسالة ، ط الأولى 1420هـ ، المكتبة الشاملة .
6.جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي ، مكتبة التراث ،ط الأولى 1408.
7.سنن أبي داود ، تحقيق فريق عمل بوزارة الأوقاف المصرية ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
8.الصحاح للجوهري ، دار العلم للملايين- بيروت ، ط الرابعة 1990م .
9.صحيح البخاري ، دار السلام بالرياض ،ط الأولى 1421هـ .
10.صحيح مسلم ، دار المعرفة ، ط الرابعة 1418هـ .
11.غريب الحديث لابن سلام ، طبع باعانة: وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية ، تحت مراقبة: الدكتور محمد عبدالمعيد خان ، ط الاولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند سنة 1384 هـ .
12.فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
13.فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ، الناشر : دار المعرفة ،بيروت 1379هـ.
14.فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام ، تحقيق وهبي غاوجي ، دار الكتب العلمية ، ط الأولى 1411.
15.لسان العرب لابن منظور ، المكتبة الفيصلية ، ط الأولى .
16.المتحف في أحكام المصحف للدكتور صالح الرشيد ، مؤسسة الريان ط الأولى ، 1424هـ.
17.مجلة الدراسات القرآنية ، العدد الثاني ، بحث : ختم القران وتحزيبه بين السلف والخلف للدكتور العباس الحازمي .
18.مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت ، بحث :الوصل والوقف وأثرهما في بيان معاني التنزيل للدكتور أحمد شرشال حفظه الله .
19.مجموع فتاوى ابن تيمية ، دراسة وتحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ،الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، 1416هـ/1995م.
20.مجلة البيان ،العدد 41، بحث : تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك لمحمد بن عبدالله الدويش .
21.المحرر في علوم القرآن للدكتور مساعد الطيار ، مركز الدراسات والمعلومات القرآنية ، 1429هـ.
22.المحرر في علوم القران للكتور مساعد الطيار ، مركز الدراسات والمعلومات بمعهد الإمام الشاطبي ، ط الثانية 1429 .
23.مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، تحقيق زهير الشاويش ، الناشر المكتب الإسلامي1401هـ بيروت.
24.المصاحف لابن أبي داود ، تحقيق د. محب الدين واعظ ، دار البشائر الإسلامية ، ط الثانية 1423هـ .
25.مشكل الآثار للطحاوي ، لا توجد عليه بيانات .
26.مناهل العرفان للزرقاني ، تحقيق فواز زمرلي ، دار الكتاب العربي ، بيروت،1419هـ.
27.موطأ الإمام مالك ، تحقيق : د. تقي الدين الندوي ، الناشر : دار القلم - دمشق ، ط الأولى 1413 هـ.