محمد يحيى شريف
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
هذه محاولة منّي لتحرير وجه الإدغام العام ليعقوب بعد ما أشار شيخنا الفاضل السالم الجكني إلى عدم ثبوت هذا الوجه ليعقوب من المصباح ، وهذا الذي حفزّني إلى النظر في المسألة بقرب.
فأقول وبالله التوفيق.
قال ابن الجزري في الطيّبة : وقيل عن يعقوب ما لابن العلا. أي أنّ يعقوب يُدغم كلّ ما أدغمه أبو عمرو إدغاماً كبيراً في المثلين والمتقاربين. وقال في نشره : "وذكر صاحب المصباح عن رويس وروح وغيرهما وجميع رواة يعقوب إدغام كل ما أدغمه أبو عمرو من حروف المعجم أي من المثلين والمتقاربين. وذكره شيخ شيوخنا الأستاذ أبو حيان في كتابه: المطلوب في قراءة يعقوب. وبه قرأنا على أصحابنا عنه. وربما أخذنا عنه به. وحكاه الإمام أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمز (قلت) هو رواية الزبيري عن روح ورويس وسائر أصحابه عن يعقوب" النشر 1/302 و303.
والآن سأحاول كعادتي الرجوع إلى مصادر الإدغام الكبير التي ذكرها ابن الجزري لننظر ما تضمّنته في الباب وهي : المصباح لأبي الكرم ، المطلوب لأبي حيان ، ورواية الزبيري عن روح ورويس عن يعقوب. فأمّا كتاب المطلوب لأبي حيان فليس من طرق النشر وإنما ذكره ابن الجزري حكاية لا رواية.
وأمّا كتاب المصباح فقد قال صاحبه أبو الكرم : " وروى الأهوازي عن الزبير عن رجاله عن يعقوب إدغام جميع حروف المعجم التي أدغمها أبو عمرو " 1/462.أقول : وليس في المصباح إسناد إلى الزبير ولا إلى الأهوازي من طريق الزبير في قراءة يعقوب. وحتّى في كتاب الوجيز للأهوازي لم أجد طريقاً ليعقوب عن الزبيري. والمراد بالزبير هو الزبيري الفقيه أبو عبد الله الزبير بن أحمد بين سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير.
وأما رواية الزبيري فهي تختصّ بروح عن يعقوب من النشر دون رويس ، وهي ثلاثة طرق : طريقان من غاية أبي العلاء عن غلام بن شنبوذ وطريق من الكامل عن ابن حبشان. قال ابن الجزري : "طريق الزبيزي عن روح من طريق غلام ابن شنبوذ من طريقين من غاية أي العلاء قرأ بها على أبي الحسن ابن أحمد الحداد وقرأ بها على أبي القاسم عبد الله بن محمد العطار وقرأ بها على أبي جعفر محمد بن جعفر الأصبهاني المغازلي وأبي الحسن علي بن محمد الزاهد الفقيه وقرآ على أبي الطيب محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي المعروف بغلام ابن شنبوذ. ومن طريق ابن حبشان من الكامل قرأ بها الهذلي على أبي نصر منصور بن أحمد وقرأ بها على الأستاذ أبي الحسين علي بن محمد الأصبهاني وقرأ بها أبي الحسن علي عثمان بن حبشان الجوهري وقرأ ابن حبشان وغلام ابن شنبوذ على الفقيه أبي عبد الله الزبير بن أحمد سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير فهذه ثلاث طرق للزبيري وقرأ الزبيري وابن وهب على أبي الحسن روح بن عبد المؤمن بن عبدة ابن مسلم الهذلي مولاهم البصري النحوي (تتمة أربع وأربعين طريقاً لروح)"
أقول وليس في كتاب الغاية إشارة إلى الإدغام العام ليعقوب على ما طلعت عليه وقد أكد الأزميري ذلك فقال : "على أنّي رأيت في غاية أبي العلاء لم يذكر الإدغام – أي العام- إلاّ في {والصاحب بالجنب}......". وقد ذكر الضباع في شرحه على الطيّبة أنّ أبا العلاء ذكر الإدغام العام ليعقوب في كتابه مفردة يعقوب وليس هو من طرق النشر وقد سبق التنبيه أنّ طريق الزبيري يختصّ بكتاب الغاية لأبي العلاء دون مفردة يعقوب وكذا الكامل للهذلي.وأما من الكامل فلم أجد إشارة إلى الإدغام العام ليعقوب إلا هذه : قال الهذلي : وافقه على هذه الجملة – أي جملة من المتماثلين – الوليد بن حسان وعبد الخالق عن يعقوب " الكامل ص247. وقال : وافقه يعقوب في {والصاحب بالجنب} ، فأدغم رويس{ٍفلا أنساب بينهمِ} ، و {نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت} سلام معه في الصافات ، زاد الحمامي عن رويس {لذهب بسمعهم} ، و{الكتاب بالحق} بعد السبعين والمائة في البقرة وفي الأعراف {جهنم مهادا}.الكامل ص 348.
وعلى ما سبق من البيان يظهر أنّ الإدغام العام ليعقوب غير وارد بالنصّ في المصادر التي أشار إليها ابن الجزري ، وأداءه يختصّ بكتاب المطلوب لأبي حيان كما قال : "ذكره شيخ شيوخنا الأستاذ أبو حيان في كتابه: المطلوب في قراءة يعقوب. وبه قرأنا على أصحابنا عنه. و ربما أخذنا عنه به" انتهى كلامه. وقد سبق القول بأنّ كتاب المطلوب ليس من طرق النشر.
ولست بصدد تضعيف وجه الإدغام العام ليعقوب وإنّما نقلت لكم ما وصل إليه بحثي مختصراً ريثما يتحفنا مشايخنا الأفاضل بتدخّلاتهم الممتعة في الموضوع إن شاء الله تعالى.
والعلم عند الله تعالى.
هذه محاولة منّي لتحرير وجه الإدغام العام ليعقوب بعد ما أشار شيخنا الفاضل السالم الجكني إلى عدم ثبوت هذا الوجه ليعقوب من المصباح ، وهذا الذي حفزّني إلى النظر في المسألة بقرب.
فأقول وبالله التوفيق.
قال ابن الجزري في الطيّبة : وقيل عن يعقوب ما لابن العلا. أي أنّ يعقوب يُدغم كلّ ما أدغمه أبو عمرو إدغاماً كبيراً في المثلين والمتقاربين. وقال في نشره : "وذكر صاحب المصباح عن رويس وروح وغيرهما وجميع رواة يعقوب إدغام كل ما أدغمه أبو عمرو من حروف المعجم أي من المثلين والمتقاربين. وذكره شيخ شيوخنا الأستاذ أبو حيان في كتابه: المطلوب في قراءة يعقوب. وبه قرأنا على أصحابنا عنه. وربما أخذنا عنه به. وحكاه الإمام أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمز (قلت) هو رواية الزبيري عن روح ورويس وسائر أصحابه عن يعقوب" النشر 1/302 و303.
والآن سأحاول كعادتي الرجوع إلى مصادر الإدغام الكبير التي ذكرها ابن الجزري لننظر ما تضمّنته في الباب وهي : المصباح لأبي الكرم ، المطلوب لأبي حيان ، ورواية الزبيري عن روح ورويس عن يعقوب. فأمّا كتاب المطلوب لأبي حيان فليس من طرق النشر وإنما ذكره ابن الجزري حكاية لا رواية.
وأمّا كتاب المصباح فقد قال صاحبه أبو الكرم : " وروى الأهوازي عن الزبير عن رجاله عن يعقوب إدغام جميع حروف المعجم التي أدغمها أبو عمرو " 1/462.أقول : وليس في المصباح إسناد إلى الزبير ولا إلى الأهوازي من طريق الزبير في قراءة يعقوب. وحتّى في كتاب الوجيز للأهوازي لم أجد طريقاً ليعقوب عن الزبيري. والمراد بالزبير هو الزبيري الفقيه أبو عبد الله الزبير بن أحمد بين سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير.
وأما رواية الزبيري فهي تختصّ بروح عن يعقوب من النشر دون رويس ، وهي ثلاثة طرق : طريقان من غاية أبي العلاء عن غلام بن شنبوذ وطريق من الكامل عن ابن حبشان. قال ابن الجزري : "طريق الزبيزي عن روح من طريق غلام ابن شنبوذ من طريقين من غاية أي العلاء قرأ بها على أبي الحسن ابن أحمد الحداد وقرأ بها على أبي القاسم عبد الله بن محمد العطار وقرأ بها على أبي جعفر محمد بن جعفر الأصبهاني المغازلي وأبي الحسن علي بن محمد الزاهد الفقيه وقرآ على أبي الطيب محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي المعروف بغلام ابن شنبوذ. ومن طريق ابن حبشان من الكامل قرأ بها الهذلي على أبي نصر منصور بن أحمد وقرأ بها على الأستاذ أبي الحسين علي بن محمد الأصبهاني وقرأ بها أبي الحسن علي عثمان بن حبشان الجوهري وقرأ ابن حبشان وغلام ابن شنبوذ على الفقيه أبي عبد الله الزبير بن أحمد سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير فهذه ثلاث طرق للزبيري وقرأ الزبيري وابن وهب على أبي الحسن روح بن عبد المؤمن بن عبدة ابن مسلم الهذلي مولاهم البصري النحوي (تتمة أربع وأربعين طريقاً لروح)"
أقول وليس في كتاب الغاية إشارة إلى الإدغام العام ليعقوب على ما طلعت عليه وقد أكد الأزميري ذلك فقال : "على أنّي رأيت في غاية أبي العلاء لم يذكر الإدغام – أي العام- إلاّ في {والصاحب بالجنب}......". وقد ذكر الضباع في شرحه على الطيّبة أنّ أبا العلاء ذكر الإدغام العام ليعقوب في كتابه مفردة يعقوب وليس هو من طرق النشر وقد سبق التنبيه أنّ طريق الزبيري يختصّ بكتاب الغاية لأبي العلاء دون مفردة يعقوب وكذا الكامل للهذلي.وأما من الكامل فلم أجد إشارة إلى الإدغام العام ليعقوب إلا هذه : قال الهذلي : وافقه على هذه الجملة – أي جملة من المتماثلين – الوليد بن حسان وعبد الخالق عن يعقوب " الكامل ص247. وقال : وافقه يعقوب في {والصاحب بالجنب} ، فأدغم رويس{ٍفلا أنساب بينهمِ} ، و {نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت} سلام معه في الصافات ، زاد الحمامي عن رويس {لذهب بسمعهم} ، و{الكتاب بالحق} بعد السبعين والمائة في البقرة وفي الأعراف {جهنم مهادا}.الكامل ص 348.
وعلى ما سبق من البيان يظهر أنّ الإدغام العام ليعقوب غير وارد بالنصّ في المصادر التي أشار إليها ابن الجزري ، وأداءه يختصّ بكتاب المطلوب لأبي حيان كما قال : "ذكره شيخ شيوخنا الأستاذ أبو حيان في كتابه: المطلوب في قراءة يعقوب. وبه قرأنا على أصحابنا عنه. و ربما أخذنا عنه به" انتهى كلامه. وقد سبق القول بأنّ كتاب المطلوب ليس من طرق النشر.
ولست بصدد تضعيف وجه الإدغام العام ليعقوب وإنّما نقلت لكم ما وصل إليه بحثي مختصراً ريثما يتحفنا مشايخنا الأفاضل بتدخّلاتهم الممتعة في الموضوع إن شاء الله تعالى.
والعلم عند الله تعالى.