تحرير وجه الإدغام العام ليعقوب من الطيّبة

إنضم
10/04/2005
المشاركات
1,122
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الجزائر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

هذه محاولة منّي لتحرير وجه الإدغام العام ليعقوب بعد ما أشار شيخنا الفاضل السالم الجكني إلى عدم ثبوت هذا الوجه ليعقوب من المصباح ، وهذا الذي حفزّني إلى النظر في المسألة بقرب.

فأقول وبالله التوفيق.

قال ابن الجزري في الطيّبة : وقيل عن يعقوب ما لابن العلا. أي أنّ يعقوب يُدغم كلّ ما أدغمه أبو عمرو إدغاماً كبيراً في المثلين والمتقاربين. وقال في نشره : "وذكر صاحب المصباح عن رويس وروح وغيرهما وجميع رواة يعقوب إدغام كل ما أدغمه أبو عمرو من حروف المعجم أي من المثلين والمتقاربين. وذكره شيخ شيوخنا الأستاذ أبو حيان في كتابه: المطلوب في قراءة يعقوب. وبه قرأنا على أصحابنا عنه. وربما أخذنا عنه به. وحكاه الإمام أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمز (قلت) هو رواية الزبيري عن روح ورويس وسائر أصحابه عن يعقوب" النشر 1/302 و303.

والآن سأحاول كعادتي الرجوع إلى مصادر الإدغام الكبير التي ذكرها ابن الجزري لننظر ما تضمّنته في الباب وهي : المصباح لأبي الكرم ، المطلوب لأبي حيان ، ورواية الزبيري عن روح ورويس عن يعقوب. فأمّا كتاب المطلوب لأبي حيان فليس من طرق النشر وإنما ذكره ابن الجزري حكاية لا رواية.

وأمّا كتاب المصباح فقد قال صاحبه أبو الكرم : " وروى الأهوازي عن الزبير عن رجاله عن يعقوب إدغام جميع حروف المعجم التي أدغمها أبو عمرو " 1/462.أقول : وليس في المصباح إسناد إلى الزبير ولا إلى الأهوازي من طريق الزبير في قراءة يعقوب. وحتّى في كتاب الوجيز للأهوازي لم أجد طريقاً ليعقوب عن الزبيري. والمراد بالزبير هو الزبيري الفقيه أبو عبد الله الزبير بن أحمد بين سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير.

وأما رواية الزبيري فهي تختصّ بروح عن يعقوب من النشر دون رويس ، وهي ثلاثة طرق : طريقان من غاية أبي العلاء عن غلام بن شنبوذ وطريق من الكامل عن ابن حبشان. قال ابن الجزري : "طريق الزبيزي عن روح من طريق غلام ابن شنبوذ من طريقين من غاية أي العلاء قرأ بها على أبي الحسن ابن أحمد الحداد وقرأ بها على أبي القاسم عبد الله بن محمد العطار وقرأ بها على أبي جعفر محمد بن جعفر الأصبهاني المغازلي وأبي الحسن علي بن محمد الزاهد الفقيه وقرآ على أبي الطيب محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي المعروف بغلام ابن شنبوذ. ومن طريق ابن حبشان من الكامل قرأ بها الهذلي على أبي نصر منصور بن أحمد وقرأ بها على الأستاذ أبي الحسين علي بن محمد الأصبهاني وقرأ بها أبي الحسن علي عثمان بن حبشان الجوهري وقرأ ابن حبشان وغلام ابن شنبوذ على الفقيه أبي عبد الله الزبير بن أحمد سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير فهذه ثلاث طرق للزبيري وقرأ الزبيري وابن وهب على أبي الحسن روح بن عبد المؤمن بن عبدة ابن مسلم الهذلي مولاهم البصري النحوي (تتمة أربع وأربعين طريقاً لروح)"

أقول وليس في كتاب الغاية إشارة إلى الإدغام العام ليعقوب على ما طلعت عليه وقد أكد الأزميري ذلك فقال : "على أنّي رأيت في غاية أبي العلاء لم يذكر الإدغام – أي العام- إلاّ في {والصاحب بالجنب}......". وقد ذكر الضباع في شرحه على الطيّبة أنّ أبا العلاء ذكر الإدغام العام ليعقوب في كتابه مفردة يعقوب وليس هو من طرق النشر وقد سبق التنبيه أنّ طريق الزبيري يختصّ بكتاب الغاية لأبي العلاء دون مفردة يعقوب وكذا الكامل للهذلي.وأما من الكامل فلم أجد إشارة إلى الإدغام العام ليعقوب إلا هذه : قال الهذلي : وافقه على هذه الجملة – أي جملة من المتماثلين – الوليد بن حسان وعبد الخالق عن يعقوب " الكامل ص247. وقال : وافقه يعقوب في {والصاحب بالجنب} ، فأدغم رويس{ٍفلا أنساب بينهمِ} ، و {نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت} سلام معه في الصافات ، زاد الحمامي عن رويس {لذهب بسمعهم} ، و{الكتاب بالحق} بعد السبعين والمائة في البقرة وفي الأعراف {جهنم مهادا}.الكامل ص 348.

وعلى ما سبق من البيان يظهر أنّ الإدغام العام ليعقوب غير وارد بالنصّ في المصادر التي أشار إليها ابن الجزري ، وأداءه يختصّ بكتاب المطلوب لأبي حيان كما قال : "ذكره شيخ شيوخنا الأستاذ أبو حيان في كتابه: المطلوب في قراءة يعقوب. وبه قرأنا على أصحابنا عنه. و ربما أخذنا عنه به" انتهى كلامه. وقد سبق القول بأنّ كتاب المطلوب ليس من طرق النشر.

ولست بصدد تضعيف وجه الإدغام العام ليعقوب وإنّما نقلت لكم ما وصل إليه بحثي مختصراً ريثما يتحفنا مشايخنا الأفاضل بتدخّلاتهم الممتعة في الموضوع إن شاء الله تعالى.
والعلم عند الله تعالى.
 
وأمّا كتاب المصباح فقد قال صاحبه أبو الكرم : " وروى الأهوازي عن الزبير عن رجاله عن يعقوب إدغام جميع حروف المعجم التي أدغمها أبو عمرو " 1/462.أقول : وليس في المصباح إسناد إلى الزبير ولا إلى الأهوازي من طريق الزبير في قراءة يعقوب. وحتّى في كتاب الوجيز للأهوازي لم أجد طريقاً ليعقوب عن الزبيري. والمراد بالزبير هو الزبيري الفقيه أبو عبد الله الزبير بن أحمد بين سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري الشافعي الضرير.
1- أرجو توضيح هذا الكلام مع تقليل النقول إن أمكن.
2- وما ذكرتموه من قراءة ابن الجزري بالإغام الكبير العام ليعقوب كأبي عمرو من طريق أبي حيان، شيخ شيوخه، مسندا، وإن كان خارجا عن مصادره، هو - وحده، وليس غيره من الاحتمال والفرض- الطريق الأدائي، أرجو أن تكون عبارتي واضحة.
3- وبالإدغام العام قرأنا ليعقوب على سيدنا ومولانا الشيخ/ أبي حسان محمد تميم مصطفى الزعبي، حفظه الله وجزاه عني خيرا: لرويس على القصر فقط في غير الخاص، وعلى المد والقصر في الخاص، على تفصيل لايسعه المقام ، ولروح على المد والقصر في كله، وإليه نذهب، وبه نأخذ
 
ولقد قرأت أيضاً ليعقوب القرءان كلّه من أوّله وآخره بحميع طرق الطيّبة بما فيها الإدغام العام ، وأعتقد أنّ قرّاء الطيّبة في الجملة إن لم أقلّ الكلّ قرءوا كذلك ، فالمشكلة لا تكمل هنا ، وإنّما تكمل في إثبات ورودها في المصادر ، فالمطلوب منكم معاملة هذه المسألة كمعاملتكم لمسألة الغنّة للأزرق. فإن اعتمدنا على الأداء المجرّد فينبغي الاعراض عن البحث العلمي في جميع الحالات والمسائل. وإن خضنا في تحقيق المسائل بمنهجيّة معيّنة فينبغي علينا إخضاع جميع المسائل لنفس المنهجية في التحقيق.
ولكم منّي كلّ الاحترام والتقدير.
 
1
- أرجو توضيح هذا الكلام مع تقليل النقول إن أمكن
.
قد ذكر صاحب المصباح أنّ الإدغام العام ليعقوب ذكره الأهوازي عن الزبير. وليس في أسانيد أبي الكرم رواية ليعقوب إلى الأهوازي من طريق الزبير وهذا يدلّ أنّ صاحب المصباح ذكر وجه الإدغام العام حكاية لا رواية. والعلم عند الله تعالى.
 
لم تختلف منهجيتي، ولا بغيت معارضتكم، ولا قصدت بطلب التوضيح إلا لأن الفقرة أشكلت عليّ، ولو كنت في دكار كان بإمكاني العودة إلى المصباح دون أن أستوضحكم لكني خارجها.
وذكرنا قراءتنا لأن بعض الإخوة زعم أن الشيخ أبا حسان لا يرى الإدغام العام، وهو قول يخالف قراءة كل من أعرفه عليه.
الغنة في اللام والراء للأزرق لم توجد في كتاب، ولم يذكر ابن الجزري أداء له بها عنه، بخلاف الإدغام. ولم أعتمد على قول أبي الكرم: "وروى الأهوازي عن رجاله عن يعقوب إدغام جميع حروف المعجم التي أدغمها أبو عمرو" لخلوّ كتابه من طرق النشر، ولعموم كلمة "رجاله" دون أن يكون هناك ما يمنع استثناء أحد منهم. وإنما اعتمدت على أداء ابن الجزري الذي نص عليه، وقد أسلفت في حواري مع حبيبكم الشيخ/ عبد الحكيم أن الطريق الأدائي المنصوص عليه أحب إليّ من غيره.
أرجو المعذرة إن جرحت في المشاركة السابقة
 
أخي الكريم الشيخ محمد يحي شريف حفظك الله ورعاك :
منهجيتك في بحث المسألة منهجية هي عندي سليمة ونضبطة .
وأقول :
هذه المسألة هي من مسائل بحثها كاتب هذه الحروف للوصول إلى ما يؤكد مدى انضباط منهج التحريرات من عدمه .
لكني الآن لا أستطيع البوح بكلذلك البحث نظراً " لحصريته " على جمعية علمية في مدينة الرياض ستكون فيها " دورة علمية للقراءات وعلومها " فالبحث ملك لها ، ثم بعد ذلك تعود ملكيته لي ، وساعته سأنشر خلاصته هنا ليقول فيه أهل التحريرات رأيهم ، وإن كنت على علم مسبق بذلك ، خاصة من طرف أخوي الكريمين وصدقي العزيزين المحمدين : يحي شريف و الحسن بوصو حفظهما الله .
وأكتفي الآن بذكر هذه النقاط :
1- الزبيري في الغاية هو عن روح ، وليس له الإدغام أصلاً .
2- الإدغام في الغاية عن رويس ، وهو الإدغام الخاص .
3- في النشر قال : " وبه قرأنا على أصحابنا عنه ، وربما أخذنا عنه به " !
فهه الضمائر الستة : ثلاثة منها " نا " وثلاثة منها " هـ " لابد من الاهتمام بها ، وإلا كان ابن الجزري لايعي ما يقول ، وحاشاه من ذلك .
4- في الطيبة قال : " وقيل " !
العبارة التي ذكرها ابن الجزري عن المصباح هي بنصها وحروفها عند شيخه ابن الجندي في البستان (1/185-195) لكنها عن كتاب " الجامع لابن فارس الخياط .
ولكم كل تحية وتقدير .
 
أهلا بالشيخ السالم الجكني وبحثه في حال عودة الملكية إليه. ونذكر بموقفنا بأن [التحريرات واجبة وجوب القراءات والروايات]، ونرجو من كل من يشارك توضيح العبارات ولجْمها بمعانيها، وترْك أي موقف أو عبارة يستدعي التأويل وتشعيب المذاهب، كما نرجو التركيز على نقطة الخلاف وحدها، دون خلق ظروف لحرب عصابات في أدغال النصوص، التي يعرفها كل من يستحق أن يتكلم في الموضوع. ويسرنا أن يكون موضوع الحوار المسألة وليس القائلين بها. ولو استطعنا أن نتجنب المجاملات المملة في حدود الاحترام المتبادل لكانت الفائدة أكبر، والجدوى أعمّ !
نناقش شيخنا ما دام فينا
وتبلغه المسائل حيث كانا
ونذكر بأن المثل القائل: "خير الكلام ما قل ودل" يعني أن "شر الكلام ما كثُر وأضلَّ"
 
وحياكم الله وبياكم شيخنا الكريم محمد الحسن بوصو حفظك الله ورعاك .
ولي طلب عند فضيلتكم وهو :
أن تخففوا علينا قليلاً بالمصطلحات الحربية والعسكرية والسياسية ، فنحن طلاب علم تحرير القراءات ، وليس " الأنظمات " ." جوقة بالحسانية ".
تحيتي وسلامي .
 
لما كان ذو الأرواح السبعة، ياسر عرفات، يتنقل بين عواصم العالم، منتطقا مسدسا بذخيرة حية، تحسبا لمداهمة موسادية في إحدى عواصم دول عدم الانحياز، يتحدث باسم منظمة "التحرير" الفلسطينية، كانت الأمور على ما يرام بخصوص الأمل باستعادة القدس، ولما انتقلوا إلى محادثات أوسلو، التى لا يسلو من نتائجها حزين، واتفقوا على ترك المصطلحات والمصطليات العسكرية أصبح الفلسطينيون بين حريق بالنار الإسرائيلية وشريق بنعمة الرشوة الغربية، وضاعت القدس ومحتوياتها، وضاءت تل أبيب ومنتناتها. ثم يريد مني شيخنا ترك المصطلحات العسكرية، وهل يحفظها غير أهل التحرير؟ وهل هناك تحرير بدون سلاح ؟
 
وقفت على كلام مهمّ للشيخ العلامة المحرّر الكبير يوسف أفندي زادة من شيوخ الأزميري. فأحببت أن أنقله للفائدة.

قال العلامة الشيخ يوسف أفندي زادة رحمه الله تعالى ": ورُوي عن يعقوب أيضاً إدغام جميع ما يدغمه أبو عمرو بالإدغام الكبير في المثلين والمتقاربين حيث قال ابن الجزريّ في طيّبته : وقيل عن يعقوب ما لابن العلا. إلاّ أنّا لم نأخذ بذلك كلّه بل اقتصرنا على الكلمات المخصوصة التي ذكرها قبل ذلك لما ضعّفه ابن الجزري بقوله "وربما أخذنا عنه به" فإنّ كلمة رُبّ تُنبّئ عن الضعف والقلّة لا سيما مع قوله في الطيّبة "وقيل" فإنّه يُنبّئ عن الضعف أيضاً وإن ...– كلمة غيرمفهومة- ....الأخذ بالعزائم لا بالرخصّ : (الائتلاف في وجوه الاختلاف في تحرير وجمع الآيات للقراء العشرة من طريق طيّبة النشر ص3 بخط رديء جداً على هامش كتاب زبدة العرفان في وجوه القرءان لعبد الفتاح البلوي. مكتبة أولاد الشيخ للتراث)."

أقول : ليست المشكلة في استعمال لفظ "قيل" فإنّ أهل الأداء يستعملونها في الأوجه الصحيحة كقول الإمام الشاطبي : وقد قيل محض المد عنها تبدلا. ولكنّ ابن الجزري استعمل لفظ "قيل" في الطيّبة ولفظ "ورُبّما" في النشر وهما صغتان للتضعيف واستعمل اللفظ الأخير فيما ثبت بالأداء عنده في غير المصادر التي أسند إليها قراءة يعقوب. ونستفيد أيضاً من كلام الشيخ زادة أنّ من أهل الأداء من لم يأخذ بوجه الإدغام العام ليعقوب من الطيّبة.

والعلم عند الله تعالى.
 
الشيخ يوسف زادة من الذين يقولون بالعزائم، ولم يكن يأخذ بهاء السكت أيضا في نحو {موفون} لقول ابن الجزري "وقلّ"، لكن أجلة مثله قبله وبعده أخذوا به، معتبرين الصحة لا الكثرة والقلة، كما أخذوا بالإدغام العام ليعقوب للطريق الأدائي من طريق المطلوب لأبي حيان
 
السلام عليكم
وأغبطكم على النقاش الهادئ ، وأشكر للأخ محمد يحيى شريف بحثه العلمي المتين ، لا شك أني أوافقه ولولا إرهاقي الشديد بسبب ترتيبات مؤتمرنا في نواكشوط لشاركتكم النقاش وأذكركم بما نشره قبل سنة أخونا السالم الجكني حول طريق الزبيري عن روح ووافقته بعد بحث في كتابي تيسير طرق النشر المنشور منه هذا الفصل في هذا الملتقى
الحسن
 
الشيخ يوسف زادة من الذين يقولون بالعزائم، ولم يكن يأخذ بهاء السكت أيضا في نحو {موفون} لقول ابن الجزري "وقلّ"، لكن أجلة مثله قبله وبعده أخذوا به، معتبرين الصحة لا الكثرة والقلة، كما أخذوا بالإدغام العام ليعقوب للطريق الأدائي من طريق المطلوب لأبي حيان
لم أنقل كلامه للاستدلال به ، وحتّى لو أخطأ في بعض المسائل لا يعني ردّ كلّ أقواله جملة وتفصيلاً ، فقد يكون كلامه وجيهاً إلى حدّ ما ، وليس هناك ما يمنع من التمعّن في كلامه والنظر فيه مجرّد النظر لا أكثر ولا أقلّ.
 
إتماماً للفائدة، أحببت أن أضيف ما يترتّب على وجه هاء السكت في نحو {العالمين} من أصول في قراءة يعقوب من طريق الطيّبة، فأقول وبالله التوفيق.

هاء السكت في نحو {العالمين} هو مذهب ابن سوار في مستنيره، وابن مهران عن رويس في غايته على ما يظهر في النشر، ومذهب أبي الكرم في مصباحه على ما ذكره ابن الجندي في بستانه ووجده الأزميري.

فأما ابن سوار فقد ذكره بصيغة الغائب فقال : وقد رُوي عنه أيضاً إثبات الهاء في الوقف فيما كان في آخره نون مفتوحة كقوله {العالمين} العالمينه، {والذين} الذينه، {ينفقون} ينفقونه، {يعلمون} يعلمونه، {بين أيديهنّ} أيديهنّه، و{أرجلهنّ} أرجلهنّه، ونحو ذلك"(قبل باب الإمالة). قلتُ : ومذهب بن سوار في المنفصل هو القصر لقوله : "فكان أهل الحجاز غير الأزرق وأبي الأهر عن ورش، والحلواني عن هشام، والوليّ عن حفص من طريق الحمامي، وأهل البصرة، يمكّنون الحرف من غير مدّ". وليس له الغنة في اللام والراء في روايتي رويس وروح عن يعقوب وإنّما ذكره في رواية أبي حاتم عن يعقوب بعبارة ظاهرها إظهار الراء واللام إظهاراً صحيحاً وليس أظهاراً للغنة لقوله : "وروى المروزي عن المسيّبي، وأبو حاتم عن يعقوب إظهارهما عند اللام إظهار صحيحاً لا إظهار غنة، زاد أبو حاتم إظهارها عند الراء."
وعليه يكون مذهب ابن سوار في قراءة يعقوب :
- هاء السكت وعدمه على نحو {العالمين} لقوله : "وقد رُوي عنه أيضاً"
- القصر في المنفصل
- عدم الغنة في اللام والراء
- وعدم الإدغام العام لأنّ ابن سوار خصّه بأبي عمرو البصري.

وأما من غاية ابن مهران فلم أجد فيه إشارة إلى السكت في نحو {العالمين}، ولم أجده في كتاب المبسوط. قال الأزميري :"و ذكر الشيخ-أي المنصوي- في الوجه الرابع هاء السكت لابن مهران عن يعـقوب بكماله وليس كذلك ، بل هو مخصوص برواية رويس ، هذا الذي ذكرناه في وجه التكبير على اعتبار انه مروي باتصال السند". قلتُ : وكأنّ الأزميري يشير إلى ثبوته عن ابن مهران أداءً وليس على أساس ما ثبت في الغاية والمبسوط ، وهو خلاف طريقته في التحرير، وعليه فلا نأخذ له بوجه هاء السكت من طريق الغاية.

وأما من المصباح فقد ذكر أبو الكرم الشهرزوري وجه السكت على {العالمين} بصيغة الغائب أيضاً حيث قال:"وروي عن يعقوب إثبات الهاء في الوقف فيما كان في آخره نون مفتوحة كقوله {المؤمنين}، و{العالمين}، و{الذين} ، {ينفقون}، {يعلمون}، {بين أيديهنّ}، و{أرجلهنّ}، ونحو ذلك". ومذهب أبي الكرم في المنفصل هو القصر لقوله : "فإنّ أهل الحجاز إلاّ الأزرق وأبا الأزهر عن ورش، والحلواني عن هشام، والوليّ عن حفص من الحمامي، وأهل البصرة، يمكّنون الحرف من غير مدّ". وأما الغنة في اللام والراء فقال : "فأظهرها عندهما -أعني الغنة- الشنبوذي ........وروح وزيد عن يعقوب. وافقهم رويس عند اللام خاصة".
وعليه يكون مذهب أبي الكرم عن يعقوب :
- هاء السكت وعدمه
- القصر في المنفصل
- الغنة في اللام والراء لروح وفي اللام لرويس
- الإدغام العام على ظاهر النشر. والصحيح عندي الإظهار لأنّ أبا الكرم ذكره عن الأهوازي عن الزبير عن أصحابه عن يعقوب على الحكاية لا الرواية، فليس في المصباح إسناد عن الزبير أو عن الأهوازي عن الزبير عن يعقوب، ولا حتّى في كتاب الوجيز للأهوازي.كما بيّنته في البحث المنقول أعلاه.

خلاصة المسألة :
نخلص مما سبق :
أولاً : ورود هاء السكت عن ابن سوار وأبي الكرم بصيغة الغائب وهذا يدلّ على ضعفه، وضعفه لا يعني عدم الأخذ به عند أهل الأداء، إذ ثبوته من طريقي ابن سوار وأبي الكرم يخرجه عن الشذوذ ويدخه في شرط ابن الجزري.
ثانياً : إن وجه السكت لا يكون إلا على القصر في المنفصل مع عدم الغنة من المستنير ، ومع اللام دون الراء لرويس ومعهما لروح من المصباح
ثالثاً : عدم الإدغام العام.

والعلم عند الله تعالى.
 
مسألة : حكم هاء السكت في الأفعال نحو ينفقون و يعملون ليعقوب من الطيبة.

مسألة : حكم هاء السكت في الأفعال نحو ينفقون و يعملون ليعقوب من الطيبة.

مسألة : حكم هاء السكت في الأفعال نحو {ينفقون} و {يعملون} ليعقوب من الطيبة.

قال ابن الجزري في النشر: "(الأصل الخامس) النون المفتوحة نحو (العالمين، والذين، والمفلحون وبمؤمنين، فروى بعضهم عن يعقوب الوقف على ذلك كله بالهاء، وحكاه أبو طاهر بن سوار وغيره ورواه ابن مهران عن رويس، وهو لغة فاشية مطردة عند العرب، ومقتضى تمثيل ابن سوار إطلاقه في الأسماء والأفعال فإنه مثل بقوله (ينفقون) وروى ابن مهران عن هبة الله عن التمار تقييده بما لم يلتبس بهاء الكناية ومثله بقوله: وتكتمون الحق وأنتم تعلمون؛ وبما كنتم تدرسون. قال ومذهب أبي الحسن بن أبي يعنى شيخه ابن مقسم إن هاء السكت لا تثبت في الأفعال (قلت) والصواب تقييده عند من أجازه كما نص عليه علماء العربية، والجمهور على عدم إثبات الهاء عن يعقوب في هذا الفصل وعليه العمل والله أعلم" (النشر 2/136)

ٌقد منع ابن الجزري وجه هاء السكت في الأفعال في نحو {يعملون} و{ينفقون} معتمداً على شيئين :
الأول : ما رواه ابن مهران عن هبة الله عن التمار الراوي عن رويس،
الثاني : ما عليه علماء العربية في منع ذلك في الأفعال.

مع أنّ الرواية في ذلك ثبتت عن ابن سوار، وأبي الكرم الشهرزوري . قال ابن سوار في المستنير : وقد رُوي عنه أيضاً إثبات الهاء في الوقف فيما كان في آخره نون مفتوحة كقوله {العالمين} العالمينه، {والذين} الذينه، {ينفقون} ينفقونه، {يعلمون} يعلمونه، {بين أيديهنّ} أيديهنّه، و{أرجلهنّ} أرجلهنّه، ونحو ذلك". وقال أبو الكرم في المصباح: "وروي عن يعقوب إثبات الهاء في الوقف فيما كان في آخره نون مفتوحة كقوله {المؤمنين}، و{العالمين}، و{الذين} ، {ينفقون}، {يعلمون}، {بين أيديهنّ}، و{أرجلهنّ}، ونحو ذلك."

فهل يمكن أن نرد رواية ابن سوار وأبي الكرم على أساس ما نُقل عن التمار من طريق ابن مهران لا سيما وأننا لم نقف على كلام لابن مهران يتعلّق بالباب في كتابه الغاية والمبسوط.؟
وهل يمكن أنّ نردّ ما ثبت عن ابن سوار وأبي الكرم على أساس قياس لغوي ؟

ألم يكن الأولي على ابن الجزري أن يأخذ بالإطلاق من طريق ابن سوار وأبي الكرم وبالتقييد من طريق ابن مهران ؟
 
الشيخ السالم الجنكى من قلاع القراءات ...نسأل الله العلى القدير أن ينفعنا به .. و السؤال هل تحقيق النشر لسيادتة متوفر لدينا فى القاهرة ؟؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سند الزبيري من طريق الاهوازي مسند بالكتاب اخي الكريم
قال ابو الكرم اخبرنا ابو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي أنه قرأ على أبي الحسن علي بن إبراهيم الأهوازي وقرأ على أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن حسن بن إسماعيل الجبي وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وأخبره أنه قرأ على أبي عبد الله الزبير بن أحمد بن سليمان وأخبره أنه قرأ على أبي عبد الله محمد بن المتوكل الملقب رويسا وقرأ رويس على يعقوب ,قال الزبيري وقرأت أيضا على أبي أيوب سليمان بن عبد الله الذهبي ختمات كثيرة وعلى روح بن عبد المؤمن وأخبراني أنهما قرآ على يعقوب
فسند الأهوازي إلى رويس وروح من طريق الزبيري رواية لا حكاية كما تفضلتم
وهذا السند في الإقناع للأهوازي وهو في الجامع الكبير للروذباري وقد ذكر البلخي أنه يدغم من هذا الطريق نصا المتماثلين دون المتقاربين والمتجانسين على ما وجدته
يراجع ما قاله البلخي في كتابه
دمتم سالمين
 
نعم لكنة بصيغة التحديث لا الأداء
التحديث أو الاداء اخي الكريم فالسند مروي في الكتاب وطريقه كذا وفي منع هاء السكت مع الادغام الكبير في نفسي منه شيء لأن الشهرزوري ذكرهما كلاهما وفي إدغامه العام في النفس شيء أيضا ذكرت هذه المسئلة وتحريرها في موضوع الإدغام الكبير ليعقوب فلينظر هناك
دمتم سالمين
 
لكنه ليس مسندا في النشر
ليس مسندا في النشر ولكنه قال وربما اخذنا به فهو من الطرق المصرحة دون ذكرها والله تعالى أعلى وأعلم
وقد سألت الشيخ إيهاب فكري حفظه الله مرارا وتكرارا على ضعف الطريق وضعف الإدغام فكان يقول "الشهرزوري ثقة وتلقى ابن الجزري وغيره من العلماء روايته بالقبول وقرئ بها القرآن وهذا كاف لاعتماد ما رواه" وقال أيضا "هناك أمور تجعل رواية الثقة قطعية مثل تلقي علماء الأمة لها بالقبول ثم أنه لم ينفرد فقد ذكر ابن الجزري أنه قرأ بذلك من المطلوب - أي غاية المطلوب- لأبي حيان وقال ربما أخذنا به" وقال أيضا "أما أنه لم ينتخب هذا الطريق فهذا على قواعد الأزميري والمتولي من الاقتصار على مبحث الطرق وهم أنفسهم لم يلتزموا بذلك" وقال "وثقة ابن الجزري في النقل من المطلوب كافية" هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم
دمتم سالمين
 
المشكلة ليست في توثيق أبي الكرم رحمه الله، وليس في كونه روى بالتحديث، وليست المشكلة في صحة الإدغام الكبيرعن يعقوب. فمادم الوجه على شرط ابن الجزري وأقصد من ذلك أنه لم ينقل بالانفراد فلا إشكال في كل ما ذكرت.
المشكلة أنّ وجه الإدغام العام ليعقوب لم يرد من الطرق النشرية، وأنّ ابن الجزري اعتمد على الأسانيد التي تتصل بالتلاوة والأداء ليس على مجرد التحديث والإخبار.
المشكلة تكمن ههنا.
 
نحن من نحرر على طريق التحديث والاخبار لانه الطريق الوحيد الذي لدينا لتحرير الادغام فلا كتاب اللوامح للرازي ولا كتاب غاية المطلوب لابي الحيان فيما اظنه متوفران لكن ابن الجزري قرأ به فعليك ان تحكم عندما تقع على هذين الكتابين
وأعيد كلامي في إدغام العام لطريق الزبيري من طريق السمرقندي عن الأهوازي في نفسي منه شيء لأن طريق الروذباري على إدغام المثلين فقط ولرويس فقط
ومع هذا قرأتُ به وأَقْرَأ به وأقرِئ به
دمتم سالمين
 
وأنّ ابن الجزري اعتمد على الأسانيد التي تتصل بالتلاوة والأداء ليس على مجرد التحديث والإخبار.
المشكلة تكمن ههنا.
ما رأيك إن قلت لك أن ابن الجزري قد انتخب طريق أو أكثر فيه سقط - لا اقول لك تدليس وإن كان في نفسي انه تدليس- ؟؟! فأيهما أحب اليك طريق فيه سقط أم طريق تحديث متصل صحيح لا غبار عليه ؟!!!!
فإذا قلت لي سقوط شخص واحد معروف من السند لا يضر ؟! قلت لك ان تحديث شخص واحد في سند كله قراءة واداء لا يضر ايضا
دمتم سالمين
 
قل ما شئت نحن نتحدث عن منهج ابن الجزري الذي ارتضاه في النشر وقد يخرج عنه وعن شرطه لأنه بشر.
 
قل ما شئت نحن نتحدث عن منهج ابن الجزري الذي ارتضاه في النشر وقد يخرج عنه وعن شرطه لأنه بشر.
المنهج الذي تتكلم عنه قد خرج هو عنه !!!
فأي منهج تعني ؟!
وحضرتك قلتها "قد يخرج عنه وعن شرطه لأنه بشر" فما الإشكال الذي وقع الان قد انتفى اشكالكم بارك الله فيكم
دمتم سالمين
 
عودة
أعلى