تحرير طرق غاية أبي العلاء في النشر للشيخ أشرف محمد فؤاد طلعت

أحمد كوري

New member
إنضم
13/06/2008
المشاركات
153
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

جمع الإمام ابن الجزري في النشر زهاء ألف طريق، ورجع إلى أكثر من سبعين مرجعا، ستة وثلاثون منها من أصوله والباقي مراجع عامة في القراءات؛ فلا غرو أن يقع بعض السهو في هذه الموسوعة الكبرى، ككل عمل بشري، خصوصا أن ابن الجزري ربما لا يرجع إلى أصوله مباشرة؛ فهو مثلا قد يعزو إلى غاية الاختصار بواسطة الجعبري كما يقول (النشر: 1/298): "ومن من نص على ذلك الحافظ أبو العلاء الهمذاني في ما نقله عنه أبو إسحاق الجعبري"، وربما يكون الجعبري واهما في العزو فينتقل وهمه إلى النشر (انظر: غاية الاختصار: 188هـ)، ثم زادت الطينَ بلةً أخطاءُ النساخ والطبعات غير المحققة.
فكان من مفاخر مذهب التحريرات قديما وحديثا أن بعض أتباعه جعلوا نصب أعينهم تحرير النشر بعرضه على أصوله وبيان ما وقع فيه من سهو، أو أضافه إليه النساخ.
ومن هؤلاء المحررين الشيخ أشرف محمد فؤاد طلعت، الذي حقق غاية الاختصار في قراءة العشرة أئمة الأمصار، لأبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار، ووضع عليها هوامش مفيدة، قارن فيها بين ما ورد في الأصل وبين ما نقل عنه النشر. وليت جميع محققي أصول النشر اقتدوا على آثاره وعملوا بهذه المنهجية!
وقد طالعت هذا التحقيق فوجدت المحقق قد نبه على المسائل التالية.
وأشير هنا إلى أنني مجرد ناقل عن تحقيق الشيخ أشرف طلعت، والعهدة عليه.

1 - في الغاية (ص: 409هـ) إسكان )يصوركم( [آل عمران: 6] ولم يأخذ به النشر (2/213) مع أنه طريقه.
2 - في الغاية (ص: 417هـ) إسكان )أرنا( [البقرة: 128] و)أرني( [البقرة: 260] من طريق بكر بن شاذان والاختلاس من طريق الفحام، ولكن النشر (2/222) ذكر الإسكان من طريق ابن الفحام ولم يذكره من طريق بكر.
3 - ذكر النشر (1/400) حذف الألف من )هانتم( [آل عمران: 66] عن الاصبهاني من طريق الحمامي عن هبة الله عنه، والإثبات من طريق النهرواني القطان عن هبة الله عنه، وهو عكس ما في غاية الاختصار (ص: 450هـ).
4 - ترك القطان مد )هانتم( [آل عمران: 66] (انظر: غاية الاختصار: 450هـ) ولم يشر إليه النشر (1/400 – 401).
5 - خص النشر (2/241) القراءة بياء الغيب في )وما تفعلوا من خير فلن تكفروه([آل عمران: 115] بطريق النهرواني عن ابن فرح عن الدوري، وظاهر غاية الاختصار (ص: 452هـ) يفيد أن ذلك للنهرواني من جميع طرقه عن اليزيدي.
6 - لم يشر النشر (2/262) إلى مذهب أبي الطيب عن رويس في )ليضلون([الأنعام: 119] و)ليضلوا([يونس: 88] (انظر الغاية: 487هـ).
7 - وقع في النشر المطبوع (2/273) أن أبا عمرو يقرأ بالنون في: )ويذرهم( [الأعراف: 186]، وهو وهم (انظر غاية الاختصار: 501هـ).
8 - سقط ذكر أبي جعفر من النشر (2/277) ومن إتحاف فضلاء البشر في: )أن يكون له أسرى( [الأنفال: 67] (انظر غاية الاختصار: 506هـ).
9 - ذكر النشر (2/307) أن هشاما من جميع طرق زيد بن أبي بلال عن الداجوني عنه إلا من طريق المفسر عن زيد يقرأ )خَطَأً( [الإسراء: 31] مثل ابن ذكوان، والذي يظهر من غاية الاختصار (ص: 547هـ) أن هشاما من طريق النهرواني عن زيد عن الداجوني عنه يقرأ )خِطْـءـاً( [الإسراء: 31] مثل حفص.
10 - ذكر النشر (2/307) أن مذهب أبي الطيب عن رويس عن يعقوب هو الخطاب في قوله تعالى: )عما يقولون( [الإسراء: 43]، والذي في غاية الاختصار (ص: 548هـ) أنه يقرأ بالغيب في هذا الحرف.
11 - نسب النشر (2/339) قراءة الغيب في )بما تفعلون([النمل: 88] للصوري عن ابن ذكوان، والذي في غاية الاختصار (ص: 604هـ) أن الصوري يقرأ بالخطاب.
12 - ذكر النشر (2/151) أن أبا العلاء ساوى بين وجهي الوقف في )ويكأن( [القصص: 82] عن أبي عمرو والكسائي، والذي يظهر من عبارة الحافظ أبي العلاء أنه يقدم الوجه الثاني، وهو الوقف على الكلمة بكمالها موافقة للرسم كبقية القراء (انظر: غاية الاختصار: 608هـ).
13 - في غاية الاختصار (ص: 620هـ) تحقيق السوسي لـ )تـءـوي( [الأحزاب: 51] و)تـءـويه( [المعارج: 13]، ولم يشر إليه في النشر مع أن طرق السوسي في غاية الاختصار من الطرق المختارة في النشر (1/392).
14 - لم يذكر النشر (2/355) لرويس إلا وجها واحدا في )جبلا( [يس: 62]، ولم يشر إلى الخلاف المذكور في غاية الاختصار (ص: 632هـ).
15 - ذكر النشر (2/365) أن أبا العلاء ذكر وجهين لهشام في )والذين يدعون( [غافر: 20] وأنه خالف بذلك الداني، والواقع أن أبا العلاء لم يذكر إلا وجها واحدا لهشام ولم يخالف الداني، وإنما ذكر الوجهين للعمري عن أبي جعفر (انظر غاية الاختصار: 643هـ).
16 - في النشر (2/368) أن التجريد انفرد بـ)يرسلُ(برفع اللام و)فيوحِي( [الشورى: 51] بإسكان الياء عن هشام، مع أن أبا العلاء ذكر ذلك. (انظر غاية الاختصار: 650هـ).
17 - لم يذكر النشر (2/375) لهشام عن ابن عامر إلا إسكان الطاء في )شطـءـه( [الفتح: 29]، مع أنه بالفتح في الغاية (ص: 662هـ) وأبي العز في الكفاية والتجريد والمعدل في الروضة وابن فارس في الجامع والتبصرة وروضة المالكي، وكلها من طرقه.
18 - لم يشر النشر (2/379) إلى الخلاف عن رويس في تشديد )اللـٰـت( [النجم: 19] مع أنه في الغاية (ص: 668هـ) وهي من طرقه.
19 - في النشر (2/382) أن التخيير في )لم يطمثهن( [الرحمن: 56] للكسائي بكماله، والذي في الغاية (ص: 672هـ) أنه للدوري فقط.
20 - في النشر (2/217) تسكين حاء )فسحقا( [الملك: 11] للنهرواني، والذي في الغاية (ص:687هـ) ضمها له.
21 - في النشر (2/390) أن أبا العلاء لم يذكر لابن ذكوان غير الغيبة في )يؤمنون( [الحاقة: 41] و)يذكرون( [الحاقة: 42] وليس كما ذكر، ولم يذكر أيضا طريق الداراني ضمن رواة الخطاب، مع أنها مختارة في النشر من الغاية (ص: 694هـ).
22 - في النشر (2/394 – 395) الوقف بغير ألف في )سلاسلا( [الإنسان: 4] لرويس في بعض طرق الغاية، وذلك بخلاف ما فيها (ص: 699هـ).
23 - في النشر (1/221) انفراد الهذلي في )ألم نخلقكم( [المرسلات: 20]، مع أن الغاية وافقته (: 702هـ).
24 - لم يشر النشر (2/3) إلى ما ذكره أبو العلاء من الإدغام للصوري في إذ في الدال والتاء (انظر غاية الاختصار: 166هـ).
25 - لم يشر النشر (2/5) إلى رواية الإظهار للداجوني عن هشام في )نضجت( [النساء: 56] و)هدمت( [الحج: 40] (انظر غاية الاختصار: 168هـ).
26 - في النشر (2/234) أن رويسا فقط يشدد التاء من )نارا تلظى( [الليل: 14]، مع أن أبا العلاء ذكر يعقوب بكماله (انظر غاية الاختصار: 180هـ).
27 - في النشر (1/297) أن أبا العلاء لم يذكر الروم والإشمام في الإدغام الكبير، مع أنه في الغاية (انظر غاية الاختصار: 188هـ).
28 - في النشر (1/293) أن أبا العلاء انفرد عن ابن حبش بإدغام )الأرض شقا( [عبس: 26]، مع أن أبا العلاء رواه أيضا عن الدينوري (انظر غاية الاختصار: 192هـ).
29 - نسب النشر (1/480) إلى الغاية وجه بين بين في الوقف على )خطيـءـة( [النساء: 112] لحمزة، مع أن الغاية (ص: 245هـ) لم تذكر إلا وجه الإدغام.
30 - في الغاية (ص: 261هـ) أن أطولهم مدا حمزة ثم الأعشى ثم قتيبة، وقد نقل في النشر (1/326) عكس ما في الغاية؛ فقدم قتيبة على الأعشى، والأعشى على حمزة.
31 - لم يذكر النشر (2/45) فتح الراء وإمالة الهمزة [من )رءا( الذي بعده متحرك] في موضع الأنعام [76] من طريق النضر عن الأخفش عن ابن ذكوان، مع أنه من طرقه من الغاية (ص: 274هـ).
32 – نصت الغاية (ص: 276هـ) للصوري على إمالة )الحواريين( حرف الصف [14] فقط، بخلاف ما في النشر (2/65).
33 - نصت الغاية (ص: 277هـ) على إمالة الهمزة والراء من "رأى" الذي بعده ضمير [مثل: )رءاك( [الأنبياء: 36] عن الصوري، بخلاف ما في النشر (2/46).
34 – نسب النشر (2/40) إلى الغاية إمالة ) فأوٰري( [المائدة: 31] و) يوٰري ( [المائدة: 31] و) فلا تمار([الكهف: 22] للقباب عن الرملي عن الصوري، والصواب أن فيها إمالة ) يوٰري (و) فلا تمار(، وليس فيها إمالة )فأوٰري(. (انظر غاية الاختصار: 276هـ).
35 - ذكر أبو العلاء (ص: 280هـ) فتح النون وإمالة الهمزة من )ونـءـا( [الإسراء: 83] عن العليمي، بخلاف ما في النشر (2/44).
36 - ليس في غاية أبي العلاء طريق ابن جمهور عن السوسي، ولا اقتصرت الغاية على الفتح للسوسي في )نرى الله( [البقرة: 55] (انظر غاية الاختصار: 287هـ) بخلاف ما في النشر (2/77).
37 - في النشر (2/174 – 175) أن ابن وردان يفتح )ما لي لا أرى( [النمل: 20] من طرق النهرواني، وهو خلاف ما في الغاية (ص: 351هـ).
38 - لم يشر النشر (1/306) إلى ما في الغاية (ص: 383هـ) من اختلاس الصوري في )نؤته( [آل عمران: 145] وبابها.
39 - في النشر (2/209) أن الفرضي يسكن )ثم هو( [القصص: 61]، بخلاف ما في الغاية (ص: 387هـ 348 و366هـ).

المصدر:
غاية الاختصار في قراءة العشرة أئمة الأمصار – تأليف: أبي العلاء (الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار) – تحقيق: أشرف محمد فؤاد طلعت – نشر الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة – جدة – ط 1 – 1414هـ / 1994م.
 
جزاك الله خيرًا شيخنا الفاضل على هذه الفوائد القيمــة,
وليت جميع محققي أصول النشر اقتدوا على آثاره وعملوا بهذه المنهجية!
مقترح في غاية الأهميـــة, جزى الرحمن صاحبه جنةً وحريرًا.
 
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
 
باسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين.
لقد تيسر الأمر بفضل الله فأصبحت جل أصول كتاب النشر إما مطبوعة أو محققة، ويسر الله أمر تحقيق كتاب النشر في القراءات العشر، فلم يبق إلا تحرير طرق هذا الكتاب، ولو يعقد أهل الاختصاص مجمعا لهذه الغاية، يكون أفيد وأصوب، ونختصر الوقت والجهد، ويكتب لنا الأجر جميعا.
 
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
هذه هي الطريقة الصحيحة للتحرير، ولعلها هي السبيل الوحيد الكفيل بالوصول إلى تحرير نهائي لطرق النشر، والقضاء على اختلافات المحررين التي يشكو منها بعض الباحثين.
 
إن كان ما يقصده أخي الحبيب الدكتور أشرف حفظه الله ورعاه التنبيه إلى أن هذه الطريق على شرط ابن الجزري ولم يأخذ بها فقط ، فهذا - التنبيه - يسلّم له .
أما إن كان المراد هو " الاستدراك " على ابن الجزري و " إلزامه " فهذا دونه خرط القتاد ولا يسلّم له ولا لغيره ممن جاء قبله أو سيأتي بعده ، لأن ذلك هو تحصيل حاصل ، فابن الجزري رحمه الله سجّل ما يريد في كتابه ، وقرأ به وأقرأ به ، ولم يلتزم بأنه سيذكر كل وجه عن كل طريق وعن كل كتاب ، حتى وإن ظهرت في الآونة الأخيرة أبحاث تحاول ذلك .
والله من وراء القصد .
 
حياك الله شيخنا الفاضل الجكني
إن ثبت الخلاف أو التخيير بين المصدر والنشر فينبغي التسليم والخضوع لاختيارات ابن الجزري إذ لا يلزم من ابن الجزري تبنّي جميع ما في المصادر والطرق التي اختارها وأسند إليها التلاوة في النشر.
وإنّما المشكل يكمل فيما إذا كان ما في النشر لم يثبت في المصدر تماماً ، واتّباع الأداء في ذلك غير كاف بالنظر إلى منهجيّة ابن الجزري نفسه في نشره و من تقدّمه في الاعتماد على النصّ والأثر بالدرجة الأولى. فقد استدرك ابن الجزري على كثير ما في المصادر لعدم ثبوت النصّ في ذلك ولو ثبت بالأداء عندهم كتمكين مد البدل في {يواخذ} وغير ذلك.
أقول إن كان ابن الجزري استدرك على ما في المصادر لعدم التوافق بين الأداء الذي تلقاه وبين الثابت بالنصّ ألا يحقّ للمحققين المتأهلين الاستدراك على ما في النشر إن اتضح أنّ في النشر مخالف تماماً لما في المصدر ؟
هناك إفراط وتفريط. فالإفراط هو إلزام ابن الجزري بجميع ما في الطريق الذي اختاره. والتفريط هو منع الاستدراك تماماً حتّى ولو كان ابن الجزري مخالفاً لنصوص متقدّميه الذين أسند إليهم التلاوة.
 
جزاكما الله خيرا يا صاحبي الفضيلة: الشيخ د. الجكني، والشيخ محمد يحيى شريف، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكما.
 
عودة
أعلى