خالد الفيل
New member
هنالك مقدمات وتنبيهات مهمة تقدّم بين الحديث عن الشبهات لابد من بيانها :
فأولاً : ضرورة معرفة الشبهة وحدودها , وهذا مهم جداَ في تحديد الشبهة الهدامة من الشبهة التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به , وفرق بين شبهة الطعن في سند القرآن الكريم وحجيته وأنه يعلو فوق الزمان والمكان و وبين من يطعن في أشخاص بعض الصحابة . كلا الأمرين فاحش وباطل لكن تأثير كل واحد يختلف تماماً عن الآخر.
ثانياً : ضرورة معرفة الوسط الذي تروج فيه الشبهة ومدي تأثيرها ,وهذا مهم جداً في تحديد الموقف المتبع معها سواء بالسكوت عنها حتي تموت , أو بالرد عليها والتشنيع علي قائلها في الملأ . وعمر بن الخطاب الذي قال " اميتوا الباطل بالسكوت عنه ولاتثرثروا فينتبه الشامتون " , هو نفسه عمر الذي ضرب الفتي المبتدع بالدرة المسمي صبيغ وقد أورد القصة شيخ الإسلام في الفتاوي فقال :
" وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فإنه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن الذاريات ذروا فقال ما اسمك قال عبدالله صبيغ فقال وأنا عبدالله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبى عليه الصلاة والسلام اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه وكما قال تعالى : " فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة " , فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذى يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك فى قلوبهم ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذى لا يعلمه الا الله فكان مقصودهم مذموما ومطلوبهم متعذرا مثل أغلوطات المسائل التى نهى رسول الله عنها ومما يبين الفرق بين المعنى و التأويل أن صبيغا سأل عمر عن الذاريات وليست من الصفات وقد تكلم الصحابة فى تفسيرها مثل على بن أبى طالب مع ابن الكواء لما سأله عنها كره سؤاله لما رآه من قصده لكن على كانت رعيته ملتوية عليه لم يكن مطاعا فيهم طاعة عمر حتى يؤدبه و الذاريات و الحاملات و الجاريات و المقسمات فيها اشتباه لأن اللفظ يحتمل الرياح والسحاب والنجوم والملائكة ويحتمل غير ذلك اذ ليس فى اللفظ ذكر الموصوف والتأويل الذى لا يعلمه الا الله هو أعيان الرياح ومقاديرها وصفاتها ومتى تهب وأعيان السحاب وما تحمله من الأمطار ومتى ينزل المطر وكذلك فى الجاريات و المقسمات فهذا لا يعلمه الا الله ...,,,,,,,,إلخ " .
فعمر ضرب في الموضع الثاني لأن الضرر المتحقق من الشبهة بدأ يزيد وذلك أن الرجل كان يسأل عن المتشابه حتي أشتهر بذلك مما جعل عمر يعرفه من أول مقابلة له وهذا يعني أن الوسط الذي ذاعت فيه البدعة قد أصبح واسعاً والتأثير كبيراً لذلك تصرَّف عمر بن الخطاب بهذه الطريقة , أما في المقولة الأولي فتحمل علي الشبهات التي لا قبول لها , بل إن الإشتغال بالرد عليها يزيدها إنتشارا ً ويخلق لها دعاية إعلامية . فأفهم هذا الأصل _هداني الله وإياك للحق _ فإنه مفيد جداً في بابه .
يتبع إن شاء الله
فأولاً : ضرورة معرفة الشبهة وحدودها , وهذا مهم جداَ في تحديد الشبهة الهدامة من الشبهة التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به , وفرق بين شبهة الطعن في سند القرآن الكريم وحجيته وأنه يعلو فوق الزمان والمكان و وبين من يطعن في أشخاص بعض الصحابة . كلا الأمرين فاحش وباطل لكن تأثير كل واحد يختلف تماماً عن الآخر.
ثانياً : ضرورة معرفة الوسط الذي تروج فيه الشبهة ومدي تأثيرها ,وهذا مهم جداً في تحديد الموقف المتبع معها سواء بالسكوت عنها حتي تموت , أو بالرد عليها والتشنيع علي قائلها في الملأ . وعمر بن الخطاب الذي قال " اميتوا الباطل بالسكوت عنه ولاتثرثروا فينتبه الشامتون " , هو نفسه عمر الذي ضرب الفتي المبتدع بالدرة المسمي صبيغ وقد أورد القصة شيخ الإسلام في الفتاوي فقال :
" وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فإنه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن الذاريات ذروا فقال ما اسمك قال عبدالله صبيغ فقال وأنا عبدالله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبى عليه الصلاة والسلام اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه وكما قال تعالى : " فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة " , فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذى يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك فى قلوبهم ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذى لا يعلمه الا الله فكان مقصودهم مذموما ومطلوبهم متعذرا مثل أغلوطات المسائل التى نهى رسول الله عنها ومما يبين الفرق بين المعنى و التأويل أن صبيغا سأل عمر عن الذاريات وليست من الصفات وقد تكلم الصحابة فى تفسيرها مثل على بن أبى طالب مع ابن الكواء لما سأله عنها كره سؤاله لما رآه من قصده لكن على كانت رعيته ملتوية عليه لم يكن مطاعا فيهم طاعة عمر حتى يؤدبه و الذاريات و الحاملات و الجاريات و المقسمات فيها اشتباه لأن اللفظ يحتمل الرياح والسحاب والنجوم والملائكة ويحتمل غير ذلك اذ ليس فى اللفظ ذكر الموصوف والتأويل الذى لا يعلمه الا الله هو أعيان الرياح ومقاديرها وصفاتها ومتى تهب وأعيان السحاب وما تحمله من الأمطار ومتى ينزل المطر وكذلك فى الجاريات و المقسمات فهذا لا يعلمه الا الله ...,,,,,,,,إلخ " .
فعمر ضرب في الموضع الثاني لأن الضرر المتحقق من الشبهة بدأ يزيد وذلك أن الرجل كان يسأل عن المتشابه حتي أشتهر بذلك مما جعل عمر يعرفه من أول مقابلة له وهذا يعني أن الوسط الذي ذاعت فيه البدعة قد أصبح واسعاً والتأثير كبيراً لذلك تصرَّف عمر بن الخطاب بهذه الطريقة , أما في المقولة الأولي فتحمل علي الشبهات التي لا قبول لها , بل إن الإشتغال بالرد عليها يزيدها إنتشارا ً ويخلق لها دعاية إعلامية . فأفهم هذا الأصل _هداني الله وإياك للحق _ فإنه مفيد جداً في بابه .
يتبع إن شاء الله