الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فإن الفتن تتكاثر كلما تأخّر الزمان وتتعاظم، ومن أخطر الفتن في هذه الأيام وأشدّها ضرارا على دين المرء فتنة النساء، فكم من صالح مُتعبّد زاغ، وكم من صائم قائم قد ضاع، وقد تأمّلت في كتاب الله تعالى فألْفيته قد حذّر وأنذر من هذا الأمر الجلَل والمُصاب الجسيم، قال الله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) آل عمران/ 14. قوله تعالى: (من النساء) بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن، لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء" أخرجه البخاري ومسلم. ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء. [الجامع لأحكام القرآن 27/4]. وقال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) النساء/ 28. قال طاوس: ذلك في أمر النساء خاصة. وروي عن ابن عباس أنه قرأ (وخلق الإنسان ضعيفا) أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء. [الجامع 148/5]. ويقول سبحانه: (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) يوسف/ 28. قال ابن عباس: إن كيدكن أي: عملكن عظيم تخلطن البريء والسقيم. [الجامع 433/2].
وبهذا القدر كفاية وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا إن ربي قريب مجيب.
وبهذا القدر كفاية وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا إن ربي قريب مجيب.