تحذيرات من التوسع في الإعجاز العلمي .

خالد الفيل

New member
إنضم
25/09/2012
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
32
الإقامة
الخرطوم
" العلم الإلهي المتمثل في القرآن الكريم إنما هو خطاب عملي صريح موجَّه إلى كافة الناس بلغة فطرية يفهمها عاميُّهم... فالإشارات الكونية الواردة في القرآن، حتى لو اتفقت مع ما تتضمنه النصوص العلمية من قوانين ونظريات، فإن سياق الأولى غير سياق الثانية، فضلاً عن أن ثبوت هذا الاتفاق هو نتاج تأويل ذاتي، لا نتاج تحقيق موضوعي؛ وما لم يراع المشتغلون بما يسمى بـ " الإعجاز العلمي في القرآن" هذه الفروق الجوهرية بين أخبار الكون في النص القرآني وحقائق الطبيعة في النص العلمي، فلا يأمنون من الوقوع، على الأقل، في محذورات ثلاثة:
منها، الإيهام بأن الدليل العلمي النظري أو، بالأولى الدليل الفيزيائي، أقدر من غيره على إثبات نزول القرآن من عند الله... "
سؤال العمل لطه عبد الرحمن: 253 - بتصرف.
ما رأي الأخوة الأفاضل في هذا الطرح المهم والقوي للدكتور طه عبد الرحمن
 
انا ارى ان الاعجاز العلمي موجود والثابت منه على الحقيقة ليس تأويل ذاتي،إنما هو حقيقة اصيلة في النصوص القرآنية ولااظن يختلف في ذلك احد، ولااظن ان القائل بأن نصوص الإعجاز الحقيقية ليس فيها الإعجاز وانما في ذهن القارئ المؤول ،يقصد نفي وجود الإعجاز العلمي من القرآن كحقيقة فيه لاخارجه ،إن قصد ذلك فهو باطل، اي ان عنى ان القرآن ليس فيه إعجاز رباني من ناحية الآيات الكونية المنصوص عليها والتي تؤكد علم الله الكامل وتأكيد صحة النبوة زيادة عن تأكيدها ذلك ايضا من ناحية الغيوب والإعجاز البياني وغيره مما تكلم عنه العلماء.
نعم التوسع في محاولة اظهار الاعجاز بامور ليست حقيقية ، هذا يمكن النقاش حوله كأي نقاش حول اجتهادات او تأويلات منحرفة عند البعض ، وفرق بين الاجتهاد الحقيقي للمفسر الملتزم وبين المؤول الذي يسعي لتحميل النص مالايحتمله والله اعلم
اما الدعوة الى البحث الدائم عن اعجاز القرآن الذي لاتفنى عجائبه فحق لاشائبة فيه فهي دعوة لتدبر القرآن
 
اعتماد الإعجاز العلمي ـ كغيره ـ من وسائل الدعوة، تنطبق عليه قاعدة:
إذا ضاق اتسع، وإذا اتسع ضاق
والله أعلم
 
بخصوص ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، ما وجه الإعجاز فيه ؟؟ وما تعريفه إذا ما قورن بما تعورف عليه عند من نزل القرآن عليهم من لدن محمد صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا ؟؟

الذي أفهمه من كلمة إعجاز أن هناك تحدّ بالإتيان بمثل ما وقع من الخوارق ، أين وجه التحدي في الإعجاز العلمي إو في أي مما قيل عنه أنه إعجاز علمي، خذ مثلا الظلمات الثلاث التي تحيط بالجنين قبل ولادته، هي من الآيات المتفق على كونها إعجاز علمي في القرآن، السؤال هو أين التحدّي في هذه الحقيقة؟؟

هذا يطلق عليه برهان صدق ولا وجه لوقوع التحدي فيه ليكون معجزة، وعليه ما نقله الأخ خالد عن الدكتور طه عبد الرحمن مهم جدا في تقنين ما يدعى بالإعجاز العلمي
 
خذ مثلا الظلمات الثلاث التي تحيط بالجنين قبل ولادته، هي من الآيات المتفق على كونها إعجاز علمي في القرآن، ...يطلق عليه برهان صدق ولا وجه لوقوع التحدي فيه ليكون معجزة،
اخي عندي لحضرتكم سؤال
ماذا تقول في براهين الصدق التي اعتبرها القدماء اعجاز قرآني، وهي مسائل الإعلام عن غلبت الروم، وانتصار بدر وغير ذلك ، لماذا اعتبرها العلماء اعجاز الم يكن الأولى اعتبارها برهان صدق ولا وجه لوقوع التحدي فيه ليكون معجزة،؟
فاذا كان الامر يرتبط بنبوءة صادقة مسطورة في القرآن وتخص التاريخ واعتبر العلماء انها اعجاز يخص الغيبيات الصادقة فهذه ايضا-اي التي ذكرت حضرتكم الاتفاق على برهانها العصري- هي غيب مستقبلي ظهر صدق قائله هو الله عز وجل وهو برهان صدق ولو كان القدماء معاصرون لعدوها ايضا إعجاز وبرهان معا ، فمن يستطيع ان يخبر عبر القرون، وهو من الأميين، مثلا، عن علامات بالغة الدقة والتصوير، ستظهر في بطن الحامل او ظلمات البحار الحوامل، او مراحل النمو للجنين،وفي وحي متحدى به! وكما لايخفى عليكم فلليونان نظريات خاطئة في هذا بل لمن ظهر العلم فيهم في الغرب بعد المسلمين نظريات خاطئة في الجنين وغيره، فالإعجاز هنا برهان صدق واظهار كمال علم الله المرتبط به مانثبته نحن من كمال الصفات الربانية والأسماء الإلهية فهو الخبير والعليم والقدير واللطيف والقيوم والقادر والظاهر والباطن وهو الحكيم علام الغيوب.
 
أخي الكريم، شكرا على تعقيبك و ألخص ما أقول بما يلي:

1- حبذا لو ذكرت من العلماء السابقين من قال أن ما ذكرته من براهين الصدق - من غلبة الروم أو الانتصار في بدر - أنه معجزة ، بهذا اللفظ معجزة

2- هل يمكن أن يكون في القرآن شيء معجز في وقت معين ثم لا يكون معجزا في وقت آخر ؟؟ مثال الظلمات الثلاث في الحمل و ظلمات البحر ، لم تكن معروفة قبل ثم عرفت الآن ، هل نقول أن الإعجاز انتهى بمعرفتها ؟؟

3- لفظ معجزة - على المعنى المصروف للخوارق المقرونة بالتحدي - لم يكن معروفا قي عصر الصحابة ، لكنه تبلور علي يد المعتزلة وهذا بحاجة لاستقراء تاريخي ، و اتمنى أن تأتي لي بنقل عن أحد من الصحابة أو السلف من أهل السنة والجماعة ممن وصف القرآن بأنه معجزة - على هذه المعنى .

4-هل البرهان و الإعجاز شيء واحد ؟؟

5- هل معجزات النبي عليه الصلاة والسلام كلها مقرونة بالتحدي؟؟ ليس غير القرآن مقرون بالتحدي
 
" العلم الإلهي المتمثل في القرآن الكريم إنما هو خطاب عملي صريح موجَّه إلى كافة الناس بلغة فطرية يفهمها عاميُّهم... فالإشارات الكونية الواردة في القرآن، حتى لو اتفقت مع ما تتضمنه النصوص العلمية من قوانين ونظريات، فإن سياق الأولى غير سياق الثانية، فضلاً عن أن ثبوت هذا الاتفاق هو نتاج تأويل ذاتي، لا نتاج تحقيق موضوعي؛ وما لم يراع المشتغلون بما يسمى بـ " الإعجاز العلمي في القرآن" هذه الفروق الجوهرية بين أخبار الكون في النص القرآني وحقائق الطبيعة في النص العلمي، فلا يأمنون من الوقوع، على الأقل، في محذورات ثلاثة:
منها، الإيهام بأن الدليل العلمي النظري أو، بالأولى الدليل الفيزيائي، أقدر من غيره على إثبات نزول القرآن من عند الله... "
سؤال العمل لطه عبد الرحمن: 253 - بتصرف.
ما رأي الأخوة الأفاضل في هذا الطرح المهم والقوي للدكتور طه عبد الرحمن
للأسف لم أقرأ هذا الكتاب (سؤال العمل) بعد وتحليلات طه عبدالرحمن لا يمكن العمل فيها بتصرف لطبيعة طرحه.
لكن إذا نظرنا الى أعمال طه عبدالرحمن نجدها متصلة فيما بينها وأغلب أعمده مشروعه التجديدي مبنية على النقد المزدوج والتصرف في التعارف. إذا كانت الأنسنة عند الحداثيين نقل من الآخر لا إجتهاد فيه إلا إجتهاد البحث التاريخي عن شيء يقابل هذا النقل عندنا كبحث أركون عن مفهوم الأنسنة في مفهوم الأدب في القرن الرابع الهجري، فإن هذه الأنسنة عند طه عبدالرحمان يقابلها مفهوم قرآني هو التعارف هو في حقيقته حق الإختلاف (وإلا لا حوار أصلا) حيث التعارف انفتاح على الآخر دون الانصهار فيه مما يمكّن لنقل لا تبعية فيه وإلا سقطنا فيما يهرب منه الحداثيون وهو التقليد لذلك تجد طه عبدالرحمان يفكك المقولات والمظاهر ثم يبحث عن قابلية هذه الاستنتاجات للتناقل بمعزل عن السياق والزمكان. هكذا قد تكون مظاهر الفكرة مرتبطه بسياقها وبيئتها الزمكانية، فهل هذا ينطبق على الفكرة؟ ثم التفكير؟

إذا كان العلم عند غيرنا قابل لفصل النظري فيه عن العملي فإن هذا العلم لا يمكن أن توصله بالقرآن الذي لا انفصال فيه بين العلم والعمل إلا إذا اجتهدت وحصلت على هذا الاتصال بالأساليب والأدوات التي ينتج به هذا وذاك القول العلمي، وهذا ما لا ينتبه له الاعجازوعلميين لقصور في فهمهم للغة العلوم و للفرق بين مظاهر هذه اللغة في ميدان البحث ومحراب المختبر من جهة، ومن جهة ثانية مظاهر الإبلاغ أو إخراج المقولات العلمية إلى الجمهور وهذا غالبا ما يتم بخلفية مذهبية تابعة لمذهب من مذاهب فلسفة العلوم المختلفة. من ناحية أخرى هذا القصور ناتج عن إعتماد منهج التشابه وهو نفس المنهج الذي يعتمده المغرضون الباحثون عن مصادر القرآن وينطبق على الأول ما ينطبق عن الثاني. والحاصل أنك بين إختيارين:
- إعمال التقارب: وأداته إما إحداث فصل في العلم حسب المفهوم القرآني أو إحداث الوصل في العلم حسب المفهوم الآخر.
- التأويل الذاتي ويقتضي إبعاد الإختيار الأول.

وإذا أحدثت فصلا في المفهوم القرآني للعلم فلا يخلو هذا من مقتضيين: الأول أن العلم في القرآن مزدوج منه ما يحتمل الفصل و منه ما لا يحتمل الفصل، والثاني استخراج العلم القابل للفصل من القرآن، وبأدوات القرآن. هل هذا ممكن؟ على أية حال سوف تظطر للتشكيك في تعميم قول طه عبدالرحمن أن العلم الإلهي المتمثل في القرآن الكريم إنما هو خطاب عملي صريح موجَّه إلى كافة الناس بلغة فطرية يفهمها عاميُّهم، فإن لم تشكك في هذا القول عملا بمقتضى الفصل فإنك سوف تظطر للتشكيك بمقتضى الفصل في اللغة العلمية أو على الأقل في الفصل بين public understanding of science و scientific literacy.

وما يخص المحذورات الثلاثة والمنقول هنا محذور واحد فهو إحتمال وارد بقوة بل قد يؤدي إلى محذور فرعي وهو أن الدليل النظري الفيزيائي هو الدليل وحده، هذا ما يحدث مع حدوث التطرف في مثل هذه المباحث، كما أن الفصل محذور أيضا لأنه يؤدي إلى الإيهام بأن القرآن يقدم لنا معلومات غير مرتبطه بعمل ما، وهذا سوف يضعف الإيمان في كون القرآن كتاب هدى، ثم تتحول المقولة القرآنية إلى وثيقة نصية قابلة لمقارنتها بالوثائق الأخرى، وهذا هو مراد الحداثيين إذ أنه إذا أمكن إبعاد العوامل الأخرى (العملية والدينية الاعتقادية والروحية التعبدية) ثم إختزال المقولة القرآنية في بعد معرفي واحد، فحينها يمكن أن تنطبق عمليات الأنسنة والأرخنة والعقلنة على النصوص القرآنية كما تنطبق على غيره من النصوص.
 
كما أن الفصل محذور أيضا لأنه يؤدي إلى الإيهام بأن القرآن يقدم لنا معلومات غير مرتبطه بعمل ما، وهذا سوف يضعف الإيمان في كون القرآن كتاب هدى، ثم تتحول المقولة القرآنية إلى وثيقة نصية قابلة لمقارنتها بالوثائق الأخرى، وهذا هو مراد الحداثيين إذ أنه إذا أمكن إبعاد العوامل الأخرى (العملية والدينية الاعتقادية والروحية التعبدية) ثم إختزال المقولة القرآنية في بعد معرفي واحد، فحينها يمكن أن تنطبق عمليات الأنسنة والأرخنة والعقلنة على النصوص القرآنية كما تنطبق على غيره من النصوص.
بارك الله فيك اخي شايب، جملة ثمينة
 
أخي طارق:
قولك:(ماذا تقول في براهين الصدق التي اعتبرها القدماء اعجاز قرآني، وهي مسائل الإعلام عن غلبت الروم، وانتصار بدر وغير ذلك ، لماذا اعتبرها العلماء اعجاز الم يكن الأولى اعتبارها برهان صدق ولا وجه لوقوع التحدي فيه ليكون معجزة،؟).
هذا قد سماه البعض بالإعجاز الغيبي, وقد رده كثير من العلماء منهم الشاطبي في رائيته حيث قال:
ومن يقُلْ بعُلومِ الغيبِ مُعْجِزُهُ فلمْ تَرَى عينُهُ عيْناً ولاَ أَثَرَا
إنَّ الغُيُوبَ بإذنِ اللهِ جـاريةٌ مدَى الزَّمانِ على سُبُلٍ جَلَتْ سُوَرَا
ورده ايضا الجعبري في روضته فقال:
والمذهبُ الحقُ إعجازُ القرَان أتَى بلفظه وبمعناه الذي كَمُلا
ثم قال :
لا صرفة قالها النظام أو نبأ عن الغيوب ولا أسلوب اعتزلا
 
للدكتور فهد الرومي كتاب خصائص القرآن، وهو موجود في مركز تفسير للدراسات القرآنية وفيه ص 87-90، كلام عن الاعجاز في ايراد الامور الغيبية في القرآن
 
بارك الله فيك اخي عمرو الديب
لااريد ان اقول لمن يريد ان يكتفي بلفظ البرهان او الآيات ، إن اعترض على لفظ الإعجاز ،انه لامشاحة في الاصطلاح ولكن اريد ان اقول دعونا وقد نختلف في دلالة اكتشاف عصري معين على اعجاز القرآن ويكون ذلك-اي الاختلاف- راجع لامور كثيرة او مختلفة منها (قد يكون ل)عدم وجود الدلالة فيها ومنها وجود الدلالة عند اهل الاختصاص وعدم وجودها عند اخرين ممن لايعرفون ابعاد الحقيقة الثابتة المعاصرة الموافقة للقرآن، والتي قد يدخلها البعض في الاجتهاد الخاطيء او التعسف او او..فهذا قد يطول
اما ماسمي قديما بالاعجاز ويريد البعض ان يقصره على القول بانه دليل او برهان صدق فايضا لامانع عندي انا العبد الفقير من ذلك لكن على من يقول بذلك ان يفهم دلالة برهان الصدق بالنسبة للنبوة فبرهان الصدق هنا لايخص ولي او عالم وانما يخص النبي والنبوة وهنا لااظن ان احدا من اهل العلم امثال ابن تيمية وابن القيم (وكثيرون غيرهم طبعا واعجب ممن يحتج (او بالأحرى:بعض من يحتج!)باقوالهما في كثير وقليل)، وانا واحد ممن اتخذ ابن تيمية دليلا على قناعة) لايضع يده على نصوص لهما في امرنا هذا، فكيف سننطلق مع آلاف النصوص الاسلامية الأخرى (نصوص العلماء الاخرين) وغيرها أو او نتقن فهم دلالاتها سواء الدلالة الاسلامية الصحيحة او باطل نصوص الباطل من الفلسفات والافكار الغربية او الاديان المنحرفة او الوضعية) لااظن ان احدا من اهل العلم هؤلاء ،خالف في جعل دليل الصدق معجز لايستطيع ان يأتي به كذاب وهو عندهم معجز من هذا الوجه ايضا حتى ولو لم يقولوا في كل نص انه معجز اي ولو لم يستعملوا اللفظ-وان كنت اؤكد انهم استعملوه كثيرا ايضا!- لكنهم يؤمنون بمعناه ويذهبوا لحقيقته ومرماه اي انه معجز معجزة اعجاز!
واجزم ان شيخ الاسلام ابن تيمية وان سمى البراهين آيات فقد سمى كثير منها اعجاز ومعجزة ايضا وفي ذلك تفصيل وان توفر لي وقت ووسع الله في العمر فسآتيكم -اخي شاهين- بالنصوص الدالة على طلبك-
هذا خلاصة ما يمكن قوله في عجلة من امري ولااظن ان العجلة هي عجلة في متانة القول وانما في وضع الجملة الدالة على مااذهب اليه!
 
الإعجاز في القرآن لا يكون التحدي فيه مؤقتا ( أي في زمن دون زمن ) ولا يكون موجها لأناس دون آخرين ، فالإعجاز البياني والبلاغي للقرآن التحدي فيه موجه إلى كل المخلوقين وإلى يوم الدين .
أما ما يسمي إعجازا علميا في القرآن فإما أن يكون تحديا مؤقتا بزمن أو موجه إلى بعض المخلوقين دون آخرين - ولا أظن يصح في ذهن أحد مثل هذا القول - أو أنه لا تصح تسميته بالإعجاز وإنما يكون دليلا على صدق نبوة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
 
لا تصح تسميته بالإعجاز وإنما يكون دليلا على صدق نبوة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
أحسنت أخي الكريم بارك الله فيك.
نعم دليل على صدق نبوة المصطفي صلى الله عليه وسلم إذا صح التقارب بين الإشارات الكونية القرآنية ومقولات العلوم المكتسبة (ونحن لا ننكر أن في كتاب الله خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا)، ولكن ليس لنفس الأسباب التي ذكرتها أخي والتي ألخصها في مبدأين: التخصص و الزمن.
 
إخواني بارك الله فيكم:
إذا كنا نريد أن نعرف ما هو الذي يصح أن نطلق عليه معجزة بخلاف ما نطلق عليه دلائل النبوة؛ فلابد أن ناتي بتعريف مصطلح الإعجاز ونمرر عليه تلك القضايا التي تسمى بالإعجاز العلمي وغيرها, وحينئذ نعرف ما هو المعجز.
ويتضح ذلك بالتطبيق:
المعجزة: هي امر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة.
فإن قلنا هل ما يتضمنه الإعجاز العلمي: أمر خارق للعادة, بلى.
هل هو سالم من المعارضة: بلى.
هل هو مقرون بالتحدي: لا.
فعلى هذا فالصحيح أنه ليس بمعجز, إنما هو من دلائل صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أكون مخطئا في طرح هذا الموضوع بهذه الطريقة, ولكن الذي فهمته من علماء القراءات هو هذا الذي ذكرته, ولذلك أنكروا جميع الأوجه التي ذكرت في الإعجاز ما عدا إعجاز فصاحة اللفظ وبلاغة المعنى. والله أعلم بالصواب.
 
عودة
أعلى