تحظى المكتبة العتيقة بالقيروان ( اليوم في بمركز دراسة الحضارة والفنون الإسلامية برقّادة) بشهرة عالمية حيث تحفظ - إلى جانب الكتب الفقهية الفريدة للمذهب المالكي - عددا كبيرا من قطع المصاحف نُسخت جميعها على الرقّ بالقيروان وحُبس بعضها على الجامع الأعظم في القرنين الرابع والخامس هــ .
غير أنّ أقدم تحبيس بالمكتبة يعود إلى أواخر القرن الثالث الهجرى وهو محفوظ في آخر جزءٍ من مصحف غير كامل :
على الصفحة الأولى :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما حبستْ فضل مولاةُ أبي أيوب أحمد بن محمد طلبا لثواب الله والدار الأخرة
على الصفحة الثانية :
رحم الله من قرأ فيها ودعا لصاحبتها وكتبتْ فضل بخطّها في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين .
ملحوظة : [من قرأ فيها ]: يعني من قرأ في رَبْعَة المصحف .
ربما من أشهر تحبيسات المصاحف بالقيروان ما أمرت به حاضنة الأمير المعزّ بن باديس الزيري ، ونصّه :
حبس على جامع مدينة القيروان مما أمرت به فاطمة حاضنة باديس في سنة عشرة وأربعمائة ابتغاء وجه الله الكريم وطلبا مرضاته .
وعلى لوحة أخرى :
بسم الله الرحمن الرحيم قالت فاطمة الحاضنة ، حاضنة أبي مناد باديس : حبسْتُ هذا المصحف بجامع مدينة القيروان رجاء ثواب الله وابتغاء مرضاته على يدي القاضي عبد الرحمن بن القاضي محمد بن عبد الله بن هاشم نضّر الله وجْهَه آمين ربّ العالمين .
وذلك في شهر رمضان من سنة عشرة وأربعمائة .
ورحم الله من قرأ ودعا لهم ولجماعة المسلمين بالرحمة والمغفرة وصلى على سيّدنا النبي محمد وعلى أهله وسلم تسليما .
ويرافق هذا التحبيس ما أضاف إليه ناسخ المصحف :
بسم الله الرحمن الرحيم كتب هذا المصحف وشكله ورسمه وذهبه وجلده علي بن أحمد الورّاق للحاضنة الجليلة حفظها الله على يدي درة الكاتبة سلمها الله . فرحم الله من قرأ فيه ودعا لهما بالرحمة والمغفرة والنجاء من عذاب النار آمين ربّ العلمين
وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وسلم تسليما .
وفي رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان مصحف آخر حبسه الأمير المعزّ بن باديس نفسه وأظهر فيه انقطاع صلته بالفاطميين وانضمامه إلى أهل السنة والجماعة بالقيروان بإبراز عدم التفضيل بين الخلفاء الراشدين :
يقول عبد الله ووليه المعزّ لدينه : أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله صلى الله عليه وأنّ أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
اللهم العن بني عبيد أعداءك وأعداء نبيّك نفعنا الله ببغضهم أجمعين .
حبسْتُ هذا المصحف على جامع القيروان لوجه الله الكريم سبحانه .
هذا التحبيس الأخير غير مؤرخ ، إلا أنّ الدباغ (ت ٦٩٦ هــ) صاحب كتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان يفيدنا بأنّ المعز بن باديس أمر بلعنة عبيد الله في الخطب بالجامع الكبير يوم عيد الفطر من سنة أربعين وأربعمائة . وقام قاضي مدينة صبرة (بجوار القيروان) وإمام الجامع الكبير أبو عبد الله محمد بن جعفر بلعنة بني عبيد قائلا: اللهمّ ، والعن الفسقة الكفار المرائين الفجّار أعداء الدين وأنصار الشياطين المخالفين لأمرك والناقضين لعهْدك ، المتبعين غير سبيلك والمبدّلين لكتابك ، اللهم العنهم لعْنا وبيلا [....] : معالم الإيمان ، ج ٣ ، ص ١٩٧-١٩٨ (تحقيق عبد المجيد خيالي ، بيروت ٢٠٠٥) . وأمر الأمير أبو تميم المعزّ بن باديس الخطيبَ أن يسبّهم على منبر القيروان بأشنع من هذا السبّ ( البيان المغرب لابن عذاري المراكشي . ج ١ ، ص ٢٧٨).
وجدير بالذكر أنّ هناك آثار أخرى تؤكّد أنّ لعنة الفاطميين كانت من عادات أهل القيروان قبل هذا التأريخ ، إذ يأتي ذكرهم بهذا المعنى في كتابات شواهد القبور مؤرخا على ٦ شوال ٤٣٤ وعلى ٢٣ ذي الحجة ٤٣٤ :
[...] مات على محبّة الله ومحبّة رسوله وأصحابه الأطهار وبغض بني عبيد الكفار...
والآخر :
[...] وهو مصرّ على بغض أعداء الله بني عبيد ولعنتهم .
هذا ، وقد عثرْتُ على مثل هذه اللعنة كالجملة الأخيرة في آخر المقابلة لكتاب الرجم من المدونة لسحنون بن سعيد من نفس الفترة :
لعن الله بني عبيد وشيعتهم ومن يقول بقولهم . (مخطوط القيروان) .
أما عام ٤٤٠ الذي أمر فيه المعزّ بلعنة بني عبيد في آخر الخطبة فهو يعتبر بدايةً لهذه العادة على شكل رسمي على الساحة السياسية بإفريقيا ، فأغلب الظنّ أنّ العبارات التي اختارها هذا الأمير في تحبيس مصحفه تعود إلى ما قبل هذا التأريخ حيث قامت الحاضنة فاطمة بتحبيس مصحفها عام ٤١٠. فالكارثة التأريخية الكبرى في تلك الحقبة وهي زحف بني هلال وبني سليم القيروان وتخريبها بأمر الفاطميين (عام ٤٤٢ هـ) فهي لا تحتاج إلى عرض مفصّل في هذا المكان (فلينظر : ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية لحسن حسني عبد الوهاب . القسم الثالث . تونس ١٩٧٢. ص ٥٦ وما بعدها).
وعلى يدي القاضي المذكور تمّ تحبيس مصحف آخر ، جاء فيه :
حبس لله عزّ وجلّ بالجامع الأعظم بمدينة القيروان لجماعة المسلمين مما حبسه عمران بن أحمد بن عمران البلوي على يدي القاضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن هاشم في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة .
لم يأت ذكر لعمران بن أحمد هذا في كتب طبقات الإفريقيين ، ربما كان أصله في بني بلي قرب مدينة المنورة ، كما يذكرهم السمهودي ، واستوطن عائلته القيروان في عصر فتح إفريقية .
ويتبين من خلال تحبيس المصاحف القيروانية أنها كانت محفوظة بالجامع الكبير وكانت تحت تصرّف (جماعة المسلمين) داخل مقصورة الجامع ، التي تم بناءها بأمر الأمير المعزّ كما يأتي ذكره في الكتابة الأصلية فوق مدخل المقصورة .
هذا ، لقد تمّ تصوير جميع المصاحف والألواح والقطع المتبقية والمتفرقة قبل أعوام على ميكروفيلم ؛ ومع تطوّر التقنيات في هذا الميدان قد يكون من الأفضل إعادة التصوير رقميا الذي لم يتم إلى الآن حسب علمي. كذالك قام المركز المذكور بترميم بعض الألواح الرقية من المصاحف . وفي الدراسات الغربية حول الخطوط العربية عامة وتأريخ المصاحف خاصة إحالات كثيرة إلى المصاحف القيروانية غير أن الدراسات التحليلية والمنظمة وترتيب الرسوم فيها لم يبدأ إلى يومنا هذا . وهنا يخطر لي ببال ما كتبه الأستاذ محمد بك بيرم (وزارة الأوقاف التونسية) بعد زيارته للقيروان وللجامع العظم بها عام ١٨٩٧ حين وصف هذه المصاحف بمصورة الجامع كما يلي :
[...] فإنّ هذه الرّزم كلّها رقوق من جلد الغزال مكتوبة بالقلم الكوفيّ بخطّ جميل ومـموَّهة بالذّهب ومزدانة بأَبْدع النّقوش والألوان ، وهي قطع مصاحف قديمة وكُتُب حديثٍ وفقْهٍ مكتوبة كلّها في القرون الأولى من الهجرة . وقد عبثت بها الأيّامُ فجُمِعَتْ هذه الرّزم بلا ترتيب ولا نظام ، الكبيرُ مع الصّغيرِ والصّغيرُ مع الكبيرِ ، صَفْحَةٌ من هذا المصحف وصَفْحَةٌ من ذاك مع صفحاتٍ من كُتُبٍ أُخْرَى في مَـوَاضِـيعَ مُخْتَلِفَةٍ ، وهلمّ جرّا . رَأَيْتُ هذه الرّزم وفككتها وقلّبتها ، وقد انصدع فُـؤَادي لِـمَا حلّ بها ، ثمّ فارقتها متحسّرا عليها متأسّفا في بقائها في مكان تضيع فيه ويُجْهَل قدْرُها ...
( نشر التقرير الكامل لهذه الزيارة في مجلة المقتطف (القاهرة) ، ج ٤ ، شوال ١٣١٤ ، ص ٢٤١ وما بعدها) .
وهذه المجموعة الكبيرة من قِطَع فريدة وثمينة من المصاحف التأريخية ما زالت في انتظار أعمال الباحثين المتخصصين في هذا الصنف من العلوم القرآنية ...
[ عند عرض نصوص التحبيسات كان اعتمادي على الكتاب التالي :
Bernard Roy & Paule Poinssot:Inscriptions Arabes de Kairouan. Publications de l‘Institut des Hautes Etudes de Tunis. Vol. II. Fasc. I. Paris 1950]
غير أنّ أقدم تحبيس بالمكتبة يعود إلى أواخر القرن الثالث الهجرى وهو محفوظ في آخر جزءٍ من مصحف غير كامل :
على الصفحة الأولى :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما حبستْ فضل مولاةُ أبي أيوب أحمد بن محمد طلبا لثواب الله والدار الأخرة
على الصفحة الثانية :
رحم الله من قرأ فيها ودعا لصاحبتها وكتبتْ فضل بخطّها في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين .
ملحوظة : [من قرأ فيها ]: يعني من قرأ في رَبْعَة المصحف .
ربما من أشهر تحبيسات المصاحف بالقيروان ما أمرت به حاضنة الأمير المعزّ بن باديس الزيري ، ونصّه :
حبس على جامع مدينة القيروان مما أمرت به فاطمة حاضنة باديس في سنة عشرة وأربعمائة ابتغاء وجه الله الكريم وطلبا مرضاته .
وعلى لوحة أخرى :
بسم الله الرحمن الرحيم قالت فاطمة الحاضنة ، حاضنة أبي مناد باديس : حبسْتُ هذا المصحف بجامع مدينة القيروان رجاء ثواب الله وابتغاء مرضاته على يدي القاضي عبد الرحمن بن القاضي محمد بن عبد الله بن هاشم نضّر الله وجْهَه آمين ربّ العالمين .
وذلك في شهر رمضان من سنة عشرة وأربعمائة .
ورحم الله من قرأ ودعا لهم ولجماعة المسلمين بالرحمة والمغفرة وصلى على سيّدنا النبي محمد وعلى أهله وسلم تسليما .
ويرافق هذا التحبيس ما أضاف إليه ناسخ المصحف :
بسم الله الرحمن الرحيم كتب هذا المصحف وشكله ورسمه وذهبه وجلده علي بن أحمد الورّاق للحاضنة الجليلة حفظها الله على يدي درة الكاتبة سلمها الله . فرحم الله من قرأ فيه ودعا لهما بالرحمة والمغفرة والنجاء من عذاب النار آمين ربّ العلمين
وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وسلم تسليما .
وفي رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان مصحف آخر حبسه الأمير المعزّ بن باديس نفسه وأظهر فيه انقطاع صلته بالفاطميين وانضمامه إلى أهل السنة والجماعة بالقيروان بإبراز عدم التفضيل بين الخلفاء الراشدين :
يقول عبد الله ووليه المعزّ لدينه : أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله صلى الله عليه وأنّ أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
اللهم العن بني عبيد أعداءك وأعداء نبيّك نفعنا الله ببغضهم أجمعين .
حبسْتُ هذا المصحف على جامع القيروان لوجه الله الكريم سبحانه .
هذا التحبيس الأخير غير مؤرخ ، إلا أنّ الدباغ (ت ٦٩٦ هــ) صاحب كتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان يفيدنا بأنّ المعز بن باديس أمر بلعنة عبيد الله في الخطب بالجامع الكبير يوم عيد الفطر من سنة أربعين وأربعمائة . وقام قاضي مدينة صبرة (بجوار القيروان) وإمام الجامع الكبير أبو عبد الله محمد بن جعفر بلعنة بني عبيد قائلا: اللهمّ ، والعن الفسقة الكفار المرائين الفجّار أعداء الدين وأنصار الشياطين المخالفين لأمرك والناقضين لعهْدك ، المتبعين غير سبيلك والمبدّلين لكتابك ، اللهم العنهم لعْنا وبيلا [....] : معالم الإيمان ، ج ٣ ، ص ١٩٧-١٩٨ (تحقيق عبد المجيد خيالي ، بيروت ٢٠٠٥) . وأمر الأمير أبو تميم المعزّ بن باديس الخطيبَ أن يسبّهم على منبر القيروان بأشنع من هذا السبّ ( البيان المغرب لابن عذاري المراكشي . ج ١ ، ص ٢٧٨).
وجدير بالذكر أنّ هناك آثار أخرى تؤكّد أنّ لعنة الفاطميين كانت من عادات أهل القيروان قبل هذا التأريخ ، إذ يأتي ذكرهم بهذا المعنى في كتابات شواهد القبور مؤرخا على ٦ شوال ٤٣٤ وعلى ٢٣ ذي الحجة ٤٣٤ :
[...] مات على محبّة الله ومحبّة رسوله وأصحابه الأطهار وبغض بني عبيد الكفار...
والآخر :
[...] وهو مصرّ على بغض أعداء الله بني عبيد ولعنتهم .
هذا ، وقد عثرْتُ على مثل هذه اللعنة كالجملة الأخيرة في آخر المقابلة لكتاب الرجم من المدونة لسحنون بن سعيد من نفس الفترة :
لعن الله بني عبيد وشيعتهم ومن يقول بقولهم . (مخطوط القيروان) .
أما عام ٤٤٠ الذي أمر فيه المعزّ بلعنة بني عبيد في آخر الخطبة فهو يعتبر بدايةً لهذه العادة على شكل رسمي على الساحة السياسية بإفريقيا ، فأغلب الظنّ أنّ العبارات التي اختارها هذا الأمير في تحبيس مصحفه تعود إلى ما قبل هذا التأريخ حيث قامت الحاضنة فاطمة بتحبيس مصحفها عام ٤١٠. فالكارثة التأريخية الكبرى في تلك الحقبة وهي زحف بني هلال وبني سليم القيروان وتخريبها بأمر الفاطميين (عام ٤٤٢ هـ) فهي لا تحتاج إلى عرض مفصّل في هذا المكان (فلينظر : ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية لحسن حسني عبد الوهاب . القسم الثالث . تونس ١٩٧٢. ص ٥٦ وما بعدها).
وعلى يدي القاضي المذكور تمّ تحبيس مصحف آخر ، جاء فيه :
حبس لله عزّ وجلّ بالجامع الأعظم بمدينة القيروان لجماعة المسلمين مما حبسه عمران بن أحمد بن عمران البلوي على يدي القاضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن هاشم في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة .
لم يأت ذكر لعمران بن أحمد هذا في كتب طبقات الإفريقيين ، ربما كان أصله في بني بلي قرب مدينة المنورة ، كما يذكرهم السمهودي ، واستوطن عائلته القيروان في عصر فتح إفريقية .
ويتبين من خلال تحبيس المصاحف القيروانية أنها كانت محفوظة بالجامع الكبير وكانت تحت تصرّف (جماعة المسلمين) داخل مقصورة الجامع ، التي تم بناءها بأمر الأمير المعزّ كما يأتي ذكره في الكتابة الأصلية فوق مدخل المقصورة .
هذا ، لقد تمّ تصوير جميع المصاحف والألواح والقطع المتبقية والمتفرقة قبل أعوام على ميكروفيلم ؛ ومع تطوّر التقنيات في هذا الميدان قد يكون من الأفضل إعادة التصوير رقميا الذي لم يتم إلى الآن حسب علمي. كذالك قام المركز المذكور بترميم بعض الألواح الرقية من المصاحف . وفي الدراسات الغربية حول الخطوط العربية عامة وتأريخ المصاحف خاصة إحالات كثيرة إلى المصاحف القيروانية غير أن الدراسات التحليلية والمنظمة وترتيب الرسوم فيها لم يبدأ إلى يومنا هذا . وهنا يخطر لي ببال ما كتبه الأستاذ محمد بك بيرم (وزارة الأوقاف التونسية) بعد زيارته للقيروان وللجامع العظم بها عام ١٨٩٧ حين وصف هذه المصاحف بمصورة الجامع كما يلي :
[...] فإنّ هذه الرّزم كلّها رقوق من جلد الغزال مكتوبة بالقلم الكوفيّ بخطّ جميل ومـموَّهة بالذّهب ومزدانة بأَبْدع النّقوش والألوان ، وهي قطع مصاحف قديمة وكُتُب حديثٍ وفقْهٍ مكتوبة كلّها في القرون الأولى من الهجرة . وقد عبثت بها الأيّامُ فجُمِعَتْ هذه الرّزم بلا ترتيب ولا نظام ، الكبيرُ مع الصّغيرِ والصّغيرُ مع الكبيرِ ، صَفْحَةٌ من هذا المصحف وصَفْحَةٌ من ذاك مع صفحاتٍ من كُتُبٍ أُخْرَى في مَـوَاضِـيعَ مُخْتَلِفَةٍ ، وهلمّ جرّا . رَأَيْتُ هذه الرّزم وفككتها وقلّبتها ، وقد انصدع فُـؤَادي لِـمَا حلّ بها ، ثمّ فارقتها متحسّرا عليها متأسّفا في بقائها في مكان تضيع فيه ويُجْهَل قدْرُها ...
( نشر التقرير الكامل لهذه الزيارة في مجلة المقتطف (القاهرة) ، ج ٤ ، شوال ١٣١٤ ، ص ٢٤١ وما بعدها) .
وهذه المجموعة الكبيرة من قِطَع فريدة وثمينة من المصاحف التأريخية ما زالت في انتظار أعمال الباحثين المتخصصين في هذا الصنف من العلوم القرآنية ...
[ عند عرض نصوص التحبيسات كان اعتمادي على الكتاب التالي :
Bernard Roy & Paule Poinssot:Inscriptions Arabes de Kairouan. Publications de l‘Institut des Hautes Etudes de Tunis. Vol. II. Fasc. I. Paris 1950]