شافي مسفر المطلق
New member
- إنضم
- 24/07/2011
- المشاركات
- 15
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[FONT="] [/FONT]
[/FONT][FONT="]فيطيب لي أيها المباركون أن أقدم لكم شيئاً مما جمعته من فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]رحمة واسعة وغفر له ، وهذا الجمع يأتي استكمالاً لم تم الشروع فيه من جمع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الفوائد من كتب الأئمة وإيفاءً بالوعد الذي وعدته بجمع الفوائد منها[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]والأصل أن فوائد كل كتاب تعرض في حلقة واحدة إلا إن طالت فوائد الكتاب فتعرض في جملة من الحلقات[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وفي الختام أقول كما قال الحافظ ابن حجر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله [/FONT][FONT="]والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا علينا وبالا ، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى .
[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الكتاب الأول : صيد الخاطر[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل ، طبعة دار ابن خزيمة ، تحقيق وتعليق عامر بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]علي ياسين ، الطبعة الثانية 1419هـ . ( مجلد واحد ، عدد الصفحات 773[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ قد يعرضُ عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]فتدبرت السبب في ذلك فعرفته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، والسياط لا تُؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاحُ العلة ، قد تخلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا ، وأنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اجتذبته بآفاتها فكيف يصح أن يكون كما كان ؟[/FONT][FONT="] ! .
[/FONT][FONT="]إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]فمنهم من يعزم بلا تردد ، ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تُميلها الرياح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان . ص37 ـ 38[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ كان الفضيل بن عياض يقول : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]واعلم وفقك الله أنه لا يُحس بضربةٍ مُبنج ، وإنما يعرفُ الزيادة من النقصان المحاسِبُ لنفسه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومتى رأيتَ تكديراً في حال ، فاذكر نعمةً ما شُكِرت أو زلةً قد فُعلت . ص49[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ تأملت حرص النفس على ما مُنِعت منه ، فرأيتُ حرصها يزيد على قدر قوة المنع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وفي الأمثال : المرء حريصٌ على ما مُنع ، وتواق إلى ما لم ينل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويقال : لو أُمر الناس بالجوع لصبروا ، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه وقالوا : ما نهينا عنه إلا لشيء[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقد قيل : أحب شيء إلى الإنسان ما مُنعا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أحدهما : أن النفس لا تصبر على الحصر فإنه يكفي حصرها في صورة البدن فإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حُصِرت في المعنى بمنعٍ زاد طيشها . ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهراً لم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصعب عليه ، ولو قيل له : لا تخرج من بيتك يوماً طال عليه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثاني : أنها يشق عليها الدخول تحت حُكمٍ ، ولهذا تستلذ الحرام ، ولا تكاد تستطيب المباح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى وتؤثره لا على ما يُؤثر . ص 87 ـ 88[/FONT][FONT="] .
( [/FONT][FONT="]علق المحقق بقوله : أي : تتعبد كما تشاء بالبدع والأهواء ، ولكن الالتزام بما يؤثر من السنن صعب ويحتاج إلى صبر ومعاناة[/FONT][FONT="] ) .
4 [/FONT][FONT="]ـ قال أبو بكر المروذي : سمعت أحمد بن حنبل يرغبُ في النكاح ، فقلت له[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]قال ابن أدهم . فما تركني أتمم حتى صاح علي وقال : أذكُرُ لك حال رسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]وأصحابه وتأتيني ببنيات الطريق ؟ ! ص 120[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ـ أصل الأصول العلم ، و أنفع العلوم النظر في سِيَرِ الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]وأصحابه ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) . ص127[/FONT][FONT="] .
6 [/FONT][FONT="]ـ احذروا إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده فإن الشيطان يُزين المباح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في أول مرتبة ، ثم يجُرُ إلى الجناح ، فتلمحوا المآل ، وافهموا الحال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وربما أراكم الغاية الصالحة ، وكان في الطريق إليها نوعُ مخالفة[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]فيكفي الاعتبار في تلك الحال بأبيكم : ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يبلى ) . إنما تأمل آدم الغاية وهي الخلد ولكنه غلط في الطريق[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء يتأوّلون لعواقب المصالح ، فيستعجلون ضرر المفاسد ! . ص 153[/FONT][FONT="] .
7 [/FONT][FONT="]ـ قال بعض العلماء : إن الله تعالى قال في المكروهات : ( كُتِبَ عليكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصيام ) على لفظٍ لم يُسَم فاعلُه ، وإن كان قد عَلِمَ أنه هو الكاتب[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]فلما جاء إلى ما يوجب الراحة قال : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) . ص 164[/FONT][FONT="] .
8 [/FONT][FONT="]ـ لقيت مشايخ ، أحوالهم مختلفة ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم ، وكان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعمله ، وإن كان غيره أعلم منه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون ويعرفون ، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يخرجونها مخرج جرح وتعديل ، ويأخذون على قراءة الحديث أجرة ، ويسرعون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالجواب لئلا ينكسر الجاه ، وإن وقع خطأ[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقيت ُ عبدالوهاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأنماطي فكان على قانون السلف ، لم يُسمع في مجلسه غِيبة ، ولا كان يطلب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أجراً على سماع الحديث ، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بكاؤه ، فكان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ـ وأنا صغير السن حينئذ ـ يعملُ بكاؤه في قلبي ويبني قواعد ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقيت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشيخ أبا منصور الجواليقي ، فكان كثير الصمت ، شديد التحري فيما يقول ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]متقناً ، محققاً ، وربما سُئِل المسألة الظاهرة التي يُبادِرُ بجوابها بعضُ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]غلمانه ، فيتوقف فيها حتى يتيقن ، وكان كثير الصوم والصمت[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ورأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط ومُزاح ، فراحوا عن القلوب ، وبدد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تفريطهم ما جمعوا من العلم ، فقل الانتفاع بهم في حياتهم ، ونُسوا بعد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مماتهم ، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالله الله في العلم بالعمل فإنه الأصل الأكبر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به ، ففاته لذات الدنيا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وخيرات الآخرة ، فقدم مفلساً على قوة الحجة عليه . ص258 ـ 260[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ كان ابن عقيل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]يقول : من قال : إني لا أحب الدنيا فهو كذاب فإن يعقوب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]لما طُلب منه ابنه بنيامين قال : ( هل آمنكم عليه ) فقالوا : ( ونزداد كيل بعير ) فقال : خذوه . ص273[/FONT][FONT="] .
10 [/FONT][FONT="]ـ للحفظ أوقات من العمر ، فأفضلها الصبا وما يقاربه من أوقات الزمان ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأفضلها إعادة الأسحار وأنصاف النهار ، والغدوات خير من العشيات ، وأوقات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجوع خير من أوقات الشبع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولا يحمد الحفظ بحضرة خضرة وعلى شاطئ نهر لأن ذلك يُلهي ، والأماكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العالية للحفظ خير من السوافل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والخلوة أصل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وجمع الهم أصل الأصول[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وترفيه النفس من الإعادة يوماً في الأسبوع ليثبت المحفوظ ، وتأخذ النفس قوة كالبنيان يُترك أياماً حتى يستقر ، ثم يُبنى عليه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وتقليل المحفوظ مع الدوام أصل عظيم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأن لا يشرع في فن حتى يُحكِم ما قبله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن لم يجد نشاطاً للحفظ فليتركه فإن مكابرة النفس لا تصلح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثم لينظر ما يحفظ من العلم فإن العمر عزيز والعلم غزير ، وإن أقواماً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه ، وإن كان كل العلوم حسناً ، ولكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأولى تقديم الأهم والأفضل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأفضل ما تُشوغِل به حفظ القرآن ، ثم الفقه ، وما بعد هذا بمنزلةِ تابع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن رزق يقظة دلته يقظته فلم يحتج إلى دليل ، ومن قصد وجه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالعلم دله المقصود على الأحسن ، ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) . ص 311 ـ[/FONT][FONT="] 313 .
11 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إخواني ! اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إنه بقدر إجلالكم لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عز وجل[/FONT][FONT="]يجلكم ، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سِنه ، ثم تعدى الحدود[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فهان عند الخلق ، وكانوا لايلتفتون إليه مع غزارة علمه ، وقوة مجاهدته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقد رأيت من كان يراقب الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل وعلا[/FONT][FONT="]في صبوته ـ مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم ـ ، فعظم الله قدره في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القلوب حتى علقته النفوس ووصفته بما يزيد على مافيه من الخير . ص336[/FONT][FONT="] .
12 [/FONT][FONT="]ـ والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ، ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه ، وقدره في الناس ليس بذاك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع ، والقلوب تتهافت على محبته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتدبرت السبب فوجدته الســــــريــــــــرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فمن أصلح سريرته ، فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالله الله في السرائر ، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر . ص 355[/FONT][FONT="] .
13 [/FONT][FONT="]ـ قرأت سورة يوسف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، فتعجبت من مدحه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]على صبره ، وشرح قصته للناس ، ورفع قدره بترك ما ترك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقلت : واعجباً ! لو وافق هواه من كان يكون ؟ ! ولما خالفه لقد صار أمراً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عظيماً تُضرب الأمثال بصبره ويفتَخِرُ على الخلق باجتهاده ، وكل ذلك قد كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بصبر ساعة ، فيا له عزاً وفخراً أن تملك نفسك ساعة الصبر عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المحبوب وهو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قريب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتلمحوا رحمكم الله عاقبة الصبر ونهاية الهوى ، فالعاقل من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ميز بين الأمرين الحلوين والمرين ، فإن عَدَلَ ميزانه ، ولم تمل به كفة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الهوى رأى كل الأرباح في الصبر ، وكل الخسران في موافقة النفس[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى ، والله الموفق . ص 366 ـ 367[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التعليم بالمشافهة لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين ، وأشافه بتصنيفي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد فإنه ليس كل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من صنف صنف ، وليس المقصود جمع شيء كيف كان ، وإنما هي أسرار يطلع الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزوجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها فيجمع ما فُرق ، أو يرتب ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شُتت ، أو يشرح ما أُهمل ، هذا هو التصنيف المفيد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وينبغي اغتنام التصنيف في وسط العمر لأن أوائل العمر زمن الطلب ، وآخره كلال الحواس . ص 386 ـ 387[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذه أيها الإخوة جملة من فوائد هذا الكتاب العاطر ، صيد الخاطر ، وحق جملة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من الموضوعات في الكتاب الحفظ وليس القراءة فقط ، ولقد من الله علي بقراءة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب ثلاث مرات ، وكنت في كل مرة أقيد فوائد جديدة لم أقيدها في القراءة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي قبلها ، وأحببت فقط إتحافكم بشيء من فوائده لأن هذا الكتاب لا يستغنى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عن قراءته مطلقاً ، ومن باب النصح آمل ممن لم يقرأ هذا الكتاب أن يقتني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نسخة دار ابن خزيمة بتحقيق عامر علي ياسين فقد تعقب ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]في عدة مواطن من كتابه وهي تعقبات نافعة مهمة لقارئ الكتاب للمرة الأولى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده ، ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل ، طبعة دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الثانية 1429هـ ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] :
1 [/FONT][FONT="]ـ دخل بعض العلماء مقبرة ، فقال : لا إله إلا الله ، ما فيهم أحد إلا وله حوائج ما قضاها ، يقول : سأفعل . ص 59[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ قد صح عن رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أنه قال : ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فالعجب لهذا يضيع زمانه في غير الغرس ، ولو أنه ذاق طعم النخيل لا ستكثر من غرس النخل . ص62[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ ليتفكر الإنسان في صائم جلس وقت العشاء ليفطر مع من كان مفطراً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكلاهما يشبع حينئذ ، وقد ذهب تعب الصوم وراحة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإفطار وتباين الحال في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثواب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وكذلك أخوان ، طلب أحدهما العلم من صغره وآثر الآخر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البطالة ، فاجتمعا عند علو السن فقعدا في مكان ، فلاح على هذا أثر التعب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقد حصل العلم والتقوى ، وليس بيد ذاك من آثار الراحة شيء بل إن تفكر تحسر ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فأف لعاقل يستعجل البطالة وينسى ما يجني . ص64[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ عن سفيان بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عيينة قال : كان رجل من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السلف يلقى الأخ من إخوانه فيقول[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]يا هذا إن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقال له رجل : وهل يسيء الإنسان إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من يحب ؟ قال : نعم ، نفسك أعز الأنفس عليك ، فإن عصيت الله فقد أسأت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إليها . ص 68[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إيراده من هذا الكتاب النافع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والقصير ، فعدد صفحاته لا تتجاوز[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السبعين ، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويرضى ، ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل ، طبعة دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الثانية 1429هـ ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] :
1 [/FONT][FONT="]ـ اعلم وفقك الله أن مواسم العمر خمسة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الموسم الأول : من وقت الولادة إلى زمان البلوغ ، وذلك خمس عشرة سنة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم الثاني : من زمان بلوغه إلى نهاية شبابه ، وذلك خمس وثلاثون سنة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثالث : من ذلك الزمان إلى تمام خمسين سنة ، وذلك زمن الكهولة ، وقد يقال : كهل لما قبل ذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرابع : من بعد الخمسين إلى تمام السبعين ، وذلك زمان الشيخوخة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم الخامس : ما بعد السبعين إلى نهاية آخر العمر ، فهو زمان الهرم . ص 37[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ قال الشاعر[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]لا تسه عن أدب الصغير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] وإن شكا ألـم التعــب[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ودع الكبــير لشأنــه كبـر الكبير عن الأدب[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وكان عبد الملك بن مروان يحب ابنه الوليد ، ولا يأمره بالأدب ، فخرج لحاناً ، فقال : أضر حبنا بالوليد . ص 40[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ مر عمر بن الخطاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]على صبيان وهم يلعبون ، فتفرقوا من هيبته ، ولم يبرح ابن الزبير ، فقال له : مالك لم تبرح ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقال : يا أمير المؤمنين ، ما الطريق ضيقة فأوسعها لك ، ولا لي ذنب فأخافك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال الرشيد لولد وزيره وهو في دارهم : أيما أحسنُ ، دارنا أو داركم ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقال : دارنا ، قال : ولم ؟ قال : لأنك فيها . ص41[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ يتبين فهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصبي وعلو همته وقصرها باختياراته لنفسه ، فإن الصبيان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تجتمع للعب ، فيقول العالي الهمة : من يكون معي ؟ ويقول القاصر الهمة : مع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من أكون ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ومتى فاقت الهمة ، وعلت همة الصبي ، آثر العلم . ص42[/FONT][FONT="] .
5 [/FONT][FONT="]ـ فإذا راهق الصبي فينبغي لأبيه أن يزوجه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والعجب من الوالد كيف لا يذكر حاله عند المراهقة ، وما لقي وما عانى بعد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلوغ ، أو كان قد وقع في زلة ، فليعلم أن ولده مثله . ص 43[/FONT][FONT="] .
6 [/FONT][FONT="]ـ قال الحسن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه: [/FONT][FONT="]الجنة قيعان ، والملائكة تغرس ، فربما فتروا ، فيقال لهم : ما لكم فترتم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]؟ فيقولون : فتر صاحبنا ، فقال : أمدوهم رحمكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص61[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]تحقيق إبراهيم باجس عبدالحميد ، دار ابن حزم ، الطبعة الرابعة 1428هـ[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قبل أن أشرع في الفوائد أود أن أبين مسألة أراها مهمة وهي[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن الكتاب فيه رقائق توجد في غيره وفيه مخالفات عقدية ومبالغات فلينتبه لذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يقول محقق الكتاب إبراهيم باجس ذاكراً الصعوبات التي واجهته في تحقيق الكتاب[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]إيراد المصنف لكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، والحكايات المستغربة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمستهجنة عن أهل الكتاب وغيرهم من الزهاد ، في كتبه الوعظية ، وكثير من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هذه الأحاديث والحكايات قدح فيها المؤلف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]في كتبه الأخرى مثل كتاب ( الموضوعات ) وكتاب ( العلل المتناهية ) وشنع على رواتها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأصبحت مقولة من يترجم لابن الجوزي أنه متشدد في نقد الأحاديث ، متساهل في إيرادها في كتبه والاستشهاد بها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) في ترجمة أحمد بن محمد الغزالي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الواعظ : ( وقد ذمه أبو الفرج بن الجوزي بأشياء كثيرة ، منها راويته في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وعظه أحاديث غير صحيحة ، والعجب أنه يقدح فيه بهذا ، وتصانيفه هو ووعظه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]محشو به ، مملوء منه[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] :
1 [/FONT][FONT="]ـ يا ابن آدم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، الدنيا مطية ، إن ركبتها حملتك ، وإن حملتها قتلتك . ص89[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ يقال[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="]أن أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه كان يسكن بجواره شاب مولع بشرب الخمر ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فكان أبو حنيفة يسهر الليل على النظر في الكتب والقراءة ، وكان بينه وبين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشاب جدار ، فكان يشربُ ويتمثل[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]سأنشدهم إذا ما هم جـفوني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] أضاعوني وأي فتى أضاعوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ويكثر التردد بهذا البيت ، فكان أبو حنيفة يستأنس بكلامه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلما كان ذات ليلة ، لم يسمع له أبو حنيفة حِساً ، فلما خرج لصلاة الصبح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سأل عنه ، فقيل له : إن صاحب الشرطة لقاه مخموراً ، فحمله إلى السجن ، فلما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى أبو حنيفة ، مضى إلى منزل صاحب الشرطة ، و استأذن عليه ، وأعلمه بنفسه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فخرج إليه صاحب الشرطة حافي القدمين ، عاري الرأس ، وقبل يده ، وقال[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]يا سيدي ، وما بلغ من قدري حتى تأتيني إلى منزلي ؟ فقال أبو حنيفة : إني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جئتك في قضية جار لي سُجن الليلة ، فقال : أشهدك يا سيدي أني أطلقته وجميع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من سُجن في تلك الليلة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال : وانصرف أبو حنيفة والرجل معه . ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التفت إليه ، وقال : هل ضيعناك يا أخي ، أم قمنا بحقك رعياً لقولك[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]أضاعوني وأي فتى أضاعوا ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقال : لا والله لم تضيعني ، بل رعيتني ، جزاك الله عن الجوار خيراً ، وأشهدك أني تائب لوجه الله تعالى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال فلزم الإمام ، وعبد الله حتى أتاه اليقين . ص154 ـ 155[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]قرأه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه مشهور بن حسن آل سلمان ، الطبعة الأولى 1423هـ ، مكتبة التوحيد[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ اُستفتِي الحسن بن زياد اللؤلؤي في مسألة فأخطأ ، فلم يعرف الذي أفتاه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فاكترى منادياً فنادى : أن الحسن بن زياد اُستفتي يوم كذا وكذا في مسألة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فأخطأ ، فمن كان أفتاه بشيء فليرجع إليه ، فمكث أياماً لا يُفتي حتى وجد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صاحب الفتوى ، فأعلمه أنه قد أخطأ ، وأن الصواب كذا وكذا . ص 91 ـ 92[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ بلغني ( القائل ابن الجوزي ) عن بعض مشايخنا أنه أفتى رجلاً من قرية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بينه وبينها أربعة فراسخ ، فلما ذهب الرجل ، تفكر ، فعلم أنه أخطأ ، فمشى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إليه فأعلمه أنه أخطأ ، فكان بعد ذلك إذا سُئل عن مسألة توقف ، وقال : ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في قوة أمشي أربعة فراسخ . ص 92[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ عن مالك بن أنس قال[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]حدثني ربيعة قال : قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي : يا ربيعة أراك تفتي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس ، فإذا جاءك رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه ، وليكن همك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن تتخلص مما سألك عنه . ص126 ـ 127[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]الطبعة الأولى 1425 هـ ، دار القلم ، بعناية عبدالكريم محمد منير ، وخلدون عبدالعزيز مخلوطة[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ الدنيا كامرأة فاجرة لا تثبت مع زوج ، فلذلك عِيبَ طُلابُها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وحدثتك الليالي أن شيمتها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] تفريق ما جمعته فاسمع الخبرا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فكن على حذر منها فقد نصحت وانظر إليها تر الآيات والعبرا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فهل رأيت جديداً لم يعد خَلقا وهل سمعت بصفو لم يصركدرا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ص 270[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ يامن يذنب ولا يتوب ، كم كتبت عليك ذنوب ؟ خل الأمل الكذوب ، فرب شروق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بلا غروب ، واأسفى أين القلوب ؟ تفرقت بالهوى في شعوب ، ندعوك إلا صلاحك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولا تؤوب ، واعجباً الناس ضروب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]متى تنتبه لصلاحك أيها الناعس ! ؟[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]متى تطلب الأخرى يا من على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدنيا ينافس ؟ متى تذكر وحدتك إذا انفردت عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مؤانس ؟ يا من قلبه قد جفا وجفنه ناعس ! يا من تحدثه الآمال دع هذه الوساوس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، أين الجبابرة الأكاسرة الشجعان الفوارس ؟ أين الأُسدُ الضواري الكوانس ؟[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أين من اعتاد سعة القصور ، حُبس من القبور في أضيق المحابس ؟ أين الرافل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في أثوابه عَرِيَ في ترابه عن الملابس ؟ أين حارس الأموال أُخِذَ المحروس ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقُتِلَ الحارس ؟[/FONT][FONT="] ! .
[/FONT][FONT="]كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] محاها مجال الريح بعدك والقطر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]على ذاك مروا أجمعون وهكذا يمرون حتى ينشرنهم الحشر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فحتام لا تصحو وقد قرب المدى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] وحتام لا ينجاب عن قلبك السكر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بلى سوف تصحو حتى ينكشف الغطا وتذكر قولي حين لا ينفع الذكر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 354 ـ 355[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ إذا هممت فبادر ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وإن عزمت فثابر ، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة ، ثم ردفه قمر العزيمة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشرقت أرض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القلب بنور ربها . ص364 ـ 365[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ يا هذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]إنما خلقت الدنيا لتجوزها لا لتحوزها ، ولتعبرها لا لتعمرها ، فاقتل هواك المائل إليها ، وأقبل نصحي ، و لا تعول عليها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يا أقدام الصبر تحملي فقد بقي القليل ، تذكري حلاوة الدعة يهن عليك مر السُرى ، قد علمت أين المنزل ؟ فاحد لها تسر . ص427 ـ 428[/FONT][FONT="] .
5 [/FONT][FONT="]ـ يا من كان له قلب فانقلب ، قيام السحر يستوحش لك ، صيام النهار يسأل عنك ، ليال الوصال تعاتبك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزيزي[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]ما ألفت الشقاء فكيف تصبر ؟ أصعبُ الفقر ما كان بعد الغنى ، وأوحش الذل ما كان بعد العز ، وأشدهما العمى على الكبر . ص439[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يــــاهــذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]الشيب أذان ، والموت إقامة ، ولست على طهارة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]العمر صلاة ، والشيب تسليم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يامن خيم حب الهوى في صحراء قلبه ، اقلع الأطناب ، فقد ضرب بوق الرحيل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما تسمع صوت السوط في ظهور الإبل ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أما ترى عجلة السلب وقصر العمر ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]شارف الركب بلد الإقامة ، فاستحث المطي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ص 452 ـ 453[/FONT][FONT="] .
7 [/FONT][FONT="]ـ تلمح فجر الأجر يَهُن ظلام التكليف ، إذا خرجت من شفة غدرك لفظة سفه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فلا تلحقها بمثلها تلقحها ، ونسل الخصام مذموم ، أوثق سبع غضبك بسلسة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حِلمك ، فإنه إن أُفلِت أتلف . ص461 ـ 462[/FONT][FONT="] .
8 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويحك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]إنما يكون الجهاد بين الأمثال ، ولذلك مُنِعَ من قتل النساء والصبيان ، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أما علمت أن شهواتها جيف ملقاة ، أفيحسن بباشق الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة ؟ مهلاً ( لا تمدن عينيك ) . ص485[/FONT][FONT="] .
9 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويحك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي ، إنما أبعدنا إبليس لأجلك ، لأنه لم يسجد لك ، فالعجب منك كيف صالحته وهجرتنا ! . ص514[/FONT][FONT="] .
10 [/FONT][FONT="]ـ أكثر فساد القلب من تخليط العين ، ما دام باب العين موثقاً بالغض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فالقلب سليم من آفة ، فإذا فُتَح الباب طار طائره وربما لم يعد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يا متصرفين في إطلاق الأبصار ، جاء توقيع العزل ( قل للمؤمنين يغضوا من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أبصارهم ) ، إطلاق البصر ينقُشُ في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ، وما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام . ص543[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ إخواني ! تفكروا في الذين رحلوا ، أين نزلوا ؟ وتذكروا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن القوم نُوقشوا وسُئلوا ، واعلموا أنكم كما تُعذلون عُذِلوا ، ولقد ودوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بعد الفوات لو قبلوا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]سـألت الدار تخبرني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عن الأحباب ما فعلوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] فقالت لي : أناخ القوم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أياماً وقـد رحـلوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقلت : فأين أطلـبهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأي مـنازل نزلوا فقالت : بالقبور وقـد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لقوا والله ما عمـلوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أنـاس غـرهم أمـل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فبادرهم به الأجـل فنوا وبقي على الأيام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ما قالوا وما عـملوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وأُثبتَ في صـحائفهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قبيح الفــعل والزلل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] فـلا يُسـتعتبون ولا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لـهم ملـجا ولا حِيَل[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]نـدامى في قبورهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وما يغـني وقد حصلوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 548[/FONT][FONT="] .
12 [/FONT][FONT="]ـ حر الصيف يُذكر حر جهنم ، وبرد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشتاء محذرٌ من زمهريرها ، والخريف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ينبه على جني ثمار الأعمار ، والربيع يحث على طلب العيش الصافي . ص576[/FONT][FONT="] .
13 [/FONT][FONT="]ـ يا هذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]كنت تدعي حبنا ، وتؤثر القرب منا ، فما هذا الصبر الذي قد عنّ عنا ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]كنت تستطيب رياح الأسحار ، وما تغير المهب ، ولكن دخل فصلُ برد الفتور ولم تحترز ، فأصابك زكام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكسل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]كنت في الرعيل الأول ، فما الذي ردك إلى الساقة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قف الآن على جادة التأسف والزم البكاء على التخلف ، فأحق الناس بالأسى من خُص بالتعويق دون الرفقاء . ص581[/FONT][FONT="] .
14 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أيها المرائي[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]قلب من ترائيه[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بيد من تعصيه . ص584[/FONT][FONT="] .
15 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العمل صورة والإخلاص روح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]خليج صاف أنفع من بحر كدر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إذا لم تخلص فلا تتعب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]عمل المرائي بصلة كلها قشور[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]المرائي يحشو جراب العمل رملاً فيثقله ولا ينفعه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لما أخذ دود القز ينسج ، أقبلت العنكبوت تتشبه ، وقالت : لك نسج ولي نسج[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقالت دودة القز : ولكن نسجي أردية الملوك ، ونسجك شبكة للذباب وعند مس النسيجين يبين الفرق[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنة ، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين ، فتقول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لشجرة الصنوبر : إن الطريق التي قطعتها في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فيقال لي : شجرة ، ولك شجرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتجيبها : مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف . ص606 ـ 607[/FONT][FONT="] .
16 [/FONT][FONT="]ـ قيل ( لعامر بن عبد قيس ) : أما تسهو في صلاتك ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قال : أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به ؟ ! . ص 649[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]17 ـ العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أيها المعلم تثبت على المبتدي ( وقدر في السرد ) فللعالم رسوخ وللمتعلم قلق[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أيها الطالب تواضع في الطلب ، فإن التراب بينا هو تحت الأخمص صار طهوراً للوجه ، السهر مرقى إلى أطيب مرقد . ص715[/FONT][FONT="] .
18 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نُراعُ إذا الجــنائز قابــلتنا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ونسكن حين تخفى ذاهبات[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]كروعة ثلــة لظــهور ذئب[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فلما غاب عـــادت راتـعات[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص730[/FONT][FONT="] .
19 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يا هذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]ظلمك لنفسك في غاية القبح ، إلا أن ظلمك لغيرك أقبح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويحك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]إن لم تنفع أخاك فلا تؤذه ، وإن لم تعطه فلا تأخذ منه ، لا تشابهن الحية ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإنها تأتي الحفر الذي قد حفره غيرها فتسكنه ، ولا تتمثلن بالعُقاب ، فإنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يتكاسل عن طلب الرزق ، ويصعد على مرقب عال ، فأي طير صاد صيداً اتبعه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فلا تكون له همة إلا إلقاء صيده والنجاة بنفسه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحيوانات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أخيار وأشرار كبني آدم ، فالتقط خير الخلال وخل خسيسها ، ولا تكن العصافير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أحسن منك مروءة ، إذا أوذي أحدها صاح ، فاجتمعن لنصرته ، وإذا وقع فرخها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]طرن حوله يعلمنه الطيران[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ياهذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]تخلق في إعانة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإخوان بخُلُق النملة ، فإنها قد تجد جرادة لا تطيق حملها ، فتعود مستغيثة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بأخواتها ، فترى خلفها كالخيط الأسود قد جئن لإغاثتها ، فإذا وصلن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالمحمول إلى بيتها ، رفهنه عليها (تركنه طعاماً لها[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هيهات إن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الطبع الردي لا يليق به الخيّر ، هذه الخنفساء إذا دفنت في الورد لم تتحرك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فإذا أعيدت إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الروث رتعت . وما يكفي الحية أن تشرب اللبن حتى تمج[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سمها فيه ، وكل إلى طبعه عائد ، إلا أن الرياضة قد تزيل الشر جملة ، وقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تخفف ، كما أن غسل الأثر إن لم يزله خفف[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إن دمت على سلوك الجادة رجونا لك الوصول ، وإن طال السري . ص742[/FONT][FONT="] .
20 [/FONT][FONT="]ـ من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه . ص749[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]تحقيق خالد العلمي ، الطبعة الأولى 1430هـ ، دار الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العربي[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ رب مستور سبته صبوة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فتعرى ستره فانتهكا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]صاحب الشهوة عبد فإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]غلب الشهوة صار الملكا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 46[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ إن المرآة لا تريك عيوب وجهك مع صداها[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وكذاك نفسك لا تريك عيوب نفسك مع هواها[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 47[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ قال ابن جهضم : سمعت ابن شمعون يقول في مجلسه[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]ما سمعتَ قول رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا تمثال ) فإذا كان الملك لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يدخل بيتاً فيه صورة أو تمثال ، فكيف تدخل شواهد الحق قلباً فيه أوصاف غيره[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من البشر ؟ ! . ص 78[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ قال لي بعض أهل هذا البلاء ( النظر المحرم ) يوماً : قد سمعت منك تحريم النظر ، وقد بالغت في التحذير من النظر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وإني نظرت يوماً إلى امرأة نظرة فهويتها وقوي كلفي بها ، فقالت لي النفس[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]إنك في بلاء عظيم مما لا تتيقنه ، فإن أول نظرة لا تُثبِتُ الشخص ، فلو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أعدت النظر فربما أوجب التثبت السلوّ . فماذا تقول في هذه الحادثة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقلت له : هذا لا يصلح لأربعة أوجه[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أحدها : أن هذا لا يحل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثاني : أنك لو نظرت فالظاهر تقوية ما عندك ، فإن ما بهتك بأول نظرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فالظاهر حُسنه ، فلا تحسن المخاطرة بتوكيد الأمر ، لأنك ربما رأيت ما هو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فوق ظنك فزاد عذابك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثالث : أن إبليس عند قصدك لهذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]النظرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يقوم في ركائبه ليزين لك ما لا يحسن ثم لا تُعان عليه ، لأنك إذا أعرضت عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]امتثال أمر الشرع تخلت عنك المعونة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والرابع : أنك الآن في مقام معاملة للحق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]على ترك محبوب ، وأنت تريد أن تتثبت حتى إذا لم يكن المنظور مرضياً تركته ، فإذن يكون تركه لأنه لا يلائم غرضك ، لا لله تعالى[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]فأين معاملته بترك المحبوب لأجله ؟ وقد قال سبحانه : ( ويطعمون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الطعام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على حبه ) وقال : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) فإياك إياك[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص95[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]
5 [/FONT][FONT="]ـ قال الحكماء[/FONT][FONT="]) : [/FONT][FONT="]عين الهواء عوراء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](
[/FONT][FONT="]وبهذا السبب يُعرض الإنسان عن زوجته ويُؤثر عليها الأجنبية ، وقد تكون الزوجة أحسن[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والسبب في ذلك أن عيوب الأجنبية لم تبن له وقد تكشفها المخالطة ، ولهذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إذا خالط هذه المحبوبة الجديدة وكشفت له المخالطة ما كان مستوراً ، ملّ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وطلب أُخرى إلا ما لانهاية له . ص426[/FONT][FONT="] .
6 [/FONT][FONT="]ـ كتب بعض الحكماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى أخ له : ( أما بعد فإن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدنيا حلم ، والآخرة يقظة ، والمتوسط بينهما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الموت ، ونحن في أضغاث أحلام ، والسلام ) . ص438[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده بفضل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ملاحظة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الكتاب فيه أمور خادشة للحياء في آخر فصوله ذكرها ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]للتحذير من العشق فلو طويت ولم تقرأ لكان حسناً ، وعلى كل حال لو اكتفي من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب بأول مئة صفحة منه لكان فيه غنية عن آخره ، وإن قرأ كتاب الجواب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكافي لابن القيم لكان فيه غنية عن هذا الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، والله أعلم[/FONT][FONT="] ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="]فيطيب لي أيها المباركون أن أقدم لكم شيئاً مما جمعته من فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]رحمة واسعة وغفر له ، وهذا الجمع يأتي استكمالاً لم تم الشروع فيه من جمع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الفوائد من كتب الأئمة وإيفاءً بالوعد الذي وعدته بجمع الفوائد منها[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]والأصل أن فوائد كل كتاب تعرض في حلقة واحدة إلا إن طالت فوائد الكتاب فتعرض في جملة من الحلقات[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وفي الختام أقول كما قال الحافظ ابن حجر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله [/FONT][FONT="]والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا علينا وبالا ، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى .
[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الكتاب الأول : صيد الخاطر[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل ، طبعة دار ابن خزيمة ، تحقيق وتعليق عامر بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]علي ياسين ، الطبعة الثانية 1419هـ . ( مجلد واحد ، عدد الصفحات 773[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ قد يعرضُ عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]فتدبرت السبب في ذلك فعرفته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، والسياط لا تُؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاحُ العلة ، قد تخلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا ، وأنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اجتذبته بآفاتها فكيف يصح أن يكون كما كان ؟[/FONT][FONT="] ! .
[/FONT][FONT="]إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]فمنهم من يعزم بلا تردد ، ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تُميلها الرياح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان . ص37 ـ 38[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ كان الفضيل بن عياض يقول : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]واعلم وفقك الله أنه لا يُحس بضربةٍ مُبنج ، وإنما يعرفُ الزيادة من النقصان المحاسِبُ لنفسه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومتى رأيتَ تكديراً في حال ، فاذكر نعمةً ما شُكِرت أو زلةً قد فُعلت . ص49[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ تأملت حرص النفس على ما مُنِعت منه ، فرأيتُ حرصها يزيد على قدر قوة المنع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وفي الأمثال : المرء حريصٌ على ما مُنع ، وتواق إلى ما لم ينل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويقال : لو أُمر الناس بالجوع لصبروا ، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه وقالوا : ما نهينا عنه إلا لشيء[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقد قيل : أحب شيء إلى الإنسان ما مُنعا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أحدهما : أن النفس لا تصبر على الحصر فإنه يكفي حصرها في صورة البدن فإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حُصِرت في المعنى بمنعٍ زاد طيشها . ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهراً لم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصعب عليه ، ولو قيل له : لا تخرج من بيتك يوماً طال عليه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثاني : أنها يشق عليها الدخول تحت حُكمٍ ، ولهذا تستلذ الحرام ، ولا تكاد تستطيب المباح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى وتؤثره لا على ما يُؤثر . ص 87 ـ 88[/FONT][FONT="] .
( [/FONT][FONT="]علق المحقق بقوله : أي : تتعبد كما تشاء بالبدع والأهواء ، ولكن الالتزام بما يؤثر من السنن صعب ويحتاج إلى صبر ومعاناة[/FONT][FONT="] ) .
4 [/FONT][FONT="]ـ قال أبو بكر المروذي : سمعت أحمد بن حنبل يرغبُ في النكاح ، فقلت له[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]قال ابن أدهم . فما تركني أتمم حتى صاح علي وقال : أذكُرُ لك حال رسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]وأصحابه وتأتيني ببنيات الطريق ؟ ! ص 120[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ـ أصل الأصول العلم ، و أنفع العلوم النظر في سِيَرِ الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]وأصحابه ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) . ص127[/FONT][FONT="] .
6 [/FONT][FONT="]ـ احذروا إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده فإن الشيطان يُزين المباح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في أول مرتبة ، ثم يجُرُ إلى الجناح ، فتلمحوا المآل ، وافهموا الحال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وربما أراكم الغاية الصالحة ، وكان في الطريق إليها نوعُ مخالفة[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]فيكفي الاعتبار في تلك الحال بأبيكم : ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يبلى ) . إنما تأمل آدم الغاية وهي الخلد ولكنه غلط في الطريق[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء يتأوّلون لعواقب المصالح ، فيستعجلون ضرر المفاسد ! . ص 153[/FONT][FONT="] .
7 [/FONT][FONT="]ـ قال بعض العلماء : إن الله تعالى قال في المكروهات : ( كُتِبَ عليكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصيام ) على لفظٍ لم يُسَم فاعلُه ، وإن كان قد عَلِمَ أنه هو الكاتب[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]فلما جاء إلى ما يوجب الراحة قال : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) . ص 164[/FONT][FONT="] .
8 [/FONT][FONT="]ـ لقيت مشايخ ، أحوالهم مختلفة ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم ، وكان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعمله ، وإن كان غيره أعلم منه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون ويعرفون ، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يخرجونها مخرج جرح وتعديل ، ويأخذون على قراءة الحديث أجرة ، ويسرعون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالجواب لئلا ينكسر الجاه ، وإن وقع خطأ[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقيت ُ عبدالوهاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأنماطي فكان على قانون السلف ، لم يُسمع في مجلسه غِيبة ، ولا كان يطلب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أجراً على سماع الحديث ، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بكاؤه ، فكان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ـ وأنا صغير السن حينئذ ـ يعملُ بكاؤه في قلبي ويبني قواعد ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقيت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشيخ أبا منصور الجواليقي ، فكان كثير الصمت ، شديد التحري فيما يقول ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]متقناً ، محققاً ، وربما سُئِل المسألة الظاهرة التي يُبادِرُ بجوابها بعضُ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]غلمانه ، فيتوقف فيها حتى يتيقن ، وكان كثير الصوم والصمت[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ورأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط ومُزاح ، فراحوا عن القلوب ، وبدد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تفريطهم ما جمعوا من العلم ، فقل الانتفاع بهم في حياتهم ، ونُسوا بعد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مماتهم ، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالله الله في العلم بالعمل فإنه الأصل الأكبر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به ، ففاته لذات الدنيا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وخيرات الآخرة ، فقدم مفلساً على قوة الحجة عليه . ص258 ـ 260[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ كان ابن عقيل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]يقول : من قال : إني لا أحب الدنيا فهو كذاب فإن يعقوب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]لما طُلب منه ابنه بنيامين قال : ( هل آمنكم عليه ) فقالوا : ( ونزداد كيل بعير ) فقال : خذوه . ص273[/FONT][FONT="] .
10 [/FONT][FONT="]ـ للحفظ أوقات من العمر ، فأفضلها الصبا وما يقاربه من أوقات الزمان ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأفضلها إعادة الأسحار وأنصاف النهار ، والغدوات خير من العشيات ، وأوقات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجوع خير من أوقات الشبع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولا يحمد الحفظ بحضرة خضرة وعلى شاطئ نهر لأن ذلك يُلهي ، والأماكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العالية للحفظ خير من السوافل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والخلوة أصل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وجمع الهم أصل الأصول[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وترفيه النفس من الإعادة يوماً في الأسبوع ليثبت المحفوظ ، وتأخذ النفس قوة كالبنيان يُترك أياماً حتى يستقر ، ثم يُبنى عليه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وتقليل المحفوظ مع الدوام أصل عظيم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأن لا يشرع في فن حتى يُحكِم ما قبله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن لم يجد نشاطاً للحفظ فليتركه فإن مكابرة النفس لا تصلح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثم لينظر ما يحفظ من العلم فإن العمر عزيز والعلم غزير ، وإن أقواماً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه ، وإن كان كل العلوم حسناً ، ولكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأولى تقديم الأهم والأفضل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأفضل ما تُشوغِل به حفظ القرآن ، ثم الفقه ، وما بعد هذا بمنزلةِ تابع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن رزق يقظة دلته يقظته فلم يحتج إلى دليل ، ومن قصد وجه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالعلم دله المقصود على الأحسن ، ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) . ص 311 ـ[/FONT][FONT="] 313 .
11 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إخواني ! اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إنه بقدر إجلالكم لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عز وجل[/FONT][FONT="]يجلكم ، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سِنه ، ثم تعدى الحدود[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فهان عند الخلق ، وكانوا لايلتفتون إليه مع غزارة علمه ، وقوة مجاهدته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقد رأيت من كان يراقب الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل وعلا[/FONT][FONT="]في صبوته ـ مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم ـ ، فعظم الله قدره في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القلوب حتى علقته النفوس ووصفته بما يزيد على مافيه من الخير . ص336[/FONT][FONT="] .
12 [/FONT][FONT="]ـ والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ، ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه ، وقدره في الناس ليس بذاك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع ، والقلوب تتهافت على محبته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتدبرت السبب فوجدته الســــــريــــــــرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فمن أصلح سريرته ، فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالله الله في السرائر ، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر . ص 355[/FONT][FONT="] .
13 [/FONT][FONT="]ـ قرأت سورة يوسف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، فتعجبت من مدحه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]على صبره ، وشرح قصته للناس ، ورفع قدره بترك ما ترك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقلت : واعجباً ! لو وافق هواه من كان يكون ؟ ! ولما خالفه لقد صار أمراً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عظيماً تُضرب الأمثال بصبره ويفتَخِرُ على الخلق باجتهاده ، وكل ذلك قد كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بصبر ساعة ، فيا له عزاً وفخراً أن تملك نفسك ساعة الصبر عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المحبوب وهو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قريب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتلمحوا رحمكم الله عاقبة الصبر ونهاية الهوى ، فالعاقل من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ميز بين الأمرين الحلوين والمرين ، فإن عَدَلَ ميزانه ، ولم تمل به كفة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الهوى رأى كل الأرباح في الصبر ، وكل الخسران في موافقة النفس[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى ، والله الموفق . ص 366 ـ 367[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التعليم بالمشافهة لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين ، وأشافه بتصنيفي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد فإنه ليس كل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من صنف صنف ، وليس المقصود جمع شيء كيف كان ، وإنما هي أسرار يطلع الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزوجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها فيجمع ما فُرق ، أو يرتب ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شُتت ، أو يشرح ما أُهمل ، هذا هو التصنيف المفيد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وينبغي اغتنام التصنيف في وسط العمر لأن أوائل العمر زمن الطلب ، وآخره كلال الحواس . ص 386 ـ 387[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذه أيها الإخوة جملة من فوائد هذا الكتاب العاطر ، صيد الخاطر ، وحق جملة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من الموضوعات في الكتاب الحفظ وليس القراءة فقط ، ولقد من الله علي بقراءة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب ثلاث مرات ، وكنت في كل مرة أقيد فوائد جديدة لم أقيدها في القراءة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي قبلها ، وأحببت فقط إتحافكم بشيء من فوائده لأن هذا الكتاب لا يستغنى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عن قراءته مطلقاً ، ومن باب النصح آمل ممن لم يقرأ هذا الكتاب أن يقتني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نسخة دار ابن خزيمة بتحقيق عامر علي ياسين فقد تعقب ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]في عدة مواطن من كتابه وهي تعقبات نافعة مهمة لقارئ الكتاب للمرة الأولى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده ، ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثاني : حفظ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العمر[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل ، طبعة دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الثانية 1429هـ ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] :
1 [/FONT][FONT="]ـ دخل بعض العلماء مقبرة ، فقال : لا إله إلا الله ، ما فيهم أحد إلا وله حوائج ما قضاها ، يقول : سأفعل . ص 59[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ قد صح عن رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أنه قال : ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فالعجب لهذا يضيع زمانه في غير الغرس ، ولو أنه ذاق طعم النخيل لا ستكثر من غرس النخل . ص62[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ ليتفكر الإنسان في صائم جلس وقت العشاء ليفطر مع من كان مفطراً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكلاهما يشبع حينئذ ، وقد ذهب تعب الصوم وراحة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإفطار وتباين الحال في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثواب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وكذلك أخوان ، طلب أحدهما العلم من صغره وآثر الآخر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البطالة ، فاجتمعا عند علو السن فقعدا في مكان ، فلاح على هذا أثر التعب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقد حصل العلم والتقوى ، وليس بيد ذاك من آثار الراحة شيء بل إن تفكر تحسر ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فأف لعاقل يستعجل البطالة وينسى ما يجني . ص64[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ عن سفيان بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عيينة قال : كان رجل من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السلف يلقى الأخ من إخوانه فيقول[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]يا هذا إن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقال له رجل : وهل يسيء الإنسان إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من يحب ؟ قال : نعم ، نفسك أعز الأنفس عليك ، فإن عصيت الله فقد أسأت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إليها . ص 68[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إيراده من هذا الكتاب النافع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والقصير ، فعدد صفحاته لا تتجاوز[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السبعين ، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويرضى ، ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثالث : تنبيه النائم الغمر على مواسم العم[/FONT][FONT="]ر[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل ، طبعة دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الثانية 1429هـ ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] :
1 [/FONT][FONT="]ـ اعلم وفقك الله أن مواسم العمر خمسة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الموسم الأول : من وقت الولادة إلى زمان البلوغ ، وذلك خمس عشرة سنة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم الثاني : من زمان بلوغه إلى نهاية شبابه ، وذلك خمس وثلاثون سنة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثالث : من ذلك الزمان إلى تمام خمسين سنة ، وذلك زمن الكهولة ، وقد يقال : كهل لما قبل ذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرابع : من بعد الخمسين إلى تمام السبعين ، وذلك زمان الشيخوخة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الموسم الخامس : ما بعد السبعين إلى نهاية آخر العمر ، فهو زمان الهرم . ص 37[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ قال الشاعر[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]لا تسه عن أدب الصغير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] وإن شكا ألـم التعــب[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ودع الكبــير لشأنــه كبـر الكبير عن الأدب[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وكان عبد الملك بن مروان يحب ابنه الوليد ، ولا يأمره بالأدب ، فخرج لحاناً ، فقال : أضر حبنا بالوليد . ص 40[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ مر عمر بن الخطاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]على صبيان وهم يلعبون ، فتفرقوا من هيبته ، ولم يبرح ابن الزبير ، فقال له : مالك لم تبرح ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقال : يا أمير المؤمنين ، ما الطريق ضيقة فأوسعها لك ، ولا لي ذنب فأخافك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال الرشيد لولد وزيره وهو في دارهم : أيما أحسنُ ، دارنا أو داركم ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقال : دارنا ، قال : ولم ؟ قال : لأنك فيها . ص41[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ يتبين فهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصبي وعلو همته وقصرها باختياراته لنفسه ، فإن الصبيان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تجتمع للعب ، فيقول العالي الهمة : من يكون معي ؟ ويقول القاصر الهمة : مع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من أكون ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ومتى فاقت الهمة ، وعلت همة الصبي ، آثر العلم . ص42[/FONT][FONT="] .
5 [/FONT][FONT="]ـ فإذا راهق الصبي فينبغي لأبيه أن يزوجه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والعجب من الوالد كيف لا يذكر حاله عند المراهقة ، وما لقي وما عانى بعد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلوغ ، أو كان قد وقع في زلة ، فليعلم أن ولده مثله . ص 43[/FONT][FONT="] .
6 [/FONT][FONT="]ـ قال الحسن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه: [/FONT][FONT="]الجنة قيعان ، والملائكة تغرس ، فربما فتروا ، فيقال لهم : ما لكم فترتم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]؟ فيقولون : فتر صاحبنا ، فقال : أمدوهم رحمكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص61[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الكتاب الرابع : بحر الدموع[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT][FONT="]تحقيق إبراهيم باجس عبدالحميد ، دار ابن حزم ، الطبعة الرابعة 1428هـ[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قبل أن أشرع في الفوائد أود أن أبين مسألة أراها مهمة وهي[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن الكتاب فيه رقائق توجد في غيره وفيه مخالفات عقدية ومبالغات فلينتبه لذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يقول محقق الكتاب إبراهيم باجس ذاكراً الصعوبات التي واجهته في تحقيق الكتاب[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]إيراد المصنف لكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، والحكايات المستغربة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمستهجنة عن أهل الكتاب وغيرهم من الزهاد ، في كتبه الوعظية ، وكثير من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هذه الأحاديث والحكايات قدح فيها المؤلف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]في كتبه الأخرى مثل كتاب ( الموضوعات ) وكتاب ( العلل المتناهية ) وشنع على رواتها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأصبحت مقولة من يترجم لابن الجوزي أنه متشدد في نقد الأحاديث ، متساهل في إيرادها في كتبه والاستشهاد بها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) في ترجمة أحمد بن محمد الغزالي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الواعظ : ( وقد ذمه أبو الفرج بن الجوزي بأشياء كثيرة ، منها راويته في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وعظه أحاديث غير صحيحة ، والعجب أنه يقدح فيه بهذا ، وتصانيفه هو ووعظه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]محشو به ، مملوء منه[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الفوائد[/FONT][FONT="] :
1 [/FONT][FONT="]ـ يا ابن آدم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، الدنيا مطية ، إن ركبتها حملتك ، وإن حملتها قتلتك . ص89[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ يقال[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="]أن أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه كان يسكن بجواره شاب مولع بشرب الخمر ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فكان أبو حنيفة يسهر الليل على النظر في الكتب والقراءة ، وكان بينه وبين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشاب جدار ، فكان يشربُ ويتمثل[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]سأنشدهم إذا ما هم جـفوني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] أضاعوني وأي فتى أضاعوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ويكثر التردد بهذا البيت ، فكان أبو حنيفة يستأنس بكلامه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلما كان ذات ليلة ، لم يسمع له أبو حنيفة حِساً ، فلما خرج لصلاة الصبح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سأل عنه ، فقيل له : إن صاحب الشرطة لقاه مخموراً ، فحمله إلى السجن ، فلما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى أبو حنيفة ، مضى إلى منزل صاحب الشرطة ، و استأذن عليه ، وأعلمه بنفسه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فخرج إليه صاحب الشرطة حافي القدمين ، عاري الرأس ، وقبل يده ، وقال[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]يا سيدي ، وما بلغ من قدري حتى تأتيني إلى منزلي ؟ فقال أبو حنيفة : إني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جئتك في قضية جار لي سُجن الليلة ، فقال : أشهدك يا سيدي أني أطلقته وجميع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من سُجن في تلك الليلة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال : وانصرف أبو حنيفة والرجل معه . ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التفت إليه ، وقال : هل ضيعناك يا أخي ، أم قمنا بحقك رعياً لقولك[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]أضاعوني وأي فتى أضاعوا ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقال : لا والله لم تضيعني ، بل رعيتني ، جزاك الله عن الجوار خيراً ، وأشهدك أني تائب لوجه الله تعالى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال فلزم الإمام ، وعبد الله حتى أتاه اليقين . ص154 ـ 155[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الكتاب الخامس : تعظيم الفتيا[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT][FONT="]قرأه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه مشهور بن حسن آل سلمان ، الطبعة الأولى 1423هـ ، مكتبة التوحيد[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ اُستفتِي الحسن بن زياد اللؤلؤي في مسألة فأخطأ ، فلم يعرف الذي أفتاه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فاكترى منادياً فنادى : أن الحسن بن زياد اُستفتي يوم كذا وكذا في مسألة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فأخطأ ، فمن كان أفتاه بشيء فليرجع إليه ، فمكث أياماً لا يُفتي حتى وجد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صاحب الفتوى ، فأعلمه أنه قد أخطأ ، وأن الصواب كذا وكذا . ص 91 ـ 92[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ بلغني ( القائل ابن الجوزي ) عن بعض مشايخنا أنه أفتى رجلاً من قرية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بينه وبينها أربعة فراسخ ، فلما ذهب الرجل ، تفكر ، فعلم أنه أخطأ ، فمشى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إليه فأعلمه أنه أخطأ ، فكان بعد ذلك إذا سُئل عن مسألة توقف ، وقال : ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في قوة أمشي أربعة فراسخ . ص 92[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ عن مالك بن أنس قال[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]حدثني ربيعة قال : قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي : يا ربيعة أراك تفتي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس ، فإذا جاءك رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه ، وليكن همك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن تتخلص مما سألك عنه . ص126 ـ 127[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الكتاب السادس[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]المُدهش[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT][FONT="]الطبعة الأولى 1425 هـ ، دار القلم ، بعناية عبدالكريم محمد منير ، وخلدون عبدالعزيز مخلوطة[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ الدنيا كامرأة فاجرة لا تثبت مع زوج ، فلذلك عِيبَ طُلابُها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وحدثتك الليالي أن شيمتها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] تفريق ما جمعته فاسمع الخبرا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فكن على حذر منها فقد نصحت وانظر إليها تر الآيات والعبرا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فهل رأيت جديداً لم يعد خَلقا وهل سمعت بصفو لم يصركدرا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ص 270[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ يامن يذنب ولا يتوب ، كم كتبت عليك ذنوب ؟ خل الأمل الكذوب ، فرب شروق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بلا غروب ، واأسفى أين القلوب ؟ تفرقت بالهوى في شعوب ، ندعوك إلا صلاحك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولا تؤوب ، واعجباً الناس ضروب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]متى تنتبه لصلاحك أيها الناعس ! ؟[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]متى تطلب الأخرى يا من على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدنيا ينافس ؟ متى تذكر وحدتك إذا انفردت عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مؤانس ؟ يا من قلبه قد جفا وجفنه ناعس ! يا من تحدثه الآمال دع هذه الوساوس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، أين الجبابرة الأكاسرة الشجعان الفوارس ؟ أين الأُسدُ الضواري الكوانس ؟[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أين من اعتاد سعة القصور ، حُبس من القبور في أضيق المحابس ؟ أين الرافل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في أثوابه عَرِيَ في ترابه عن الملابس ؟ أين حارس الأموال أُخِذَ المحروس ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقُتِلَ الحارس ؟[/FONT][FONT="] ! .
[/FONT][FONT="]كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] محاها مجال الريح بعدك والقطر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]على ذاك مروا أجمعون وهكذا يمرون حتى ينشرنهم الحشر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فحتام لا تصحو وقد قرب المدى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] وحتام لا ينجاب عن قلبك السكر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بلى سوف تصحو حتى ينكشف الغطا وتذكر قولي حين لا ينفع الذكر[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 354 ـ 355[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ إذا هممت فبادر ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وإن عزمت فثابر ، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة ، ثم ردفه قمر العزيمة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشرقت أرض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القلب بنور ربها . ص364 ـ 365[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ يا هذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]إنما خلقت الدنيا لتجوزها لا لتحوزها ، ولتعبرها لا لتعمرها ، فاقتل هواك المائل إليها ، وأقبل نصحي ، و لا تعول عليها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يا أقدام الصبر تحملي فقد بقي القليل ، تذكري حلاوة الدعة يهن عليك مر السُرى ، قد علمت أين المنزل ؟ فاحد لها تسر . ص427 ـ 428[/FONT][FONT="] .
5 [/FONT][FONT="]ـ يا من كان له قلب فانقلب ، قيام السحر يستوحش لك ، صيام النهار يسأل عنك ، ليال الوصال تعاتبك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزيزي[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]ما ألفت الشقاء فكيف تصبر ؟ أصعبُ الفقر ما كان بعد الغنى ، وأوحش الذل ما كان بعد العز ، وأشدهما العمى على الكبر . ص439[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يــــاهــذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]الشيب أذان ، والموت إقامة ، ولست على طهارة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]العمر صلاة ، والشيب تسليم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يامن خيم حب الهوى في صحراء قلبه ، اقلع الأطناب ، فقد ضرب بوق الرحيل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما تسمع صوت السوط في ظهور الإبل ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أما ترى عجلة السلب وقصر العمر ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]شارف الركب بلد الإقامة ، فاستحث المطي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ص 452 ـ 453[/FONT][FONT="] .
7 [/FONT][FONT="]ـ تلمح فجر الأجر يَهُن ظلام التكليف ، إذا خرجت من شفة غدرك لفظة سفه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فلا تلحقها بمثلها تلقحها ، ونسل الخصام مذموم ، أوثق سبع غضبك بسلسة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حِلمك ، فإنه إن أُفلِت أتلف . ص461 ـ 462[/FONT][FONT="] .
8 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويحك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]إنما يكون الجهاد بين الأمثال ، ولذلك مُنِعَ من قتل النساء والصبيان ، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أما علمت أن شهواتها جيف ملقاة ، أفيحسن بباشق الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة ؟ مهلاً ( لا تمدن عينيك ) . ص485[/FONT][FONT="] .
9 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويحك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي ، إنما أبعدنا إبليس لأجلك ، لأنه لم يسجد لك ، فالعجب منك كيف صالحته وهجرتنا ! . ص514[/FONT][FONT="] .
10 [/FONT][FONT="]ـ أكثر فساد القلب من تخليط العين ، ما دام باب العين موثقاً بالغض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فالقلب سليم من آفة ، فإذا فُتَح الباب طار طائره وربما لم يعد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يا متصرفين في إطلاق الأبصار ، جاء توقيع العزل ( قل للمؤمنين يغضوا من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أبصارهم ) ، إطلاق البصر ينقُشُ في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ، وما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام . ص543[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ إخواني ! تفكروا في الذين رحلوا ، أين نزلوا ؟ وتذكروا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن القوم نُوقشوا وسُئلوا ، واعلموا أنكم كما تُعذلون عُذِلوا ، ولقد ودوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بعد الفوات لو قبلوا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]سـألت الدار تخبرني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عن الأحباب ما فعلوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] فقالت لي : أناخ القوم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أياماً وقـد رحـلوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقلت : فأين أطلـبهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأي مـنازل نزلوا فقالت : بالقبور وقـد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لقوا والله ما عمـلوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أنـاس غـرهم أمـل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فبادرهم به الأجـل فنوا وبقي على الأيام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ما قالوا وما عـملوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وأُثبتَ في صـحائفهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قبيح الفــعل والزلل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] فـلا يُسـتعتبون ولا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لـهم ملـجا ولا حِيَل[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]نـدامى في قبورهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وما يغـني وقد حصلوا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 548[/FONT][FONT="] .
12 [/FONT][FONT="]ـ حر الصيف يُذكر حر جهنم ، وبرد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشتاء محذرٌ من زمهريرها ، والخريف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ينبه على جني ثمار الأعمار ، والربيع يحث على طلب العيش الصافي . ص576[/FONT][FONT="] .
13 [/FONT][FONT="]ـ يا هذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]كنت تدعي حبنا ، وتؤثر القرب منا ، فما هذا الصبر الذي قد عنّ عنا ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]كنت تستطيب رياح الأسحار ، وما تغير المهب ، ولكن دخل فصلُ برد الفتور ولم تحترز ، فأصابك زكام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكسل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]كنت في الرعيل الأول ، فما الذي ردك إلى الساقة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قف الآن على جادة التأسف والزم البكاء على التخلف ، فأحق الناس بالأسى من خُص بالتعويق دون الرفقاء . ص581[/FONT][FONT="] .
14 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أيها المرائي[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]قلب من ترائيه[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بيد من تعصيه . ص584[/FONT][FONT="] .
15 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العمل صورة والإخلاص روح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]خليج صاف أنفع من بحر كدر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إذا لم تخلص فلا تتعب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]عمل المرائي بصلة كلها قشور[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]المرائي يحشو جراب العمل رملاً فيثقله ولا ينفعه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لما أخذ دود القز ينسج ، أقبلت العنكبوت تتشبه ، وقالت : لك نسج ولي نسج[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقالت دودة القز : ولكن نسجي أردية الملوك ، ونسجك شبكة للذباب وعند مس النسيجين يبين الفرق[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنة ، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين ، فتقول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لشجرة الصنوبر : إن الطريق التي قطعتها في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فيقال لي : شجرة ، ولك شجرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فتجيبها : مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف . ص606 ـ 607[/FONT][FONT="] .
16 [/FONT][FONT="]ـ قيل ( لعامر بن عبد قيس ) : أما تسهو في صلاتك ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قال : أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به ؟ ! . ص 649[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]17 ـ العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أيها المعلم تثبت على المبتدي ( وقدر في السرد ) فللعالم رسوخ وللمتعلم قلق[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أيها الطالب تواضع في الطلب ، فإن التراب بينا هو تحت الأخمص صار طهوراً للوجه ، السهر مرقى إلى أطيب مرقد . ص715[/FONT][FONT="] .
18 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نُراعُ إذا الجــنائز قابــلتنا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ونسكن حين تخفى ذاهبات[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]كروعة ثلــة لظــهور ذئب[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فلما غاب عـــادت راتـعات[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص730[/FONT][FONT="] .
19 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يا هذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]ظلمك لنفسك في غاية القبح ، إلا أن ظلمك لغيرك أقبح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويحك[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]إن لم تنفع أخاك فلا تؤذه ، وإن لم تعطه فلا تأخذ منه ، لا تشابهن الحية ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإنها تأتي الحفر الذي قد حفره غيرها فتسكنه ، ولا تتمثلن بالعُقاب ، فإنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يتكاسل عن طلب الرزق ، ويصعد على مرقب عال ، فأي طير صاد صيداً اتبعه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فلا تكون له همة إلا إلقاء صيده والنجاة بنفسه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحيوانات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أخيار وأشرار كبني آدم ، فالتقط خير الخلال وخل خسيسها ، ولا تكن العصافير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أحسن منك مروءة ، إذا أوذي أحدها صاح ، فاجتمعن لنصرته ، وإذا وقع فرخها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]طرن حوله يعلمنه الطيران[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ياهذا[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]تخلق في إعانة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإخوان بخُلُق النملة ، فإنها قد تجد جرادة لا تطيق حملها ، فتعود مستغيثة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بأخواتها ، فترى خلفها كالخيط الأسود قد جئن لإغاثتها ، فإذا وصلن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالمحمول إلى بيتها ، رفهنه عليها (تركنه طعاماً لها[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هيهات إن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الطبع الردي لا يليق به الخيّر ، هذه الخنفساء إذا دفنت في الورد لم تتحرك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، فإذا أعيدت إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الروث رتعت . وما يكفي الحية أن تشرب اللبن حتى تمج[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سمها فيه ، وكل إلى طبعه عائد ، إلا أن الرياضة قد تزيل الشر جملة ، وقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تخفف ، كما أن غسل الأثر إن لم يزله خفف[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]إن دمت على سلوك الجادة رجونا لك الوصول ، وإن طال السري . ص742[/FONT][FONT="] .
20 [/FONT][FONT="]ـ من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه . ص749[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الكتاب السابع : ذم الهوى[/FONT]
1 [/FONT][FONT="]ـ رب مستور سبته صبوة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فتعرى ستره فانتهكا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]صاحب الشهوة عبد فإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]غلب الشهوة صار الملكا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 46[/FONT][FONT="] .
2 [/FONT][FONT="]ـ إن المرآة لا تريك عيوب وجهك مع صداها[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وكذاك نفسك لا تريك عيوب نفسك مع هواها[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ص 47[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ قال ابن جهضم : سمعت ابن شمعون يقول في مجلسه[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]ما سمعتَ قول رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا تمثال ) فإذا كان الملك لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يدخل بيتاً فيه صورة أو تمثال ، فكيف تدخل شواهد الحق قلباً فيه أوصاف غيره[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من البشر ؟ ! . ص 78[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ قال لي بعض أهل هذا البلاء ( النظر المحرم ) يوماً : قد سمعت منك تحريم النظر ، وقد بالغت في التحذير من النظر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وإني نظرت يوماً إلى امرأة نظرة فهويتها وقوي كلفي بها ، فقالت لي النفس[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]إنك في بلاء عظيم مما لا تتيقنه ، فإن أول نظرة لا تُثبِتُ الشخص ، فلو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أعدت النظر فربما أوجب التثبت السلوّ . فماذا تقول في هذه الحادثة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقلت له : هذا لا يصلح لأربعة أوجه[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أحدها : أن هذا لا يحل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثاني : أنك لو نظرت فالظاهر تقوية ما عندك ، فإن ما بهتك بأول نظرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فالظاهر حُسنه ، فلا تحسن المخاطرة بتوكيد الأمر ، لأنك ربما رأيت ما هو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فوق ظنك فزاد عذابك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والثالث : أن إبليس عند قصدك لهذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]النظرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يقوم في ركائبه ليزين لك ما لا يحسن ثم لا تُعان عليه ، لأنك إذا أعرضت عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]امتثال أمر الشرع تخلت عنك المعونة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والرابع : أنك الآن في مقام معاملة للحق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]على ترك محبوب ، وأنت تريد أن تتثبت حتى إذا لم يكن المنظور مرضياً تركته ، فإذن يكون تركه لأنه لا يلائم غرضك ، لا لله تعالى[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]فأين معاملته بترك المحبوب لأجله ؟ وقد قال سبحانه : ( ويطعمون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الطعام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على حبه ) وقال : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) فإياك إياك[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص95[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]
5 [/FONT][FONT="]ـ قال الحكماء[/FONT][FONT="]) : [/FONT][FONT="]عين الهواء عوراء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](
[/FONT][FONT="]وبهذا السبب يُعرض الإنسان عن زوجته ويُؤثر عليها الأجنبية ، وقد تكون الزوجة أحسن[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والسبب في ذلك أن عيوب الأجنبية لم تبن له وقد تكشفها المخالطة ، ولهذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إذا خالط هذه المحبوبة الجديدة وكشفت له المخالطة ما كان مستوراً ، ملّ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وطلب أُخرى إلا ما لانهاية له . ص426[/FONT][FONT="] .
6 [/FONT][FONT="]ـ كتب بعض الحكماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى أخ له : ( أما بعد فإن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدنيا حلم ، والآخرة يقظة ، والمتوسط بينهما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الموت ، ونحن في أضغاث أحلام ، والسلام ) . ص438[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا ما تيسر إلى إيراده بفضل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ملاحظة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الكتاب فيه أمور خادشة للحياء في آخر فصوله ذكرها ابن الجوزي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]للتحذير من العشق فلو طويت ولم تقرأ لكان حسناً ، وعلى كل حال لو اكتفي من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب بأول مئة صفحة منه لكان فيه غنية عن آخره ، وإن قرأ كتاب الجواب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكافي لابن القيم لكان فيه غنية عن هذا الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، والله أعلم[/FONT][FONT="] ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]