شافي مسفر المطلق
New member
- إنضم
- 24/07/2011
- المشاركات
- 15
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[/FONT][FONT="]فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين ، هذا هو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب الثاني كتاب الأربعين النووية على مؤلفه وشارحه رحمة الله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل الطبعة الثالثة ، 1425 هـ ، دار الثريا[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ فإن الحافظ النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]من أصحاب الشافعي المعتبرة أقوالهم ، ومن أشد الشافعية حرصاً على التأليف ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقد ألف في فنون شتى ، في الحديث وعلومه ، وألف في علم اللغة كتاب ( تهذيب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأسماء واللغات ) وهو في الحقيقة من أعلم الناس ، والظاهر والله أعلم أنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من أخلص الناس في التأليف ، لأن تأليفاته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]انتشرت في العالم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلامي ، فلا تكاد تجد مسجداً إلا ويقرأ فيه كتاب[/FONT][FONT="] ( [/FONT][FONT="]رياض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصالحين ) ، وكتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]مجتهد ، والمجتهد يخطئ ويصيب ، وقد أخطأ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]في مسائل الأسماء والصفات ، فكان يؤول فيها لكنه لا ينكرها ، فمثلاً[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]استوى على العرش ) يقول أهل التأويل معناها : استولى على العرش ، لكن لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ينكرون : ( استوى ) لأنهم لو أنكروا الاستواء تكذيباً لكفروا ، فهم يصدقون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]به ، ولكن يحرفونه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومثل هذه المسائل التي وقع منه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمة ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولا نظن أن ما وقع منه إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ـ ولو في رأيه ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور ، وأن يكون ما قدمه من الخير والنفع من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السعي المشكور ، وأن يصدق عليه قول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السيئات[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ولقد ضل قوم من الخلف الخالفين الذين أخذوا يسبونه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سباً عظيماً حتى بلغني أن بعضهم قال : يجب أن يحرق شرح النووي على صحيح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مسلم ، نسأل الله العافية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالنووي نشهد له فيما نعلم من حاله بالصلاح ، وأنه مجتهد ، وأن كل مجتهد يصيب ويخطئ ، إن أخطأ فله أجر واحد ، وإن أصاب فله أجران[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقد ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها هذا الكتاب : ( الأربعون النووية ) ، وهي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ليست أربعين ، بل هي اثنان وأربعون ، لكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العرب يحذفون الكسر في الأعداد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فيقولون : أربعون . وإن زاد واحداً أو اثنين ، أو نقص واحداً أو اثنين[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها ، لأنها منتخبة من أحاديث عديدة ، وفي أبواب متفرقة بخلاف غيرها من المؤلفات . ص7 ـ 8[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه[/FONT][FONT="] ) .
2 [/FONT][FONT="]ـ في قوله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم( [/FONT][FONT="]ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) من البلاغة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]إخفاء نية من هاجر للدنيا ، لقوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]إلى دنيا يصيبها ، والفائدة البلاغية في ذلك هي : تحقير ما هاجر إليه هذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرجل ، أي ليس أهلاً لأن يذكر ، بل يكنى عنه بقوله : إلى ما هاجر إليه[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص10 ـ 11[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ إذا قال قائل : قول الملبي : لبيك اللهم عمرة ، ولبيك حجاً ، ولبيك اللهم عمرة وحجاً ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : لا ، هذا من إظهار شعيرة النسك ، ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة . ص15[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ مسألة : بعد موت الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]هل يمكن أن نهاجر إليه عليه الصلاة والسلام ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أما شخصه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فلا ، و لذلك لا يُهاجر إلى المدينة من أجل شخص الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، لأنه تحت الثرى ، وأما الهجرة إلى سنته وشرعه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فهذا مما جاء الحث عليه وذلك مثل : الذهاب إلى بلد لنصرة شريعة الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]والذود عنها . فالهجرة إلى الله في كل وقت وحين ، والهجرة إلى رسول الله لشخصه وشريعته حال حياته ، وبعد مماته إلى شريعته فقط[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]نظير هذا قوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله دائماً ، وإلى الرسول نفسه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته . فمن ذهب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من بلد إلى بلد ليتعلم الحديث ، فهذا هجرته إلى الله ورسوله ، ومن هاجر من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بلد إلى بلد لامرأة يتزوجها ، بأن خطبها وقالت لا أتزوجك إلا إذا حضرت إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بلدي فهجرته إلى ما هاجر إليه . ص17[/FONT][FONT="] .
5 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قرن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]مع الله تعالى بالواو حيث قال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ) ولم يقل : ثم رسوله ، مع أن رجلاً قال للرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: [/FONT][FONT="]ما شاء الله وشئت ، فقال : ( بل ما شاء الله وحده ) فما الفرق ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : أما ما يتعلق بالشريعة فيعبر عنه بالواو ، لأن ما صدر عن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]من الشرع كالذي صدر من الله تعالى كما قال تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]وأما الأمور الكونية : فلا يجوز أن يقرن مع الله أحد بالواو أبداً ، لأن كل شيء تحت إرادة الله تعالى ومشيئته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا قال قائل : هل ينزل المطر غداً ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقيل : الله ورسوله أعلم ، فهذا خطأ ، لأن الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]ليس عنده علم بهذا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وإذا قال : هل هذا حرام أم حلال ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقيل في الجواب : الله ورسوله أعلم ، فهذا صحيح ، لأن حكم الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأمور الشرعية حكم الله تعالى كما قال عزوجل : ( من يطع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرسول فقد أطاع الله ) . ص21[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ هل الهجرة واجبة أم مستحبة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : فيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تفصيل ، إذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ولا يجد من يمنعه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من ذلك ، فالهجرة هنا مستحبة . وإن كان لا يستطيع فالهجرة واجبة وهذا هو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الضابط للمستحب والواجب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا يكون في البلاد الكافرة ، أما في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلاد الفاسقة وهي التي تعلن الفسق وتظهره فإنا نقول : إن خاف الإنسان على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نفسه من أن ينزلق فيما انزلق فيه أهل البلد فهنا الهجرة واجبة ، وإن لم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يخف فتكون غير واجبة ، بل نقول إن كان في بقائه إصلاح ، فبقاؤه واجب لحاجة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلد إليه في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والغريب أن بعضهم يهاجر من بلد الإسلام إلى بلد الكفر . وإذا هاجر أهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإصلاح من بلد الإسلام ، من الذي يبقى ينكر على أهل الفساد ؟ وربما تنحدر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلاد أكثر بسبب قلة أهل الإصلاح وكثرة أهل الفساد والفسق . لكن إذا بقي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ودعا إلى الله بحسب الحال فسوف يصلح غيره ، وغيره يصلح غيره حتى يكون هؤلاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على أيديهم صلاح البلد ، وإذا صلح عامة الناس فإن الغالب أن من بيده الحكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سيصلح ، ولو عن طريق الضغط[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولكن الذي يفسد هذا للأسف الصالحون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنفسهم ، فتجد هؤلاء الصالحين يتحزبون ويتفرقون وتختلف كلمتهم من أجل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخلاف في مسألة من مسائل الدين التي يغتفر فيها الخلاف ، هذا هو الواقع ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لا سيما في البلاد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي لم يثبت فيها الإسلام تماماً ، فربما يتعادون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويتباغضون ويتناحرون من أجل مسألة رفع اليدين في الصلاة ، وأقرأ عليكم قصة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقعت لي شخصياً في منى ، في يوم من الأيام أتى لي مدير التوعية بطائفتين من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إفريقيا تكفر إحداهما الأخرى ، على ماذا ؟ ! قال : إحداهما تقو ل : السنة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في القيام أن يضع المصلي يديه على صدره ، والأخرى تقول السنة أن يطلق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اليدين ، وهذه المسألة فرعية سهلة ليست من الأصول ، قالوا : لا النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يقول ( من رغب عن سنتي فليس مني ) وهذا كفر تبرأ منه الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، فبناء على هذا الفهم الفاسد كفرت إحداهما الأخرى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالمهم[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن بعض أهل الإصلاح في البلاد التي ليست مما قوي فيها الإسلام يبدع ويفسق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بعضهم بعضاً ، ولو أنهم اتفقوا وإذا اختلفوا اتسعت صدورهم لما يسوغ فيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الاختلاف ، وكانوا يداً واحدة لصلحت الأمة ، ولكن إذا رأت الأمة أن أهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإصلاح والاستقامة بينهم هذا الحقد والخلاف في مسائل الدين ، فستضرب صفحاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عنهم وعما عندهم من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خير وهدى ، بل يمكن أن يحدث ركوس ونكوس وهذا ماحدث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والعياذ بالله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فترى الشاب يدخل في الاستقامة على أن الدين خير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهدى وانشراح صدر وقلب مطمئن ثم يرى ما يرى من المستقيمين من خلاف حاد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وشحناء وبغضاء فيترك الاستقامة لأنه ما وجد ما يطلبه ، والحاصل أن الهجرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من بلاد الكفر ليست كالهجرة من بلاد الفسق ، فيقال للإنسان : اصبر واحتسب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولا سيما إن كنت مصلحاً ، بل قد يقال : إن الهجرة في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حقك حرام . ص22 ـ24[/FONT][FONT="] .
7 [/FONT][FONT="]ـ أخطأ بعض المؤرخين الذين قالوا : إن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هناك رسولاً أو أكثر قبل نوح ، فليس قبل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]رسول بدليل قول الله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والنبيين من بعده ) وقال الله عزوجل : ( ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في ذريتهما النبوة والكتاب ) أي في ذريتهم خاصة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن السنة ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جاء في حديث الشفاعة أن الناس يأتون نوح فيقولون له : ( أنت أول رسول أرسله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله إلى أهل الأرض ) فعقيدتنا أن أو الرسل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، وآخرهم محمد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم. [/FONT][FONT="]ص33[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ـ وقع في قصة الصحابي الجليل ثابت بن قيس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]مسألة غريبة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]مر به أحد الجنود وهو ميت وعلى ثابت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]درع جيد ، فأخذ الجندي الدرع منه ثم ذهب به إلى رحله وجعل عليه برمة ـ البرمة قدر من الخزف ـ وفي الليل رأى أحد أصحاب ثابت ثابتاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]في المنام وأخبره الخبر وقال له : مر بي رجل من الجند وأخذ درعي ووضعه تحت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]برمة في طرف العسكر وحوله فرس تستن ، أي رافعة إحدى قوائمها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلما أصبح الرجل الذي رأى هذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرؤيا أخبر بها القائد خالد بن الوليد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]فأرسله إلى المكان ، ولما أرسله إلى المكان وجد الأمر كما قال ثابت ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فسبحان الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العظيم ـ ما الذي أعلم ثابتاً وهو ميت ، لكن الرؤيا الصالحة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ، فأخذ الدرع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]كما أن ثابتاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]أوصى بوصية بعد موته ، وأُبلغت أبا بكر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]فنفذ الوصية ، قالوا : و لا يوجد أحد نفذت وصيته التي أوصى بها بعد موته إلا ثابت بن قيس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]، لكن يشكل على هذا كيف نعتبر الرؤيا في تنفيذ الوصية ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]والجواب : أنه إذا دلت القرائن على صدق الرؤيا نُفذت الوصية ولا حرج[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقد حدثني رجل أثق به يقول : إنه مات أبوه وكان قد استأجر البيت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الذي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تركه بعد موته لمدة كذا سنة ، فلما مات أتى أهل البيت الذين يملكون رقبة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البيت وقالوا للورثة : اخرجوا عن البيت ، البيت بيتنا ، فقالوا : لن نخرج ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بين مورثنا وبينكم عقد لم ينته بعد ، فقالوا : بل انتهى العقد ، ففزع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الورثة من هذه الدعوى وضاقت بهم الأرض ، يقول : فلما كان ذات ليلة رأيت في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المنام أن أبي أطل علينا من فرجة المجلس وقال لهم : العقد في أول صفحة من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدفتر لكنه لاصق في جلدة الدفتر ، فلما أصبح وفتح أول صفحة وجد العقد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]سبحان الله ، فالله تعالى قد يخبر بعض الموتى ببعض ما يحصل على أهله ، لكن هذه مسائل ليست لكل أحد . ص37 ـ 39[/FONT][FONT="] .
9 [/FONT][FONT="]ـ من مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث : (أن الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خلق آدم على صورته ) وضجوا وارتفعت أصواتهم وكثرت مناقشاتهم ، كيف خلق آدم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على صورته ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فحرفه قوم تحريفاً مشيناً مستكرهاً ، وقالوا : معنى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحديث : خلق الله آدم على صورته أي على صورة آدم ـ الله المستعان ـ هل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر أن يريد بالضمير ضمير المخلوق ، بمعنى خلق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]آدم على صورته أي صورة آدم ؟ لا يمكن هذا ، لأن كل مخلوق فقد خلق على صورته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وحينئذ لا فضل لآدم على غيره ، فهذا هراء لا معنى له ، أتدرون لم قالوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هذا التأويل المستكره المشين ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قالوا : لأنك لو قلت إنها صورة الرب عزوجل لمثلت الله بخلقه ، لأن صورة الشيء مطابقة له ، وهذا تمثيل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وجوابنا على هذا أن نقول : لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله ، لكن ليس كمثل الله شيء[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : اضربوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لنا مثلاً نقتنع به ، أن الشيء يكون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على صورة الشيء وليس مماثلاً له ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب أن نقول : ثبت عن النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]زُمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في السماء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صورة القمر من كل وجهه أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والجمال واستدارة الوجه وما أشبه ذلك على صورة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القمر ، لا من كل وجه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإن قلت بالأول فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم أفواه ، وإن قلت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالثاني : زال الإشكال وثبت أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يكون مماثلاً له من كل وجه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالمهم أن باب الصفات باب عظيم ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وخطره جسيم ، ولا يمكن أن ينفك الإنسان من الورطات والهلكات التي يقع فيها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلا باتباع السلف الصالح ، أثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه وانف ما نفي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عن نفسه ، فتستريح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هل تبحث في أمر يكون البحث فيه تعمقاً وتنطعاً ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا تبحث[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]على كل حال هذا المقام مقام عظيم ، لكني أحذركم أن تتعمقوا في باب الأسماء والصفات ، وأن تسألوا عما لاحاجة لكم به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يقول بعض الناس : الله تعالى له أصابع ، ويقول المحرفون : ليس له أصابع ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمراد بقوله : ( إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ) كمال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السيطرة والتدبير ، سبحان الله ، أأنتم أعلم أم رسول الله ؟ نفوا الأصابع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لظنهم أن إثباتها يستلزم التمثيل ، فمثلوا أولاً وعطلوا ثانياً ، فجمعوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بين التمثيل والتعطيل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وجاء آخرون فقالوا : قلوب بني آدم بين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أصبعين من أصابع الرحمن ، وأمسك المسواك بين أصابعه وقال : بين أصبعين من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أصابع الرحمن . ( قطع الله هاتين الأصبعين ) فهل يحل هذا ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا يحل ، أولاً : هل تعلم أن أصابع الله تعالى خمسة : إبهام وسبابة ووسطى وبنصر وخنصر ؟ لا تعلم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : هل تعلم أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، بين الإبهام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والسبابة ، أو بين الإبهام والوسطى ، أو بين الإبهام والبنصر ، أم بين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإبهام والخنصر ؟ كيف تقول على الله ما لاتعلم أم على الله يفترون ، فمثل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هذا يستحق أن يؤدب لأنه قال على الله ما لا يعلم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقالوا : أليس النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]لما قال : ( وكان الله سمعياً بصيراً ) وضع إبهامه وسبابته على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العين والأذن[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]نقول : بلى ، لكن أنت لست رسولاً حتى تفعل هذا ، ثم المقصود من وضع الرسول صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وسلم أصبعيه تحقيق السمع والبصر فقط[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأكرر أن باب الصفات باب عظيم ، احذر أن تزل ، فتحت رجلك هوة ، والأمر صعب جداً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]احذروا باب الصفات أن تخوضوا في شيء لم يتكلم فيه السلف الصالح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يقول بعض العلماء : من لم يسعه ما وسع الصحابة والتابعين فلا وسع الله عليه . ص45 ـ 49[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]10 [/FONT][FONT="]ـ جبريل وميكائيل وأسرافيل هؤلاء الثلاثة كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يذكرهم عندما يستفتح صلاة الليل فيقول[/FONT][FONT="] :
( [/FONT][FONT="]اللهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ) والحكمة من هذا : أن كل واحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]منهم موكل بحياة : فجبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب كما قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT="](وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) ، وميكائيل موكل بالقطر والنبات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهو حياة الأرض ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور وهو حياة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس الحياة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأبدية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والمناسبة ظاهرة ، لأنك إذا قمت من النوم فقد بعثت من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]موت ، كما قال تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ثم يبعثكم فيه ) ، وقال عزوجل ( الله الذي يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]إذا كان القيام من الليل بعثاً وهؤلاء الملائكة الثلاثة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكرام كلهم موكلون بحياة ، صارت المناسبة واضحة . ص 50 ـ 51[/FONT][FONT="] .
11 [/FONT][FONT="]ـ أول الرسل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، وآخرهم محمد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، واعلم بأنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، وأن هناك بعضاً آخرين مثل شيث ، كل هذا كذب وليس بصحيح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإدريس بعد نوح قطعاً ، وقد قال بعض العلماء : إن إدريس من الرسل في بني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إسرائيل ، لأنه دائما يذكر في سياق قصصهم ، لكن نعلم علم اليقين أنه ليس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قبل نوح ، والدليل قول الله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والنبيين من بعده ) ، وقال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى: ( [/FONT][FONT="](ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة ) فأرسلهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهم القمة ، وجعل في ذريتهما النبوة والكتاب ، فمن زعم أن إدريس قبل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقد كذّب القرءان وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الاعتقاد . ص55 ـ 56[/FONT][FONT="] .
12 [/FONT][FONT="]ـ الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام ، قال الله تعالى : ( وبشر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المؤمنين ) بعد أن ذكر ( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بأموالكم وأنفسكم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان ، فيفسر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح ، والإيمان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويدل على التفريق قول الله عزوجل : ( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : في قولنا إذا اجتمعا افتراقا إشكال ، وهو قول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في قوم لوط : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من المسلمين ) . فعبر بالإسلام عن الإيمان ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : أن هذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الفهم خطأ وأن قوله : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ) يخص المؤمنين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقوله : ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) يعم كل من كان في بيت لوط ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وفي بيت لوط من ليس بمؤمن ، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]كذلك ، فالبيت بيت مسلمين ، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة ، لكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناجي هم المؤمنون خاصة ، ولهذا قال : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين[/FONT][FONT="] ) . [/FONT][FONT="]وهم ما عدا هذه المرأة ، أما البيت فهو بيت مسلم . ص72 ـ 73[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]13 [/FONT][FONT="]ـ احتج المشركون بالقدر على شركهم كما قال الله عنهم : ( سيقول الذين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]والجواب : قال الله تعالى : ( كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]فلم تقبل منهم هذه الحجة ، لأن الله تعالى جعل ذلك تكذيباً وجعل له عقوبة[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]حتى ذاقوا بأسنا[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : إن لدينا حديثاً أقر فيه النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]الاحتجاج بالقدر ، وهو أن آدم وموسى تحاجا ـ تخاصما ـ فقال موسى لآدم[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]أنت أبونا خيبتنا ، أخرجتنا ونفسك من الجنة ـ لأن خروج آدم من الجنة من أجل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنه أكل من الشجرة التي نُهي عن الأكل منها ـ فقال له آدم : أتلومني على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شيء قد كتبه الله على قبل أن يخلقني ، قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]حج آدم موسى ) مرتين أو ثلاثاً وفي لفظ ( فحجه آدم ) يعني غلبه في الحجة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا يتمسك به من يحتج بالقدر على فعل المعاصي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولكن كيف المخرج من هذا الحديث الذي في الصحيحين ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]بجواب ، وأجاب تلميذه ابن القيم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بجواب آخر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]شيخ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلام قال : إن آدم عليه الصلاة والسلام فعل الذنب ، وصار ذنبه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سبباً لخروجه من الجنة ، لكنه تاب من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الذنب ، وبعد توبته اجتباه الله وتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وهداه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ومن المحال أن موسى عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصلاة والسلام وهو أحد أولي العزم من الرسل يلوم أباه على شيء تاب منه ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اجتباه الله بعد ، وتاب عليه وهداه ، وإنما اللوم على المصيبة التي حصلت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بفعله ، وهي إخراج الناس ونفسه من الجنة ، فإن سبب هذا الإخراج هو معصية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]آدم ، على أن آدم عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السلام لاشك أنه لم يفعل هذا ليخرج من الجنة حتى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يلام ، فكيف يلومه موسى ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وهذا وجه ظاهر في أن موسى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]لم يرد لوم آدم على فعل المعصية ، إنما على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المصيبة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي هي من قدر الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وحينئذ يتبين أنه لا حجة في الحديث لمن يستدل على فعل المعاصي ، إذ أنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]احتج على المصيبة وهي الإخراج من الجنة ، ولهذا قال : أخرجتنا ونفسك من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجنة ولم يقل : عصيت ربك ، فهنا كلام موسى مع أبيه آدم على المصيبة التي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حصلت ، وهي الإخراج من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجنة ، وإن كان السبب فعل آدم . وقال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]اللوم على المصائب وعلى المعائب إن استمر الإنسان فيها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأما تلميذه ابن القيم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]فأجاب بجواب آخر قال : إن اللوم على فعل المعصية بعد التوبة منها غلط ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وإن احتجاج الإنسان بالقدر بعد التوبة من المعصية صحيح[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]فلو أن إنساناً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شرب الخمر ، فجعلت تلومه وهو قد تاب توبة صحيحة وقال هذا أمر مقدر علي وإلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لست من أهل شرب الخمر ، وتجد عنده من الحزن والندم على المعصية شيئاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عظيماً ، فهذا يقول ابن القيم : لا بأس به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما الاحتجاج بالقدر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الممنوع فهو : أن يحتج بالقدر ليستمر على معصيته ، كما فعل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المشركون ، أما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إنسان يحتج بالقدر لدفع اللوم عنه مع أن اللوم قد اندفع بتوبته فهذا لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بأس به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا الجواب جواب واضح يتصوره الإنسان بقرب ، وإن كان كلام شيخ الإسلام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]أسد وأصوب ، لكن لا مانع بأن يُجاب بما أجاب به العلامة ابن القيم . ص 83 ـ 85[/FONT][FONT="] .
14 [/FONT][FONT="]ـ الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر ، فإذا تم الأجل انتهت الحياة ، وأذكر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لكم قصة وقعت في عنيزة : مر دباب أي دراجة نارية بتقاطع ، وإذا بسيارة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تريد أن تقطع ، فوقف صاحب الدباب ينتظر عبور السيارة ، والسيارة وقفت تنتظر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عبور الدباب ، ثم انطلقا جميعاً فصُدم الدباب ومات الراكب الرديف الذي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وراء السائق ، فتأمل الآن وقف هذه الدقيقة من أجل استكمال الأجل ( سبحان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله ) . قال الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) . ص 102[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]15 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم( [/FONT][FONT="]إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) أي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حتى يقرب أجله تماماً . وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مرتبة العمل ، لأن عمله الذي عمله ليس عملاً صالحاً كما جاء في الحديث[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) لأنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشكل على بعض الناس : كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فنقول[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، ولم يتقدم ولم يسبق ، ولكن حتى ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يكون بينه وبينها إلا ذراع أي يدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت[/FONT][FONT="] .
( [/FONT][FONT="]فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ) فيدع العمل الأول الذي كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يعمله ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وذلك لوجود دسيسة في قلبه والعياذ بالله هوت به إلى هاوية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أقول هذا لئلا يُظن بالله ظن السوء : فو الله ما من أحد يقبل على الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بصدق وإخلاص ، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً . ص 104[/FONT][FONT="] .
16 [/FONT][FONT="]ـ عن عائشة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنها[/FONT][FONT="]قالت : قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]اتفق العلماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمهم الله[/FONT][FONT="]أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولهما : الإخلاص[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الثاني : المتابعة للرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم.
[/FONT][FONT="]وليُعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة : سببه ، وجنسه ، وقدره ، وكيفيته ، وزمانه ، ومكانه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا لم يوافق الشريعة في هذه الأمور الستة فهو باطل مردود ، لأنه إحداث في دين الله ما ليس منه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أولاً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في سببه : وذلك بأن يفعل الإنسان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سبباً مثل : أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويتخذها سنة ، فهذا مردود ، مع أن الصلاة أصلها مشروع ، لكن لما قرنها بسبب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لم يكن سبباً شرعياً صارت مردودة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]مثال آخر : لو أن أحداً أحدث عيداً لا نتصار المسلمين في بدر ، فإنه يرد عليه ، لأنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سبباً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الجنس ، فلو تعبد لله بعبادة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة ، مثال ذلك : لو أن أحداً ضحى بفرس ، فإن ذلك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مردود عليه ولا يقبل منه ، لأنه مخالف للشريعة في الجنس ، إذ أن الأضاحي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي : الإبل ، والبقر ، والغنم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما لو ذبح فرساً ليتصدق بلحمها فهذا جائز ، لأنه لم يتقرب إلى الله بذبحه أضحية وإنما ذبحه ليتصدق بلحمه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثالثاً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في القدر : فلو تعبد شخص لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزوجل بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه ، و مثال ذلك : رجل توضأ أربع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مرات أي غسل كل عضو أربع مرات ، فالرابعة لا تقبل ، لأنها زائدة على ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جاءت به الشريعة ، بل قد جاء في الحديث أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]توضأ ثلاثاً وقال : ( من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]رابعاً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الكيفية : فلو عمل شخص عملاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته ، لم يقبل منه ، وعمله مردود عليه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومثاله : لو أن رجلاً صلى وسجد قبل أن يركع ، فصلاته باطلة مردودة لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وكذلك لو توضأ مُنكساً بأن بدأ بالرجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه فوضوؤه باطل ، لأنه مخالف للشريعة في الكيفية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]خامساً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الزمان : فلو صلى الصلاة قبل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]دخول وقتها ، فالصلاة غير مقبولة لأنها في زمن غير ما حدده الشرع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولو ضحى قبل أن يصلى العيد لم تقبل لأنه لم يوافق الشرع في الزمان[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]سادساً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في المكان : فلو أن أحداً اعتكف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في غير المساجد بأن يكون قد اعتكف في المدرسة أو في البيت ، فإن اعتكافه لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصح لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف ، فالاعتكاف محله المساجد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فانتبه لهذه الأصول الستة وطبق عليها كل ما يرد عليك . ص115 ـ 118[/FONT][FONT="] .
17 [/FONT][FONT="]ـ عن ابن عمر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]أن رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]قال : ( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله وأن محمداً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلو ذلك عصموا مني دمائهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى[/FONT][FONT="] ) .
( [/FONT][FONT="]أُمرت[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]بالبناء لما لم يسم فاعله ، لأن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الفاعل معلوم وهو الله عزوجل ، وإبهام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المعلوم سائغ لغة واستعمالاً سواء : في الأمور الكونية أو في الأمور[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشرعية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]في الأمور الكونية : قال الله عزوجل : ( وخُلق الإنسان ضعيفاً[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]والخالق هو الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى.
[/FONT][FONT="]وفي الأمور الشرعية : كهذا الحديث : ( أُمرت أن أقاتل الناس ) وكقوله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]أُمرنا أن نسجد على سبعة أعظم ) . ص 146[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قلت : مراد الشيخ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والله أعلم ، أنه يتأدب مع الله فلا يقال مبني للمجهول كما هو شائع بل يقال : بالبناء لما لم يسم فاعله[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]18 [/FONT][FONT="]ـ الدواء بالمحرم لا يمكن أن يكون ضرورة لسببين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولاً : لأنه قد يبرأ المريض بدون دواء وحينئذ لا ضرورة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : قد يتداوى به المريض ولا يبرأ ، وحينئذ لا تندفع الضرورة به ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولهذا قول العوام : إنه يجوز[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التداوي بالمحرم للضرورة قول لا صحة له ، وقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نص العلماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]على أنه يحرم التداوي بالمحرم . ص159[/FONT][FONT="] .
19 [/FONT][FONT="]ـ الإنسان إذا لم يقدر على فعل الواجب كله فليفعل ما استطاع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولهذا مثال : يجب على الإنسان أن يصلي الفريضة قائماً ، فإن لم يستطع صلى جالساً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهنا سؤال : لو كان يستطيع أن يصلي قائماً لكنه لا يستطيع أن يكمل القيام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى الركوع ، بمعنى : أن يبقى قائماً دقيقة أو دقيقتين ثم يتعب ويجلس ، فهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نقول : اجلس وإذا قارب الركوع قم ، أو نقول : ابدأ الصلاة قائماً وإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعبت اجلس ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : هذا فيه تردد عندي ، لأن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]حين أخذه اللحم كان يصلي في الليل جالساً فإذا بقي عليه آيات قام وقرأ ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ركع . وهذا يدل على أنك تقدم القعود أولاً ثم إذا قاربت الركوع فقم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن يرد على هذا أن النفل يجوز أن يصلي الإنسان فيه قاعداً ، فإذا قارب الركوع قام[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والفريضة الأصل فيها أن يصلي قائماً ، فنقول : ابدأها قائماً ثم إذا تعبت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فاجلس ، لأنك ربما تعتقد أنك لا تستطيع القيام كله ، ثم تقدر عليه ، فنقول[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]ابدأ الآن بما تقدر عليه وهو القيام ، ثم إذا عجزت فاجلس ، وهذا أقرب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكني أرى عمل الناس الآن في المساجد بالنسبة للشيوخ والمرضى ، يصلي جالساً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإذا قارب الركوع قام ، ولا أنكر عليهم لأني ليس عندي جزم أو نص بأنه يبدأ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أولاً بالقيام ثم إذا تعب جلس ، لكن مقتضى القواعد أنه يبدأ قائماً فإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعب جلس . ص 160 ـ 161[/FONT][FONT="] .
20 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]من فوائد هذا الحديث أن من أسماء الله تعالى الطيب ، لقوله : ( إن الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]طيب ) وهذا يشمل طيب ذاته وأسمائه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وصفاته وأفعاله وأحكامه . ص 166[/FONT][FONT="] .
21 [/FONT][FONT="]ـ الخيانة لا يوصف الله بها ، لأنها نقص بكل حال ، فلا يوصف الله تعالى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالخيانة ويدل لهذا قول الله تعالى : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من قبل فأمكن منهم ) ولم يقل : فقد خانو الله من قبل فخانهم ، لأن الخيانة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خدعة في مقام الأمان ، وهي صفة ذم مطلقاً ، وبهذا عُرف أن قول ( خان الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من يخون ) قول منكر فاحش يجب النهي عنه وهو وصف ذم لا يوصف الله به . ص 167[/FONT][FONT="] .
22 [/FONT][FONT="]ـ ذكر النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أغبر يمد يديه إلى السماء ، يارب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغُذي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالحرام فأنى يستجاب لذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يستفاد من هذا استبعاد إجابة آكل الحرام لو عمل من أسباب الإجابة ماعمل ، لأن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر . . . وقال بعد ذلك أنى يستجاب لذلك وهذا استفهام استبعاد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن هل هذا يعني أنه يستحيل أن يجاب ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا ، لأن الإنسان قد يستبعد شيئاً ولكن يقع ، والنبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]استبعد هذا تنفيراً عن أكل الحرام[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص172[/FONT][FONT="] .
23 [/FONT][FONT="]ـ رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويكون الرفع بأن ترفع يديك تضم بعضهما إلى بعض على حذاء الثُندؤتين أي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أعلى الصدر ، ودعاء الابتهال ترفع أكثر من هذا ، حتى إن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في دعاء الاستسقاء رفع يديه كثيراً حتى ظن الظان أن ظهورهما نحو السماء من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شدة الرفع ، وكلما بالغت في الابتهال فبالغ في الرفع . ص173[/FONT][FONT="] .
24 [/FONT][FONT="]ـ هل رفع اليدين مشروع في كل دعاء ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : هذا على ثلاثة أقسام[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]القسم الأول : ماورد فيه الرفع ومثاله : إذا دعا الخطيب باستسقاء أو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استصحاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك ، لما رواه البخاري في حديث أنس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه( [/FONT][FONT="]في قصة الأعرابي الذي طلب من الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في خطبة الجمعة أن يستسقي فرفع النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ومما جاء في السنة رفع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اليدين في قنوت النوازل والوتر وكذلك رفع اليدين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الصفا وعلى المروة وفي عرفة وما أشبه ذلك فالأمر فيها واضح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثاني : ما ورد فيه عدم الرفع ومثاله : كالدعاء حال خطبة الجمعة في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]غير الاستسقاء والاستصحاء ، فلو دعا الخطيب للمؤمنين والمؤمنات أو لنصر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المجاهدين في خطبة الجمعة فإنه لا يرفع يديه ، ولو رفعهما لأنكر عليه ، ففي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقال : ( قبح الله هاتين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اليدين ، لقد رأيت رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]ما يزيد أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة ) وكذلك رفع اليدين في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]دعاء الصلاة كالدعاء بين السجدتين ، والدعاء بعد التشهد الأخير ، وما أشبه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ذلك ، هذا أمره ظاهر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثالث : ما لم يرد فيه شيء أي ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه : فالأصل الرفع لأنه من آداب الدعاء وأسباب الإجابة قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم( [/FONT][FONT="]إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]لكن هناك أحوال قد يرجح فيها عدم الرفع وإن لم يرد كالدعاء بين الخطبتين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مثلاً ، فرفع اليدين في هذه الحال محل نظر ، فمن رفع على أن الأصل الدعاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رفع اليدين فلا ينكر عليه ، ومن لم يرفع بناء على أن هذا ظاهر عمل الصحابة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فلا ينكر عليه ، فالأمر في هذا إن شاء الله واسع . ص 173 ـ 174[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]25 [/FONT][FONT="]ـ ما الحكمة من كون الزاني المحصن يرجم ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لأن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شهوة الجماع لا تختص بعضو معين ، بل تشمل كل البدن ، فلما تلذذ بدن الزاني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المحصن بهذه اللذة المحرمة كان من المناسب أن يذوق البدن كله ألم هذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العقوبة التي هي الحد ، فالمناسبة إذاً ظاهرة . ص 190 ـ 191[/FONT][FONT="] .
26 [/FONT][FONT="]ـ إذا قتل الإنسان شخصاً مكافئاً له في الدين والحرية والرق قتل به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وعلى قولنا : في الدين وهو أهم شيء ، لا يقتل المسلم بالكافر ، لأن المسلم أعلى من الكافر ، ويقتل الكافر بالمسلم لأنه دونه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهل يشترط أن لا يكون القاتل من أصول المقتول ، أو لا يشترط ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : قال بعض أهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العلم إنه يشترط أن لا يكون القاتل من أصول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المقتول والأصول هم : الأب والأم والجد والجدة و ما أشبه ذلك ، وقالوا : لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يقتل والد بولده واستدلوا بحديث : ( لا يُقتل الوالد بولده ) وبتعليل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قالوا : لأن الوالد هو الأصل في وجود الولد فلا يليق أن يكون الولد سبباً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في إعدامه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال بعض أهل العلم : هذا ليس بشرط ، وأنه يقتل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الوالد بالولد إذا علمنا قتله عمداً ، واستدلوا بعموم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحديث : ( النفس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالنفس ) وعموم قوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]وأجابوا عن أدلة الآخرين فقالوا : الحديث ضعيف ، ولا يمكن أن يقاوم النصوص[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المحكمة الدالة على قتل النفس بالنفس[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأما التعليل فالتعليل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليل ، وجه ذلك : أن الوالد إذا قتل الولد ثم قُتل به فليس الولد هو السبب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في إعدامه ، بل السبب في إعدامه فعل الوالد القاتل ، فهو الذي جنى على نفسه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وهذا القول هو الراجح لقوة دليله بالعمومات التي ذكرناها ، ولأن هذا من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشد قطيعة الرحم ، فكيف نعامل هذا القاطع الظالم المعتدي بالرفق واللين ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ونقول : لا قصاص عليه . ص 195 ـ 196[/FONT][FONT="] .
27 [/FONT][FONT="]ـ إذا قتلت شيئاً يباح قتله فأحسن القتلة ، ولنضرب لهذا مثلاً[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]رجل آذاه كلب من الكلاب وأراد أن يقتله ، فله طرق في قتله كأن يقتله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالرصاص ، أو برض الرأس ، أو بإسقائه السم ، أو بالصعق بالكهرباء ، لأن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصعق بالكهرباء لا يحس المقتول بأي ألم ولكن تخرج روحه بسرعة من غير أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يشعر ، فيكون هذا أسهل شيء . ص210[/FONT][FONT="] .
28 [/FONT][FONT="]ـ قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل جلاله[/FONT][FONT="]في قصة الخصمين اللذين اختصما عند داود عليه الصلاة والسلام : ( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هؤلاء خصوم ويقول : إن هذا أخي ، وهذا أدب رفيع ، لو كان في وقتنا هذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لقال إن هذا المجرم الظالم ، لكن هذا قال : ( إن هذا أخي له تسع وتسعون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نعجة ) . ص 232[/FONT][FONT="] .
29 [/FONT][FONT="]ـ ذكر الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل وعلا[/FONT][FONT="]في قصة داود مع الخصمين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]داود عليه الصلاة والسلام : ( قال لقد ظلمك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا ًمن الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وخر راكعاً وأناب * فغفرنا ذلك[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]وقد زعم اليهود أن لداود عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصلاة والسلام جندياً له امرأة جميلة ، وأرادها داود ، ولكي يتوصل إليها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أمر هذا الجندي أن يذهب في الغزو من أجل أن يقتل فيأخذ داود زوجته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا لا شك أنه منكر ، ولا يقع من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عامة الناس فكيف يقع من نبي ؟[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]لكنهم افتروا على الله كذباً وعلى رسله كذباً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : ما وجه قوله تعالى : ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فالجواب : أن الذي حصل من داود[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]فيه شيء من المخالفات ، منها[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولاً : أنه انحبس في محرابه عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحكم بين الناس ، وكان الله تعالى قد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جعله خليفة يحكم بين الناس ، ولكنه آثر العبادة القاصرة على الحكم بين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : أغلق الباب مما اضطر الخصوم إلى أن يتسوروا الجدران ، وربما يسقطون ويحصل في هذا ضرر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثالثاً : أنه عليه الصلاة والسلام حكم للخصم قبل أن يأخذ حجة الخصم الآخر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقال : ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) وهذا لا يجوز ، أي لا يجوز[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]للحاكم أن يحكم بقول أحد الخصمين حتى يسمع كلام الخصم الآخر ، فعلم داود أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى اختبره بهذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب . ص232 ـ[/FONT][FONT="] 233 .
30 [/FONT][FONT="]ـ الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قالوا : فلان ملتزم ، والصواب أن يقال : فلان مستقيم كما جاء في القرءان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والسنة . 237[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]31 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ظاهر الحديث : أنها تملأ ما بين السماء والأرض ليس في منطقتك وحدك ، بل في كل المناطق . ص 245[/FONT][FONT="] .
32 [/FONT][FONT="]ـ الصبر ثلاثة أنواع : صبر عن معصية الله ، وصبر على طاعة الله ، وصبر على أقدار الله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فأي أنواع الصبر الثلاثة أفضل ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]نقول : أما من حيث هو صبر فالأفضل الصبر على الطاعة ، لأن الطاعة فيها حبس النفس ، وإتعاب البدن[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثم الصبر عن المعصية ، لأن فيه كف النفس عن المعصية ثم الصبر على الأقدار ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لأن الأقدار لا حيلة لك فيها ، فإما أن تصبر صبر الكرام ، وإما أن تسلو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سلو البهائم وتنسى المصيبة ، هذا من حيث الصبر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما من حيث الصابر : فأحيانا ًتكون معاناة الصبر عن المعصية أشد من معاناة الصبر على الطاعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلو أن رجلاً هيئ له شرب الخمر مثلاً ، بل ودعي إلى ذلك وهو يشتهيه ، ويجد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]معاناة من عدم الشرب ، فهو أشد عليه من أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصلي ركعتين لا شك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]كذلك لو كان شاباً ودعته امرأة إلى نفسها ، وهي جميلة والمكان خال ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والشروط متوفرة فأبى ، فهذا فيه صعوبة أصعب مما لو صلى عشرين ركعة ، فهنا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قد نقول : ثواب الصبر عن المعصية هنا أعظم من ثواب الصبر على الطاعة لما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يجده هذا الإنسان من المعاناة . فيؤجر بحسب ما حصل له من المشقة . ص 248[/FONT][FONT="] .
33 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ولم يقل الصبر نور ، والصلاة قال : إنها نور . وذلك لأن الضياء فيه حرارة كما قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى: ( [/FONT][FONT="]جعل الشمس ضياء ) ففيه حرارة ، والصبر فيه حرارة ومرارة ، لأنه شاق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الإنسان ولهذا جعل الصلاة نوراً وجعل الصبر ضياءً لما يلابسه من المشقة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمعاناة . ص 248 ـ 249[/FONT][FONT="] .
34 [/FONT][FONT="]ـ أود أن أذكر نفسي وإياكم بمسألة مهمة وهي[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة ، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العبادة فقط ، وهذا لا بأس به ، ويحصل به المقصود ، لكن هناك شيء أعلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأتم[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولاً : إذا أردت أن تتوضأ استشعر أنك ممتثل لأمر الله في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قوله : ( يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]حتى يتحقق لك معنى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العبادة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : إذا توضأت استشعر أنك متبع لرسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فإنه قال : ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين ) حينئذ يكون الإخلاص والمتابعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثالثاً : احتسب الأجر على الله عزوجل بهذا الوضوء ، لأن هذا الوضوء يكفر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخطايا ، فتخرج خطايا اليد مع آخر قطرة من قطرات الماء بعد غسل اليد ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهكذا بقية أعضاء الوضوء[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذه المعاني الثلاثة العظيمة الجليلة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أكثر الأحيان نغفل عنها ، كذلك إذا أردت أن تصلي وقمت للصلاة استشعر أمر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله بقوله : ( وأقيموا الصلاة ) ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استشعر أنك تابع لرسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]حيث قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ثم احتسب الأجر ، لأن هذه الصلاة كفارة لما بينها وبين الصلاة الأخرى ، وهلم جرا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يفوتنا هذا كثيراً ولذلك تجدنا ـ نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ـ لا نصطبغ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بآثار العبادة كما ينبغي وإلا فنحن نشهد بالله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمنكر ، ولكن من من الناس إذا صلى تغير فكره ونهته صلاته عن الفحشاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمنكر ؟ ! اللهم إلا قليل ، لأن المعاني المقصودة مفقودة . ص253 ـ 254[/FONT][FONT="] .
35 [/FONT][FONT="]ـ أحسن ما يقال في تعريف الحديث القدسي : إنه ما رواه النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]عن ربه عزوجل ، ونقتصر على هذا ولا نبحث هل هو من قول الله لفظاً ومعنى ، أو من قول الله معنى ومن لفظ النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، لأن هذا فيه نوع من التكلف وقد نهينا عن التكلف ونهينا عن التنطع وعن التعمق . ص267[/FONT][FONT="] .
36 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أنه قال : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]إن قال قائل : هنا إشكال وهو أن النبي صلى الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وسلم أخبر أن كل مولود يولد على الفطرة وهنا يقول : كلكم ضال ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : أن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]قال : ( كل مولود يولد على الفطرة ) لكن قال : ( أبواه يهودانه أو يمجسانه ) وهنا يخاطب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]المكلفين الذين قد تكون تغيرت فطرتهم إلى ما كان عليه آباؤهم ، فهم ضلال حتى يهديهم الله عزوجل . ص 270 ـ 271[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]37 [/FONT][FONT="]ـ من المعلوم أن كل بدعة ضلالة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن إن قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قائل : ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخطاب رضي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد وخرج ليلة من الليالي فوجد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس يصلون بإمام واحد فقال : ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أجاب بعض العلماء بأن المراد بالبدعة اللغوية لا الشرعية ، ولكن هذا الجواب لا يستقيم ، كيف البدعة اللغوية وهي صلاة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]والصواب أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد وذلك لأن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أول من سن القيام بإمام واحد أعني التراويح فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض وتُركت وأصبح الناس يأتون المسجد يصلي الرجل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وحده ، والرجلان جميعاً والثلاثة أوزاعاً ، فرأى عمر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بثاقب سياسته أن يردهم إلى السنة الأولى وهي الاجتماع على إمام واحد فجمعهم على إمام واحد فجمعهم على تميم الداري وأُبي بن كعب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]وأمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة كما كان النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فيكون قوله : ( نعمت البدعة ) يعني البدعة النسبية ، أي بالنسبة إلى أنها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هجرت في آخر عهد النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]وفي أول خلافة عمر بن الخطاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة . ص313 ـ 314[/FONT][FONT="] .
38 [/FONT][FONT="]ـ نحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة ، ثم هذه الضلالات تنقسم إلى : بدع مكفرة ، وبدع مفسقة ، وبدع يعذر فيها صاحبها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة ، ولكن يعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما : النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالنووي : لا نشك أن الرجل ناصح ، وأن له قدم صدق في الإسلام ، ويدل لذلك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب[/FONT][FONT="] ( [/FONT][FONT="]رياض الصالحين ) وهذا يدل على القبول ، ولكنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة ، فهل نقول : إن الرجل مبتدع ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]نقول : قوله بدعة لكن هو غير مبتدع ، لأنه في الحقيقة متأول ، والمتأول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر ، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والقول غير القائل ، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها ، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإذا بالناقة على رأسه ، فأخذ بها وقال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأنا ربك ، وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر ، قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
: ( [/FONT][FONT="]أخطأ من شدة الفرح[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا ، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما الحافظ الثاني : فهو ابن حجر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]، وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع ، أحياناً يسلك مسلك السلف ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أبداً ، لكننا لا نقبل خطأهما ، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع ، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه مبتدع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة ، ونقول : هما من الأشاعرة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا ، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم ، لأن أكثر الناس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات ، ولكن لهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خلافات كثيرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول : إنه أشعري[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا نقول إنه شافعي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة ، ولا تتسرعوا ، ولا تتهاونوا باغتياب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العلماء السابقين واللاحقين ، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط ، بل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في شخصه وما يحمله من الشريعة ، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يقبلوا ما يقول من شريعة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله ، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص 314 ـ[/FONT][FONT="] 317 .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]39 [/FONT][FONT="]ـ هنا إشكال وهو : أن النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم قال : ( لن يدخل أحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجنة بعمله ) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( ولا أنا إلا أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يتغمدني الله برحمته[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فكيف يُجمع بين هذا الحديث وبين النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان يدخل الجنة بعمله ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أجاب العلماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمهم الله[/FONT][FONT="]، فقهاء الإسلام ، أطباء القلوب والأبدان ، ممن علمهم الله ذلك فقالوا : الباء لها معنيان : تارة تكون للسببية ، وتارة تكون للعوض[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا قلت : بعت عليك هذا الكتاب بدرهم ، فهذه للعوض[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وإذا قلت : أكرمتك بإكرامك إياي ، فهذه السببية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالمنفي هو باء العوض ، والمثبت باء السببية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقالوا : معنى قول النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]لن يدخل أحد الجنة بعمله ) أي على أن ذلك معاوضة ، لأنه لو أراد الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزوجل أن يعاوض العباد بأعمالهم ويجازيهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عمل . ص 324[/FONT][FONT="] .
40 [/FONT][FONT="]ـ مسألة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]كثير من الإخوة إذا أراد أن يقرأ قال : قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( إنا أنزلنه في ليلة القدر ) . وهذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تخليط ، لأنه إذا قال : قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]أدخل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مقول القول ، وهذا غلط ، وإذا كان و[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لابد أن تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . فقلها قبل ، أي قل : أعوذ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فما قصد به الاستدلال فإنه لا يتعوذ فيه بخلاف ما قصد فيه التلاوة ، والآية ظاهرة : ( فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله ) . ص 329[/FONT][FONT="] .
41 [/FONT][FONT="]ـ ما هو الحسد ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قال بعض أهل العلم : الحسد : تمني زوال نعمة الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]على الغير ، سواء كانت النعمة مالاً أو جاهاً أو علماً أو غير ذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]الحسد : كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن المعلوم أن من لازم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكراهة أن يتمنى الزوال ، لكن كلام الشيخ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]أدق ، فمجرد ما تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بنعمة فأنت حاسد . ص 368[/FONT][FONT="] .
42 [/FONT][FONT="]ـ يوم القيامة هو الذي تقوم فيه الساعة ، وسمي بذلك لثلاثة أمور[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الأول : أن الناس يقومون فيه من قبورهم لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى[/FONT][FONT="]، قال الله تعالى : ( يوم يقوم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس لرب العالمين[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثاني : أنه تقام فيه الأشهاد ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسُلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثالث : أنه يقام فيه العدل ، لقول الله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً ) . ص 385[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]43 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . يعني أنك إذا أعنت أخاك كان الله في عونك كما كنت تعين أخاك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويرويه بعض العوام : ( مادام العبد في عون أخيه ) وهذا غلط ، لأنك إذا قلت[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]مادام العبد في عون أخيه ) صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأخ ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه ، فإذا قال : ( مادام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العبد في عون أخيه ) عُلم أن عون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]كعون الإنسان لأخيه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وما دام هذا اللفظ ( ما كان العبد في عون أخيه ) هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه . ص386[/FONT][FONT="] .
44 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) . ففي هذا الحديث الحث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الستر على المسلم ، ولكن دلت النصوص أن هذا مقيد بما إذا كان الستر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خيراً ، والستر ثلاثة أقسام[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]القسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأول : أن يكون خيراً ومثاله[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]رأيت رجلاً صاحب خلق ودين وهيئة ـ أي صاحب سمعة حسنة ـ فرأيته في خطأ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وتعلم أن هذا الرجل قد أتى الخطأ قضاءً وقدراً وأنه نادم ، فمثل هذا ستره[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]محمود ، وستره خير[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثاني : إذا كان الستر شراً ومثاله[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]كالرجل إذا وجدته على معصية ، أو على عدوان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الناس وإذا سترته لم يزد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلا شراً وطغياناً ، فهنا ستره مذموم ويجب أن يكشف أمره لمن يقوم بتأديبه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إن كانت زوجة فترفع إلى زوجها ، وإن كان ولداً فيرفع إلى أبيه ، وإن كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مدرساً يرفع إلى مدير المدرسة ، وهلم جرا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثالث : أن لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير : فالأصل أن الستر خير ، ولهذا يذكر في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأثر ( لأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فعلى هذا نقول[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]إذا ترددت هل الستر خير أم بيان أمره خير ، فالستر أولى ، ولكن في هذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحال تتبع أمره ، لا تهمله، لأنه ربما يتبين بعد ذلك أن هذا الرجل ليس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أهلاً للستر . ص 390 ـ 391[/FONT][FONT="] .
45 [/FONT][FONT="]ـ المضاف إلى الله عزوجل على أقسام[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]القسم الأول : إما صفة من صفات الله عزوجل كقدرة الله وعزة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله وحكمة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله وما أشبه ذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثاني : عين قائمة بنفسها مثل : ناقة الله ، مساجد الله ، بيت الله ، فهذا يكون مخلوقاً من مخلوقات الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لكن أضافه الله إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثالث : أن يكون وصفاً في عين أخرى قائمة بنفسها مثل : روح الله كما قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى: ( [/FONT][FONT="](فنفخنا فيها من روحنا ) ، وقال في آدم : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ) فهنا ليس المراد روح الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عز وجل[/FONT][FONT="]نفسه ، بل المراد من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأرواح التي خلقها ، لكن أضافها إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص 395[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]46 [/FONT][FONT="]ـ من هم بالحسنة فلم يعملها على وجوه[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الوجه الأول[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يسعى بأسبابها ولكن لم يدركها ، فهذا يكتب له الأجر كاملاً ، لقول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقع أجره على الله[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الوجه الثاني[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم بالحسنة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويعزم عليها ولكن يتركها لحسنة أفضل منها ، فهذا يثاب ثواب الحسنة العليا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي هي أكمل ، ويثاب على همه الأول للحسنة الدنيا ، ودليل ذلك أن رجلاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أتى إلى النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]حين فتح مكة ، وقال يارسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس فقال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="](صل ها هنا ) فكرر عليه ، فقال له[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]شأنك إذاً ) فهذا انتقل من أدنى إلى أعلى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الوجه الثالث[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يتركها تكاسلاً ، مثل أن ينوي أن يصلي ركعتي الضحى فقرع عليه الباب أحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أصحابه وقال له : هيا بنا نتمشى ، فترك الصلاة وذهب معه يتمشى ، فهذا يثاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الهم الأول والعزم الأول ، ولكن لا يثاب على الفعل لأنه لم يفعله بدون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عذر وبدون انتقال إلى ماهو أفضل . ص 399 ـ 400[/FONT][FONT="] .
47 [/FONT][FONT="]ـ الهم بالسيئة له أحوال[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الحال الأولى[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم بالسيئة أي يعزم عليها بقلبه ، وليس مجرد حديث النفس ، ثم يراجع نفسه فيتركها لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]، فهذا هو الذي يؤجر ، فتكتب له حسنة كاملة ، لأنه تركها لله ولم يعمل حتى يكتب عليه سيئة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الحال الثانية[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها : كالرجل الذي أخبر عنه النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أنه قال : ( لو أن لي مثل مال فلان فأعمل فيه مثل عمله ) وكان فلان يسرف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على نفسه في تصريف ماله ، فهذا يكتب عليه سيئة ، لكن ليس كعامل السيئة ، بل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يكتب وزر نيته ، كما جاء في الحديث بلفظه : ( فهو بنيته فهما في الوزر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سواء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الحال الثالثة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم بالسيئة ويسعى في الحصول عليها ولكن يعجز ، فهذا يكتب عليه وزر السيئة كاملاً ، دليل ذلك : قول النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) قال يارسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ ـ أي لماذا يكون في النار ـ قال[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) فكتب عليه عقوبة القاتل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومثاله[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]لو أن إنساناً تهيأ ليسرق وأتى بالسلم ليتسلق ، ولكن عجز ، فهذا يكتب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وزر السارق ، لأنه هم بالسيئة وسعى بأسبابها ولكن عجز[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الحال الرابعة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم الإنسان بالسيئة ثم يعزف عنها لا لله ولا للعجز ، فهذا لا له ولا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه ، وهذا يقع كثيراً ، يهم الإنسان بالسيئة ثم تطيب نفسه ويعزف عنها ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فهذا لا يثاب لأنه لم يتركها لله ، ولا يعاقب لأنه لم يفعل ما يوجب العقوبة[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص 400 ـ 401[/FONT][FONT="] .
48 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) رواه البخاري[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ومسلم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله:
( [/FONT][FONT="]فانظر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى ، وتأمل هذه الألفاظ[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقوله : ( عنده ) إشارة إلى الاعتناء بها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقوله : ( كاملة ) للتأكيد وشدة الاعتناء بها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها ( كتبها الله عنده حسنة كاملة[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]فأكدها بكاملة وإن عملها كتبها سيئة واحدة ، فأكد تقليلها بواحدة ، ولم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يؤكدها بكاملة ، فلله الحمد والمنة ، سبحانه لا نحصى ثناءً عليه ، وبالله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التوفيق[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هذا تعليق طيب من المؤلف ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]ـ . ص 402[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]49 [/FONT][FONT="]ـ مضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور ، منها[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الأول : الزمان ، مثاله : قول النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في العشر الأول من ذي الحجة : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله من هذه الأيام العشر ) قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : ( ولا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجهاد في سبيل[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هذا عظم ثواب العمل بالزمن ، ومن ذلك قوله تعالى : ( ليلة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القدر خير من ألف شهر[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثاني : باعتبار المكان ، ثبت عن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أنه قال : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثالث : باعتبار العمل فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( ما تقرب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه ) فالعمل الواجب أفضل من التطوع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الرابع : باعتبار العامل قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]لخالد بن الوليد وقد وقع بينه وبين عبدالرحمن بن عوف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنهم[/FONT][FONT="]ما وقع ( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]قلت[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]في النسخة المطبوعة ورد الحديث بلفظ ( ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه ) والصواب ما أثبته . ( فهد[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الخامس : يتفاضل العمل بالإخلاص ، فلدينا ثلاثة رجال : رجل نوى بالعمل امتثال أمر الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل وعلا[/FONT][FONT="]والتقرب إليه ، وآخر نوى بالعمل أنه يؤدي واجباً ، وقد يكون كالعادة ، والثالث نوى شيئاً من الرياء أو شيئاً من الدنيا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالأكمل فيهم : الأول ، ولهذا ينبغي لنا ونحن نقوم بالعبادة أن نستحضر أمر الله بها ، ثم نستحضر متابعة الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فيها ، حتى يتحقق لنا الإخلاص والمتابعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهناك وجوه أخرى في المفاضلة تظهر للمتأمل ومتدبر الأدلة . ص 405 ـ 406[/FONT][FONT="] .
50 [/FONT][FONT="]ـ النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]في هذا الكتاب يتساهل كثيراً ، فيورد أحاديث ضعيفة وربما يحسنها هو لأنه من الحفاظ ، وابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]في كتابه : ( جامع العلوم والحكم ) يتعقبه كثيراً ، ولذلك يحسن منا أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نعلق على المتن ببيان درجة الحديث ، لكن الغالب أن ما يذكره من الأحاديث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الضعيفة في هذا الكتاب له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن . ص413[/FONT][FONT="] .
51 [/FONT][FONT="]ـ كان شيخنا عبدالرحمن بن سعدي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]يقول في المسائل الخلافية : إذا كان الإنسان قد فعل وانتهى فلا تعامله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالأشد ، بل انظر للأخف وعامله به ، لأنه انتهى ولكن انهه أن يفعل ذلك مرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أخرى . ص421[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]52 [/FONT][FONT="]ـ عن أبي محمد عبدالله بن عمرو بن العاص[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]قال : قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) . حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قول الإمام النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله: ( [/FONT][FONT="]حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ) ، تعقب ابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]هذا التصحيح من المؤلف وقال : الحديث لا يصح ، ولذلك يحسن تتبع شرح ابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]ونقل تعقيبه على الأحاديث لأن ابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]حافظ من حفاظ الحديث ، وهو إذا أعل الأحاديث التي ذكرها النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]يبين وجه العلة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن معنى الحديث بقطع النظر عن إسناده صحيح ، وأن الإنسان يجب أن يكون هواه تبعاً لما جاء به الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم. [/FONT][FONT="]ص 426 ـ 427[/FONT][FONT="] .
53 [/FONT][FONT="]ـ يقول الله تعالى : في الحديث القدسي : ( يا ابن آدم إنك لو أتيتني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة[/FONT][FONT="] ).
[/FONT][FONT="]وفي ختام هذه الفوائد من هذا الشرح المبارك شرح الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة رب العالمين لكتاب الأربعين النووية أقول[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، الحمد لله الذي بنعمته تتم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصالحات ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذه الفوائد إنما هي غيض من فيض وما تركت أكثر مما كتبت ، فعفواً إن أطلت وعذراً إن قصرت فما أريد إلا الإصلاح ما استطعت[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]فوائد من شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب الأربعين النووية[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="]فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين ، هذا هو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب الثاني كتاب الأربعين النووية على مؤلفه وشارحه رحمة الله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الطبعة التي يتم منها النقل الطبعة الثالثة ، 1425 هـ ، دار الثريا[/FONT][FONT="] .
1 [/FONT][FONT="]ـ فإن الحافظ النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]من أصحاب الشافعي المعتبرة أقوالهم ، ومن أشد الشافعية حرصاً على التأليف ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقد ألف في فنون شتى ، في الحديث وعلومه ، وألف في علم اللغة كتاب ( تهذيب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأسماء واللغات ) وهو في الحقيقة من أعلم الناس ، والظاهر والله أعلم أنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من أخلص الناس في التأليف ، لأن تأليفاته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]انتشرت في العالم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلامي ، فلا تكاد تجد مسجداً إلا ويقرأ فيه كتاب[/FONT][FONT="] ( [/FONT][FONT="]رياض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصالحين ) ، وكتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]مجتهد ، والمجتهد يخطئ ويصيب ، وقد أخطأ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ومثل هذه المسائل التي وقع منه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمة ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولا نظن أن ما وقع منه إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ـ ولو في رأيه ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور ، وأن يكون ما قدمه من الخير والنفع من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السعي المشكور ، وأن يصدق عليه قول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السيئات[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ولقد ضل قوم من الخلف الخالفين الذين أخذوا يسبونه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سباً عظيماً حتى بلغني أن بعضهم قال : يجب أن يحرق شرح النووي على صحيح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مسلم ، نسأل الله العافية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالنووي نشهد له فيما نعلم من حاله بالصلاح ، وأنه مجتهد ، وأن كل مجتهد يصيب ويخطئ ، إن أخطأ فله أجر واحد ، وإن أصاب فله أجران[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقد ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها هذا الكتاب : ( الأربعون النووية ) ، وهي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ليست أربعين ، بل هي اثنان وأربعون ، لكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العرب يحذفون الكسر في الأعداد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فيقولون : أربعون . وإن زاد واحداً أو اثنين ، أو نقص واحداً أو اثنين[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها ، لأنها منتخبة من أحاديث عديدة ، وفي أبواب متفرقة بخلاف غيرها من المؤلفات . ص7 ـ 8[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه[/FONT][FONT="] ) .
2 [/FONT][FONT="]ـ في قوله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم( [/FONT][FONT="]ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) من البلاغة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]إخفاء نية من هاجر للدنيا ، لقوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]إلى دنيا يصيبها ، والفائدة البلاغية في ذلك هي : تحقير ما هاجر إليه هذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرجل ، أي ليس أهلاً لأن يذكر ، بل يكنى عنه بقوله : إلى ما هاجر إليه[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص10 ـ 11[/FONT][FONT="] .
3 [/FONT][FONT="]ـ إذا قال قائل : قول الملبي : لبيك اللهم عمرة ، ولبيك حجاً ، ولبيك اللهم عمرة وحجاً ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : لا ، هذا من إظهار شعيرة النسك ، ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة . ص15[/FONT][FONT="] .
4 [/FONT][FONT="]ـ مسألة : بعد موت الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]هل يمكن أن نهاجر إليه عليه الصلاة والسلام ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أما شخصه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فلا ، و لذلك لا يُهاجر إلى المدينة من أجل شخص الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، لأنه تحت الثرى ، وأما الهجرة إلى سنته وشرعه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فهذا مما جاء الحث عليه وذلك مثل : الذهاب إلى بلد لنصرة شريعة الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]والذود عنها . فالهجرة إلى الله في كل وقت وحين ، والهجرة إلى رسول الله لشخصه وشريعته حال حياته ، وبعد مماته إلى شريعته فقط[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]نظير هذا قوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله دائماً ، وإلى الرسول نفسه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته . فمن ذهب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من بلد إلى بلد ليتعلم الحديث ، فهذا هجرته إلى الله ورسوله ، ومن هاجر من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بلد إلى بلد لامرأة يتزوجها ، بأن خطبها وقالت لا أتزوجك إلا إذا حضرت إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بلدي فهجرته إلى ما هاجر إليه . ص17[/FONT][FONT="] .
5 [/FONT][FONT="]ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قرن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]مع الله تعالى بالواو حيث قال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ) ولم يقل : ثم رسوله ، مع أن رجلاً قال للرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: [/FONT][FONT="]ما شاء الله وشئت ، فقال : ( بل ما شاء الله وحده ) فما الفرق ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : أما ما يتعلق بالشريعة فيعبر عنه بالواو ، لأن ما صدر عن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]من الشرع كالذي صدر من الله تعالى كما قال تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]وأما الأمور الكونية : فلا يجوز أن يقرن مع الله أحد بالواو أبداً ، لأن كل شيء تحت إرادة الله تعالى ومشيئته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا قال قائل : هل ينزل المطر غداً ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقيل : الله ورسوله أعلم ، فهذا خطأ ، لأن الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]ليس عنده علم بهذا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وإذا قال : هل هذا حرام أم حلال ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فقيل في الجواب : الله ورسوله أعلم ، فهذا صحيح ، لأن حكم الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأمور الشرعية حكم الله تعالى كما قال عزوجل : ( من يطع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرسول فقد أطاع الله ) . ص21[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ـ هل الهجرة واجبة أم مستحبة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : فيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تفصيل ، إذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ولا يجد من يمنعه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من ذلك ، فالهجرة هنا مستحبة . وإن كان لا يستطيع فالهجرة واجبة وهذا هو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الضابط للمستحب والواجب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا يكون في البلاد الكافرة ، أما في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلاد الفاسقة وهي التي تعلن الفسق وتظهره فإنا نقول : إن خاف الإنسان على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نفسه من أن ينزلق فيما انزلق فيه أهل البلد فهنا الهجرة واجبة ، وإن لم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يخف فتكون غير واجبة ، بل نقول إن كان في بقائه إصلاح ، فبقاؤه واجب لحاجة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلد إليه في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والغريب أن بعضهم يهاجر من بلد الإسلام إلى بلد الكفر . وإذا هاجر أهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإصلاح من بلد الإسلام ، من الذي يبقى ينكر على أهل الفساد ؟ وربما تنحدر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البلاد أكثر بسبب قلة أهل الإصلاح وكثرة أهل الفساد والفسق . لكن إذا بقي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ودعا إلى الله بحسب الحال فسوف يصلح غيره ، وغيره يصلح غيره حتى يكون هؤلاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على أيديهم صلاح البلد ، وإذا صلح عامة الناس فإن الغالب أن من بيده الحكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سيصلح ، ولو عن طريق الضغط[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولكن الذي يفسد هذا للأسف الصالحون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنفسهم ، فتجد هؤلاء الصالحين يتحزبون ويتفرقون وتختلف كلمتهم من أجل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخلاف في مسألة من مسائل الدين التي يغتفر فيها الخلاف ، هذا هو الواقع ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لا سيما في البلاد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي لم يثبت فيها الإسلام تماماً ، فربما يتعادون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويتباغضون ويتناحرون من أجل مسألة رفع اليدين في الصلاة ، وأقرأ عليكم قصة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقعت لي شخصياً في منى ، في يوم من الأيام أتى لي مدير التوعية بطائفتين من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إفريقيا تكفر إحداهما الأخرى ، على ماذا ؟ ! قال : إحداهما تقو ل : السنة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في القيام أن يضع المصلي يديه على صدره ، والأخرى تقول السنة أن يطلق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اليدين ، وهذه المسألة فرعية سهلة ليست من الأصول ، قالوا : لا النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يقول ( من رغب عن سنتي فليس مني ) وهذا كفر تبرأ منه الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، فبناء على هذا الفهم الفاسد كفرت إحداهما الأخرى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالمهم[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن بعض أهل الإصلاح في البلاد التي ليست مما قوي فيها الإسلام يبدع ويفسق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بعضهم بعضاً ، ولو أنهم اتفقوا وإذا اختلفوا اتسعت صدورهم لما يسوغ فيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الاختلاف ، وكانوا يداً واحدة لصلحت الأمة ، ولكن إذا رأت الأمة أن أهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإصلاح والاستقامة بينهم هذا الحقد والخلاف في مسائل الدين ، فستضرب صفحاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عنهم وعما عندهم من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خير وهدى ، بل يمكن أن يحدث ركوس ونكوس وهذا ماحدث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والعياذ بالله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فترى الشاب يدخل في الاستقامة على أن الدين خير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهدى وانشراح صدر وقلب مطمئن ثم يرى ما يرى من المستقيمين من خلاف حاد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وشحناء وبغضاء فيترك الاستقامة لأنه ما وجد ما يطلبه ، والحاصل أن الهجرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من بلاد الكفر ليست كالهجرة من بلاد الفسق ، فيقال للإنسان : اصبر واحتسب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولا سيما إن كنت مصلحاً ، بل قد يقال : إن الهجرة في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حقك حرام . ص22 ـ24[/FONT][FONT="] .
7 [/FONT][FONT="]ـ أخطأ بعض المؤرخين الذين قالوا : إن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هناك رسولاً أو أكثر قبل نوح ، فليس قبل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]رسول بدليل قول الله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والنبيين من بعده ) وقال الله عزوجل : ( ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في ذريتهما النبوة والكتاب ) أي في ذريتهم خاصة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن السنة ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جاء في حديث الشفاعة أن الناس يأتون نوح فيقولون له : ( أنت أول رسول أرسله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله إلى أهل الأرض ) فعقيدتنا أن أو الرسل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، وآخرهم محمد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم. [/FONT][FONT="]ص33[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ـ وقع في قصة الصحابي الجليل ثابت بن قيس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]مسألة غريبة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]مر به أحد الجنود وهو ميت وعلى ثابت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]درع جيد ، فأخذ الجندي الدرع منه ثم ذهب به إلى رحله وجعل عليه برمة ـ البرمة قدر من الخزف ـ وفي الليل رأى أحد أصحاب ثابت ثابتاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]في المنام وأخبره الخبر وقال له : مر بي رجل من الجند وأخذ درعي ووضعه تحت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]برمة في طرف العسكر وحوله فرس تستن ، أي رافعة إحدى قوائمها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلما أصبح الرجل الذي رأى هذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرؤيا أخبر بها القائد خالد بن الوليد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]فأرسله إلى المكان ، ولما أرسله إلى المكان وجد الأمر كما قال ثابت ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فسبحان الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العظيم ـ ما الذي أعلم ثابتاً وهو ميت ، لكن الرؤيا الصالحة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ، فأخذ الدرع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]كما أن ثابتاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]أوصى بوصية بعد موته ، وأُبلغت أبا بكر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]فنفذ الوصية ، قالوا : و لا يوجد أحد نفذت وصيته التي أوصى بها بعد موته إلا ثابت بن قيس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]، لكن يشكل على هذا كيف نعتبر الرؤيا في تنفيذ الوصية ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]والجواب : أنه إذا دلت القرائن على صدق الرؤيا نُفذت الوصية ولا حرج[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولقد حدثني رجل أثق به يقول : إنه مات أبوه وكان قد استأجر البيت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الذي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تركه بعد موته لمدة كذا سنة ، فلما مات أتى أهل البيت الذين يملكون رقبة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]البيت وقالوا للورثة : اخرجوا عن البيت ، البيت بيتنا ، فقالوا : لن نخرج ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بين مورثنا وبينكم عقد لم ينته بعد ، فقالوا : بل انتهى العقد ، ففزع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الورثة من هذه الدعوى وضاقت بهم الأرض ، يقول : فلما كان ذات ليلة رأيت في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المنام أن أبي أطل علينا من فرجة المجلس وقال لهم : العقد في أول صفحة من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدفتر لكنه لاصق في جلدة الدفتر ، فلما أصبح وفتح أول صفحة وجد العقد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]سبحان الله ، فالله تعالى قد يخبر بعض الموتى ببعض ما يحصل على أهله ، لكن هذه مسائل ليست لكل أحد . ص37 ـ 39[/FONT][FONT="] .
9 [/FONT][FONT="]ـ من مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث : (أن الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خلق آدم على صورته ) وضجوا وارتفعت أصواتهم وكثرت مناقشاتهم ، كيف خلق آدم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على صورته ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فحرفه قوم تحريفاً مشيناً مستكرهاً ، وقالوا : معنى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحديث : خلق الله آدم على صورته أي على صورة آدم ـ الله المستعان ـ هل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر أن يريد بالضمير ضمير المخلوق ، بمعنى خلق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]آدم على صورته أي صورة آدم ؟ لا يمكن هذا ، لأن كل مخلوق فقد خلق على صورته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وحينئذ لا فضل لآدم على غيره ، فهذا هراء لا معنى له ، أتدرون لم قالوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هذا التأويل المستكره المشين ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قالوا : لأنك لو قلت إنها صورة الرب عزوجل لمثلت الله بخلقه ، لأن صورة الشيء مطابقة له ، وهذا تمثيل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وجوابنا على هذا أن نقول : لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله ، لكن ليس كمثل الله شيء[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : اضربوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لنا مثلاً نقتنع به ، أن الشيء يكون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على صورة الشيء وليس مماثلاً له ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب أن نقول : ثبت عن النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]زُمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في السماء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صورة القمر من كل وجهه أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والجمال واستدارة الوجه وما أشبه ذلك على صورة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القمر ، لا من كل وجه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإن قلت بالأول فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم أفواه ، وإن قلت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالثاني : زال الإشكال وثبت أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يكون مماثلاً له من كل وجه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالمهم أن باب الصفات باب عظيم ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وخطره جسيم ، ولا يمكن أن ينفك الإنسان من الورطات والهلكات التي يقع فيها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلا باتباع السلف الصالح ، أثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه وانف ما نفي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عن نفسه ، فتستريح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هل تبحث في أمر يكون البحث فيه تعمقاً وتنطعاً ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا تبحث[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]على كل حال هذا المقام مقام عظيم ، لكني أحذركم أن تتعمقوا في باب الأسماء والصفات ، وأن تسألوا عما لاحاجة لكم به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يقول بعض الناس : الله تعالى له أصابع ، ويقول المحرفون : ليس له أصابع ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمراد بقوله : ( إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ) كمال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السيطرة والتدبير ، سبحان الله ، أأنتم أعلم أم رسول الله ؟ نفوا الأصابع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لظنهم أن إثباتها يستلزم التمثيل ، فمثلوا أولاً وعطلوا ثانياً ، فجمعوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بين التمثيل والتعطيل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وجاء آخرون فقالوا : قلوب بني آدم بين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أصبعين من أصابع الرحمن ، وأمسك المسواك بين أصابعه وقال : بين أصبعين من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أصابع الرحمن . ( قطع الله هاتين الأصبعين ) فهل يحل هذا ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا يحل ، أولاً : هل تعلم أن أصابع الله تعالى خمسة : إبهام وسبابة ووسطى وبنصر وخنصر ؟ لا تعلم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : هل تعلم أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، بين الإبهام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والسبابة ، أو بين الإبهام والوسطى ، أو بين الإبهام والبنصر ، أم بين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإبهام والخنصر ؟ كيف تقول على الله ما لاتعلم أم على الله يفترون ، فمثل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هذا يستحق أن يؤدب لأنه قال على الله ما لا يعلم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقالوا : أليس النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]لما قال : ( وكان الله سمعياً بصيراً ) وضع إبهامه وسبابته على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العين والأذن[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]نقول : بلى ، لكن أنت لست رسولاً حتى تفعل هذا ، ثم المقصود من وضع الرسول صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وسلم أصبعيه تحقيق السمع والبصر فقط[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأكرر أن باب الصفات باب عظيم ، احذر أن تزل ، فتحت رجلك هوة ، والأمر صعب جداً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]احذروا باب الصفات أن تخوضوا في شيء لم يتكلم فيه السلف الصالح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يقول بعض العلماء : من لم يسعه ما وسع الصحابة والتابعين فلا وسع الله عليه . ص45 ـ 49[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]10 [/FONT][FONT="]ـ جبريل وميكائيل وأسرافيل هؤلاء الثلاثة كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يذكرهم عندما يستفتح صلاة الليل فيقول[/FONT][FONT="] :
( [/FONT][FONT="]اللهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ) والحكمة من هذا : أن كل واحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]منهم موكل بحياة : فجبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب كما قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT="](وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) ، وميكائيل موكل بالقطر والنبات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهو حياة الأرض ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور وهو حياة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس الحياة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأبدية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والمناسبة ظاهرة ، لأنك إذا قمت من النوم فقد بعثت من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]موت ، كما قال تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ثم يبعثكم فيه ) ، وقال عزوجل ( الله الذي يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]إذا كان القيام من الليل بعثاً وهؤلاء الملائكة الثلاثة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكرام كلهم موكلون بحياة ، صارت المناسبة واضحة . ص 50 ـ 51[/FONT][FONT="] .
11 [/FONT][FONT="]ـ أول الرسل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، وآخرهم محمد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، واعلم بأنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]، وأن هناك بعضاً آخرين مثل شيث ، كل هذا كذب وليس بصحيح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإدريس بعد نوح قطعاً ، وقد قال بعض العلماء : إن إدريس من الرسل في بني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إسرائيل ، لأنه دائما يذكر في سياق قصصهم ، لكن نعلم علم اليقين أنه ليس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قبل نوح ، والدليل قول الله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والنبيين من بعده ) ، وقال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى: ( [/FONT][FONT="](ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة ) فأرسلهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهم القمة ، وجعل في ذريتهما النبوة والكتاب ، فمن زعم أن إدريس قبل نوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقد كذّب القرءان وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الاعتقاد . ص55 ـ 56[/FONT][FONT="] .
12 [/FONT][FONT="]ـ الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام ، قال الله تعالى : ( وبشر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المؤمنين ) بعد أن ذكر ( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بأموالكم وأنفسكم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان ، فيفسر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح ، والإيمان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويدل على التفريق قول الله عزوجل : ( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : في قولنا إذا اجتمعا افتراقا إشكال ، وهو قول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في قوم لوط : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من المسلمين ) . فعبر بالإسلام عن الإيمان ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : أن هذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الفهم خطأ وأن قوله : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ) يخص المؤمنين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقوله : ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) يعم كل من كان في بيت لوط ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وفي بيت لوط من ليس بمؤمن ، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]كذلك ، فالبيت بيت مسلمين ، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة ، لكن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناجي هم المؤمنون خاصة ، ولهذا قال : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين[/FONT][FONT="] ) . [/FONT][FONT="]وهم ما عدا هذه المرأة ، أما البيت فهو بيت مسلم . ص72 ـ 73[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]13 [/FONT][FONT="]ـ احتج المشركون بالقدر على شركهم كما قال الله عنهم : ( سيقول الذين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]والجواب : قال الله تعالى : ( كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]فلم تقبل منهم هذه الحجة ، لأن الله تعالى جعل ذلك تكذيباً وجعل له عقوبة[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]حتى ذاقوا بأسنا[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : إن لدينا حديثاً أقر فيه النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]الاحتجاج بالقدر ، وهو أن آدم وموسى تحاجا ـ تخاصما ـ فقال موسى لآدم[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]أنت أبونا خيبتنا ، أخرجتنا ونفسك من الجنة ـ لأن خروج آدم من الجنة من أجل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنه أكل من الشجرة التي نُهي عن الأكل منها ـ فقال له آدم : أتلومني على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شيء قد كتبه الله على قبل أن يخلقني ، قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]حج آدم موسى ) مرتين أو ثلاثاً وفي لفظ ( فحجه آدم ) يعني غلبه في الحجة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذا يتمسك به من يحتج بالقدر على فعل المعاصي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولكن كيف المخرج من هذا الحديث الذي في الصحيحين ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]بجواب ، وأجاب تلميذه ابن القيم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]شيخ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلام قال : إن آدم عليه الصلاة والسلام فعل الذنب ، وصار ذنبه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سبباً لخروجه من الجنة ، لكنه تاب من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الذنب ، وبعد توبته اجتباه الله وتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وهداه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ومن المحال أن موسى عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصلاة والسلام وهو أحد أولي العزم من الرسل يلوم أباه على شيء تاب منه ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اجتباه الله بعد ، وتاب عليه وهداه ، وإنما اللوم على المصيبة التي حصلت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بفعله ، وهي إخراج الناس ونفسه من الجنة ، فإن سبب هذا الإخراج هو معصية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]آدم ، على أن آدم عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السلام لاشك أنه لم يفعل هذا ليخرج من الجنة حتى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يلام ، فكيف يلومه موسى ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وهذا وجه ظاهر في أن موسى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]لم يرد لوم آدم على فعل المعصية ، إنما على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المصيبة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي هي من قدر الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وحينئذ يتبين أنه لا حجة في الحديث لمن يستدل على فعل المعاصي ، إذ أنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]احتج على المصيبة وهي الإخراج من الجنة ، ولهذا قال : أخرجتنا ونفسك من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجنة ولم يقل : عصيت ربك ، فهنا كلام موسى مع أبيه آدم على المصيبة التي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حصلت ، وهي الإخراج من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجنة ، وإن كان السبب فعل آدم . وقال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]اللوم على المصائب وعلى المعائب إن استمر الإنسان فيها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأما تلميذه ابن القيم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]فأجاب بجواب آخر قال : إن اللوم على فعل المعصية بعد التوبة منها غلط ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وإن احتجاج الإنسان بالقدر بعد التوبة من المعصية صحيح[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]فلو أن إنساناً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شرب الخمر ، فجعلت تلومه وهو قد تاب توبة صحيحة وقال هذا أمر مقدر علي وإلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لست من أهل شرب الخمر ، وتجد عنده من الحزن والندم على المعصية شيئاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عظيماً ، فهذا يقول ابن القيم : لا بأس به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما الاحتجاج بالقدر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الممنوع فهو : أن يحتج بالقدر ليستمر على معصيته ، كما فعل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المشركون ، أما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إنسان يحتج بالقدر لدفع اللوم عنه مع أن اللوم قد اندفع بتوبته فهذا لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بأس به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا الجواب جواب واضح يتصوره الإنسان بقرب ، وإن كان كلام شيخ الإسلام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]أسد وأصوب ، لكن لا مانع بأن يُجاب بما أجاب به العلامة ابن القيم . ص 83 ـ 85[/FONT][FONT="] .
14 [/FONT][FONT="]ـ الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر ، فإذا تم الأجل انتهت الحياة ، وأذكر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لكم قصة وقعت في عنيزة : مر دباب أي دراجة نارية بتقاطع ، وإذا بسيارة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تريد أن تقطع ، فوقف صاحب الدباب ينتظر عبور السيارة ، والسيارة وقفت تنتظر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عبور الدباب ، ثم انطلقا جميعاً فصُدم الدباب ومات الراكب الرديف الذي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وراء السائق ، فتأمل الآن وقف هذه الدقيقة من أجل استكمال الأجل ( سبحان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله ) . قال الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) . ص 102[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]15 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم( [/FONT][FONT="]إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) أي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حتى يقرب أجله تماماً . وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مرتبة العمل ، لأن عمله الذي عمله ليس عملاً صالحاً كما جاء في الحديث[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) لأنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشكل على بعض الناس : كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فنقول[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، ولم يتقدم ولم يسبق ، ولكن حتى ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يكون بينه وبينها إلا ذراع أي يدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت[/FONT][FONT="] .
( [/FONT][FONT="]فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ) فيدع العمل الأول الذي كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يعمله ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وذلك لوجود دسيسة في قلبه والعياذ بالله هوت به إلى هاوية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أقول هذا لئلا يُظن بالله ظن السوء : فو الله ما من أحد يقبل على الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بصدق وإخلاص ، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً . ص 104[/FONT][FONT="] .
16 [/FONT][FONT="]ـ عن عائشة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنها[/FONT][FONT="]قالت : قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]اتفق العلماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمهم الله[/FONT][FONT="]أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولهما : الإخلاص[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الثاني : المتابعة للرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم.
[/FONT][FONT="]وليُعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة : سببه ، وجنسه ، وقدره ، وكيفيته ، وزمانه ، ومكانه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا لم يوافق الشريعة في هذه الأمور الستة فهو باطل مردود ، لأنه إحداث في دين الله ما ليس منه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أولاً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في سببه : وذلك بأن يفعل الإنسان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سبباً مثل : أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويتخذها سنة ، فهذا مردود ، مع أن الصلاة أصلها مشروع ، لكن لما قرنها بسبب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لم يكن سبباً شرعياً صارت مردودة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]مثال آخر : لو أن أحداً أحدث عيداً لا نتصار المسلمين في بدر ، فإنه يرد عليه ، لأنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سبباً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الجنس ، فلو تعبد لله بعبادة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة ، مثال ذلك : لو أن أحداً ضحى بفرس ، فإن ذلك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مردود عليه ولا يقبل منه ، لأنه مخالف للشريعة في الجنس ، إذ أن الأضاحي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي : الإبل ، والبقر ، والغنم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما لو ذبح فرساً ليتصدق بلحمها فهذا جائز ، لأنه لم يتقرب إلى الله بذبحه أضحية وإنما ذبحه ليتصدق بلحمه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثالثاً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في القدر : فلو تعبد شخص لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزوجل بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه ، و مثال ذلك : رجل توضأ أربع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مرات أي غسل كل عضو أربع مرات ، فالرابعة لا تقبل ، لأنها زائدة على ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جاءت به الشريعة ، بل قد جاء في الحديث أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]توضأ ثلاثاً وقال : ( من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]رابعاً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الكيفية : فلو عمل شخص عملاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته ، لم يقبل منه ، وعمله مردود عليه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومثاله : لو أن رجلاً صلى وسجد قبل أن يركع ، فصلاته باطلة مردودة لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وكذلك لو توضأ مُنكساً بأن بدأ بالرجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه فوضوؤه باطل ، لأنه مخالف للشريعة في الكيفية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]خامساً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الزمان : فلو صلى الصلاة قبل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]دخول وقتها ، فالصلاة غير مقبولة لأنها في زمن غير ما حدده الشرع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولو ضحى قبل أن يصلى العيد لم تقبل لأنه لم يوافق الشرع في الزمان[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]سادساً : أن يكون العمل موافقاً للشريعة في المكان : فلو أن أحداً اعتكف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في غير المساجد بأن يكون قد اعتكف في المدرسة أو في البيت ، فإن اعتكافه لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصح لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف ، فالاعتكاف محله المساجد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فانتبه لهذه الأصول الستة وطبق عليها كل ما يرد عليك . ص115 ـ 118[/FONT][FONT="] .
17 [/FONT][FONT="]ـ عن ابن عمر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]أن رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]قال : ( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله وأن محمداً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلو ذلك عصموا مني دمائهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى[/FONT][FONT="] ) .
( [/FONT][FONT="]أُمرت[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]بالبناء لما لم يسم فاعله ، لأن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الفاعل معلوم وهو الله عزوجل ، وإبهام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المعلوم سائغ لغة واستعمالاً سواء : في الأمور الكونية أو في الأمور[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الشرعية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]في الأمور الكونية : قال الله عزوجل : ( وخُلق الإنسان ضعيفاً[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]والخالق هو الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى.
[/FONT][FONT="]وفي الأمور الشرعية : كهذا الحديث : ( أُمرت أن أقاتل الناس ) وكقوله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]أُمرنا أن نسجد على سبعة أعظم ) . ص 146[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قلت : مراد الشيخ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]والله أعلم ، أنه يتأدب مع الله فلا يقال مبني للمجهول كما هو شائع بل يقال : بالبناء لما لم يسم فاعله[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]18 [/FONT][FONT="]ـ الدواء بالمحرم لا يمكن أن يكون ضرورة لسببين[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولاً : لأنه قد يبرأ المريض بدون دواء وحينئذ لا ضرورة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : قد يتداوى به المريض ولا يبرأ ، وحينئذ لا تندفع الضرورة به ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولهذا قول العوام : إنه يجوز[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التداوي بالمحرم للضرورة قول لا صحة له ، وقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نص العلماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
19 [/FONT][FONT="]ـ الإنسان إذا لم يقدر على فعل الواجب كله فليفعل ما استطاع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولهذا مثال : يجب على الإنسان أن يصلي الفريضة قائماً ، فإن لم يستطع صلى جالساً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهنا سؤال : لو كان يستطيع أن يصلي قائماً لكنه لا يستطيع أن يكمل القيام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى الركوع ، بمعنى : أن يبقى قائماً دقيقة أو دقيقتين ثم يتعب ويجلس ، فهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نقول : اجلس وإذا قارب الركوع قم ، أو نقول : ابدأ الصلاة قائماً وإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعبت اجلس ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : هذا فيه تردد عندي ، لأن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]حين أخذه اللحم كان يصلي في الليل جالساً فإذا بقي عليه آيات قام وقرأ ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ركع . وهذا يدل على أنك تقدم القعود أولاً ثم إذا قاربت الركوع فقم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن يرد على هذا أن النفل يجوز أن يصلي الإنسان فيه قاعداً ، فإذا قارب الركوع قام[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]والفريضة الأصل فيها أن يصلي قائماً ، فنقول : ابدأها قائماً ثم إذا تعبت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فاجلس ، لأنك ربما تعتقد أنك لا تستطيع القيام كله ، ثم تقدر عليه ، فنقول[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]ابدأ الآن بما تقدر عليه وهو القيام ، ثم إذا عجزت فاجلس ، وهذا أقرب[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكني أرى عمل الناس الآن في المساجد بالنسبة للشيوخ والمرضى ، يصلي جالساً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإذا قارب الركوع قام ، ولا أنكر عليهم لأني ليس عندي جزم أو نص بأنه يبدأ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أولاً بالقيام ثم إذا تعب جلس ، لكن مقتضى القواعد أنه يبدأ قائماً فإذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعب جلس . ص 160 ـ 161[/FONT][FONT="] .
20 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]من فوائد هذا الحديث أن من أسماء الله تعالى الطيب ، لقوله : ( إن الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]طيب ) وهذا يشمل طيب ذاته وأسمائه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وصفاته وأفعاله وأحكامه . ص 166[/FONT][FONT="] .
21 [/FONT][FONT="]ـ الخيانة لا يوصف الله بها ، لأنها نقص بكل حال ، فلا يوصف الله تعالى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالخيانة ويدل لهذا قول الله تعالى : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من قبل فأمكن منهم ) ولم يقل : فقد خانو الله من قبل فخانهم ، لأن الخيانة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خدعة في مقام الأمان ، وهي صفة ذم مطلقاً ، وبهذا عُرف أن قول ( خان الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من يخون ) قول منكر فاحش يجب النهي عنه وهو وصف ذم لا يوصف الله به . ص 167[/FONT][FONT="] .
22 [/FONT][FONT="]ـ ذكر النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أغبر يمد يديه إلى السماء ، يارب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغُذي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالحرام فأنى يستجاب لذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يستفاد من هذا استبعاد إجابة آكل الحرام لو عمل من أسباب الإجابة ماعمل ، لأن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر . . . وقال بعد ذلك أنى يستجاب لذلك وهذا استفهام استبعاد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن هل هذا يعني أنه يستحيل أن يجاب ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا ، لأن الإنسان قد يستبعد شيئاً ولكن يقع ، والنبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]استبعد هذا تنفيراً عن أكل الحرام[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص172[/FONT][FONT="] .
23 [/FONT][FONT="]ـ رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويكون الرفع بأن ترفع يديك تضم بعضهما إلى بعض على حذاء الثُندؤتين أي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أعلى الصدر ، ودعاء الابتهال ترفع أكثر من هذا ، حتى إن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في دعاء الاستسقاء رفع يديه كثيراً حتى ظن الظان أن ظهورهما نحو السماء من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شدة الرفع ، وكلما بالغت في الابتهال فبالغ في الرفع . ص173[/FONT][FONT="] .
24 [/FONT][FONT="]ـ هل رفع اليدين مشروع في كل دعاء ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : هذا على ثلاثة أقسام[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]القسم الأول : ماورد فيه الرفع ومثاله : إذا دعا الخطيب باستسقاء أو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استصحاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك ، لما رواه البخاري في حديث أنس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه( [/FONT][FONT="]في قصة الأعرابي الذي طلب من الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في خطبة الجمعة أن يستسقي فرفع النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ومما جاء في السنة رفع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اليدين في قنوت النوازل والوتر وكذلك رفع اليدين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الصفا وعلى المروة وفي عرفة وما أشبه ذلك فالأمر فيها واضح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثاني : ما ورد فيه عدم الرفع ومثاله : كالدعاء حال خطبة الجمعة في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]غير الاستسقاء والاستصحاء ، فلو دعا الخطيب للمؤمنين والمؤمنات أو لنصر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المجاهدين في خطبة الجمعة فإنه لا يرفع يديه ، ولو رفعهما لأنكر عليه ، ففي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقال : ( قبح الله هاتين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اليدين ، لقد رأيت رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]ما يزيد أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة ) وكذلك رفع اليدين في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]دعاء الصلاة كالدعاء بين السجدتين ، والدعاء بعد التشهد الأخير ، وما أشبه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ذلك ، هذا أمره ظاهر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الثالث : ما لم يرد فيه شيء أي ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه : فالأصل الرفع لأنه من آداب الدعاء وأسباب الإجابة قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم( [/FONT][FONT="]إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]لكن هناك أحوال قد يرجح فيها عدم الرفع وإن لم يرد كالدعاء بين الخطبتين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مثلاً ، فرفع اليدين في هذه الحال محل نظر ، فمن رفع على أن الأصل الدعاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رفع اليدين فلا ينكر عليه ، ومن لم يرفع بناء على أن هذا ظاهر عمل الصحابة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فلا ينكر عليه ، فالأمر في هذا إن شاء الله واسع . ص 173 ـ 174[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]25 [/FONT][FONT="]ـ ما الحكمة من كون الزاني المحصن يرجم ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لأن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شهوة الجماع لا تختص بعضو معين ، بل تشمل كل البدن ، فلما تلذذ بدن الزاني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المحصن بهذه اللذة المحرمة كان من المناسب أن يذوق البدن كله ألم هذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العقوبة التي هي الحد ، فالمناسبة إذاً ظاهرة . ص 190 ـ 191[/FONT][FONT="] .
26 [/FONT][FONT="]ـ إذا قتل الإنسان شخصاً مكافئاً له في الدين والحرية والرق قتل به[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وعلى قولنا : في الدين وهو أهم شيء ، لا يقتل المسلم بالكافر ، لأن المسلم أعلى من الكافر ، ويقتل الكافر بالمسلم لأنه دونه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهل يشترط أن لا يكون القاتل من أصول المقتول ، أو لا يشترط ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : قال بعض أهل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العلم إنه يشترط أن لا يكون القاتل من أصول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المقتول والأصول هم : الأب والأم والجد والجدة و ما أشبه ذلك ، وقالوا : لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يقتل والد بولده واستدلوا بحديث : ( لا يُقتل الوالد بولده ) وبتعليل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قالوا : لأن الوالد هو الأصل في وجود الولد فلا يليق أن يكون الولد سبباً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في إعدامه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال بعض أهل العلم : هذا ليس بشرط ، وأنه يقتل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الوالد بالولد إذا علمنا قتله عمداً ، واستدلوا بعموم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحديث : ( النفس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالنفس ) وعموم قوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]وأجابوا عن أدلة الآخرين فقالوا : الحديث ضعيف ، ولا يمكن أن يقاوم النصوص[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المحكمة الدالة على قتل النفس بالنفس[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأما التعليل فالتعليل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليل ، وجه ذلك : أن الوالد إذا قتل الولد ثم قُتل به فليس الولد هو السبب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في إعدامه ، بل السبب في إعدامه فعل الوالد القاتل ، فهو الذي جنى على نفسه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وهذا القول هو الراجح لقوة دليله بالعمومات التي ذكرناها ، ولأن هذا من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أشد قطيعة الرحم ، فكيف نعامل هذا القاطع الظالم المعتدي بالرفق واللين ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ونقول : لا قصاص عليه . ص 195 ـ 196[/FONT][FONT="] .
27 [/FONT][FONT="]ـ إذا قتلت شيئاً يباح قتله فأحسن القتلة ، ولنضرب لهذا مثلاً[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]رجل آذاه كلب من الكلاب وأراد أن يقتله ، فله طرق في قتله كأن يقتله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالرصاص ، أو برض الرأس ، أو بإسقائه السم ، أو بالصعق بالكهرباء ، لأن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصعق بالكهرباء لا يحس المقتول بأي ألم ولكن تخرج روحه بسرعة من غير أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يشعر ، فيكون هذا أسهل شيء . ص210[/FONT][FONT="] .
28 [/FONT][FONT="]ـ قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل جلاله[/FONT][FONT="]في قصة الخصمين اللذين اختصما عند داود عليه الصلاة والسلام : ( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هؤلاء خصوم ويقول : إن هذا أخي ، وهذا أدب رفيع ، لو كان في وقتنا هذا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لقال إن هذا المجرم الظالم ، لكن هذا قال : ( إن هذا أخي له تسع وتسعون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نعجة ) . ص 232[/FONT][FONT="] .
29 [/FONT][FONT="]ـ ذكر الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل وعلا[/FONT][FONT="]في قصة داود مع الخصمين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]داود عليه الصلاة والسلام : ( قال لقد ظلمك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا ًمن الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وخر راكعاً وأناب * فغفرنا ذلك[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]وقد زعم اليهود أن لداود عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصلاة والسلام جندياً له امرأة جميلة ، وأرادها داود ، ولكي يتوصل إليها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أمر هذا الجندي أن يذهب في الغزو من أجل أن يقتل فيأخذ داود زوجته[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذا لا شك أنه منكر ، ولا يقع من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عامة الناس فكيف يقع من نبي ؟[/FONT][FONT="] !
[/FONT][FONT="]لكنهم افتروا على الله كذباً وعلى رسله كذباً[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإن قال قائل : ما وجه قوله تعالى : ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فالجواب : أن الذي حصل من داود[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه السلام[/FONT][FONT="]فيه شيء من المخالفات ، منها[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولاً : أنه انحبس في محرابه عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحكم بين الناس ، وكان الله تعالى قد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جعله خليفة يحكم بين الناس ، ولكنه آثر العبادة القاصرة على الحكم بين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : أغلق الباب مما اضطر الخصوم إلى أن يتسوروا الجدران ، وربما يسقطون ويحصل في هذا ضرر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثالثاً : أنه عليه الصلاة والسلام حكم للخصم قبل أن يأخذ حجة الخصم الآخر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقال : ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) وهذا لا يجوز ، أي لا يجوز[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]للحاكم أن يحكم بقول أحد الخصمين حتى يسمع كلام الخصم الآخر ، فعلم داود أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى اختبره بهذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب . ص232 ـ[/FONT][FONT="] 233 .
30 [/FONT][FONT="]ـ الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قالوا : فلان ملتزم ، والصواب أن يقال : فلان مستقيم كما جاء في القرءان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والسنة . 237[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]31 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ظاهر الحديث : أنها تملأ ما بين السماء والأرض ليس في منطقتك وحدك ، بل في كل المناطق . ص 245[/FONT][FONT="] .
32 [/FONT][FONT="]ـ الصبر ثلاثة أنواع : صبر عن معصية الله ، وصبر على طاعة الله ، وصبر على أقدار الله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فأي أنواع الصبر الثلاثة أفضل ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]نقول : أما من حيث هو صبر فالأفضل الصبر على الطاعة ، لأن الطاعة فيها حبس النفس ، وإتعاب البدن[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثم الصبر عن المعصية ، لأن فيه كف النفس عن المعصية ثم الصبر على الأقدار ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لأن الأقدار لا حيلة لك فيها ، فإما أن تصبر صبر الكرام ، وإما أن تسلو[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سلو البهائم وتنسى المصيبة ، هذا من حيث الصبر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما من حيث الصابر : فأحيانا ًتكون معاناة الصبر عن المعصية أشد من معاناة الصبر على الطاعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فلو أن رجلاً هيئ له شرب الخمر مثلاً ، بل ودعي إلى ذلك وهو يشتهيه ، ويجد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]معاناة من عدم الشرب ، فهو أشد عليه من أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يصلي ركعتين لا شك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]كذلك لو كان شاباً ودعته امرأة إلى نفسها ، وهي جميلة والمكان خال ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والشروط متوفرة فأبى ، فهذا فيه صعوبة أصعب مما لو صلى عشرين ركعة ، فهنا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قد نقول : ثواب الصبر عن المعصية هنا أعظم من ثواب الصبر على الطاعة لما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يجده هذا الإنسان من المعاناة . فيؤجر بحسب ما حصل له من المشقة . ص 248[/FONT][FONT="] .
33 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]ولم يقل الصبر نور ، والصلاة قال : إنها نور . وذلك لأن الضياء فيه حرارة كما قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى: ( [/FONT][FONT="]جعل الشمس ضياء ) ففيه حرارة ، والصبر فيه حرارة ومرارة ، لأنه شاق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الإنسان ولهذا جعل الصلاة نوراً وجعل الصبر ضياءً لما يلابسه من المشقة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمعاناة . ص 248 ـ 249[/FONT][FONT="] .
34 [/FONT][FONT="]ـ أود أن أذكر نفسي وإياكم بمسألة مهمة وهي[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة ، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العبادة فقط ، وهذا لا بأس به ، ويحصل به المقصود ، لكن هناك شيء أعلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأتم[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أولاً : إذا أردت أن تتوضأ استشعر أنك ممتثل لأمر الله في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قوله : ( يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]حتى يتحقق لك معنى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العبادة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثانياً : إذا توضأت استشعر أنك متبع لرسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فإنه قال : ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين ) حينئذ يكون الإخلاص والمتابعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ثالثاً : احتسب الأجر على الله عزوجل بهذا الوضوء ، لأن هذا الوضوء يكفر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخطايا ، فتخرج خطايا اليد مع آخر قطرة من قطرات الماء بعد غسل اليد ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهكذا بقية أعضاء الوضوء[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]هذه المعاني الثلاثة العظيمة الجليلة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أكثر الأحيان نغفل عنها ، كذلك إذا أردت أن تصلي وقمت للصلاة استشعر أمر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله بقوله : ( وأقيموا الصلاة ) ثم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استشعر أنك تابع لرسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]حيث قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ثم احتسب الأجر ، لأن هذه الصلاة كفارة لما بينها وبين الصلاة الأخرى ، وهلم جرا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]يفوتنا هذا كثيراً ولذلك تجدنا ـ نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ـ لا نصطبغ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بآثار العبادة كما ينبغي وإلا فنحن نشهد بالله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمنكر ، ولكن من من الناس إذا صلى تغير فكره ونهته صلاته عن الفحشاء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والمنكر ؟ ! اللهم إلا قليل ، لأن المعاني المقصودة مفقودة . ص253 ـ 254[/FONT][FONT="] .
35 [/FONT][FONT="]ـ أحسن ما يقال في تعريف الحديث القدسي : إنه ما رواه النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]عن ربه عزوجل ، ونقتصر على هذا ولا نبحث هل هو من قول الله لفظاً ومعنى ، أو من قول الله معنى ومن لفظ النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]، لأن هذا فيه نوع من التكلف وقد نهينا عن التكلف ونهينا عن التنطع وعن التعمق . ص267[/FONT][FONT="] .
36 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]إن قال قائل : هنا إشكال وهو أن النبي صلى الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وسلم أخبر أن كل مولود يولد على الفطرة وهنا يقول : كلكم ضال ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فالجواب : أن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]قال : ( كل مولود يولد على الفطرة ) لكن قال : ( أبواه يهودانه أو يمجسانه ) وهنا يخاطب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]المكلفين الذين قد تكون تغيرت فطرتهم إلى ما كان عليه آباؤهم ، فهم ضلال حتى يهديهم الله عزوجل . ص 270 ـ 271[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]37 [/FONT][FONT="]ـ من المعلوم أن كل بدعة ضلالة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن إن قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قائل : ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخطاب رضي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد وخرج ليلة من الليالي فوجد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس يصلون بإمام واحد فقال : ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أجاب بعض العلماء بأن المراد بالبدعة اللغوية لا الشرعية ، ولكن هذا الجواب لا يستقيم ، كيف البدعة اللغوية وهي صلاة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]والصواب أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد وذلك لأن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أول من سن القيام بإمام واحد أعني التراويح فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض وتُركت وأصبح الناس يأتون المسجد يصلي الرجل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وحده ، والرجلان جميعاً والثلاثة أوزاعاً ، فرأى عمر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فيكون قوله : ( نعمت البدعة ) يعني البدعة النسبية ، أي بالنسبة إلى أنها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هجرت في آخر عهد النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]وفي أول خلافة عمر بن الخطاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة . ص313 ـ 314[/FONT][FONT="] .
38 [/FONT][FONT="]ـ نحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة ، ثم هذه الضلالات تنقسم إلى : بدع مكفرة ، وبدع مفسقة ، وبدع يعذر فيها صاحبها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة ، ولكن يعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما : النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالنووي : لا نشك أن الرجل ناصح ، وأن له قدم صدق في الإسلام ، ويدل لذلك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب[/FONT][FONT="] ( [/FONT][FONT="]رياض الصالحين ) وهذا يدل على القبول ، ولكنه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة ، فهل نقول : إن الرجل مبتدع ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]نقول : قوله بدعة لكن هو غير مبتدع ، لأنه في الحقيقة متأول ، والمتأول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر ، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والقول غير القائل ، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها ، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإذا بالناقة على رأسه ، فأخذ بها وقال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأنا ربك ، وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر ، قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا ، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أما الحافظ الثاني : فهو ابن حجر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]، وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع ، أحياناً يسلك مسلك السلف ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أبداً ، لكننا لا نقبل خطأهما ، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع ، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه مبتدع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة ، ونقول : هما من الأشاعرة ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا ، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم ، لأن أكثر الناس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات ، ولكن لهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خلافات كثيرة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول : إنه أشعري[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجواب : لا نقول إنه شافعي[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة ، ولا تتسرعوا ، ولا تتهاونوا باغتياب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العلماء السابقين واللاحقين ، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط ، بل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]في شخصه وما يحمله من الشريعة ، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يقبلوا ما يقول من شريعة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله ، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص 314 ـ[/FONT][FONT="] 317 .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]39 [/FONT][FONT="]ـ هنا إشكال وهو : أن النبي صلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله عليه وسلم قال : ( لن يدخل أحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجنة بعمله ) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( ولا أنا إلا أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يتغمدني الله برحمته[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فكيف يُجمع بين هذا الحديث وبين النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان يدخل الجنة بعمله ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أجاب العلماء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمهم الله[/FONT][FONT="]، فقهاء الإسلام ، أطباء القلوب والأبدان ، ممن علمهم الله ذلك فقالوا : الباء لها معنيان : تارة تكون للسببية ، وتارة تكون للعوض[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فإذا قلت : بعت عليك هذا الكتاب بدرهم ، فهذه للعوض[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وإذا قلت : أكرمتك بإكرامك إياي ، فهذه السببية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالمنفي هو باء العوض ، والمثبت باء السببية[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فقالوا : معنى قول النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]لن يدخل أحد الجنة بعمله ) أي على أن ذلك معاوضة ، لأنه لو أراد الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عزوجل أن يعاوض العباد بأعمالهم ويجازيهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عمل . ص 324[/FONT][FONT="] .
40 [/FONT][FONT="]ـ مسألة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]كثير من الإخوة إذا أراد أن يقرأ قال : قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فما قصد به الاستدلال فإنه لا يتعوذ فيه بخلاف ما قصد فيه التلاوة ، والآية ظاهرة : ( فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله ) . ص 329[/FONT][FONT="] .
41 [/FONT][FONT="]ـ ما هو الحسد ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قال بعض أهل العلم : الحسد : تمني زوال نعمة الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]الحسد : كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومن المعلوم أن من لازم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكراهة أن يتمنى الزوال ، لكن كلام الشيخ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]أدق ، فمجرد ما تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بنعمة فأنت حاسد . ص 368[/FONT][FONT="] .
42 [/FONT][FONT="]ـ يوم القيامة هو الذي تقوم فيه الساعة ، وسمي بذلك لثلاثة أمور[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الأول : أن الناس يقومون فيه من قبورهم لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى[/FONT][FONT="]، قال الله تعالى : ( يوم يقوم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الناس لرب العالمين[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثاني : أنه تقام فيه الأشهاد ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسُلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثالث : أنه يقام فيه العدل ، لقول الله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً ) . ص 385[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]43 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . يعني أنك إذا أعنت أخاك كان الله في عونك كما كنت تعين أخاك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ويرويه بعض العوام : ( مادام العبد في عون أخيه ) وهذا غلط ، لأنك إذا قلت[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]مادام العبد في عون أخيه ) صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأخ ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه ، فإذا قال : ( مادام[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العبد في عون أخيه ) عُلم أن عون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]كعون الإنسان لأخيه[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وما دام هذا اللفظ ( ما كان العبد في عون أخيه ) هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه . ص386[/FONT][FONT="] .
44 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) . ففي هذا الحديث الحث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الستر على المسلم ، ولكن دلت النصوص أن هذا مقيد بما إذا كان الستر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خيراً ، والستر ثلاثة أقسام[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]القسم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأول : أن يكون خيراً ومثاله[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]رأيت رجلاً صاحب خلق ودين وهيئة ـ أي صاحب سمعة حسنة ـ فرأيته في خطأ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وتعلم أن هذا الرجل قد أتى الخطأ قضاءً وقدراً وأنه نادم ، فمثل هذا ستره[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]محمود ، وستره خير[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثاني : إذا كان الستر شراً ومثاله[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]كالرجل إذا وجدته على معصية ، أو على عدوان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الناس وإذا سترته لم يزد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلا شراً وطغياناً ، فهنا ستره مذموم ويجب أن يكشف أمره لمن يقوم بتأديبه ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إن كانت زوجة فترفع إلى زوجها ، وإن كان ولداً فيرفع إلى أبيه ، وإن كان[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مدرساً يرفع إلى مدير المدرسة ، وهلم جرا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثالث : أن لا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير : فالأصل أن الستر خير ، ولهذا يذكر في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأثر ( لأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]فعلى هذا نقول[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]إذا ترددت هل الستر خير أم بيان أمره خير ، فالستر أولى ، ولكن في هذه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الحال تتبع أمره ، لا تهمله، لأنه ربما يتبين بعد ذلك أن هذا الرجل ليس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أهلاً للستر . ص 390 ـ 391[/FONT][FONT="] .
45 [/FONT][FONT="]ـ المضاف إلى الله عزوجل على أقسام[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]القسم الأول : إما صفة من صفات الله عزوجل كقدرة الله وعزة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله وحكمة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله وما أشبه ذلك[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]القسم الثاني : عين قائمة بنفسها مثل : ناقة الله ، مساجد الله ، بيت الله ، فهذا يكون مخلوقاً من مخلوقات الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]القسم الثالث : أن يكون وصفاً في عين أخرى قائمة بنفسها مثل : روح الله كما قال الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تبارك وتعالى: ( [/FONT][FONT="](فنفخنا فيها من روحنا ) ، وقال في آدم : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ) فهنا ليس المراد روح الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عز وجل[/FONT][FONT="]نفسه ، بل المراد من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأرواح التي خلقها ، لكن أضافها إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص 395[/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]46 [/FONT][FONT="]ـ من هم بالحسنة فلم يعملها على وجوه[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الوجه الأول[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يسعى بأسبابها ولكن لم يدركها ، فهذا يكتب له الأجر كاملاً ، لقول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وقع أجره على الله[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الوجه الثاني[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم بالحسنة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويعزم عليها ولكن يتركها لحسنة أفضل منها ، فهذا يثاب ثواب الحسنة العليا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التي هي أكمل ، ويثاب على همه الأول للحسنة الدنيا ، ودليل ذلك أن رجلاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أتى إلى النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]حين فتح مكة ، وقال يارسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس فقال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="](صل ها هنا ) فكرر عليه ، فقال له[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]شأنك إذاً ) فهذا انتقل من أدنى إلى أعلى[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الوجه الثالث[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يتركها تكاسلاً ، مثل أن ينوي أن يصلي ركعتي الضحى فقرع عليه الباب أحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أصحابه وقال له : هيا بنا نتمشى ، فترك الصلاة وذهب معه يتمشى ، فهذا يثاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على الهم الأول والعزم الأول ، ولكن لا يثاب على الفعل لأنه لم يفعله بدون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عذر وبدون انتقال إلى ماهو أفضل . ص 399 ـ 400[/FONT][FONT="] .
47 [/FONT][FONT="]ـ الهم بالسيئة له أحوال[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الحال الأولى[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم بالسيئة أي يعزم عليها بقلبه ، وليس مجرد حديث النفس ، ثم يراجع نفسه فيتركها لله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الحال الثانية[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها : كالرجل الذي أخبر عنه النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أنه قال : ( لو أن لي مثل مال فلان فأعمل فيه مثل عمله ) وكان فلان يسرف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]على نفسه في تصريف ماله ، فهذا يكتب عليه سيئة ، لكن ليس كعامل السيئة ، بل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يكتب وزر نيته ، كما جاء في الحديث بلفظه : ( فهو بنيته فهما في الوزر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سواء[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الحال الثالثة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم بالسيئة ويسعى في الحصول عليها ولكن يعجز ، فهذا يكتب عليه وزر السيئة كاملاً ، دليل ذلك : قول النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) قال يارسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ ـ أي لماذا يكون في النار ـ قال[/FONT][FONT="] : ( [/FONT][FONT="]لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) فكتب عليه عقوبة القاتل[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]ومثاله[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]لو أن إنساناً تهيأ ليسرق وأتى بالسلم ليتسلق ، ولكن عجز ، فهذا يكتب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وزر السارق ، لأنه هم بالسيئة وسعى بأسبابها ولكن عجز[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الحال الرابعة[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]أن يهم الإنسان بالسيئة ثم يعزف عنها لا لله ولا للعجز ، فهذا لا له ولا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه ، وهذا يقع كثيراً ، يهم الإنسان بالسيئة ثم تطيب نفسه ويعزف عنها ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فهذا لا يثاب لأنه لم يتركها لله ، ولا يعاقب لأنه لم يفعل ما يوجب العقوبة[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]ص 400 ـ 401[/FONT][FONT="] .
48 [/FONT][FONT="]ـ قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) رواه البخاري[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ومسلم[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قال النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله:
( [/FONT][FONT="]فانظر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله تعالى ، وتأمل هذه الألفاظ[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقوله : ( عنده ) إشارة إلى الاعتناء بها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقوله : ( كاملة ) للتأكيد وشدة الاعتناء بها[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها ( كتبها الله عنده حسنة كاملة[/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]فأكدها بكاملة وإن عملها كتبها سيئة واحدة ، فأكد تقليلها بواحدة ، ولم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يؤكدها بكاملة ، فلله الحمد والمنة ، سبحانه لا نحصى ثناءً عليه ، وبالله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]التوفيق[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هذا تعليق طيب من المؤلف ـ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]ـ . ص 402[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]49 [/FONT][FONT="]ـ مضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور ، منها[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الأول : الزمان ، مثاله : قول النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]في العشر الأول من ذي الحجة : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله من هذه الأيام العشر ) قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : ( ولا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجهاد في سبيل[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]هذا عظم ثواب العمل بالزمن ، ومن ذلك قوله تعالى : ( ليلة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القدر خير من ألف شهر[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثاني : باعتبار المكان ، ثبت عن النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]أنه قال : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الثالث : باعتبار العمل فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( ما تقرب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه ) فالعمل الواجب أفضل من التطوع[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]الرابع : باعتبار العامل قال النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]لخالد بن الوليد وقد وقع بينه وبين عبدالرحمن بن عوف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنهم[/FONT][FONT="]ما وقع ( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]قلت[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]في النسخة المطبوعة ورد الحديث بلفظ ( ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه ) والصواب ما أثبته . ( فهد[/FONT][FONT="] ) .
[/FONT][FONT="]الخامس : يتفاضل العمل بالإخلاص ، فلدينا ثلاثة رجال : رجل نوى بالعمل امتثال أمر الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جل وعلا[/FONT][FONT="]والتقرب إليه ، وآخر نوى بالعمل أنه يؤدي واجباً ، وقد يكون كالعادة ، والثالث نوى شيئاً من الرياء أو شيئاً من الدنيا[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]فالأكمل فيهم : الأول ، ولهذا ينبغي لنا ونحن نقوم بالعبادة أن نستحضر أمر الله بها ، ثم نستحضر متابعة الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]فيها ، حتى يتحقق لنا الإخلاص والمتابعة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهناك وجوه أخرى في المفاضلة تظهر للمتأمل ومتدبر الأدلة . ص 405 ـ 406[/FONT][FONT="] .
50 [/FONT][FONT="]ـ النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]في هذا الكتاب يتساهل كثيراً ، فيورد أحاديث ضعيفة وربما يحسنها هو لأنه من الحفاظ ، وابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]في كتابه : ( جامع العلوم والحكم ) يتعقبه كثيراً ، ولذلك يحسن منا أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نعلق على المتن ببيان درجة الحديث ، لكن الغالب أن ما يذكره من الأحاديث[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الضعيفة في هذا الكتاب له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن . ص413[/FONT][FONT="] .
51 [/FONT][FONT="]ـ كان شيخنا عبدالرحمن بن سعدي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]يقول في المسائل الخلافية : إذا كان الإنسان قد فعل وانتهى فلا تعامله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالأشد ، بل انظر للأخف وعامله به ، لأنه انتهى ولكن انهه أن يفعل ذلك مرة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أخرى . ص421[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]52 [/FONT][FONT="]ـ عن أبي محمد عبدالله بن عمرو بن العاص[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][FONT="]قال : قال رسول الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم: ( [/FONT][FONT="]لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) . حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]قول الإمام النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله: ( [/FONT][FONT="]حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ) ، تعقب ابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]هذا التصحيح من المؤلف وقال : الحديث لا يصح ، ولذلك يحسن تتبع شرح ابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]ونقل تعقيبه على الأحاديث لأن ابن رجب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]حافظ من حفاظ الحديث ، وهو إذا أعل الأحاديث التي ذكرها النووي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رحمه الله[/FONT][FONT="]يبين وجه العلة[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]لكن معنى الحديث بقطع النظر عن إسناده صحيح ، وأن الإنسان يجب أن يكون هواه تبعاً لما جاء به الرسول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم. [/FONT][FONT="]ص 426 ـ 427[/FONT][FONT="] .
53 [/FONT][FONT="]ـ يقول الله تعالى : في الحديث القدسي : ( يا ابن آدم إنك لو أتيتني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة[/FONT][FONT="] ).
[/FONT][FONT="]وفي ختام هذه الفوائد من هذا الشرح المبارك شرح الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة رب العالمين لكتاب الأربعين النووية أقول[/FONT][FONT="] :
[/FONT][FONT="]الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، الحمد لله الذي بنعمته تتم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الصالحات ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله[/FONT][FONT="] .
[/FONT][FONT="]وهذه الفوائد إنما هي غيض من فيض وما تركت أكثر مما كتبت ، فعفواً إن أطلت وعذراً إن قصرت فما أريد إلا الإصلاح ما استطعت[/FONT][FONT="] .[/FONT]