أبو إسحاق الحضرمي
New member
كان الإمام ابن الجزري ممن يجيدون قول الشعر وينظمه ارتجالاً، يشهد له بذلك منظوماته الوفيرة في علمي التجويد والقراءات.
إلا أنَّه قد تُكلِّم في ذلك عليه، ومن ذلك:
ما قاله البرهان: أخبرني الجلال بن خطيب دارياً: أنَّ ابن الجزري مدح أبا البقاء السبكي بقصيدة زعم أنها له بل وكتب خطه بذلك، ثم بينتُ للممدوح أنها في ديوان ابن قلاقس([1])، فاتهم أنه كان يسرق النظم.
وقدأجاب الإمام السخاوي عن هذه التهمة ودفعها عنه، فقال:
«وأما سرقة النظم فلم يكن بمدفوع عن النَّظم، فكم له من تصنيف نظماً، وكذا أوردتُ من نظمه في ترجمة أبي الوليد محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة من الذيل على القضاة شيئاً من لغز ومطارحات ومن رجزه في أحمد بن يوسف بن محمد السيرجي«([2]) ا.هـ. ثم ساق الإمام السخاوي من نظم الإمام ابن الجزري، ثم قال: «وقد روى لنا عنه خلق منهم الزين رضوان والتقي بن فهد والأبي ومن لا يحصى كثرة« ثم ساق قول المقريزي في الثناء عليه: كان شكلاً حسناً فصيحاً بليغاً له نظم ونثر وخطب«([3]).
قلتُ: والمتتبع لرحلته إلى الديار اليمنية وما حصل فيها من المطارحات والسؤلات الشعرية أشياء حسنة ليجزم بسرعة البديهة الشعرية عند الإمام ابن الجزري، إضافة إلى ما ذكره الإمام السخاوي عنه من نظمه المنظومات العلمية في القراءات وغيرها، كالمقدمة والدرة والطيبة وغيرها، حيث قال: «كذلك نظم الهداية في تتمة العشرة وسماه الدرة وله ثمان عشرة سنة وربما حفظها أو بعضها بعض شيوخه، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة وإعانة المهرة في الزيادة على العشرة نظم وطيبة النشر في القراءات العشر في ألف بيت والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه في التجويد«([4]).
ومن ذلك قول الإمام عن الإمام الشاطبي ومنظومته: «ومن وقف على قصيدتيه –يعني: اللامية والرَّائية- علم مقدار ما آتاه الله في ذلك، خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها، فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها«([5]). وقد نظم على منوالها منظومة الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية، وقد اصطلح فيها اصطلاحات الإمام الشاطبي في قصيدته، وهذا يدلُّ على قدرته على النَّظم، والله أعلم.
([1]) ينظر:الضوء اللامع: 9/259.
([2]) ينظر:الضوء اللامع: 9/259-260.
([3]) ينظر:الضوء اللامع: 9/260.
([4]) ينظر:الضوء اللامع: 9/257.
([5]) ينظر: غاية النهاية: 2/22.
إلا أنَّه قد تُكلِّم في ذلك عليه، ومن ذلك:
ما قاله البرهان: أخبرني الجلال بن خطيب دارياً: أنَّ ابن الجزري مدح أبا البقاء السبكي بقصيدة زعم أنها له بل وكتب خطه بذلك، ثم بينتُ للممدوح أنها في ديوان ابن قلاقس([1])، فاتهم أنه كان يسرق النظم.
وقدأجاب الإمام السخاوي عن هذه التهمة ودفعها عنه، فقال:
«وأما سرقة النظم فلم يكن بمدفوع عن النَّظم، فكم له من تصنيف نظماً، وكذا أوردتُ من نظمه في ترجمة أبي الوليد محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة من الذيل على القضاة شيئاً من لغز ومطارحات ومن رجزه في أحمد بن يوسف بن محمد السيرجي«([2]) ا.هـ. ثم ساق الإمام السخاوي من نظم الإمام ابن الجزري، ثم قال: «وقد روى لنا عنه خلق منهم الزين رضوان والتقي بن فهد والأبي ومن لا يحصى كثرة« ثم ساق قول المقريزي في الثناء عليه: كان شكلاً حسناً فصيحاً بليغاً له نظم ونثر وخطب«([3]).
قلتُ: والمتتبع لرحلته إلى الديار اليمنية وما حصل فيها من المطارحات والسؤلات الشعرية أشياء حسنة ليجزم بسرعة البديهة الشعرية عند الإمام ابن الجزري، إضافة إلى ما ذكره الإمام السخاوي عنه من نظمه المنظومات العلمية في القراءات وغيرها، كالمقدمة والدرة والطيبة وغيرها، حيث قال: «كذلك نظم الهداية في تتمة العشرة وسماه الدرة وله ثمان عشرة سنة وربما حفظها أو بعضها بعض شيوخه، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة وإعانة المهرة في الزيادة على العشرة نظم وطيبة النشر في القراءات العشر في ألف بيت والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه في التجويد«([4]).
ومن ذلك قول الإمام عن الإمام الشاطبي ومنظومته: «ومن وقف على قصيدتيه –يعني: اللامية والرَّائية- علم مقدار ما آتاه الله في ذلك، خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها، فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها«([5]). وقد نظم على منوالها منظومة الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية، وقد اصطلح فيها اصطلاحات الإمام الشاطبي في قصيدته، وهذا يدلُّ على قدرته على النَّظم، والله أعلم.
([1]) ينظر:الضوء اللامع: 9/259.
([2]) ينظر:الضوء اللامع: 9/259-260.
([3]) ينظر:الضوء اللامع: 9/260.
([4]) ينظر:الضوء اللامع: 9/257.
([5]) ينظر: غاية النهاية: 2/22.