تاريخ علم الرسم العثماني

إنضم
10/08/2010
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
أما بعد فهذه محاولة لتتبع التطور التاريخي لعلم الرسم العثماني أضعها بين يدي المهتمين والمختصين عساهم يزيدوا فيها وينقصوا ويثمنوا ويغيروا... لنصل جميعا إلى رسم صورة متكاملة لهذا العلم الشريف من حيث بدايته تطوره ومستقبله...
المحاولة بعنوان تاريخ علم الرسم العثماني
وهي عبارة عن محاضرة من مجموعة من المحاضرات ألقيت خلال دورة خاصة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بحي باش جراح بالجزائر العاصمة، الدورة بعنوان: (مدخل إلى علم الرسم العثماني)
أهمّ المسائل والمباحث المتناولة في هذه المحاولة:
1. المصطلحات والألفاظ الدالة على معنى الكتابة واستعمالاتها اللغوية وقوة دلالاتها على المعنى الاصطلاحي المراد بهذا العلم...
2. تاريخ تسمية هذا العلم الشريف
3. المرحلة الأولى: مرحلة البداية والظهور:
ما هو سبب بداية وظهور هذا العلم الشريف؟
· هل هو ملاحظة الخلاف بين المصاحف العثمانية وغيرها من مصاحف الصحابة رضي الله عنهم؟
· هل هو ملاحظة الخلاف بين المرسوم والمنطوق؟
· هل هو ملاحظة الخلاف بين رسم المصاحف وبين الرسم الإملائي القياس المحدث والجديد؟
· أم هل يدخل هذا كلّه في سبب ظهور هذا العلم وبدايته؟
4. المرحلة الثانية: مرحلة تتبع ظواهر الرسم العثماني
· الرواية الشفوية لظواهر الرسم العثماني
· النظر في المصاحف العثمانية خاصة، والمصاحف العتيقة عامة
· المصنفات القديمة التي اهتمت بتتبع ظواهر الرسم العثماني
5. المرحلة الثالثة: مرحلة التدوين والتصنيف
· تتبع الكتابات القديمة في علم الرسم العثماني
6. المرحلة الرابعة: مرحلة النضج والاكتمال
· كتب أبي عمرو الداني في علم الرسم
· كتب أبي داود سليمان بن نجاح في علم الرسم
· نظم الإمام الشاطبي (عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد)
· نظم مورد الظمآن لمحمد بن محمد الشريشي الخراز
7. المرحلة الخامسة: مرحلة الجمود والتقليد
· منهج المصنفين في عرض ظواهر الرسم العثماني
8. المرحلة السادسة: الانطلاقة من جديد
9. مستقبل هذا العلم الشريف
والحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم: أبو إسماعيل فتحي بودفلة
ملاحظة: سبب نشر هذا الموضوع هو البحث القيّم للأستاذ أبي إسحاق الحضرمي (تمهيد في علم الرسم: مصادره وقضاياه) فأردت أن أشارك في هذه الدراسة النظرية لعلم الرسم العثماني​
 
التعديل الأخير:
التاريخ والسبب المباشر لبداية علم الرسم العثماني

التاريخ والسبب المباشر لبداية علم الرسم العثماني

التاريخ والسبب المباشر لبداية علم الرسم العثماني:
أعتقد والله أعلم أنّ علم الرسم العثماني بدأ أوّل ما بدأ عام ثلاثين للهجرة (30هـ)، أي التاريخ الذي بعث فيه عثمانُ رضي الله عنه المصاحفَ المنسوخة بالمدينة إلى كبريات أمصار المسلمين ومع كلّ مصحف إماماً يعرّف بها ويقرئ بما فيها... فهذا التعريف وهذا الإقراء المخصوص، إضافة إلى ملاحظة الفروق والاختلاف بين المصاحف العثمانية وباقي المصاحف يومئذ، وعلى رأسها مصاحف كبار الصحابة رضي الله عنهم كمصحف علي وابن مسعود وأبي موسى الأشعري وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، وكذا المناقشات التي أثارتها المصاحف الجديدة مثل حكم الالتزام بها، وحجية غيرها، وحكم الأحرف المخالفة لرسمها... كلّ هذه المباحث والمناقشات والمسائل مثّلت بداية علم الرسم العثماني...
ثمّ ما فتئت هذه المسائل تكثر ومجالات هذا العلم تتوسع وتكبر... بسبب ملاحظة الفرق والاختلاف بين الملفوظ والمنطوق من القرآن الكريم، وبين مرسومه في المصاحف العثمانية... ما أدّى إلى بداية رواية وتعداد وتدوين ظواهر الرسم العثماني. وأعتقد والله أعلم أنّ لبّ وأساس وأصل ظواهر الرسم العثماني قائم على هذه الملاحظة مخالفة الملفوظ للمرسوم؛ لهذا ستجد جميع ما سجّله القدماء من هذه الظواهر يختلف فيه المرسوم عن الملفوظ دون استثناء واحد (إن شاء الله). [اللهمّ إلاّ ظاهرة اختلاف المصاحف أو تعدد وتنوع رسم الكلمة الواحدة في المصحف الواحد...]
وهذا بخلاف لو قلنا إنّ بداية علم الرسم العثماني إنّما قامت على ملاحظة الخلف والفرق بين مرسوم الإمام والرسم القياسي الإملائي المحدث. فإنّه ستواجهنا حينها بعض الاعتراضات أهمّها:
· لماذا سجّل علماء الرسم قديما وحديثا كلمات اتّحد رسمها في الإمام وفي الرسم القياسي الإملائي كمثل: مائة، أوْلئك، الذي،التي،الله، اللهم، الرحمن....
· بدأ علم الرسم العثماني واهتمام المسلمين به قبل ظهور الاختلاف بينه وبين الرسم الإملائي القياسي الجديد.
· إنّ المغاربة أشهر وأكثر من اهتم بالرسم العثماني رواية وتأليفا ما زالوا وإلى وقت قريب جدّا جدّا يرسمون كتبهم ومصنفاتهم ورسائلهم ووثائقهم بكثير من ظواهر الرسم العثماني ولا يعرفون رسما مغايرا له (يلاحظ هذا من خلال تتبع مخطوطاتهم حتى المتأخرة بل والمعاصرة منها كذلك...) ما يؤكّد أنّ الخلف بين الرسمين ليس هو أساس هذه الظواهر وإنّما هو الخلف بين المرسوم والملفوظ.
أما ذكر الخلف بين الرسمين العثماني الاصطلاحي وبين الرسم الإملائي القياسي فلعلّ ذلك جاء متأخرا، لمّا ذاع وانتشر الرسم الإملائي وبدأ كثير من المسلمين الجدد يجدون صعوبة في قراءة القرآن وفق الرسم القديم...ولكن ذكر هذا الفرق والخلف بين الرسمين لا يردّ ولا ينقض كون ملاحظة الفرق بين المرسوم والملفوظ هو أساس ظواهر الرسم العثماني والله أعلم .
في انتظار تفاعل المهتمين والمختصين...جزاكم الله خير الجزاء.
أبو إسماعيل فتحي بودفلة
 
عودة
أعلى