د احمد شاكر على
New member
تأويل القرءان بين القواعد والشطحات المعاصرة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ،والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله ، خير من تعلم وعلم ، ورضى الله عن الصحابة اجمعين وبعد .
لقد أخبر الله عز وجل ان القرءان هو الكتاب الذى لا ريب فيه ، مصدق ومهيمن على الكتب السابقة ، وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ووصفه بصفات جليلة منها " أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ " "القرءان المجيد " القرءان العظيم ، القرءان الحكيم ، وانه نزل بلسان عربي مبين ، و انه جل وعلا قد تكفل بحفظه ، ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع ان قنوات ومواقع ، وصحف ومجلات تروج لفكر دخيل ومنهج باطل واطروحات شاذه ، باسم القراءة المعاصرة للقرآن او تجديد الخطاب الديني ، وغيرها من المسميات ، . سنقتصر على نموذج واحد حتى لا يطول المقال ، او يكون ترويجا للباطل . وما كان لأطروحاتهم ان تنتشر لولا تفشى الجهل بكثير من علوم القرءان ، ومنها اصول التفسير وقواعده بين المثقفين
الحذر من الخوض في التفسير والتأويل بغير علم
قال اهل العلم " بان تفسير القرآن بمجرد الرأي محرم ويشمل التفسير من غير تحصيل العلوم التي تؤهل للتفسير ، والاستشهاد بالقران لتأييد مذاهب فاسده ، او القطع بان مراد الله كذا ، تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.، التفسير بالاستحسان ( من غير دليل ) أي باتباع الهوى , وفى الاثر ، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: (أيُّ أرضِ تُقِلُّني، وأيُّ سماء تظلّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي. أو: بما لا أعلم). ومما ينبغي التفطّن له أن تفسير القرآن قد استعمله بعض أهل الأهواء لمحاولة الاستدلال به على بِدَعِهم وأهوائهم؛ وقد بين الله جل وعلا صفتهم ( فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. ) ال عمران والتفسير والاستشهاد الخاطئ في تفسير القرآن – ليس حجة على الاسلام بل ابتداع مردود على صحابه ، وامثلة ذلك من المعاصرين سبق بيانها في هذا المنتدى وغيره من اطروحات محمد شحرور ، وغيره
شروط صِحَّة تفسير القرآن
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه. والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة. ولذلك يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل. والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.
علم تفسير القرءان ،
نختار احد التعريفات لعلم التفسير ، وهو للزركشي رحمه الله التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزّل على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنّحو والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النّزول، والناسخ والمنسوخ . وقد فرق كثير من اهل العلم بين التفسير والتأويل ومن ذلك ما نقل عن الدكتور الذهبي رحمه الله ترجيحه ان التفسير لا يكون الا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما التأويل: فيه ترجيح أحد محتملات اللّفظ بالدليل، و يعتمد على الاجتهاد، ويتوصّل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب، واستعمالها بحسب السياق، ومعرفة الأساليب العربيّة، واستنباط المعاني من كلّ ذلك» انتهى قلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس لابن عباس رضى الله عنه : «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»
تفسير القرءان بالقران
أجَلُّ طرق التفسير ، ، فالله تعالى هو الأعلم بمرادِهِ من كلامه، ولقد نص القرءان على ذلك
وتفسير القرءان بالقرءان على نوعين الأول: تفسير مستنده النصّ الصريح مثل : قول الله تعالى(والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب) تفسير الطارق بأنه النجم الثاقب، وهذا نصّ صريح في المسألة ليس لأحد مخالفته. - ومنه ما تكون فيه الآية المفسَّرة في موضع، والآية المفسِّرة في موضع آخر، كما في قول الله تعالى: (
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي لمن هو اهل للاجتهاد من العلماء. - وقد لا يَتفطن له إلا الأفذاذ من العلماء، وكان ابن عباس رضي الله عنهما من البارعين في هذا النوع. ولما كان هذا النوع اجتهاد فليس كلّ ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن بالاجتهاد يكون مطلقا يجزم بانه تفسير لكلام الله فلا يصح سواه ؛ فقد يصيب المجتهد بعض المعنى، وقد يكون لعالم مجتهد وجه اخر معتبر. ولم نذكر امثله خشية الإطالة ، وطلاب العلم يجدونها في مظانها.
عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن
وقد اعتنى بهذا النوع جماعة من أهل العلم من الصحابة والتابعين .- فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومن المفسّرين محمّد بن جرير الطبري وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. ولم يزل المفسّرون يقدّمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير.
أنواع تفسير القرآن بالقرآن
وتفسير القرآن للقرآن على أنواع كثيرة:- فمنه تفسير إحدى القراءات لغيرها، - ومن ذلك أيضاً تفسير القرآن بما ثبت من الأحرف السبعة، - تفسير اللفظ بلفظ له نفس المعنى او قريب منه في سياق اخر .- ومنها: بيان المجمل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام.
- ومنها: بسط المختصر، .
.قاعدة في اصول التفسير ( للقاسمي رحمه الله)
قال رحمه الله للناظر في القرآن، لطلب التفسير، مآخذ كثيرة. أمهاتها أربع
:الأول- النقل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: لكن يجب الحذر من الضعيف منه والموضوع، وقد صح من ذلك كثير، كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام. والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي في قوله: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال: 60] .
الثاني- الأخذ بقول الصحابيّ: فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم،. وقال ابن الصلاح وغيره من المتأخرين، بأن ذلك مخصوص بما فيه سبب النزول أو نحوه، مما لا مدخل للرأي فيه. واضاف بعض اهل العلم الاخذ بأقوال علماء التابعين المشهود لهم بالعلم والورع اذا صح النقل عنهم .
الثالث- الأخذ بمطلق اللغة: فإن القرآن نزل بلسان عربي، ويشترط العلم بلغة العرب ، وروى البيهقي في (الشّعب) عن مالك رضى الله عنه قال: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا.
الرابع- التفسير بالمقتضى من معنى الكلام، ( اظنه قصد الاستنباط كفهم الصحابة رضوان الله عليهم واستدلالهم بالآيات ضمن مقاصد الشريعة وضوابطها قال تعالى ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء: 83] ) وقال رحمه الله في السياق ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل. قال تعالى: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء: 36] . وقال: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ [البقرة: 169] . قال تعالى (:وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44] . أضاف البيان إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كلام بن خلدون في الاسرائيليات والحشو في بعض كتب التفسير
ذكر بن خلدون رحمه الله في مقدمة «العبر» في علوم القرآن: وأما التفسير: فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب، ، فكانوا كلهم يفهمونه، ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه، ومنها ما هو في العقائد ومنها ما هو الاحكام ، . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين المجمل، ويميز الناسخ من المنسوخ، ويعرّفه أصحابه، فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه، ونقل ذلك عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وتداول ذلك التابعون من بعدهم، ونقل ذلك عنهم، ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف، حتى صارت المعارف علوما، ودونت الكتب، وصار التفسير على صنفين ونقلت الآثار الواردة ( التفسير بالمأثور ) ، وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي ، ولكن بسبب الاخذ عن علماء اهل الكتاب الذين دخلوا في الاسلام فيما لا يتعلق بالأحكام الشرعية وتساهل المفسرين في ذلك دخل هذه التفاسير الصحيح والسقيم في تفسير آيات بدء الخلق ونحوه . فبدأ مفسرون بعدهم التحقيق والتمحيص مثل أبو محمد بن عطية، بالمغرب الأندلس . وتبعه القرطبي ، بالمشرق. والصنف الآخر من التفسير، وهو ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب، والبلاغة، وتأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قلّ أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات، وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة. انتهى
قلت الاسرائيليات والتأويل لبعض الآيات الكونية او خلق الانسان بما يخالف حقيقة علمية مؤكده ، اجتهادا من المفسر ليست مبررا لنبذ كل ما ورد عن السلف ، كما يدعى اصحاب القراءة المعاصرة ، ويتخذونه ذريعة لمنهجهم الفاسد في التفسير والخروج بأطروحات تهدم ولا تجدد ، فان معظمه ليس في امور الاحكام ، بل في الآيات الدالة على قدرة الله ، وقد اجتهد المفسرون في كل عصر على قدر ما كان متاحا من علم في وقتهم ، واعتقد ان المفسرون المعاصرون بذلوا من الجهد ، لتنقيح هذه التفاسير وفق القواعد والاصول
.مثال للاجتهاد احسيه لا يخالف قواعد اللغة ويتفق تماما مع العلوم المعاصرة المؤكده
( خلق الانسان من علق ) عند تفسيرها مع اعتبار العلوم المعاصرة ، وما ورد من آيات في الموضوع ، يكون المعنى بويضة مخصبه تعلق في جدار الرحم ، ويظل الجنين عالقا من خلال الحبل السرى بالرحم ويمر بأطوار ( ذكرت تفصيلا في سورة المؤمنين ) حتى يخرج بأذن الله طفلا في وقت محدد ( قدر معلوم ) .
والايات ذات الصله ولاحظ ان العلقه تاتى بعد النطفه ، وان المكان محدد الرحم .
لمخالفته لقواعد اللغة العربيه " اللسان العربى المبين " التي وضعها الكاتب نفسه كأول ضابط للتأويل وهو هنا يخالفها
لقد حاول أن يقدم تأوي لا عصريا للآيات الواردة في أول سورة الفجر فقال ما نصه " فالخلق الأول بدأ بانفجار كوني هائل حيث قال : "والفجر . وليال عشر . والشفع والوتر" حيث إنّ الفجر هو الانفجار الكوني الأول "وليال عشر" معناه أنّ المادة مرّت بعشر مراحل للتطوّر حتى أصبحت شفّافة للضوء ، لذا أتبعها بقوله "والشفع والوتر" حيث أنّ أول عنصر تكوّن في هذا الوجود وهو الهيدروجين وفيه الشفع في النواة والوتر في المدار ، وقد أكّد هذا في قوله : "وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيام وكان عرشه على الماء " (هود،7) والهيدروجين هو مولّد الماء ، أي بعد هذه المراحل العشر أصبح الوجود قابلاً للإبصار لذا قال : "الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" (الأنعام،1) )) -الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة. ص235- . انتهى
ولا اعلم ان العرب تقول فجر على الانفجار ؟ وليال ، معناه المادة
وتفسيره هنا يشبه منهج بعض الصوفية – الاشارات وليس له مستند لغوى او نقل ،
ثم لو ان هذه النظرية – ظهر بطلانها ؟ ماذا يكون موقفنا ؟ لانه لا يمكن اثباتها عمليا انها افتراضات
وذلك خلاف المثل الذى اخترته ، ( خلق الانسان ) فمحقق علميا ، ويمكن تصوير جميع مراحله بكل دقه . ولا يستطيع احد الاستدراك على النواحى العلميه لانها صارت حقائق بعرفها طلاب الثانوى .
المراجع
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ،والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله ، خير من تعلم وعلم ، ورضى الله عن الصحابة اجمعين وبعد .
لقد أخبر الله عز وجل ان القرءان هو الكتاب الذى لا ريب فيه ، مصدق ومهيمن على الكتب السابقة ، وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ووصفه بصفات جليلة منها " أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ " "القرءان المجيد " القرءان العظيم ، القرءان الحكيم ، وانه نزل بلسان عربي مبين ، و انه جل وعلا قد تكفل بحفظه ، ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع ان قنوات ومواقع ، وصحف ومجلات تروج لفكر دخيل ومنهج باطل واطروحات شاذه ، باسم القراءة المعاصرة للقرآن او تجديد الخطاب الديني ، وغيرها من المسميات ، . سنقتصر على نموذج واحد حتى لا يطول المقال ، او يكون ترويجا للباطل . وما كان لأطروحاتهم ان تنتشر لولا تفشى الجهل بكثير من علوم القرءان ، ومنها اصول التفسير وقواعده بين المثقفين
الحذر من الخوض في التفسير والتأويل بغير علم
قال اهل العلم " بان تفسير القرآن بمجرد الرأي محرم ويشمل التفسير من غير تحصيل العلوم التي تؤهل للتفسير ، والاستشهاد بالقران لتأييد مذاهب فاسده ، او القطع بان مراد الله كذا ، تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.، التفسير بالاستحسان ( من غير دليل ) أي باتباع الهوى , وفى الاثر ، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: (أيُّ أرضِ تُقِلُّني، وأيُّ سماء تظلّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي. أو: بما لا أعلم). ومما ينبغي التفطّن له أن تفسير القرآن قد استعمله بعض أهل الأهواء لمحاولة الاستدلال به على بِدَعِهم وأهوائهم؛ وقد بين الله جل وعلا صفتهم ( فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. ) ال عمران والتفسير والاستشهاد الخاطئ في تفسير القرآن – ليس حجة على الاسلام بل ابتداع مردود على صحابه ، وامثلة ذلك من المعاصرين سبق بيانها في هذا المنتدى وغيره من اطروحات محمد شحرور ، وغيره
شروط صِحَّة تفسير القرآن
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه. والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة. ولذلك يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل. والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.
علم تفسير القرءان ،
نختار احد التعريفات لعلم التفسير ، وهو للزركشي رحمه الله التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزّل على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنّحو والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النّزول، والناسخ والمنسوخ . وقد فرق كثير من اهل العلم بين التفسير والتأويل ومن ذلك ما نقل عن الدكتور الذهبي رحمه الله ترجيحه ان التفسير لا يكون الا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما التأويل: فيه ترجيح أحد محتملات اللّفظ بالدليل، و يعتمد على الاجتهاد، ويتوصّل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب، واستعمالها بحسب السياق، ومعرفة الأساليب العربيّة، واستنباط المعاني من كلّ ذلك» انتهى قلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس لابن عباس رضى الله عنه : «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»
تفسير القرءان بالقران
أجَلُّ طرق التفسير ، ، فالله تعالى هو الأعلم بمرادِهِ من كلامه، ولقد نص القرءان على ذلك
قال تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19))[سورة القيامة] قال ابن كثير رحمه الله : "هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم
في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه.
في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه.
وتفسير القرءان بالقرءان على نوعين الأول: تفسير مستنده النصّ الصريح مثل : قول الله تعالى(والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب) تفسير الطارق بأنه النجم الثاقب، وهذا نصّ صريح في المسألة ليس لأحد مخالفته. - ومنه ما تكون فيه الآية المفسَّرة في موضع، والآية المفسِّرة في موضع آخر، كما في قول الله تعالى: (
وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (118) النحل) ،؛ وبيانها في سورة الأنعام: ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفرٍ ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظمٍ ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )146 الانعام
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي لمن هو اهل للاجتهاد من العلماء. - وقد لا يَتفطن له إلا الأفذاذ من العلماء، وكان ابن عباس رضي الله عنهما من البارعين في هذا النوع. ولما كان هذا النوع اجتهاد فليس كلّ ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن بالاجتهاد يكون مطلقا يجزم بانه تفسير لكلام الله فلا يصح سواه ؛ فقد يصيب المجتهد بعض المعنى، وقد يكون لعالم مجتهد وجه اخر معتبر. ولم نذكر امثله خشية الإطالة ، وطلاب العلم يجدونها في مظانها.
عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن
وقد اعتنى بهذا النوع جماعة من أهل العلم من الصحابة والتابعين .- فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومن المفسّرين محمّد بن جرير الطبري وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. ولم يزل المفسّرون يقدّمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير.
أنواع تفسير القرآن بالقرآن
وتفسير القرآن للقرآن على أنواع كثيرة:- فمنه تفسير إحدى القراءات لغيرها، - ومن ذلك أيضاً تفسير القرآن بما ثبت من الأحرف السبعة، - تفسير اللفظ بلفظ له نفس المعنى او قريب منه في سياق اخر .- ومنها: بيان المجمل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام.
- ومنها: بسط المختصر، .
.قاعدة في اصول التفسير ( للقاسمي رحمه الله)
قال رحمه الله للناظر في القرآن، لطلب التفسير، مآخذ كثيرة. أمهاتها أربع
:الأول- النقل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: لكن يجب الحذر من الضعيف منه والموضوع، وقد صح من ذلك كثير، كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام. والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي في قوله: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال: 60] .
الثاني- الأخذ بقول الصحابيّ: فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم،. وقال ابن الصلاح وغيره من المتأخرين، بأن ذلك مخصوص بما فيه سبب النزول أو نحوه، مما لا مدخل للرأي فيه. واضاف بعض اهل العلم الاخذ بأقوال علماء التابعين المشهود لهم بالعلم والورع اذا صح النقل عنهم .
الثالث- الأخذ بمطلق اللغة: فإن القرآن نزل بلسان عربي، ويشترط العلم بلغة العرب ، وروى البيهقي في (الشّعب) عن مالك رضى الله عنه قال: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا.
الرابع- التفسير بالمقتضى من معنى الكلام، ( اظنه قصد الاستنباط كفهم الصحابة رضوان الله عليهم واستدلالهم بالآيات ضمن مقاصد الشريعة وضوابطها قال تعالى ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء: 83] ) وقال رحمه الله في السياق ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل. قال تعالى: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء: 36] . وقال: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ [البقرة: 169] . قال تعالى (:وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44] . أضاف البيان إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كلام بن خلدون في الاسرائيليات والحشو في بعض كتب التفسير
ذكر بن خلدون رحمه الله في مقدمة «العبر» في علوم القرآن: وأما التفسير: فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب، ، فكانوا كلهم يفهمونه، ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه، ومنها ما هو في العقائد ومنها ما هو الاحكام ، . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين المجمل، ويميز الناسخ من المنسوخ، ويعرّفه أصحابه، فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه، ونقل ذلك عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وتداول ذلك التابعون من بعدهم، ونقل ذلك عنهم، ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف، حتى صارت المعارف علوما، ودونت الكتب، وصار التفسير على صنفين ونقلت الآثار الواردة ( التفسير بالمأثور ) ، وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي ، ولكن بسبب الاخذ عن علماء اهل الكتاب الذين دخلوا في الاسلام فيما لا يتعلق بالأحكام الشرعية وتساهل المفسرين في ذلك دخل هذه التفاسير الصحيح والسقيم في تفسير آيات بدء الخلق ونحوه . فبدأ مفسرون بعدهم التحقيق والتمحيص مثل أبو محمد بن عطية، بالمغرب الأندلس . وتبعه القرطبي ، بالمشرق. والصنف الآخر من التفسير، وهو ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب، والبلاغة، وتأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قلّ أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات، وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة. انتهى
قلت الاسرائيليات والتأويل لبعض الآيات الكونية او خلق الانسان بما يخالف حقيقة علمية مؤكده ، اجتهادا من المفسر ليست مبررا لنبذ كل ما ورد عن السلف ، كما يدعى اصحاب القراءة المعاصرة ، ويتخذونه ذريعة لمنهجهم الفاسد في التفسير والخروج بأطروحات تهدم ولا تجدد ، فان معظمه ليس في امور الاحكام ، بل في الآيات الدالة على قدرة الله ، وقد اجتهد المفسرون في كل عصر على قدر ما كان متاحا من علم في وقتهم ، واعتقد ان المفسرون المعاصرون بذلوا من الجهد ، لتنقيح هذه التفاسير وفق القواعد والاصول
.مثال للاجتهاد احسيه لا يخالف قواعد اللغة ويتفق تماما مع العلوم المعاصرة المؤكده
( خلق الانسان من علق ) عند تفسيرها مع اعتبار العلوم المعاصرة ، وما ورد من آيات في الموضوع ، يكون المعنى بويضة مخصبه تعلق في جدار الرحم ، ويظل الجنين عالقا من خلال الحبل السرى بالرحم ويمر بأطوار ( ذكرت تفصيلا في سورة المؤمنين ) حتى يخرج بأذن الله طفلا في وقت محدد ( قدر معلوم ) .
والايات ذات الصله ولاحظ ان العلقه تاتى بعد النطفه ، وان المكان محدد الرحم .
, قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) [الحج: 5].
وقوله سبحانه: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ) [المؤمنون: 12- 15]
قوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [الإنسان: 2].
مثال لاجتهاد نظنه خاطئ ( د محمد شحرور )وقوله سبحانه: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ) [المؤمنون: 12- 15]
قوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [الإنسان: 2].
لمخالفته لقواعد اللغة العربيه " اللسان العربى المبين " التي وضعها الكاتب نفسه كأول ضابط للتأويل وهو هنا يخالفها
لقد حاول أن يقدم تأوي لا عصريا للآيات الواردة في أول سورة الفجر فقال ما نصه " فالخلق الأول بدأ بانفجار كوني هائل حيث قال : "والفجر . وليال عشر . والشفع والوتر" حيث إنّ الفجر هو الانفجار الكوني الأول "وليال عشر" معناه أنّ المادة مرّت بعشر مراحل للتطوّر حتى أصبحت شفّافة للضوء ، لذا أتبعها بقوله "والشفع والوتر" حيث أنّ أول عنصر تكوّن في هذا الوجود وهو الهيدروجين وفيه الشفع في النواة والوتر في المدار ، وقد أكّد هذا في قوله : "وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيام وكان عرشه على الماء " (هود،7) والهيدروجين هو مولّد الماء ، أي بعد هذه المراحل العشر أصبح الوجود قابلاً للإبصار لذا قال : "الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" (الأنعام،1) )) -الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة. ص235- . انتهى
ولا اعلم ان العرب تقول فجر على الانفجار ؟ وليال ، معناه المادة
وتفسيره هنا يشبه منهج بعض الصوفية – الاشارات وليس له مستند لغوى او نقل ،
ثم لو ان هذه النظرية – ظهر بطلانها ؟ ماذا يكون موقفنا ؟ لانه لا يمكن اثباتها عمليا انها افتراضات
وذلك خلاف المثل الذى اخترته ، ( خلق الانسان ) فمحقق علميا ، ويمكن تصوير جميع مراحله بكل دقه . ولا يستطيع احد الاستدراك على النواحى العلميه لانها صارت حقائق بعرفها طلاب الثانوى .
المراجع
- مقدمة محاسن التأويل للقاسمي- الموسوعة الشاملة
- مقدمة تفسير السعدى الموسوعة الشاملة
- مقدمة اضواء البيان للشنقيطي- الموسوعة الشاملة
- مقالات من الشبكة العنكبوتية