تأويل الإمام الشوكاني آيات الصفات في تفسيره فتح القدير

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع المنذر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

المنذر

New member
إنضم
11/11/2003
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تأويل الإمام الشوكاني آيات الصفات في تفسيره فتح القدير

إخوتي الكرام ..

من المعلوم أن الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ قد أوّل بعض الصفات الإلهية في تفسيره : فتح القدير تأويلا أشعريا . منها الوجه ، والعين ، واليد ، والعلو ، والمجيء وغيرها ... وهو مخالف لمذهب السلف رضوان الله عليهم في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .

فهل من العلماء الأجلاء من استقصى هذه الآيات التي أول فيها الشوكاني الصفات ، وجمعها في مؤلف خاص ، أو تحدث عنها بالتفصيل ..

ارجو من الاساتذة الأفاضل والإخوة الاعزاء أن يفيدوني بذلك ..

بارك الله فيكم ونفع بكم ... آمين .
 
أخي الحبيب المنذر وفقه الله لكل خير.
الإمام محمد بن علي الشوكاني (ت1250هـ) من علماء السنة الكبار ، ومؤلفاته من أنفع المؤلفات ، وقد وقع في التأويل كما تفضلت في بعض الصفات ، لكن منهجه هو منهج أهل السنة ، وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
وقد ناقش هذه المسألة بتفصيل كل من :
- منهج الإمام الشوكاني في العقيدة . وقد لخص رأيه في عقيدة الشوكاني بقوله :(من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة... ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة ، وكان رأيه في بعضها مضطربا بين كتاب وآخر ، كما في بعض الصفات) ثم ذكر تلك الصفات فلعلك تراجعه. وأنا هنا أنقل من الموسوعة الميسرة 3/2290 لا من الكتاب نفسه ، وهذا الكتاب قد رأيته في المكتبات ولم أبتعه فلا أدري من هو مؤلفه.
- الدكتور محمد بن حسن الغماري وفقه الله في كتابه (الإمام الشوكاني مفسراً) من ص 180 - 206 فيمكنك مراجعته للفائدة والتفصيل.
- الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي في كتابه (المفسرون بين التأويل والإثبات) 2/223-237
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة 3/2289
 
مشكور أخي الفاضل عبدالرحمن .. على ما قدمته من فائدة ..


لكن لو تفضلت هل كتاب د. محمد بن حسن الغماري ـ الإمام الشوكاني مفسراً ـ قد تعرض لتلك الآيات بالتفصيل والحصر ؟


وأيضا منهج الإمام الشوكاني في العقيدة ( و هو للدكتور عبدالله نومسوك ) هل على حد علمك قد ضرب أمثلة كثيرة لآيات الصفات في تفسيره ؟

والذي أريده باختصار هو أن أحيل المبتدئين من طلبة العلم ( والذين يدرسون كتاب فتح القدير ) على كتاب يبين فيه تلك الآيات التي وقع في تأويلها الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ .

أسعدك الله في الدارين .
 
نعم أخي المنذر . كتاب الغماري تعرض لهذه الآيات بالتفصيل والحصر فيمكنك إحالة طلابك عليه. ومثله كتاب المغراوي فقد تتبعها وحصرها وناقشها.
وأما كتاب الدكتور عبدالله نومسوك فلم أطلع عليه ، ولا أظنه إلا قد توسع في ذلك باعتبار أنه تخصص في جانب العقيدة لدى الشوكاني رحمه الله.
 
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كتاب منهج الإمام الشوكاني في العقيدة
تأليف الدكتور: عبدالله نومسوك
وهو عبارة عن رسالة دكتوراة في العقيدة حاز معدها مرتبة الشرف الأولى من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
وقد طبعت الرسالة مكتبة دار القلم والكتاب
الطبعة الأولى عام 1414هـ
وقد لخص فضيلة الشيخ عبدالرحمن بنقله المفيد ما في الكتاب حيث وقع على أهم فقرة فيه
وبعدها
قال المؤلف:
في صفات الله:
أ.1-ول يعني (الشوكاني) بعض الصفات الإلهية في تفسيره فتح القدير تأويلا أشعريا، والصفات التي أولها هي : الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجئ، والإتيان، والمحبة، والغضب على التفصيل الذي ذكرته في الرسالة
ثم قال:
وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غيرتحريف ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم
2- نهج منهج أهل التفويض في صفات المعية في رسالته التحف، فلم يفسرها بمعية العلم، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف، وهذا مخالف لماذهب إليه في تفسيره وفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسيرالسلف
3- ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق،اهـ بحروفه ص 856،857
قلت:
وفي النقطة الثانية مناقشة ، من جهة كون عدم التفسير بمعية العلم مخالف لهدي السلف.

وعلى كل حال إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
رحم الله الإمام الشوكاني
 
أخواي الكريمان .. عبدالرحمن .. عبدالله بن بلقاسم ..

جزاكما الله خيرا بما أتحفتموني به من فائدة ..

ووفقكما للخير دائما ...
 
اشتريت قبل مدة قصيرة كتاباً بعنوان : (مصنفات الإمام الشوكاني وموارده) للباحث عبدالرحمن بن محمد العيزري ، صدر عن دار ابن حزم 1428هـ .
وقد تعرض لهذه المسألة وأضاف إلى ما ذكر من قبل من الكتب :

- رسالة بعنوان (عذب الغدير في بيان التأويلات في كتاب فتح القدير) للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس . أثنى عليها وذكر أنها استقصت المواضع التي اشتملت على التأويل في فتح القدير وعددها بالضبط ثمانية موضعاً ، وقد ذكرها الغماري من قبل ص 180-206 ، وكذلك الدكتور نومسوك في كتابه 2/856 .

- أشار إلى أن زمن تأليف كتاب (التحف في الإرشاد إلى مذهب السلف) متزامن مع تأليف فتح القدير عام 1228هـ . وأكثر المواضع التي تأولها في فتح القدير قبل تأليف التحف حيث بدأ في فتح القدير عام 1224هـ وانتهى منه عام 1229هـ .

ورد كلام المغرواي في نسبته الشوكاني للأشاعرة لموافقته لهم في بعض التأويلات .

وهذا الكلام تجده في كتاب العيزري 440 - 452

والله الموفق سبحانه .

في 15/6/1428هـ
 
جميل بارك الله في وفيكم وهداني وإياكم..

لكن ألا يقتضي "سقوط" جمع من العلماء الأفاضل كالشوكاني وغيره في تأويل بعض الصفات ولو في مرحلة من مراحل حياتهم الفكرية... ألا يقتضي ذلك أعادة النظر في دعوى أن التأويل فيها ضلال مبين وتعطيل لصفات رب العالمين؟! وإلا لزم إجراء ذلك الحكم في حق عدد كبير من علماء الإسلام...

ونفس الاستشكال يوجه في حق جمع كبير من العلماء الذين سلكوا مسلك التفويض في حقيقة معاني بعض الصفات ولم يشهدوا على الله بإرادته معنى معينا من المعاني التي تحتملها.. ألا يقتضي ذلك إعادة النظر في الحكم على التفويض في بعض الصفات بالجهل المطبق بكلام الله ورسوله سيما أن من المفوضة من كانوا فرسانا في المنقول والمعقول واللغة العربية ؟!

ثم "سقوط" عالم معين في الجهل بصفات الله تعالى لكونه أول بعضها أو فوض حقيقة معانيها مما يجعله عند البعض "ضالا" فيها هل يبقي له هيبة أو ثقة في علومه؟! فإذا كذب - عند البعض - على الله في صفاته وشهد بالباطل فيها فكيف يعتمد على أقواله في غيرها؟!
 
أخي الكريم أبوعبيدة الهاني حفظه الله :
لو عبّرت بكلمة غير كلمة " سقوط " لكان - عندي - أفضل ، فليس هناك " سقوط " أو غيره بقدر ما هناك "اجتهاد " و " إرادة تنزيه الله تعالى " قد يصيب صاحبه وقد لا يصيب مع انعدام " النص الصريح " عن المشرّع صلوات الله وسلامه عليه .
 
وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
3/2289

جزى الله الجميع خيرا على ماتفضلتم به من نقاش مثمر في الموضوع.

وحبذا يا أبا عبدالله لو ذكرت لنا مصوغات حكمك أعلاه، وإذا اعتبرنا ما ورد في التحف ناسخا للفتح -التفسير- فلِم لَمْ يُعدِّل في الفتح مادام وانجازه متأخر بعام أو يزيد، وما قولك - شيخنا الفاضل - فيمن يحكم بالاضطراب لدى -الإمام رحمه الله-في تلك المسائل المعروفة، وجزاكم الله خيرا.
 
رحم الله الإمام الشوكاني وغيره من المفسرين فلقد وقع أيضاً تلميذه صديق حسن خان
عليه الرحمة ولذا أسأل الأفاضل الكرام :
هل من دراسة عن صديق حسن خان وتفسيره ، وما الفارق بينه وتفسير فتح القدير لشيخه الشوكاني ، وهل هاتيك المواضع التي أخطأ فيها الشوكاني أخطأ فيها تلميذه صديق ـ عليهما الرحمة ـ ؟
وأنا آسف على كثرة سؤالي ، وأتمنى من الأفاضل الإجابة على سؤلي
 
عودة
أعلى