تأمُّلات في آيةِ الدين - أحتاج إلى تسديدكم لي أساتذتنا الفضلاء ..

أم حمزة

New member
إنضم
10/09/2008
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

هاتانِ وقفتان فتح الله عليَّ بهما في آيةِ الدَّين ، ومع قلة البضاعة وضآلة العلم فأرجو منكم أساتذتنا الفضلاء أن تسددوني فيما كتبت ، وأن تبينوا لي ما قد يكون فيه من مواضع النقص والزلل، والله المُستعان .

===========================

تأمُّلات في آيةِ الدَّين

في قولِهِ تعالى في آية الدَّيْن عن الكاتب وعن الشهداء " ولا يأبَ كاتبٌ أن يكتبَ كما علمه الله فليكتب " ، و " ولا

يأبَ الشُّهداءَ إذا ما دُعوا " .. نجد أن هذا التنبيه به من اللطائف والآداب الإسلامية السامية ما يحقق معنى الأخوة

والترابط بين عباد الله المؤمنين ، فنحن نلاحظ أن الكاتب والشهيد هما أطراف خارجية ليست دائنة ولا مدينة ، ومع

ذلك فقد حضهما الله تبارك وتعالى في كتابهِ الكريم على إجابة الدعوة سواءً للكتابةِ أو للشهادة ، وهنا نتعلم أنه ليس

لأن الأمر أو الخطب الذي يقع لا يتعلق بنا أو بذوينا أننا لا نهتم بالدعوة أو نردَّها ، بل نُسارع في حاجةِ إخواننا وإقامة

العدل و الحق بين العباد ، وما تمزَّقت أواصر الأخوة والمحبة بين المسلمين إلا من عدم اهتمام المسلم لأمر أخيه ،

فطالما أن المُصاب لا يخُصُّه فهو إذن لا يعنيه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما صحَّ عنهُ - أنَّ مَثَلَ

المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعت له سائرَ الأعضاء ، أو كما قالَ -

صلى الله عليه وسلم - .



وفي قولِهِ تعالى في كتابةِ الدَّيْن وأهميتها ، وفي الإشهادِ عند البيع : ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادةِ وأدنى ألا

ترتابوا "، إذا فكَّرنا قليلاً وتدبرنا حكمة كتابة الدين والإشهادة عند البيع قبل قراءة هذه الآية الكريمة ، لعلنا كنا سنقول

أول سبب " ذلك أدنى ألا ترتابوا" . لكن سبحان الله ، لو نظرنا إلى ترتيب العلل والأسباب في هذه الآيةِ الكريمة

سنجد إرشادات وهدايات أكثر من رائعة ..
فالله تبارك وتعالى قال أولاً : " ذلكم أقسط عند الله " وفي ذلك من اللطائف أنه ينبغي أن يكون أي عمل يعمله

الإنسان أن يقصدَ به وجهَ الله تعالى ومرضاتِه قبل أي اعتبارٍ آخر
،وهذه لمحةٌ رائعة بها من الهدايات ما يستحق بجدارة أن نقف عليه ونتدبره ونسعى بقلوبنا وجوارحنا لتحقيقه واقِعًا

عمليًا في حياتِنا وفي علاقتِنا بالله عزَّ وجَلَّ ..

ثم ثانيًا " وأقومُ للشهادة " فيه أيضًا أن الإنسان بعدما يبتغي وجه الله تعالى ومرضاته بأي عملٍ يقوم به يسعى بعد

ذلك لأن يقيمَ أمرَ الله تعالى في أرضِهِ بين عبادِه ، فتكون هذه هي الترجمة العملية للإخلاص ، بعد صلاح القصد

والنيه ، صلاح العمل بموافقتِهِ لما جاء به الشرع ، وهما شرطا قبول العملعند اللهِ تعالى .

ثم في قولِهِ تعالى " وأدنى ألا ترتابوا "فيه بيان أن دفع الضرر بعد السعي لتحقيق الخبر هو نتيجة مباشرة ، فالإنسان

عندما يسعى بإخلاص للهِ تعالى وتنفيذ الأمر على الوجه الذي يرضاه ، يجد بعد ذلك من الخيرات والبركات : دفهع

الضرر عن العباد ، والذي منهُ : دفع الريب والشك في المعاملات بين الناس كما في هذه الآية الكريمة .

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .
 
عودة
أعلى