تأمّلات قرآنية ........ (2)

إنضم
03/06/2010
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الأردن
قال تعالى (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل : 1)

قد يسأل سائل : ما العلاقة بين ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ) وبين (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ؟ ومنشأ السؤال أن القسم الأول من الآية فيه إخبار بقدوم عذاب الله ، وفيه النهي عن استعجال العذاب ، أما القسم الثاني ففيه تنزيه الله عن الشركاء ، وفيه التعظيم له سبحانه ، فما العلاقة بين أول الآية وآخرها ؟
الجواب عن هذا :
العلاقة بينهما أن استعجال الكفار بالعذاب منشأه الشرك الذي هم فيه ، ولأن سبب الاستعجال هو الشرك ، أصبح استعجال العذاب معنى من معاني الشرك ، فناسب أن يُنزّه الله ويعظّم بعد ذكر الشرك .
 
قد يسأل سائل : ما العلاقة بين ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ) وبين (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ؟
الجواب عن هذا :
العلاقة بينهما أن استعجال الكفار بالعذاب منشأه الشرك الذي هم فيه . . . فناسب أن يُنزّه الله ويعظّم بعد ذكر الشرك .
بارك الله فيك أخى سامى ، فهذا ربط منطقى جميل بين قسمى الآية ، وقد أبان عن وجه المناسبة بينهما
ونرجو أن تزيدنا من تأملاتك فى سورة النحل
 
ونرجو أن تزيدنا من تأملاتك فى سورة النحل
وخاصة بعد أن علمت من سيرتك الذاتية أن من مؤلفاتك المنشورة كتاب بعنوان ( التفسير البياني لما في سورة النحل من دقائق المعاني ) وأنه يقع في نحو 450 صفحة
فهل هذا الكتاب هو أصل رسالتك للماجستير ؟ وليتك تحدثنا عنه وعن مراجعك فيه ، ولماذا وقع اختيارك على سورة النحل خاصة ً ؟
ولك تحياتى
 
جزاك الله خيراً وبارك فيك .
هذا الكتاب ليس رسالة ماجستير ، وإنما اخترت سورة النحل لأني أحبها ، وأما مراجعي في كتابته ، فهي كتب التفسير وكتب اللغة وما يفتحه الله في الذهن من أمور ، ولا بد من جمع ما قيل في تفسير الآية ، وهذا أولاً ، ثم المقارنة ، ثم الترجيح ، وفي كل هذه المراحل لا بد من إعمال قدرة العقل النقدية والاستفهامية تزامناً مع الجمع والمقارنة والترجيح ، ولا بد أن تقرأ وأنت تمحص ، وأن تتقمص شخصية من يسأل عن كل شيء حول الآية ، وهذا كله بعد امتلاك ما يلزم ذلك من علوم اللغة والعقيدة والفقه والبلاغة وغير ذلك . وفي نهاية الأمر ما نحن إلا بشر نصيب ونخطئ ، ولا نستطيع الإحاطة بكل روائع القرآن . والله الموفق .
 
ولا بد من جمع ما قيل في تفسير الآية ، وهذا أولاً ، ثم المقارنة ، ثم الترجيح ، وفي كل هذه المراحل لا بد من إعمال قدرة العقل النقدية والاستفهامية تزامناً مع الجمع والمقارنة والترجيح ، ولا بد أن تقرأ وأنت تمحص ، وأن تتقمص شخصية من يسأل عن كل شيء حول الآية ، وهذا كله بعد امتلاك ما يلزم ذلك من علوم اللغة والعقيدة والفقه والبلاغة وغير ذلك .
ما شاء الله !!
منهج علمى سديد
وفقك الله وزادك علماً وفقهاً
 
السلام عليكم
قال تعالى (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل : 1)
من الذى يستعجل العذاب انكارا له ؟
الكفار أو المشركين
فهل هذا الخطاب فى اول سورة النحل لهم ؟

من الواضح أنه ليس لهم ... بل هو للمؤمنين .
وأمر الله فى الآية ليس العذاب ، ولا القيامة
بل هو ما يستعجل المؤمن .. تمام الرسالة ، يستعجل النصر والتمكين ، يستعجل تمام العلم ، واقامة الحجة على المشركين من خلال بيان آيات الله الكونية ونعم الله .

المهم أنه من البعد بمكان أن يكون الخطاب للمشركين كى نرتب عليه مارتبنا من فهم أن أمر الله فى الآية هو العذاب


 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال ابن كثير في (تفسيره ط العلمية (4/ 476)
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ وَدُنُوِّهَا مُعَبِّرًا بصيغة الماضي الدال على التحقيق والوقوع لا محالة، كقوله: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [الْأَنْبِيَاءِ:
1] ، وَقَالَ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [الْقَمَرِ: 1] . وَقَوْلُهُ: فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ أَيْ قَرُبَ مَا تَبَاعَدَ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ، يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ عَلَى اللَّهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْعَذَابِ، وَكِلَاهُمَا مُتَلَازِمٌ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ [الْعَنْكَبُوتِ: 53- 54] وَقَدْ ذَهَبَ الضَّحَّاكُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ إِلَى قَوْلٍ عَجِيبٍ، فَقَالَ فِي قَوْلِهِ: أَتى أَمْرُ اللَّهِ أَيْ فَرَائِضُهُ وَحُدُودُهُ، وَقَدْ رَدَّهُ ابْنُ جَرِيرٍ فَقَالَ:
لَا نَعْلَمُ أحدا استعجل بالفرائض وبالشرائع قَبْلَ وُجُودِهَا بِخِلَافِ الْعَذَابِ، فَإِنَّهُمُ اسْتَعْجَلُوهُ قَبْلَ كَوْنِهِ اسْتِبْعَادًا وَتَكْذِيبًا، قُلْتُ: كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ [الشُّورَى: 18] "
وبارك الله فيك
فهذا النقل يوضح تفسير الطبري وابن كثير للآية ، وأطالبك بنقل عن أمام من أئمة التفسير يرجح ما قلتَ ، وليس يذكر القول من باب تعداد الأقوال فقط .
 
السلام عليكم
أخى الكريم
إن كلمة " أمر " وردت فى الآية الأولى من سورة النحل ، وكذلك فى الآية الثانية "يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ "
فهل هى بمعنى مختلف فى الآيتين ؟
يبدو أنه لا
بل المعنى واحد
وهو الروح من أمره ... يستعجله المؤمنون .. حبا له ، فرحا به ، طلبا لتمامه والتمكين به ،
والمؤمنون يستعجلونه لأنه كان ينزل شيئا فشيئا ...
والله أعلم
 
عودة
أعلى