تأمل بديع من ابن القيم لـ ((وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))

ناصر_عزيز

New member
إنضم
05/09/2009
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) الفرقان[/align]
وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم فقال تعالى في صفات عباده والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما قال ابن عباس يهتدى بنا في الخير وقال أبو صالح يقتدى بهدانا وقال مكحول أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون وقال مجاهد اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوبا على وجهه وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه
ووحد سبحانه لفظ إماما ولم يقل واجعلنا للمتقين أئمة فقيل الإمام في الآية جمع آم نحو صاحب وصحاب وهذا قول الأخفش وفيه بعد وليس هو من اللغة المشهورة المستعملة المعروفة حتى يفسر بها كلام الله
وقال آخرون الإمام هنا مصدر لا اسم يقال أم إماما نحو صام صياما وقام قياما أي اجعلنا ذوي إمام وهذا أضعف من الذي قبله
وقال الفراء إنما قال إماما ولم يقل أئمة على نحو قوله إنا رسول رب العالمين ولم يقل رسولا وهو من الواحد المراد به الجمع لقول الشاعر
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي ... إن العواذل ليس لي بأمير
أي ليس لي بأمراء وهذا أحسن الأقوال غير أنه يحتاج إلى مزيد بيان وهو أن المتقين كلهم على طريق واحد ومعبودهم واحد وأتباع كتاب واحد ونبي واحد وعبيد رب واحد فدينهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ومعبودهم واحد فكأنهم كلهم إمام واحد لمن بعدهم ليسو كالأئمة المختلفين الذين قد اختلفت طرائقهم ومذاهبهم وعقائدهم فالائتمام إنما هو بماهم عليه وهو شيء واحد وهو الإمام في الحقيقة

[align=center][ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ابن قيم الجوزية ][/align]
 
السلام عليكم
أفهم أن يكون العبد إماما للمتقين بأحد طريقتين
إما أن يكون أعلى درجة منهم كأن يكون من الأبرار والمتقون يأتمون به
أو أنه لايريد أن يكون إماما لعموم الناس بل لفئة المتقين

والقول أن الآية تفيد أنه يدعو أن يأتم بالمتقين قبله قول بعيد !!
 
السلام عليكم
أفهم أن يكون العبد إماما للمتقين بأحد طريقتين
إما أن يكون أعلى درجة منهم كأن يكون من الأبرار والمتقون يأتمون به
أو أنه لايريد أن يكون إماما لعموم الناس بل لفئة المتقين

والقول أن الآية تفيد أنه يدعو أن يأتم بالمتقين قبله قول بعيد !!

لا ليس فيه بعد بل هذا ما أمر به سيد الخلق وإمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال له ربه:
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )(الأنعام : 90 )
فهو صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء مع أنه سيدهم وأفضلهم.
 
(وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه )


بارك الله فيك
 
السلام عليكم
هل الإمام هو القدوة
آية الأنعام فى الاقتداء وليس الامامة
الخليل ابراهيم جعله الله للناس إماما وليس للمتقين
فهل من فرق ؟!!
آية الفرقان تتكلم عن صنف من المؤمنين يدعون أن يجعلهم الله أئمة للمتقين فأين الدعاء أن يقتدوا بالمتقين فى الآية ؛ وهل يقارن هؤلاء ا بالأنبياء والرسل ؟!!
 
السلام عليكم
هل الإمام هو القدوة
آية الأنعام فى الاقتداء وليس الامامة
الخليل ابراهيم جعله الله للناس إماما وليس للمتقين
فهل من فرق ؟!!
آية الفرقان تتكلم عن صنف من المؤمنين يدعون أن يجعلهم الله أئمة للمتقين فأين الدعاء أن يقتدوا بالمتقين فى الآية ؛ وهل يقارن هؤلاء ا بالأنبياء والرسل ؟!!

وعليكم السلام ورحمة الله
المسألة واضحة أخي الكريم مصطفى
لن ينال الإنسان الإمامة حتى يتأم بالمتقين من قبله.

أما التفريق بين القدوة والإمامة فلا أرى فرقا بينهما ، لأن الإمام يقتدى به وقد يكون إماما في الخير وقد يكون إماما في الشر ، قال تعالى:
(وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ )(التوبة : 12 )
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص : 5 )
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ )(القصص : 41 )
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )(السجدة : 24 )

أما الخليل عليه السلام فقد جعله الله للناس إماما فمن قبل إمامته واقتدى به في ملته فهو من المتقين ، ومن رفض إمامته ولم يسر على ملته فهو من الهالكين ، وبهذا يتضح الأمر.
 
لعل من فوائد الإفراد في الآية الكريمة : ليحدث تذكُّرٌ لأقارب الشخص المؤتم به -الذين هم الأئمة أيضاً- ، فأصبحوا (إماماً) بارتباط الذهن بإمامتهم جميعاً .
كما يُتذكَّر إبراهيم عليه السلام حين يُذكر يوسف أو يعقوب أو إسحاق عليهم السلام ، فإنهم إمام للمتقين .
 
عودة
أعلى