من الآيات التي مرت علي في البحث قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) ومعلوم كلام السلف في ذلك , وكثرة أقوالهم ، وما استدلّ به من أجاز كشف الوجه بهذه الآية ..
واسمحوا لي .. أن أعرض لكم ما اهتديت إليه بعد استعراض أقوال المفسِّرين ، وسبرها ، والنظر والتأمل الطويل ..
فإن أصبت في هذا المعنى فالحمد لله ، وإن أخطأت فقوموني ودلوني .. وأستغفر الله أن أقول في كتاب الله برأيي ..
قلت :
لماذا لا يكون المراد بإظهار الزينة المقصود للأصناف الذين ذكرهم الله في الآية ، ويكون المراد بما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان ونحوهما جائزاً إبداؤه أمام من سمى الله ، وأما غيرهم فلا يجوز ذلك ، وتكون جملة : وليضربن بخمرهن على جيوبهن معترضة معناها : حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها .
وعليه فتكون الآية مبينة لزينة المرأة في الداخل والخارج ..
إجمالاً ..وتفصيلاً
أما الإجمال :
في الداخل-أمام المحارم- : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
في الخارج -أمام غير المحارم - : وليضربهن بخمرهن على جيوبهن ..
ثم شرع في تفصيل الزينة داخل البيت مما يصلح إظهاره للمحارم ( وفيه بيان عورة المرأة أمام محارمها )
فقال : ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ............الخ فالمقصود نفس الزينة الأولى ، ولا فرق .
قلت ذلك من باب فهم الآية : ولا يبدين زينتهن إلا الظاهر منها أمام بعولتهن أو آبائهن ... الخ ، وأيضاً : لأنه ساوى في الآية بين البعل وهو الزوج ، مع أنه يجوز له أن يرى كل شيء في زوجته ، وبين غيره ممن لا يحل له أن يرى إلا ما ظهر .
وعلى هذا الفهم يحسم الخلاف بين المفسِّرين ، وتعتبر جميع الأقوال الواردة في معنى ما ظهر منها صحيحة ، وكل ما ذكروه من الزينة الظاهرة من الوجه والكفين وغيرها صحيح لأنه يكشف أمام من سماهم الله في الآية .
ولعله أيضاً دفع للإشكال الذي ربما يفهمه البعض من الآية مع الأمر بالحجاب الكامل .. الذي يشمل تغطية الوجه
أرغب من المشايخ الفضلاء التأمل والنظر معي في الآية ، وأخص المشرف على الموقع ونائبه والشيخ عمر المقبل وكافة المشايخ الفضلاء الذين في الموقع .. وأنتظر مشاركاتكم معي حول هذه الآية
مشايخنا الفضلاء في هذا الملتقى المبارك ..
لم تصلني أي مشاركة حول ما طرحته في معنى الآية ، وأنا حقيقة لا أريد غير الاهتداء للحق فيها ..
هل من متأمل متخصص يتأمل معي هذه الآية وسياقها ويدلي بدلوه ..
أخص المشرف العام الشيخ عبد الرحمن الشهري ، والشيخ مساعد الطيار ، وكافة المتخصصين في التفسير
الإخوة الكرام .. مشايخنا الفضلاء ..
ربما يكون سؤالي يحتاج إلى تأمل طويل .. لكني أنتظر ولا زلت أنتظر تأملاتكم العلمية المبنية على الدليل وفقه النصوص من القرآن والسنة ولغة العرب ...
سؤالي ..
ما دعاني للتأخر هو أنك خصصت فلم أرغب التقدم بين يدي من خصصتهم بالذكر، وأظن هذا السبب هو ما دفع الكثيرين للإحجام عن المشاركة
ولكن لما ألححت وعممت ومضى زمن على السؤال لم أر بداً من الإجابة حذرا من مغبة الكتمان
وللتوسط فسأعلق باقتضاب شديد على بعض الجمل حتى لا يسد الباب على مشاركة من أحب المشاركة من الأساتذة الفضلاء الذين خصصتهم بالذكر
واعلم أن هذا النقد، لا يقلل من محاولتك للاستنباط وهمتك في التدبر ، لكنه يفيد في تدارك بعض الأخطاء
والتنبه لاكتساب العلوم والمهارات التي تصقل موهبتك في الاستنباط
الباحث في القرآن قال:
لماذا لا يكون المراد بإظهار الزينة المقصود للأصناف الذين ذكرهم الله في الآية ، ويكون المراد بما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان ونحوهما جائزاً إبداؤه أمام من سمى الله ، وأما غيرهم فلا يجوز ذلك
من شروط الجملة الاعتراضية أن تكون بين شيئين متلازمين كالمبتدأ والخبر، وفعل الشرط وجوابه، والقسم وجوابه، ونحو ذلك، أما إذا تمت الجملة فلا يسمى ما بعدها جملة اعتراضية.
تجد الجملة تامة قبل قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
وهذا يفيد بأن الواو إما للعطف على (يغضضن) أو على جملة النهي في قوله: (ولا يبدين...)
ولو جعلتها جملة اعتراضية فستضطر إلى إلغاء جملة (ولا يبدين زينتهن) الثانية وهذا باطل
وقولك: (حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها)
إن كنت تريد حتى من سمى الله منهم كما هو ظاهر استنتاجك فهو باطل ولا قائل به.
بل الآية نص على جواز إبداء الزينة لهم.
قلت ذلك من باب فهم الآية :
ولا يبدين زينتهن إلا الظاهر منها أمام بعولتهن أو آبائهن ... الخ ، وأيضاً : لأنه ساوى في الآية بين البعل وهو الزوج ، مع أنه يجوز له أن يرى كل شيء في زوجته ، وبين غيره ممن لا يحل له أن يرى إلا ما ظهر .
هذا ما أدى إليه اعتبارك لجملة (وليضربن...) اعتراضية؛ فألغيت جملة (ولا يبدين...) الثانية، وهو باطل
وادعاء أن الله ساوى بين الزوج وغيره خطأ ظاهر
فإن لفظ الإبداء عام ويكون لكل شخص بحسبه
فالزينة التي تبدى للزوج، غير التي تبدى للأب، غير التي تبدى للنساء، وهكذا
كما تفسره السنة، والعرف معتبر في مثل هذه الأمور
وحرف المسألة:
أن الاستثناء في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) منقطع
والاستثناء في قوله: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن....) متصل
فأعد التأمل على هذا المبدأ
واعلم أن من أهم ما ينبغي أن يعتني به المستنبط معرفة معاني الحروف، وأساليب القرآن، والربط بينها وبين أقوال السلف في التفسير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اكتب لك سائلا اخي الباحث والصديق في ملتقى الخير والرحمة : ما الذي دعاك الى الوقوف عند هذه الاية الكريمة ؟ .........
ثم لابد من الوقوف عند اقوال السلف لانه امر ضروري من اجل المحافظة على سلامة لغة القران الكريم واداب الشرع الحنيف .
وليس بالضرورة ان كل فكرة تعرض لنا كباحثين هي في صلب الموضوع القراني .... لاننا وان كنا بحث في جمالية التعبير القراني وجمالية المفردة ودلالاتها الا اننا نتعامل مع كلمات الوحي المنزل من خبير عليم ...
اود من السائل ان يرجع الى كتاب روائع البيان للشيخ محمد علي الصابوني الذي بحث فيه ايات الاحكام تحت ظلال الدرس اللغوي وسمى الدرس االبلاغي بموضوع اللطائف ... اظن انك ستجد بغيتك .
ومن الله التوفيق
أشكر لكم مروركما وقد استفدت من نقدكما ..
(وفوق كل ذي علم عليم )
لم أرد تخصيص شخص بعينه في الرد على الموضوع وإنما طلبت من أبرز من أعرف والمشاركة للجميع ..
استفدت كثيراً من ملاحظاتكما ..
وما جعلني أطيل التأمل في هذه الآية أنها مرت علي في بحثي ( الماجستير ) وكان من الضروري استعراض الأقوال في المسألة ، فاستقرأتها وجمعتها ، ووجدت بينها تقارب وتداخل جعلني أفكر بهذا التفكير ..
وعموما ..
أستغفر الله أن أقول في كتاب الله برأيي ..
أخي العزيز .. أعتذر عن تأخري عن الإفادة ، فسؤالك يحتاج إلى تأمل ،وأخوك منشغل ببعض الأمور التي تحتاج إلى بتٍّ سريع ،لذا لم اتمكن من تلبية رغبتك ، وأعدك أن أعود ـ بإذن الله تعالى ـ في وقت لاحق .