ابو العزايم عبد الحميد
New member
تأملات وعبر من قصة موسى في القرآن" الحلقة الرابعة عشر"
يقول تعالى ""فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) القصص.
قضى موسى أحد الأجلين التي تواعد بها مع شيخ مدين عندما قال " أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي " والأغلب انه قضى عشر سنوات أي اكبر الأجلين وهو الذي يتناسب مع وفاء النبي والقيم العليا التي يحملها للبشرية وعندما سئل ابن عباس أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وأخيَرَهما. وعنه أيضا , قال: قضى موسى آخِر الأجلين .
ما هي الجهة التي كان يسير اليها موسى عليه السلام؟
ما ذكره القران الكريم انه بعد أن قضي موسي الأجل سار بأهله وأثناء سيره آنس من جانب الطور نارا ولم يذكر القران شيئا عن الجهة التي كان متجها إليها والمشهور انه كان متجها الى مصر وهذا القول وصل من الشهرة حدا حتى لا يُعلم قول غيره ولنا أن نتساءل من أين جاءت هذه المعلومة عن الجهة التي اتجه إليها موسى ؟ ووصلت إلى هذا الحد من الشهرة ؟ ورغم أن النص القرآني لا يشير إلي أي جهة كان يسير موسى إليها إلا انه يستفاد من الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام وربه في هذا الواد المقدس أنها لم تكن مصر.
إذ أن واقعة القبطي القتيل التي كانت سببا في خروجه من مصر ما زالت قائمة وعالقة في نفسه ولم ينتهي أثرها ولا يوجد ما يفيد أن قوم فرعون تجاوزوا عن هذا الفعل أو أنهم رفعوا موسى من قوائم الترقب والوصول باللغة العصرية !!!! فعندما كلفه ربه بالذهاب إلى فرعون ذكر هذه الحادثة تحديدا قائلا " وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) الشعراء , كما تذكر سورة القصص أيضا ذات المعنى " قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) , و في أول لقاء له مع فرعون بعد التكليف بالرسالة كان أول ما ذكٌره به فرعون هي هذه الحادثة إذ قال له كما ذكرت سورة الشعراء " وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19). ومن ثم يبقي القول بان موسى أراد أن يعود إلى مسقط رأسه ومرتع صباه، بعد أن تحركت في صدره نَشوة الحنين إلى الوطن، ويعتبره الشعوبيون دليلا على تقديس الأوطان تعسف وتكلف لا محل له.
إذاُ إلى أين كان يتجه موسى ؟
نريد ان نتصورالوضع الجغرافي للمكان الذي دارت فيه هذه الأحداث العظام ودلالته على رسالته فهو المكان الذي كلم الله فيه موسي تكليما وتشرفت هذه المنطقة بهذا النجاء العلوي الجميل بين موسي وربه وهي المنطقة التي خرج إليها موسي وبنو إسرائيل بعد ان نجاهم الله من العذاب الأليم من فرعون انه كان عاليا من المسرفين وعاش فيها بنو إسرائيل فترة كبيرة من الزمن وشهدت جل تاريخ بني إسرائيل مع موسي عليه السلام وكما شهدت هذه المنطقة اللقاء المقدس الأول فقد شهدت أيضا اللقاء المقدس الثاني والذي تلقي فيه موسي التوراة وهي المنطقة هي التي شهدت مرحلة التيه التي كتبت على بني إسرائيل أربعين سنة بسبب رفضهم دخول الأرض المقدسة الى غير ذلك من الأحداث المهمة .
نعود الى التأمل في جغرافية هذه المنطقة حسب ما أورده القران بشأنها وكما رأينا أن موسى لم يكن متجها إلى مصر وان اللقاء حدث بطور سيناء والمتأمل في جغرافية المكان يتبين له أن منطقة سيناء اقرب من ناحية المكان ومن ناحية طبيعتها الجغرافية الى الجزيرة العربية منها إلى مصر حيث مساكن الفراعنة فالثابت أن الفراعنة قد أقاموا دولتهم على ضفاف النيل حتى إنهم كانوا عندما يريدون التوسع كانوا يتوسعون جنوبا مع نهر النيل وبذلك تبعد مساكنهم عن منطقة سيناء بما يزيد عن الألف كيلوا متر تقريبا في حين إنها قريبة جدا من شبه الجزيرة العربية وهذا الاستنتاج ليس فقط من الجغرافيا والتاريخ بل يستفاد أيضا من القران ونحن دراستنا محورها القران من الأساس واليك البيان
1- مساكن الفراعنة كانت على ضفاف النيل ولما افتخر فرعون بملكه لمصر نادي فِي قَوْمِهِ" قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ولما أهلك الله فرعون وقومه قال تعالي( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ) أي ذات البساتين وعيون الماء، وخزائن المال والمنازل الحسان. وفي سورة الدخان قال ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ) وهذا كلها لا تتوفر إلا في محيط نهر النيل حيث المياه والأرض الخصبة وليس سيناء
2-عند خروج بني إسرائيل من مصر استقروا هذه المنطقة وعندما قالوا لموسي لن نصبر على طعام واحد" قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُم" (61)ْ البقرة وهذا يؤكد أنهم لم يكونوا بمصر وإلا ما قال لهم اهبطوا مصرا
وهذا كله يؤكد لنا أن الحياة الفرعونية كانت بعيدة عن شبه جزيرة سيناء بل كانت على ضفاف النيل كما قلنا أما شبه جزيرة سينا فهي اقرب في جغرافيتها ومناخها وسكانها الى الجزيرة العربية وهي ان كانت تتبع مصر الآن بموجب اتفاقيات دولية حديثة ولم يكن هذا في الماضي و مؤدي هذا ان سيناء كانت بعيدة من مساكن الفراعنة
3- كما راينا فسيناء اقرب الى مدين منها الى نهر النيل حيث مساكن الفراعنة بما يعني ان موسي كان متجهابعيدا عن منطقة الفرعون و قد ضل الطريق في أثناء سيره هذا وهذا واضح من قوله لأهله " امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) كما في سورة طه أو قوله إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) كما في سورة النمل وكلاهما يدل على انه قد ضل الطريق وما إن رأي النار حتى توجه اليها فإما أن يأتي بقطعة من هذه النار ليستدفئ بها و أهله واما أن يجد عندها قوما يهدونه الطريق " أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى "
الأرض المباركة
ما وصف في القران بالأرض المباركة هي فلسطين وسيناء ومكة المكرمة يقول تعالى " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) آل عمران ويقول تعالى عن فلسطين 1- {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(1) الإسراء ويقول عن سيناء "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) القصص
وهذه المناطق الثلاثة هي محور الأرض المباركة للعالم كله وهي أماكن متقاربة من بعضها شبها ومكانا وهي تشكل محورا واحدا شهد نزول الوحي وحركة الأنبياء جميعا منها انطلقوا واليها عادواعلى مدار التاريخ وفيها واليها سار موسي بأهله وناداه الله منها وتم تكليفه بالرسالة فيها وفيها تلقي التوراة وفيها كما قلنا وسنري دارت أحداث تاريخ بني إسرائيل بعد الخروج .
يقول تعالى ""فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) القصص.
قضى موسى أحد الأجلين التي تواعد بها مع شيخ مدين عندما قال " أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي " والأغلب انه قضى عشر سنوات أي اكبر الأجلين وهو الذي يتناسب مع وفاء النبي والقيم العليا التي يحملها للبشرية وعندما سئل ابن عباس أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وأخيَرَهما. وعنه أيضا , قال: قضى موسى آخِر الأجلين .
ما هي الجهة التي كان يسير اليها موسى عليه السلام؟
ما ذكره القران الكريم انه بعد أن قضي موسي الأجل سار بأهله وأثناء سيره آنس من جانب الطور نارا ولم يذكر القران شيئا عن الجهة التي كان متجها إليها والمشهور انه كان متجها الى مصر وهذا القول وصل من الشهرة حدا حتى لا يُعلم قول غيره ولنا أن نتساءل من أين جاءت هذه المعلومة عن الجهة التي اتجه إليها موسى ؟ ووصلت إلى هذا الحد من الشهرة ؟ ورغم أن النص القرآني لا يشير إلي أي جهة كان يسير موسى إليها إلا انه يستفاد من الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام وربه في هذا الواد المقدس أنها لم تكن مصر.
إذ أن واقعة القبطي القتيل التي كانت سببا في خروجه من مصر ما زالت قائمة وعالقة في نفسه ولم ينتهي أثرها ولا يوجد ما يفيد أن قوم فرعون تجاوزوا عن هذا الفعل أو أنهم رفعوا موسى من قوائم الترقب والوصول باللغة العصرية !!!! فعندما كلفه ربه بالذهاب إلى فرعون ذكر هذه الحادثة تحديدا قائلا " وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) الشعراء , كما تذكر سورة القصص أيضا ذات المعنى " قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) , و في أول لقاء له مع فرعون بعد التكليف بالرسالة كان أول ما ذكٌره به فرعون هي هذه الحادثة إذ قال له كما ذكرت سورة الشعراء " وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19). ومن ثم يبقي القول بان موسى أراد أن يعود إلى مسقط رأسه ومرتع صباه، بعد أن تحركت في صدره نَشوة الحنين إلى الوطن، ويعتبره الشعوبيون دليلا على تقديس الأوطان تعسف وتكلف لا محل له.
إذاُ إلى أين كان يتجه موسى ؟
نريد ان نتصورالوضع الجغرافي للمكان الذي دارت فيه هذه الأحداث العظام ودلالته على رسالته فهو المكان الذي كلم الله فيه موسي تكليما وتشرفت هذه المنطقة بهذا النجاء العلوي الجميل بين موسي وربه وهي المنطقة التي خرج إليها موسي وبنو إسرائيل بعد ان نجاهم الله من العذاب الأليم من فرعون انه كان عاليا من المسرفين وعاش فيها بنو إسرائيل فترة كبيرة من الزمن وشهدت جل تاريخ بني إسرائيل مع موسي عليه السلام وكما شهدت هذه المنطقة اللقاء المقدس الأول فقد شهدت أيضا اللقاء المقدس الثاني والذي تلقي فيه موسي التوراة وهي المنطقة هي التي شهدت مرحلة التيه التي كتبت على بني إسرائيل أربعين سنة بسبب رفضهم دخول الأرض المقدسة الى غير ذلك من الأحداث المهمة .
نعود الى التأمل في جغرافية هذه المنطقة حسب ما أورده القران بشأنها وكما رأينا أن موسى لم يكن متجها إلى مصر وان اللقاء حدث بطور سيناء والمتأمل في جغرافية المكان يتبين له أن منطقة سيناء اقرب من ناحية المكان ومن ناحية طبيعتها الجغرافية الى الجزيرة العربية منها إلى مصر حيث مساكن الفراعنة فالثابت أن الفراعنة قد أقاموا دولتهم على ضفاف النيل حتى إنهم كانوا عندما يريدون التوسع كانوا يتوسعون جنوبا مع نهر النيل وبذلك تبعد مساكنهم عن منطقة سيناء بما يزيد عن الألف كيلوا متر تقريبا في حين إنها قريبة جدا من شبه الجزيرة العربية وهذا الاستنتاج ليس فقط من الجغرافيا والتاريخ بل يستفاد أيضا من القران ونحن دراستنا محورها القران من الأساس واليك البيان
1- مساكن الفراعنة كانت على ضفاف النيل ولما افتخر فرعون بملكه لمصر نادي فِي قَوْمِهِ" قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ولما أهلك الله فرعون وقومه قال تعالي( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ) أي ذات البساتين وعيون الماء، وخزائن المال والمنازل الحسان. وفي سورة الدخان قال ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ) وهذا كلها لا تتوفر إلا في محيط نهر النيل حيث المياه والأرض الخصبة وليس سيناء
2-عند خروج بني إسرائيل من مصر استقروا هذه المنطقة وعندما قالوا لموسي لن نصبر على طعام واحد" قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُم" (61)ْ البقرة وهذا يؤكد أنهم لم يكونوا بمصر وإلا ما قال لهم اهبطوا مصرا
وهذا كله يؤكد لنا أن الحياة الفرعونية كانت بعيدة عن شبه جزيرة سيناء بل كانت على ضفاف النيل كما قلنا أما شبه جزيرة سينا فهي اقرب في جغرافيتها ومناخها وسكانها الى الجزيرة العربية وهي ان كانت تتبع مصر الآن بموجب اتفاقيات دولية حديثة ولم يكن هذا في الماضي و مؤدي هذا ان سيناء كانت بعيدة من مساكن الفراعنة
3- كما راينا فسيناء اقرب الى مدين منها الى نهر النيل حيث مساكن الفراعنة بما يعني ان موسي كان متجهابعيدا عن منطقة الفرعون و قد ضل الطريق في أثناء سيره هذا وهذا واضح من قوله لأهله " امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) كما في سورة طه أو قوله إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) كما في سورة النمل وكلاهما يدل على انه قد ضل الطريق وما إن رأي النار حتى توجه اليها فإما أن يأتي بقطعة من هذه النار ليستدفئ بها و أهله واما أن يجد عندها قوما يهدونه الطريق " أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى "
الأرض المباركة
ما وصف في القران بالأرض المباركة هي فلسطين وسيناء ومكة المكرمة يقول تعالى " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) آل عمران ويقول تعالى عن فلسطين 1- {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(1) الإسراء ويقول عن سيناء "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) القصص
وهذه المناطق الثلاثة هي محور الأرض المباركة للعالم كله وهي أماكن متقاربة من بعضها شبها ومكانا وهي تشكل محورا واحدا شهد نزول الوحي وحركة الأنبياء جميعا منها انطلقوا واليها عادواعلى مدار التاريخ وفيها واليها سار موسي بأهله وناداه الله منها وتم تكليفه بالرسالة فيها وفيها تلقي التوراة وفيها كما قلنا وسنري دارت أحداث تاريخ بني إسرائيل بعد الخروج .