ابو العزايم عبد الحميد
New member
بعد حديث القران عن اصطفاء ادم ونوح وآل إبراهيم وال عمران على العالمين, ينتقل للحديث عن احد أفراد آل عمران ,وهي امرأة عمران فيقول تعالي " إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) آل عمران .
ونلاحظ هنا أن العامل في"إذ"هو الاصطفاء وتقديره" واصطفى آل عمران إذ " فيكون المعني إن الله اصطفي آل عمران على العالمين حيث قالت امرأة عمران..." و الآية الكريمة تورد طبيعة هذا العطاء الذي قدمته هذه المرأة فدخلت بسببه في دائرة الاصطفاء الإلهي ,وهي أنها وهبت ما في بطنها محررا خالصا لله ,و يمكن أن نستوعب حجم هذا العمل الذي قامت به وارتقي بها إلى مرحلة الاصطفاء الإلهي, إذا استحضرنا حدثا مشابها عند آل إبراهيم الداخلين معهم في دائرة الاصطفاء الإلهي ,وهو تقديم إبراهيم ولده إسماعيل عليهما السلام للذبح تنفيذا لأمر الله وبعد أن اسلم إبراهيم وإسماعيل أمرهما لله وشرع إبراهيم فعلا في تنفيذ الأمر الإلهي ليذبح بيده ولده الوحيد الذي رزق به على الكبر ,لكنه اسلم أمره لله و تله للجبين , قابل الله فعله بعطاء غير محدود لإبراهيم عليه السلام وذريته من بعده, "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) الصافات.
وهنا تقوم هذه المرأة بفعل مشابه فتقوم طواعية من عند نفسها بالتنازل عن مولودها لله , وهو ما عبرت عنه بقولها " نذرت لك" فهي تهب ما في بطنها لله ثم أضافت وصفا لهذا النذر بقولها "محررا " وان كان التحرير يستعمل عادة في تحرير الرقاب أي إطلاق العبد من سلطة سيده فانها تعني هنا ان يكون المولود محررا من أي سلطة لها عليه او حظ لنفسها منه وسنرى بعد ذلك كيف قابل الله فعلها بعطاء غير محدود كما فعل مع إبراهيم عليه السلام.
ينبغي أن لا نستهين بفعل هذه المرأة فهو سبب لدخولها في دائرة الاصطفاء الالهي ان الإنسان ليبخل بالقليل من المال لينفقه في سبيل الله " وأحضرت الأنفس الشح " فكيف بمن يهب ولده وفلذة كبده ويتنازل عنه ويحرره من أي سلطة له عليه ويكون ذلك خالصا لله لقد أوردت السورة التي حملت اسمهم " في بدايتها قيمة الأولاد في حياة الإنسان فقال تعالي " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران .
هذه المرأة تتبرع طواعية بمولودها ,الذي لم يأتي بعد لله وتتخلي عنه تماما لأجل الله , يتصرف فيه كيف يشاء إنها بهذا ترسم لنا طريقا مضيئا من الاستسلام المطلق والتضحية الكاملة لله بأعز ما تملك عندما تتنازل لله عن ما في بطنها طواعية واختيارا خالصا لله وترجوا ان يقبل الله منها هذا الفعل بقولها "فتقبل مني" ومفعول قولها: فتقبل مني، يمكن أن يكون هو نذرها من حيث إنه عمل صالح ترجو له القبول أو يكون هو ولدها المحرر لكن قوله تعالى: فتقبلها ربها بقبول حسن، يشير على كون مرادها هو قبول الولد المحرر.
وقد اوفت المرأة بنذرها فعندما وضعتها " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ " وواضح من التسمية عزمها على الوفاء بالنذر إذ أن اسم مريم يعني في اللغة العبرانية العابدة .
و قوله تعالي "والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثي" هي جملة اعتراضية بين قولها "إني وضعتها أنثي" وبين قولها "واني سميتها مريم " وقرا الجمهور بسكون التاء وفتح العين في وضعت فتكون التاء تاء التأنيث ويكون القول هو قول الله وليس قول امرأة عمران وقرا ابن عامر وشعبة بضم التاء وسكون العين فتكون التاء تاء الفاعل فيكون القول قول امرأة عمران ولا يمكن فهم معني الآية بتجاهل قراءة متواترة فيها فلابد أن تفهم في ضوء قراءاتها المتواترة جميعها وباعتبار أن الجملة من كلامها ينتفي ما فهمه البعض من قولها إني وضعتها أنثي انه كان على وجه التحسر والحزن عندما جاءت به أنثي وكانت تريد الولد وهو ما شاع للأسف عند البعض ولا يليق بعامة المؤمنين التحسر والحزن على جنس المولود إذ أن هذا من شان الجهال وضعاف العقول فكيف بمن اصطفاهم الله على العالمين ومما يؤكد استبعاد هذا المفهوم من قولها وليس الذكر كالأنثى أنها لو كانت تنحسر علي الولد لقالت وليس الأنثى كالذكر فإن من كان يرجو شيئا شريفا أو مقاما عاليا ثم رزق ما هو أخس منه أن يقدم ما هو أخس على ما هو ارقي في شان نفي التماثل فكان حقها أن تقول وضعتها أنثي وليست الأنثى كالذكر ولكنها قالت وليس الذكر كالأنثى ليكون كلامها في غاية الأدب مع الله والتسليم بعطائه دون حزن او تحسر اوتذمر او تململ كما ظن البعض بل بقبول ورضا كاملين بما رزقت به وأنها وان تطلعت لان يكون ذكرا إلا أن الانثي التي وهبها الله لها أصبحت أحب إليها من الولد الذي كانت تتمناه- لاحظ أننا نتحدث عن امرأة من دائرة الاصطفاء الإلهي - اختيار الله لها يصبح أحب إليها مما اختارته لنفسها فكأنها تقول إني وضعتها أنثي وليس الذكر الذي طلبته كالانثي التي وهبتها لي فما وهبته لي هو أفضل لي مما اخترته ,وهو غاية في الأدب مع الله . وعلى القول أن الجملة من قول الله هو أن الذكر الذي كانت تريده لن يكون كالانثي التي قدرناها لها فإن غاية أمره أن يصير مثل عيسى نبيا من الأنبياء لكن هذه الأنثى ستتم بها كلمة الله وتلد ولدا بغير أب، ويجعلها الله هي وابنها آية للعالمين،" وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)المؤمنون , وسيأتي منها الولد الذي سيكون نبيا من الصالحين ويكلم الناس في المهد وكهلا ، مثله عند الله كمثل آدم إلى غير ذلك من الآيات الباهرات في خلق هذه الأنثى الطاهرة المباركة وخلق ابنها عيسى عليهما السلام, وسنرى في الآيات التالية كيف أن الله عندما قبل هذا الفعل من امرأة عمران كيف فعل بها وسنرى بالتفصيل هذا العطاء الغير محدود كما فعل بإبراهيم ذريته عليهم السلام لكن ما نحب أن نختم به هذه الحلقة هو هذا الدرس التي تقدمه امرأة عمران للمؤمنين في العالم وهو كم من العطاء الإلهي ينتظرنا إذا وهبنا أولادنا وأموالنا لله ورفعنا أيدينا عنهما لنترك أمرهما لله يحكم فيهما بأمره وحكمه كيف يمكن أن يكون حجم العطاء الالهي لنا ؟ لقد اوضحت سورة التوبة المقابل الذي يعطيه الله للمؤمنين عندما يبيعون له اموالهم وانفسهم " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ .... (111) التوبة .وفي سورة ال عمران كيف يكون المقابل في الدنيا و لنرى ما فعل الله بامرأة عمران في الحلقة القادمة
ونلاحظ هنا أن العامل في"إذ"هو الاصطفاء وتقديره" واصطفى آل عمران إذ " فيكون المعني إن الله اصطفي آل عمران على العالمين حيث قالت امرأة عمران..." و الآية الكريمة تورد طبيعة هذا العطاء الذي قدمته هذه المرأة فدخلت بسببه في دائرة الاصطفاء الإلهي ,وهي أنها وهبت ما في بطنها محررا خالصا لله ,و يمكن أن نستوعب حجم هذا العمل الذي قامت به وارتقي بها إلى مرحلة الاصطفاء الإلهي, إذا استحضرنا حدثا مشابها عند آل إبراهيم الداخلين معهم في دائرة الاصطفاء الإلهي ,وهو تقديم إبراهيم ولده إسماعيل عليهما السلام للذبح تنفيذا لأمر الله وبعد أن اسلم إبراهيم وإسماعيل أمرهما لله وشرع إبراهيم فعلا في تنفيذ الأمر الإلهي ليذبح بيده ولده الوحيد الذي رزق به على الكبر ,لكنه اسلم أمره لله و تله للجبين , قابل الله فعله بعطاء غير محدود لإبراهيم عليه السلام وذريته من بعده, "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) الصافات.
وهنا تقوم هذه المرأة بفعل مشابه فتقوم طواعية من عند نفسها بالتنازل عن مولودها لله , وهو ما عبرت عنه بقولها " نذرت لك" فهي تهب ما في بطنها لله ثم أضافت وصفا لهذا النذر بقولها "محررا " وان كان التحرير يستعمل عادة في تحرير الرقاب أي إطلاق العبد من سلطة سيده فانها تعني هنا ان يكون المولود محررا من أي سلطة لها عليه او حظ لنفسها منه وسنرى بعد ذلك كيف قابل الله فعلها بعطاء غير محدود كما فعل مع إبراهيم عليه السلام.
ينبغي أن لا نستهين بفعل هذه المرأة فهو سبب لدخولها في دائرة الاصطفاء الالهي ان الإنسان ليبخل بالقليل من المال لينفقه في سبيل الله " وأحضرت الأنفس الشح " فكيف بمن يهب ولده وفلذة كبده ويتنازل عنه ويحرره من أي سلطة له عليه ويكون ذلك خالصا لله لقد أوردت السورة التي حملت اسمهم " في بدايتها قيمة الأولاد في حياة الإنسان فقال تعالي " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران .
هذه المرأة تتبرع طواعية بمولودها ,الذي لم يأتي بعد لله وتتخلي عنه تماما لأجل الله , يتصرف فيه كيف يشاء إنها بهذا ترسم لنا طريقا مضيئا من الاستسلام المطلق والتضحية الكاملة لله بأعز ما تملك عندما تتنازل لله عن ما في بطنها طواعية واختيارا خالصا لله وترجوا ان يقبل الله منها هذا الفعل بقولها "فتقبل مني" ومفعول قولها: فتقبل مني، يمكن أن يكون هو نذرها من حيث إنه عمل صالح ترجو له القبول أو يكون هو ولدها المحرر لكن قوله تعالى: فتقبلها ربها بقبول حسن، يشير على كون مرادها هو قبول الولد المحرر.
وقد اوفت المرأة بنذرها فعندما وضعتها " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ " وواضح من التسمية عزمها على الوفاء بالنذر إذ أن اسم مريم يعني في اللغة العبرانية العابدة .
و قوله تعالي "والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثي" هي جملة اعتراضية بين قولها "إني وضعتها أنثي" وبين قولها "واني سميتها مريم " وقرا الجمهور بسكون التاء وفتح العين في وضعت فتكون التاء تاء التأنيث ويكون القول هو قول الله وليس قول امرأة عمران وقرا ابن عامر وشعبة بضم التاء وسكون العين فتكون التاء تاء الفاعل فيكون القول قول امرأة عمران ولا يمكن فهم معني الآية بتجاهل قراءة متواترة فيها فلابد أن تفهم في ضوء قراءاتها المتواترة جميعها وباعتبار أن الجملة من كلامها ينتفي ما فهمه البعض من قولها إني وضعتها أنثي انه كان على وجه التحسر والحزن عندما جاءت به أنثي وكانت تريد الولد وهو ما شاع للأسف عند البعض ولا يليق بعامة المؤمنين التحسر والحزن على جنس المولود إذ أن هذا من شان الجهال وضعاف العقول فكيف بمن اصطفاهم الله على العالمين ومما يؤكد استبعاد هذا المفهوم من قولها وليس الذكر كالأنثى أنها لو كانت تنحسر علي الولد لقالت وليس الأنثى كالذكر فإن من كان يرجو شيئا شريفا أو مقاما عاليا ثم رزق ما هو أخس منه أن يقدم ما هو أخس على ما هو ارقي في شان نفي التماثل فكان حقها أن تقول وضعتها أنثي وليست الأنثى كالذكر ولكنها قالت وليس الذكر كالأنثى ليكون كلامها في غاية الأدب مع الله والتسليم بعطائه دون حزن او تحسر اوتذمر او تململ كما ظن البعض بل بقبول ورضا كاملين بما رزقت به وأنها وان تطلعت لان يكون ذكرا إلا أن الانثي التي وهبها الله لها أصبحت أحب إليها من الولد الذي كانت تتمناه- لاحظ أننا نتحدث عن امرأة من دائرة الاصطفاء الإلهي - اختيار الله لها يصبح أحب إليها مما اختارته لنفسها فكأنها تقول إني وضعتها أنثي وليس الذكر الذي طلبته كالانثي التي وهبتها لي فما وهبته لي هو أفضل لي مما اخترته ,وهو غاية في الأدب مع الله . وعلى القول أن الجملة من قول الله هو أن الذكر الذي كانت تريده لن يكون كالانثي التي قدرناها لها فإن غاية أمره أن يصير مثل عيسى نبيا من الأنبياء لكن هذه الأنثى ستتم بها كلمة الله وتلد ولدا بغير أب، ويجعلها الله هي وابنها آية للعالمين،" وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)المؤمنون , وسيأتي منها الولد الذي سيكون نبيا من الصالحين ويكلم الناس في المهد وكهلا ، مثله عند الله كمثل آدم إلى غير ذلك من الآيات الباهرات في خلق هذه الأنثى الطاهرة المباركة وخلق ابنها عيسى عليهما السلام, وسنرى في الآيات التالية كيف أن الله عندما قبل هذا الفعل من امرأة عمران كيف فعل بها وسنرى بالتفصيل هذا العطاء الغير محدود كما فعل بإبراهيم ذريته عليهم السلام لكن ما نحب أن نختم به هذه الحلقة هو هذا الدرس التي تقدمه امرأة عمران للمؤمنين في العالم وهو كم من العطاء الإلهي ينتظرنا إذا وهبنا أولادنا وأموالنا لله ورفعنا أيدينا عنهما لنترك أمرهما لله يحكم فيهما بأمره وحكمه كيف يمكن أن يكون حجم العطاء الالهي لنا ؟ لقد اوضحت سورة التوبة المقابل الذي يعطيه الله للمؤمنين عندما يبيعون له اموالهم وانفسهم " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ .... (111) التوبة .وفي سورة ال عمران كيف يكون المقابل في الدنيا و لنرى ما فعل الله بامرأة عمران في الحلقة القادمة