ابو العزايم عبد الحميد
New member
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ يمُ ﴿35﴾ ال عمران
السياسة الرشيدة في تناول الأنبياء في القران هو عدم الاعتداد بالروايات الإسرائيلية عن حياة هؤلاء الأنبياء ورفضها جملة اذ هي تحمل في طياتها ثقافة سلبية وغمز ولمز نحو الأنبياء ولا نقتصر فقط في عدم الاعتداد بهذه الروايات في فهم حياة الأنبياء بل أيضا في عدم السماح لها بالتشويش في فهمنا لآيات القران عن هؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم والاقتصار في فهم سيرتهم على النص القرآني المقدس أو الخبر الصحيح عن المعصوم صلي الله عليه وسلم فكيف إذا كان الحديث عن آل عمران وبينهم وبين اليهود ما بينهم , دعك من مغالاة النصارى فيهم فهم قوم ضالون وليس عندهم أثارة من علم عنهم ولا روايات تذكر, بل كلها ضلالات وخرافات , من إفرازات الأهواء الضالة ,ولكن روايات اليهود عنهم الواردة في كتبهم المقدسة وغير المقدسة عبارة عن قصص كاملة محملة ببغض شديد لهذه الأسرة المباركة وللأسف يتناولها بعض المسلمين في أحاديثهم دون التنبه لذلك فكيف وقد نبأنا القران من أخبار بني إسرائيل ومجاهرتهم لهم بالعداوة والحقد عليهم يقول تعالي " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء. وفي سورة مريم " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) مريم
إن الحديث عن امرأة عمران أنها كانت تأمل في أن تنجب ولد تهبه لخدمة المعبد فلما جاءت به أنثي جاء على غير هواها وكأنها حزنت واعتذرت لربها بقولها رب إني وضعتها أنثي وليس الذكر كالأنثى حديث مشوش بروايات بني إسرائيل و لعلك تفاجئ بقول واحد في حجم القرطبي وهو يقول عنها " وهذه الصالحة إنما قصدت بكلامها ما تشهد له به بينة حالها ومقطع كلامها، فإنها نذرت خدمة المسجد في ولدها، فلما رأته أنثى لا تصلح وأنها عورة اعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها.ا.ه فامرأة عمران تعتبر الأنثى عورة من وجهة نظر القرطبي وانظر إلى الزمخشري وهو يقول : قالت وخاطبت ربها على سبيل التحسر على ما فاتها من رجائها ، وخلاف ما قدرت ; لأنها كانت ترجو أن تلد ذكرا يصلح للخدمة"ا.ه ،هل يصلح هذا الكلام في حق امرأة مؤمنة عادية سليمة العقيدة من بديهيات عقيدتها الصحيحة التي لا تحتاج إلى تعمق ولا طول تفكر ان تؤمن بان الله "لَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى وان الذي تتغير مشاعره من جنس المولود فاذا كان ذكرا فرحوا واستبشروا وان كانت أنثي سخطوا وحزنوا هؤلاء قوم تافهون وجاهلون بمقام الله تعالى فضلا عن تصدعات واضحة في عقيدتهم " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل فإذا كان هذا لا يليق بحق امرأة من عامة المؤمنين فكيف بمن اصطفاهم الله على العالمين ؟ أن هذا التصور عن امرأة عمران هو من التشويش الذي أصاب أفكارنا عندما سمحنا لأنفسنا أن نفهم القران في ضوء روايات بني إسرائيل فكان ما وصلنا إليه اقل ما يقال عنه سوء أدب في حق أنبياء الله وفي حق شخصيات اصطفاها الله وكرمها على العالمين , ومن ثم فنحن بحاجة ان نفهم شخصية هذه المرأة في سياق النص القرآني المقدس بعيدا عن هذا التشويش الإسرائيلي المقيت وهذا ما سنتناوله في الحلقات القادمة .
السياسة الرشيدة في تناول الأنبياء في القران هو عدم الاعتداد بالروايات الإسرائيلية عن حياة هؤلاء الأنبياء ورفضها جملة اذ هي تحمل في طياتها ثقافة سلبية وغمز ولمز نحو الأنبياء ولا نقتصر فقط في عدم الاعتداد بهذه الروايات في فهم حياة الأنبياء بل أيضا في عدم السماح لها بالتشويش في فهمنا لآيات القران عن هؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم والاقتصار في فهم سيرتهم على النص القرآني المقدس أو الخبر الصحيح عن المعصوم صلي الله عليه وسلم فكيف إذا كان الحديث عن آل عمران وبينهم وبين اليهود ما بينهم , دعك من مغالاة النصارى فيهم فهم قوم ضالون وليس عندهم أثارة من علم عنهم ولا روايات تذكر, بل كلها ضلالات وخرافات , من إفرازات الأهواء الضالة ,ولكن روايات اليهود عنهم الواردة في كتبهم المقدسة وغير المقدسة عبارة عن قصص كاملة محملة ببغض شديد لهذه الأسرة المباركة وللأسف يتناولها بعض المسلمين في أحاديثهم دون التنبه لذلك فكيف وقد نبأنا القران من أخبار بني إسرائيل ومجاهرتهم لهم بالعداوة والحقد عليهم يقول تعالي " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء. وفي سورة مريم " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) مريم
إن الحديث عن امرأة عمران أنها كانت تأمل في أن تنجب ولد تهبه لخدمة المعبد فلما جاءت به أنثي جاء على غير هواها وكأنها حزنت واعتذرت لربها بقولها رب إني وضعتها أنثي وليس الذكر كالأنثى حديث مشوش بروايات بني إسرائيل و لعلك تفاجئ بقول واحد في حجم القرطبي وهو يقول عنها " وهذه الصالحة إنما قصدت بكلامها ما تشهد له به بينة حالها ومقطع كلامها، فإنها نذرت خدمة المسجد في ولدها، فلما رأته أنثى لا تصلح وأنها عورة اعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها.ا.ه فامرأة عمران تعتبر الأنثى عورة من وجهة نظر القرطبي وانظر إلى الزمخشري وهو يقول : قالت وخاطبت ربها على سبيل التحسر على ما فاتها من رجائها ، وخلاف ما قدرت ; لأنها كانت ترجو أن تلد ذكرا يصلح للخدمة"ا.ه ،هل يصلح هذا الكلام في حق امرأة مؤمنة عادية سليمة العقيدة من بديهيات عقيدتها الصحيحة التي لا تحتاج إلى تعمق ولا طول تفكر ان تؤمن بان الله "لَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى وان الذي تتغير مشاعره من جنس المولود فاذا كان ذكرا فرحوا واستبشروا وان كانت أنثي سخطوا وحزنوا هؤلاء قوم تافهون وجاهلون بمقام الله تعالى فضلا عن تصدعات واضحة في عقيدتهم " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل فإذا كان هذا لا يليق بحق امرأة من عامة المؤمنين فكيف بمن اصطفاهم الله على العالمين ؟ أن هذا التصور عن امرأة عمران هو من التشويش الذي أصاب أفكارنا عندما سمحنا لأنفسنا أن نفهم القران في ضوء روايات بني إسرائيل فكان ما وصلنا إليه اقل ما يقال عنه سوء أدب في حق أنبياء الله وفي حق شخصيات اصطفاها الله وكرمها على العالمين , ومن ثم فنحن بحاجة ان نفهم شخصية هذه المرأة في سياق النص القرآني المقدس بعيدا عن هذا التشويش الإسرائيلي المقيت وهذا ما سنتناوله في الحلقات القادمة .