ابو العزايم عبد الحميد
New member
في الحلقة الأولى بينا أهمية دراسة حياة النبي عيسي عليه السلام باعتباره من آل عمران إذ أورد القران قصته مع قصتهم وباعتبارهم أسرة واحدة اصطفاهم الله تعالي وخصهم بآيات عجيبة وبركات عديدة وقد تفيدنا هذه السياسة في تناول قصته في انكشاف كثير من الإشكاليات التي وقع فيها النصارى وأوقعوا فيها غيرهم وفي هذه الحلقة نتناول كيف عرض القران الكريم لقصة آل عمران .
يقول تعالي في السورة التي سميت باسمهم "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ "(33) آل عمران.
ولنا في هذه الآية عدة وقفات :-
الوقفة الأولى :-الاصطفاء لآل إبراهيم وآل عمران وليس كما قال البعض بان المراد بآل إبراهيم وآل عمران هما إبراهيم عليه السلام وعمران أنفسهما كقوله تعالى "وبقية مما ترك آل موسي وآل هارون" تفسير البغوى . إنما الاصطفاء هنا لآل إبراهيم وآل عمران على الحقيقة أما اصطفاء إبراهيم عليه السلام نفسه فقد ورد في موضع آخر من القران " وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) البقرة . أما عمران فلم يحدثنا القران عنه بشيء ومن ثم فلن ننشغل بالحديث عنه بل سينصب الحديث عن آل عمران الذين اصطفاهم الله على العالمين .
الوقفة الثانية:- المقصود بآل عمران كما هو واضح من الآيات هم امرأة عمران وهي التي سيتولى القران الحديث عنها بعد هذه الآية مباشرة وبنتها مريم ابنة عمران و عيسي بن مريم عليهم السلام هكذا يتفق المفسرون على هؤلاء الثلاثة انهم آل عمران ولكل واحد منهم قصة عجيبة لكني أميل إلى انه يدخل فيهم أيضا زكريا ويحي عليهما السلام فيحي عليه السلام هو ابن أخت مريم أي انه ابن بنت امرأة عمران وزكريا زوج ابنت عمران هكذا ورد في حديث المعراج وهو حديث صحيح عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فكان مما قال : ( ثُمَّ صَعدَ حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ ، قِيلَ مَن هَذَا ؟ قَالَ : جِبرِيلُ . قِيلَ : وَمَن مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ . قِيلَ : وَقَد أُرسِلَ إِلَيهِ ؟ قَالَ : نَعَم . قِيلَ : مَرحَبًا بِهِ ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ . فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ - ، قَالَ : هَذَا يَحيَى وَعِيسَى ، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا ، فَسَلَّمتُ ، فَرَدَّا ، ثُمَّ قَالا : مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري فضلا عن أن حديث القران يأتي بهم في سياق واحد كما في سورة آل عمران ومريم والأنبياء ولذلك فأنا أطمئن إلي أن آل عمران هم امرأة عمران ومريم وعيسي ابن مريم ويحي و زكريا عليهم جميعا السلام
الوقفة الثالثة :- جمع القران في الاصطفاء بين آل عمران وآل إبراهيم رغم أن آل عمران هم من آل إبراهيم وداخلين فيهم فلم خصهم الله بالاصطفاء ؟ قليل من المفسرين من تعرضوا لهذه الملاحظة منهم الإمام الألوسي يقول في تفسيره " وذكر آل عمران مع اندراجهم في الآل الأول لإظهار مزيد الاعتناء بأمر عيسي عليه الصلاة والسلام لكمال رسوخ الاختلاف في شأنه "
ويمكن ان نحمل ذات المعنى الذي أشار إليه الألوسي في تكرار الاصطفاء في حق مريم عليها السلام أيضا فإنها من آل عمران " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) آل عمران
فالله اصطفي مريم من آل عمران واصطفي آل عمران من آل إبراهيم واصطفي آل إبراهيم من العالمين فهو اصطفاء من اصطفاء من اصطفاء تنويها للشأن العظيم للسيدة مريم وابنها عليهما السلام وسنعود لهذا الأمر عند الحديث عنهما استقلالا . ونتابع هذه الوقفات
يقول تعالي في السورة التي سميت باسمهم "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ "(33) آل عمران.
ولنا في هذه الآية عدة وقفات :-
الوقفة الأولى :-الاصطفاء لآل إبراهيم وآل عمران وليس كما قال البعض بان المراد بآل إبراهيم وآل عمران هما إبراهيم عليه السلام وعمران أنفسهما كقوله تعالى "وبقية مما ترك آل موسي وآل هارون" تفسير البغوى . إنما الاصطفاء هنا لآل إبراهيم وآل عمران على الحقيقة أما اصطفاء إبراهيم عليه السلام نفسه فقد ورد في موضع آخر من القران " وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) البقرة . أما عمران فلم يحدثنا القران عنه بشيء ومن ثم فلن ننشغل بالحديث عنه بل سينصب الحديث عن آل عمران الذين اصطفاهم الله على العالمين .
الوقفة الثانية:- المقصود بآل عمران كما هو واضح من الآيات هم امرأة عمران وهي التي سيتولى القران الحديث عنها بعد هذه الآية مباشرة وبنتها مريم ابنة عمران و عيسي بن مريم عليهم السلام هكذا يتفق المفسرون على هؤلاء الثلاثة انهم آل عمران ولكل واحد منهم قصة عجيبة لكني أميل إلى انه يدخل فيهم أيضا زكريا ويحي عليهما السلام فيحي عليه السلام هو ابن أخت مريم أي انه ابن بنت امرأة عمران وزكريا زوج ابنت عمران هكذا ورد في حديث المعراج وهو حديث صحيح عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فكان مما قال : ( ثُمَّ صَعدَ حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ ، قِيلَ مَن هَذَا ؟ قَالَ : جِبرِيلُ . قِيلَ : وَمَن مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ . قِيلَ : وَقَد أُرسِلَ إِلَيهِ ؟ قَالَ : نَعَم . قِيلَ : مَرحَبًا بِهِ ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ . فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ - ، قَالَ : هَذَا يَحيَى وَعِيسَى ، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا ، فَسَلَّمتُ ، فَرَدَّا ، ثُمَّ قَالا : مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري فضلا عن أن حديث القران يأتي بهم في سياق واحد كما في سورة آل عمران ومريم والأنبياء ولذلك فأنا أطمئن إلي أن آل عمران هم امرأة عمران ومريم وعيسي ابن مريم ويحي و زكريا عليهم جميعا السلام
الوقفة الثالثة :- جمع القران في الاصطفاء بين آل عمران وآل إبراهيم رغم أن آل عمران هم من آل إبراهيم وداخلين فيهم فلم خصهم الله بالاصطفاء ؟ قليل من المفسرين من تعرضوا لهذه الملاحظة منهم الإمام الألوسي يقول في تفسيره " وذكر آل عمران مع اندراجهم في الآل الأول لإظهار مزيد الاعتناء بأمر عيسي عليه الصلاة والسلام لكمال رسوخ الاختلاف في شأنه "
ويمكن ان نحمل ذات المعنى الذي أشار إليه الألوسي في تكرار الاصطفاء في حق مريم عليها السلام أيضا فإنها من آل عمران " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) آل عمران
فالله اصطفي مريم من آل عمران واصطفي آل عمران من آل إبراهيم واصطفي آل إبراهيم من العالمين فهو اصطفاء من اصطفاء من اصطفاء تنويها للشأن العظيم للسيدة مريم وابنها عليهما السلام وسنعود لهذا الأمر عند الحديث عنهما استقلالا . ونتابع هذه الوقفات