ابو العزايم عبد الحميد
New member
يلاحظ المتأمل لحديث القران الكريم عن نبي الله عيسي عليه السلام رغم كونه من أولي العزم من الرسل إلا أن الحديث عنه في القران يختلف عن الحديث عن باقي الأنبياء خاصة اولي العزم من الرسل وثمة عديد من الملاحظات عن هذا التباين .الملاحظة الأولى :- جاء الحديث عن سيدنا عيسي في سياق الحديث عن آل عمران باعتباره احد أفراد آل عمران ولم يفرده القرآن بقصة مستقلة بل ياتي الحديث غالبا مع مريم ويحي وزكريا وهم آل عمران الذين اصطفاهم الله على العالمين ففي سورة ال عمران قدم القران للحديث عنه بالحديث عن امرأة عمران ثم ولادة مريم ثم الحديث عن زكريا ثم ولادة يحي عليهم جميعا السلام ثم جاء الحديث عن المسيح وأسهب في الحديث عن رسالته وماتعرض له من بني اسرائيل وكأن الحديث عن آل عمران ابتداء كان مقدمة ضرورية للدخول في الحديث عن المسيح ونفس الوضع في سورة مريم بدا بالحديث عن زكريا وطلبه الولد ثم انتقل للحديث عن يحي ثم الحديث عن ولادة المسيح وما صاحبها من عجائب الملاحظة الثانية :- لم يفرد القران الكريم للمسيح سورة باسمه كما افرد لبعض الرسل مثل خاصة اولي العزم فهناك سورة لنوح وإبراهيم ومحمد وفي بعض الروايات تسمي سورة طه بسورة الكليم كما نقل السيوطي في الإتقان يقول رأيت بعد ذلك في جمال القراء للسخاوي أن سورة طه تسمى سورة الكليم وسماها الهذلي في كامله سورة موسى كما ان هناك العديد من السورباسم الانبياء مثل هود ويونس ويوسف لكن القران افرد لآل عمران سورة باسمهم وهي من السبع الطوال وهي احد الزهراوين كما افرد لامه سورة باسمها "سورة مريم " الملاحظة الثالثة:- في سورة الأنبياء تحدث القران عن العديد من الأنبياء وعندما جاء الحديث عن أفراد هذه الأسرة -أسرة آل عمران - تحدث عن زكريا ويحي تصريحا يقول تعالي " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء وتحدث عن مريم وعيسي دون ذكر اسمهما في قوله تعالي " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) الأنبياء وهو ما يدعونا إلى التأمل عند تناول حياة هذه الأسرة من الأنبياء- آل عمران في القران- باعتبارهم مجموعة واحدة وحديث القران عنهم حديث غير منفصل وقد يكون تناولهم باعتبارهم مجموعة واحدة يفسر لنا العديد من الإشكاليات التي وقع فيها النصارى وبنو إسرائيل عموما بشان هذه المجموعة من الأنبياء زكريا ويحي وعيسي ومريم وهو سنتناوله في الحلقات القادمة لنبدأ الحديث اولاعن آل عمران في القران في الحلقة القادمة ثم نتبعها بالحديث عن كل واحد من هذه الاسرة الكريمة منفردا.