تأملات من سيرة المسيح عيسي بن مريم عليه السلام في القران" الحلقة الاولي "

إنضم
04/03/2006
المشاركات
179
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
58
الإقامة
جمهورية مصر العر
" هل هناك علاقة بين طبيعة رسالة المسيح وطريقة ظهوره إلي الحياة؟
أوضح القران الكريم مهمة رسالة السيد المسيح عليه السلام وهما مهمتان أساسيتان وهي تخفيف بعض الاحكام عن بني إسرائيل في التوراة يقول تعالي " وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُون(50) ال عمران و والمهمة الثانية البشارة بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم" و إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)
وهذا البشارة بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم وقوله "من بعدي " تعني ان المسيح عليه السلام سيكون اخر انبياء بني اسرائيل وبه تختم النبوة من بيت اسحق لكنه جاء الي الحياة بطريقة عجيبة اذ ولد من غير اب فهل كان لهذا الشكل في طريقة ولادته علاقة بطبيعة ما جاء به سنؤخر الاجابة عن هذا السؤال حتي نفرغ من كيفية تناول القران لسيرته عليه السلام وربما تتضح من خلاال عرض سيرته الاجابة عن هذا السؤال
بدايات تتشابه مع النهايات في مسيرة انبياء بني اسرائيل "اسحق وعيسي"
اسحق هو ابو يعقوب عليهما السلام الذي خرجت من ذريته جميع انبياء بني اسرائيل فما وجه الشبه بين اسحق الذي هو بداية سلسلة انبياء بني اسرائيل وبين المسيح الذي هو نهاية هذه السلسلة المباركة لنتامل القران كيف عرض هذا التشابه
اولا :-جمع الله في الاصطفاء بين بيت إبراهيم الذي خرج منه اسحق وبيت عمران الذي خرج منه عيسي عليهم جميعا السلام فالله قد اصطفي ال ابراهيم وال عمران علي العالمين ورغم أن آل عمران هم اساسا من آل إبراهيم الا ان الله افردهم بالاصطفاء ليبين انه اصطفاء لشيء يخصهم هم وليس لانهم فقط من ال ابراهيم فكلا النبيين ولدا في بيت اصطفاه الله علي العالمين
ثانيا :-كلا البيتين شهدا آيات عجيبة وبركات عديدة متشابهة إلى حد كبيرعند ولادة هذين النبيين الكريمين
ففي البيت الأول حضرت الملائكة لتبشر إبراهيم بميلاد اسحق وفي البيت الثاني حضرت الملائكة لتبشر مريم بميلاد المسيح ورد في سورة هود بشارة الملائكة لإبراهيم بإسحق يقول تعالي "" وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) هود .
وفي البت الثاني حضرت الملائكة لتبشر مريم بولادة المسيح يقول تعالي في سورة ال عمران "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) آل عمران.
ثالثا :-وفي كلا البيتين جاءت البشارة بميلاد النبيين الكريمين على خلاف السنن الجارية في الإنجاب فإبراهيم شيخ كبير وامراته عجوز ومع كونها عجوز فهي عقيم ايضا يقول تعالي في سورة هود "قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود . وفي سورة الذاريات " فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات أما مريم فكان حملها ووضعا والولد عجيب ايضا إذ هي العفيفة المصونة الطاهرة المطهرة لم يمسسها بشر ولم تك بغيا رزقت الولد دون زوج ومع ذلك تحمل وتلد فتقول في تعجب " قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) مريم .
رابعا :-كلا البيتين يملؤهما العجب والاندهاش اثناء البشارة بالولد فإبراهيم يتعجب وزوجه تتعجب من هذه البشارة وتقول " ياويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا " ومريم تتعجب ايضا من هذه البشارة " وتقول اني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر"عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام
خامسا :- يأتي رد الملائكة علي التعجب واحدا في الحالين وان هذا أمر الله ورحمته وبركاته عليكم لا يحول دون عطائه قانون الأسباب وإذا قضي الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون " قالوا لامراة ابراهيم اتعجبين من امرالله " وقالوا لمريم " كذلك قال ربك "
فآل إبراهيم وآل عمران شهدا أحداثا عجيبة متشابه من الخوارق والمعجزات وفاضت عليهم من الله ذات الرحمة والبركات لتبدأ من عند آل إبراهيم مسيرة حافلة بالعطاء بولادة اسحق لتنتهي عند آل عمران هذه المسيرة من الأنبياء بولادة المسيح عليهم جميعا السلام فهذا ما من الله به علينا من وجوه الجمع بينهما كما اورده القران وننتقل بالحديث بالتفصيل عن طبيعة السيد المسيح والذي هو قول الحق الذي يمترون
 
هو أحد أولي العزم من الرسل.. أمره كله عجب.
خلقه معجزة، وأحيا الله على يديه الموتى، ومات كل الرسل والأنبياء إلا هو.
 
" هل هناك علاقة بين طبيعة رسالة المسيح وطريقة ظهوره إلي الحياة؟
أوضح القران الكريم مهمة رسالة السيد المسيح عليه السلام وهما مهمتان أساسيتان وهي تخفيف بعض الاحكام عن بني إسرائيل في التوراة يقول تعالي " وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُون(50) ال عمران
ليس في الآية ما يدل أن عيسى عليه السلام أحل لبني إسرائيل بعض ما حرم الله عليهم في التوراة،
فعل (حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) جاء مبني لما لم يسم فاعله، فقد يكون علماء اليهود أضافوا بعض المحرمات من عند أنفسهم ، مثال لذلك أن امرأة جاءت إلى المسيح عليه السلام يوم السبت طلبا للشفاء فشفاها الله على يديه، فثار رجال المعبد عليه لأنهم يعتبرون فعل أي شيء يوم السبت حراما حتى لو كان فعل الخير ،فضرب لهم مثلا بحمار وقع في حفرة يوم السبت هل يترك إلى يوم الأحد في الحفرة أم يجب إخراجه منها وليس الانتظار إلى يوم الأحد ، فقد يموت الحمار إن لم ينقذه أحد يوم السبت.
 
انا احاول في هذه الدراسة متتابعة الحلقات استقصاء صورة المسيح من خلال العرض القراني لها فلا اعتمد الانجيل مصدرا لهذه الصورة ولذلك سميتها سيرة المسيح في القران ومن خلال القران:- يتضح الاتي
اولا:- غالبا ما ياتي التحريم في القران بلفظ المبني للمجهول ويكون المعروف ان الذي حرم هو الله في سورة النساء "حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم 000 وفي سورة المائدة " حرمت عليكم الميتة والدم000 وفي موضع اخر وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما " والشواهد كثيرة ولا يصرح بلفظ الجلالة في التحريم لحكم بليغة ليس المكان ذكرها
ثانيا :- صرح القران في موضع الانعام بان الله حرم علي اليهود طيبات بسبب ظلمهم قال تعالي "
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146)الانعام , وفي سورة النساء قوله تعالي "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) فجاء المسيح ليخفف عليهم بعض هذه الاحكام ثم جاء محمد صلي الله عليه وسلم بالشريعة الخاتمة فرفع جميع الاصار والاغلال التي كانت عليهم واحل الطيبات كلها وحرم الخبائث كلها ونسخ بذلك مبدا التحريم للعقوبة
ثالثا:- استبعد ان يعترف المسيح عليه السلام وهو نبي مرسل من الله باي تحريم اخر سوي ما حرمه الله فماحرمه الاحبار وماحرمه اليهود علي انفسهم ولم يحرمه الله عليهم لايعتبر حراما فلا حرام الا ما حرم الله والله اعلم

 
ما شاء الله تبارك الله
مقارنات دقيقة واستنباطات بديعة أسأل الله أن لا يحرمك الأجر وأن يفتح علينا كما فتح عليك
 
إن أتى التحريم مبنى لما لم يسم فاعله وكان القائل هو الله تعالى فالله هو الذي حرم، أما إن أتى التحريم مبني لما لم يسم فاعله وكان المتكلم غير الله وخاصة أنه سيحله فليس بالضرورة أن يكون الفاعل الذي حرم هو الله، فقد أنبأنا القرآن أن من الناس من افتروا على الله فقالوا هذا حرام وليس هو بحرام ، وقالوا هذا حلال وليس هو بحلال، وقد جئتك بمثل من الإنجيل الذي يقول إن علماء اليهود قد حرموا أي فعل يوم السبت حتى لو كان فعل خير ، فكيف تصف فعل المسيح عليه السلام حين نفى أن يكون فعل الخير محرما عليهم يوم السبت ؟
لقد أحل ما حرمه علماءهم عليهم ، الفعل المبني للمجهول إن نسب فاعله إليهم يصح ذلك.
أما الطيبات التي حرمها الله على اليهود بسبب طلمهم فلم تأت آية في القرآن لتبين أن ذلك التحريم قد ألغي ، أو أن المسيح عليه السلام هو الذي ألغاه.
 
اية النساء صريحة في ان الله بسبب ظلم اليهود حرم عليهم طيبات أحلت لهم يقول تعالي"فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) النساء,واية الأعراف صريحة في ان النبي محمد صلي الله عليه وسلم من صفاته في التوراة انه يحل لهم الطيبات يقول تعالي"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157) الأعراف
 
عودة
أعلى