ابو العزايم عبد الحميد
New member
"نستكمل ما بدأناه في الحلقة السابقة عن سيرة المسيح عليه السلام في القران
من خلال تناول القران الكريم لسيرة المسيح عليه السلام نجد انه عليه السلام لم يتفردعن باقي الرسل في شيء لا في رسالته ولا في خلقته
أولا :- أما عن رسالته فهو رسول من الله مثل باقي الرسل الذي خلو من قبله يقول تعالي " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (75) المائدة , فليس القول كما قالت النصارى انه الله أو ابن الله بل هو رسول الله كسائر الرسل ولدته أمه كما تلد الأمهات أبناءَهن، وذلك من صفة البشر لا من صفة خالق البشر، وهو كسائر الرسل الذين خلوا من قبله ، أجرى الله على يده ما شاء أن يجريه من المعجزات والعِبر، حجةً له على صدقه، كما أجرى على أيدي من قبله من الرسل من المعجزات والعِبر، حجةً لهم على صدقهم في أنهم رسل من الله الي خلقه يبلغونهم رسالته ومضي كما مضي الرسل قبله فلم يتفرد عنهم بشيء صلوات الله عليهم جميعا
ثانيا :- وليس في طريقة ظهوره إلي الحياة ما يجعل له خصوصية ترفع عنه الطبيعة البشرية
لقد ولد المسيح عليه السلام من غير أب وذلك كرامة لمريم عليها السلام فالمتفرد هنا مريم وليس المسيح إذ ولد المسيح كما يولد باقي البشر حملت به امه واجاءها المخاض وولدته كما يولد سائر البشر أما أمه فقد ولدت من غير زوج لحكمة بدا لي منها أنها تخص مريم عليها السلام وليس المسيح وهو ان ينسب لها هذا النبي الكريم فلو ولد لأب لكان ابن ابيه لكن الله أراد ان يكون ابن مريم تذكر كلما ذكر اسمه عليهم جميعا السلام ولذلك نجد ان القران عندما يذكر المسيح او عيسي يذكره مقرونا بامه فيقول المسيح ابن مريم او عيسي بن مريم هكذا في اغلب المواضع التي ذكر فيها في القران لم يتخلف ذلك الا قليلا لحكمة ليس هذا موضع تفصيلها وذلك تشريفا لمريم وتكريما لها ولقد اصطفاها الله علي نساء الله العالمين وجعلها مثلا للمؤمنين فقد ضرب الله بها مثلا للذين امنوا -كما في سورة التحريم - وافرد لها القران سورة سميت باسمها " سورة مريم " كما افرد لعائلتها سورة من السبع الطوال سميت باسمهم " سورة ال عمران" فكان حقا ان يكون المسيح ابنها لا ابن غيرها ولو تزوجت وانجبته عبر زواج طبيعي لكان ابن ابيه ينسب اليه لكن الله اراد لها هذا التكريم والعقل المؤمن العارف بالله لاتمثل له هذه الطريقة اي اشكالية فان الله اذ اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لايعجزه شيء في الارض ولا في السماء ولا تحكمه السنن والعادات والاسباب بل هو هو خالقها ويخرقها كلما اراد سبحانه وتعالي ولذلك لا يشكل ولادة المسيح بهذه الطريقة أي اشكالية عند المسلمين اذ انه خلق كما خلق سائر البشر قال الله له له كن فيكون وقوله تعالي إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ المائدة الاية 171 لايعني قوله تعالي في هذه الاية عن المسيح انه كلمة الله وروح منه لايعني هذا ان يكون له طبيعة خاصة تختلف عن باقي البشر فالبشر جميعا هم كلمة الله وروح منه مثلهم مثل عيسي تماما ولقد اوضحت اية ال عمران معني كلمة الله انها قول الله للشيء كن فيكون هذه هي الكلمة " إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) ال عمران فكل البشر خلقوا بهذه الكلمة " كن " هكذا كان ادم " ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29].وهكذا كان بنوه " هو الذي هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) ال عمران
ثم ان عيسي عليه السلام سبقه في شكل الخلق هذا حالات اخري مشابهة ولم تختلق حولها كما اختلق حول عيسي عليه السلام فقد سبقه جده الأول اسحق عليه السلام بحالة فريدة في الولادة فقد ولد من اب شيخ كبير وام عجوز عقيم " قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود وفي سورة الذاريات قوله تعالي " فَأَقْبَلَتِ ٱامرأتهۥ فِى صَرَّةٍۢ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات,بل ان المتامل يجد ان ولادة اسحق كان في الغرابة اشد من ولادة عيسي فاسحق ولد نعم بين ابوين لكن كلاهما لايصلح للانجاب فابوه شيخ كبير وامه عجوز عقيم اما مريم فهي تصلح للحمل والانجاب كما انه قد سبقت ولادة عيسي بعهد قريب ولادة مشابه لاسحق اغرب من عيسي ايضا وهي ولادة يحي عليه السلام فهو مثل جده اسحق تماما ولد من اب كبير كان قد بلغ من الكبر عتيا وكانت امراته عاقرا ففي حديث القران عن زكريا عليه السلام " قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) مريم لكنها ايضا كلمة الله للشيء عندما يريده يقول له كن فيكون وما الفرق بين ان يخلق الله من شخصين لا ينجبان مولودا وان يخلق الله من امراة دون زوج مولودا كلاهما ينطبق عليه قوله تعالي " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس , فلماذ استعصت حالة ولادة المسيح علي بعض العقول فجعلت منه الها او ابنا للاله وجعلوا له طبيعة غير بشرية سواء الهيه او الهية بشرية وذهبوا يمينا وشمالا يتاولون طبيعة عيسي باساطير وفلسفات وتعقيدات ما انزل بها من سلطان ولذلك يصف القران قول النصاري في عدم تجاوز هذه المعادلة بالافك "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171( المائدة ونتناول في الحلقة الثالثة والاخيرة نظرات في معجزات عيسي عليه السلام
من خلال تناول القران الكريم لسيرة المسيح عليه السلام نجد انه عليه السلام لم يتفردعن باقي الرسل في شيء لا في رسالته ولا في خلقته
أولا :- أما عن رسالته فهو رسول من الله مثل باقي الرسل الذي خلو من قبله يقول تعالي " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (75) المائدة , فليس القول كما قالت النصارى انه الله أو ابن الله بل هو رسول الله كسائر الرسل ولدته أمه كما تلد الأمهات أبناءَهن، وذلك من صفة البشر لا من صفة خالق البشر، وهو كسائر الرسل الذين خلوا من قبله ، أجرى الله على يده ما شاء أن يجريه من المعجزات والعِبر، حجةً له على صدقه، كما أجرى على أيدي من قبله من الرسل من المعجزات والعِبر، حجةً لهم على صدقهم في أنهم رسل من الله الي خلقه يبلغونهم رسالته ومضي كما مضي الرسل قبله فلم يتفرد عنهم بشيء صلوات الله عليهم جميعا
ثانيا :- وليس في طريقة ظهوره إلي الحياة ما يجعل له خصوصية ترفع عنه الطبيعة البشرية
لقد ولد المسيح عليه السلام من غير أب وذلك كرامة لمريم عليها السلام فالمتفرد هنا مريم وليس المسيح إذ ولد المسيح كما يولد باقي البشر حملت به امه واجاءها المخاض وولدته كما يولد سائر البشر أما أمه فقد ولدت من غير زوج لحكمة بدا لي منها أنها تخص مريم عليها السلام وليس المسيح وهو ان ينسب لها هذا النبي الكريم فلو ولد لأب لكان ابن ابيه لكن الله أراد ان يكون ابن مريم تذكر كلما ذكر اسمه عليهم جميعا السلام ولذلك نجد ان القران عندما يذكر المسيح او عيسي يذكره مقرونا بامه فيقول المسيح ابن مريم او عيسي بن مريم هكذا في اغلب المواضع التي ذكر فيها في القران لم يتخلف ذلك الا قليلا لحكمة ليس هذا موضع تفصيلها وذلك تشريفا لمريم وتكريما لها ولقد اصطفاها الله علي نساء الله العالمين وجعلها مثلا للمؤمنين فقد ضرب الله بها مثلا للذين امنوا -كما في سورة التحريم - وافرد لها القران سورة سميت باسمها " سورة مريم " كما افرد لعائلتها سورة من السبع الطوال سميت باسمهم " سورة ال عمران" فكان حقا ان يكون المسيح ابنها لا ابن غيرها ولو تزوجت وانجبته عبر زواج طبيعي لكان ابن ابيه ينسب اليه لكن الله اراد لها هذا التكريم والعقل المؤمن العارف بالله لاتمثل له هذه الطريقة اي اشكالية فان الله اذ اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لايعجزه شيء في الارض ولا في السماء ولا تحكمه السنن والعادات والاسباب بل هو هو خالقها ويخرقها كلما اراد سبحانه وتعالي ولذلك لا يشكل ولادة المسيح بهذه الطريقة أي اشكالية عند المسلمين اذ انه خلق كما خلق سائر البشر قال الله له له كن فيكون وقوله تعالي إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ المائدة الاية 171 لايعني قوله تعالي في هذه الاية عن المسيح انه كلمة الله وروح منه لايعني هذا ان يكون له طبيعة خاصة تختلف عن باقي البشر فالبشر جميعا هم كلمة الله وروح منه مثلهم مثل عيسي تماما ولقد اوضحت اية ال عمران معني كلمة الله انها قول الله للشيء كن فيكون هذه هي الكلمة " إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) ال عمران فكل البشر خلقوا بهذه الكلمة " كن " هكذا كان ادم " ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29].وهكذا كان بنوه " هو الذي هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) ال عمران
ثم ان عيسي عليه السلام سبقه في شكل الخلق هذا حالات اخري مشابهة ولم تختلق حولها كما اختلق حول عيسي عليه السلام فقد سبقه جده الأول اسحق عليه السلام بحالة فريدة في الولادة فقد ولد من اب شيخ كبير وام عجوز عقيم " قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود وفي سورة الذاريات قوله تعالي " فَأَقْبَلَتِ ٱامرأتهۥ فِى صَرَّةٍۢ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات,بل ان المتامل يجد ان ولادة اسحق كان في الغرابة اشد من ولادة عيسي فاسحق ولد نعم بين ابوين لكن كلاهما لايصلح للانجاب فابوه شيخ كبير وامه عجوز عقيم اما مريم فهي تصلح للحمل والانجاب كما انه قد سبقت ولادة عيسي بعهد قريب ولادة مشابه لاسحق اغرب من عيسي ايضا وهي ولادة يحي عليه السلام فهو مثل جده اسحق تماما ولد من اب كبير كان قد بلغ من الكبر عتيا وكانت امراته عاقرا ففي حديث القران عن زكريا عليه السلام " قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) مريم لكنها ايضا كلمة الله للشيء عندما يريده يقول له كن فيكون وما الفرق بين ان يخلق الله من شخصين لا ينجبان مولودا وان يخلق الله من امراة دون زوج مولودا كلاهما ينطبق عليه قوله تعالي " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس , فلماذ استعصت حالة ولادة المسيح علي بعض العقول فجعلت منه الها او ابنا للاله وجعلوا له طبيعة غير بشرية سواء الهيه او الهية بشرية وذهبوا يمينا وشمالا يتاولون طبيعة عيسي باساطير وفلسفات وتعقيدات ما انزل بها من سلطان ولذلك يصف القران قول النصاري في عدم تجاوز هذه المعادلة بالافك "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171( المائدة ونتناول في الحلقة الثالثة والاخيرة نظرات في معجزات عيسي عليه السلام