ابو العزايم عبد الحميد
New member
تأملات من سيرة المسيح بن مريم عليه السلام في القران " الحلقة الرابعة " رسول من اولي العزم
من التوجيهات القرآنية المبكرة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال تعالي " قال تعالى: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ "(35) سورة الاحقاف
وقد ذهب رأي عند المفسرين إلي أن حرف من في الآية بيانية وليست تبعيضية مثل قوله تعالي " واجتنبوا الرجس من الأوثان" ومعناه أن جميع الأوثان رجس وعلي كون من في الآية بيانية يكون كل الرسل أولي عزم ويكون المعني واصبر كما صبر أولو العزم والذين هم رسل الله وأنبياؤه والشاهد أن يتأسي النبي بمن سبقوه من الرسل بصبرهم وعزمهم في الدعوة ومنه قوله تعالي " وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) سورة الأنعام , والرأي الثاني أن حرف من في الآية تبعيضية وهو الراجح عند جمهورالمفسرين ويكون أولو العزم هم بعض من الرسل وهم الخمسة المذكورين في اية الاحزاب وهم السادة العظام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و سيدنا نوح و سيدنا إبراهيم و سيدنا موسى و سيدنا عيسى عليهم السلام. يقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) (7) سورة الأحزاب
فهؤلاء الخمسة وصفوا باولي العزم من الرسل لانهم خاضوا صراعا مريرا مع مدارس الانحراف عبر التاريخ وتحملوا الأذى في أشخاصهم واصطدموا مع الطواغيت العتاة مع النماردة والفراعنة وواجهوا بصلابة فجور القوى الوثنية ولم يُبالوا ولم يخشوا او يخافوا ، فصبروا علي ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصر الله وقد خصتهم الآية بالذكر أيضا لأنهم اصحب كتب سماوية وشرائع إلهية فنبي الله إبراهيم عليه السلام وقف في وجه الوثنية منفردا قائلا" وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) الأنبياء ثم قال لهم في وضوح وصلابة " أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)الأنبياء, وموسي عليه السلام واجه الفرعون الأكبر الذي امتد حكمه على أفريقيا و شمال الجزيرة العربية بعد ان قال لهم انا ربكم الاعلي " وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف , وقد وصفه القران بفرعون ذي الأوتاد وسيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم في مواجهة كفار مكة سواء قبل الهجرة أو بعدها مليئة بهذا الصمود والصبر وعلي كلا الرأيين في معني أولي العزم فان المسيح عليه السلام يكون من أولي العزم فهو مذكور من ضمن هؤلاء الخمسة العظام في الآية وهو صاحب كتاب سماوي وهو الإنجيل والسؤال فما مظاهر الصلابة والقوة في حياة المسيح عليه السلام ؟ والتي أمرنا أن نتأسى به في الصبر في قوله تعالي " واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " الحقيقة ان هذا الجانب من حياة سيدنا عيسي عليه السلام لم يأخذ حقه من الدراسة عند دارسي الأنبياء في القران وربما شغلهم الجانب المتعلق بولادته وما صاحبها من أعاجيب رغم أن القران قد وفاه حقه في هذا الجانب فلقد أوذي عليه السلام في الله تعالى فصبر,أوذي في أمه وعرضها، وما أشد ذلك على النفوس يقول تعالي " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا(156) وسعى اليهود في قتله؛ فاختبأ وطورد, وطلب من انصاره النصره " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52 ) ال عمران وأوذي وتعرض للقتل فنجاه الله من مكرهم.وفي سورة الصف يقول لبني إسرائيل " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) ومعني هذا انه واجه انحرفات بني اسرائيل كما فعل موسي ولا قي منهم ما لاقاه موسي عليهم السلام , من لجاج وانحراف وفساد والقران في هذا الجانب يختلف عن الأناجيل الموجودة بيد النصارى فالاناجيل التي بين ايديهم تنقل عن المسيح انه هادن الإمبراطور الوثني وأمر أتباعه بأن يعطوه الجزية ومنعهم من استخدام السيف معه، وقال قولته المشهورة أعط ما لقيصر ما لقيصر وأعط ما لله لله وعلي هذا النهج المنحرف سار كبار رجال الدين النصارى ونشا تحالف بين رجال الدين المسيحي وبين المستبدين من الملوك والحكام حيث عاش رجال الدين في كنف الطغاة يزينون لهم فسادهم وظلمهم وسوء أفعالهم ويقفون معهم ضد الضعفاء حتى قامت الثورة في أوربا عليهم وعلي الملوك والحقيقة هذا الانحراف تسرب إلي النصارى من أحبار اليهود الذي قال القران عنهم " وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)المائدة ,وللأسف تسرب هذا الداء البغيض أيضا إلي بعض علماء الدين في الإسلام فلم يعدم الحكام الظلمة في مراحل التاريخ المختلفة شيوخا وعلماء يسارعون معهم في الاثم والعدوان واكلهم السحت ويزنون لهم افعالهم كما فعل اليهود والنصاري
من التوجيهات القرآنية المبكرة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال تعالي " قال تعالى: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ "(35) سورة الاحقاف
وقد ذهب رأي عند المفسرين إلي أن حرف من في الآية بيانية وليست تبعيضية مثل قوله تعالي " واجتنبوا الرجس من الأوثان" ومعناه أن جميع الأوثان رجس وعلي كون من في الآية بيانية يكون كل الرسل أولي عزم ويكون المعني واصبر كما صبر أولو العزم والذين هم رسل الله وأنبياؤه والشاهد أن يتأسي النبي بمن سبقوه من الرسل بصبرهم وعزمهم في الدعوة ومنه قوله تعالي " وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) سورة الأنعام , والرأي الثاني أن حرف من في الآية تبعيضية وهو الراجح عند جمهورالمفسرين ويكون أولو العزم هم بعض من الرسل وهم الخمسة المذكورين في اية الاحزاب وهم السادة العظام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و سيدنا نوح و سيدنا إبراهيم و سيدنا موسى و سيدنا عيسى عليهم السلام. يقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) (7) سورة الأحزاب
فهؤلاء الخمسة وصفوا باولي العزم من الرسل لانهم خاضوا صراعا مريرا مع مدارس الانحراف عبر التاريخ وتحملوا الأذى في أشخاصهم واصطدموا مع الطواغيت العتاة مع النماردة والفراعنة وواجهوا بصلابة فجور القوى الوثنية ولم يُبالوا ولم يخشوا او يخافوا ، فصبروا علي ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصر الله وقد خصتهم الآية بالذكر أيضا لأنهم اصحب كتب سماوية وشرائع إلهية فنبي الله إبراهيم عليه السلام وقف في وجه الوثنية منفردا قائلا" وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) الأنبياء ثم قال لهم في وضوح وصلابة " أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)الأنبياء, وموسي عليه السلام واجه الفرعون الأكبر الذي امتد حكمه على أفريقيا و شمال الجزيرة العربية بعد ان قال لهم انا ربكم الاعلي " وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف , وقد وصفه القران بفرعون ذي الأوتاد وسيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم في مواجهة كفار مكة سواء قبل الهجرة أو بعدها مليئة بهذا الصمود والصبر وعلي كلا الرأيين في معني أولي العزم فان المسيح عليه السلام يكون من أولي العزم فهو مذكور من ضمن هؤلاء الخمسة العظام في الآية وهو صاحب كتاب سماوي وهو الإنجيل والسؤال فما مظاهر الصلابة والقوة في حياة المسيح عليه السلام ؟ والتي أمرنا أن نتأسى به في الصبر في قوله تعالي " واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " الحقيقة ان هذا الجانب من حياة سيدنا عيسي عليه السلام لم يأخذ حقه من الدراسة عند دارسي الأنبياء في القران وربما شغلهم الجانب المتعلق بولادته وما صاحبها من أعاجيب رغم أن القران قد وفاه حقه في هذا الجانب فلقد أوذي عليه السلام في الله تعالى فصبر,أوذي في أمه وعرضها، وما أشد ذلك على النفوس يقول تعالي " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا(156) وسعى اليهود في قتله؛ فاختبأ وطورد, وطلب من انصاره النصره " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52 ) ال عمران وأوذي وتعرض للقتل فنجاه الله من مكرهم.وفي سورة الصف يقول لبني إسرائيل " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) ومعني هذا انه واجه انحرفات بني اسرائيل كما فعل موسي ولا قي منهم ما لاقاه موسي عليهم السلام , من لجاج وانحراف وفساد والقران في هذا الجانب يختلف عن الأناجيل الموجودة بيد النصارى فالاناجيل التي بين ايديهم تنقل عن المسيح انه هادن الإمبراطور الوثني وأمر أتباعه بأن يعطوه الجزية ومنعهم من استخدام السيف معه، وقال قولته المشهورة أعط ما لقيصر ما لقيصر وأعط ما لله لله وعلي هذا النهج المنحرف سار كبار رجال الدين النصارى ونشا تحالف بين رجال الدين المسيحي وبين المستبدين من الملوك والحكام حيث عاش رجال الدين في كنف الطغاة يزينون لهم فسادهم وظلمهم وسوء أفعالهم ويقفون معهم ضد الضعفاء حتى قامت الثورة في أوربا عليهم وعلي الملوك والحقيقة هذا الانحراف تسرب إلي النصارى من أحبار اليهود الذي قال القران عنهم " وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)المائدة ,وللأسف تسرب هذا الداء البغيض أيضا إلي بعض علماء الدين في الإسلام فلم يعدم الحكام الظلمة في مراحل التاريخ المختلفة شيوخا وعلماء يسارعون معهم في الاثم والعدوان واكلهم السحت ويزنون لهم افعالهم كما فعل اليهود والنصاري