ابو العزايم عبد الحميد
New member
يقول تعالى "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) البقرة
أكثر المفسرين على أن قصة القتيل مرتبطة بقصة البقرة وان قتيلا من بني إسرائيل اختلفوا في قاتله فأوحي الله الى موسي أن يذبحوا بقرة فيضربوا جثة القتيل يبعضها فيحيي الله القتيل ويخبر عن قاتله وقد وردت روايات عديدة عن هذه الحادثة .روتها كتب التفسير
وقد تنبه الطاهر بن عاشور الى أن "تصدير هذه القصة بإذ على طريقة حكاية ما سبق من تعداد النعم والألطاف ومقابلتهم إياها بالكفران والاستخفاف يومئ إلى أن هذه قصة غير قصة الذبح وقبله تنبه الزمخشري لذات المعني فيقول "كل ما قص من قصص بني إسرائيل إنما قص تعديدا لما وجد منهم من الجنايات، وتقريعا لهم عليها، ولما جدد فيهم من الآيات العظام، وهاتان قصتان كل واحدة منهما مستقلة بنوع من التقريع - وإن كانتا متصلتين متحدتين - فالأولى: لتقريعهم على الاستهزاء وترك المسارعة إلى الامتثال وما يتبع ذلك، والثانية: للتقريع على قتل النفس المحرمة وما يتبعه من الآية العظيمة، وإنما قدمت قصة الأمر بذبح البقرة على ذكر القتيل; لأنه لو عمل على عكسه لكانت قصة واحدة، ولذهب الغرض في تثنية التقريع. فأنت ترى بعد ان إكتشف بانفصال القصتين تكلف في القول باتحادهما إذ عاد وسار مع أكثر المفسرين على أنهما قصة واحدة ولكنها حدثت عقب الأمر بالذبح .
و ما ذهب إليه الطاهر بن عاشور ومن قبله الزمخشري يستحق التأمل فالآيات من أول الآية( 49 ) من السورة الكريمة تسرد مواقف لبني إسرائيل تبدأ كلها باذ فلماذ اتجه اغلب المفسرين الى ربط قصة القتيل بقصة البقرة ؟
وقد تناولنا في الحلقتين السابقتين قصة البقرة وما فيها من الدلالات المرتبطة بعلاقة بني إسرائيل بالأحكام الشرعية وتقديسهم للبقرة وان الأمر بذبح البقرة كان يستهدف إخراج ما اشربوه في قلوبهم من حب العجل وما ورثوه عن المصريين من تقديس البقر وبيان موقفهم في التعامل مع الأحكام حتى لا يقع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيما وقعوا فيه من كثرة السؤال والتردد على الأنبياء وبهذا فان قصة البقرة وقصة القتيل قصتان منفصلتان والى هذا ذهب الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء فيقول أنهما قصتان سيقتا لغرضين مختلفين : أما الأولى فهي قصة البقرة ، وهي قائمة بذاتها سيقت لبيان آثار العقائد المصرية في نفوس بني إسرائيل ، ولجاجتهم في الامتناع عن ذبح البقرة متأثرين بتقديس المصريين للبقر .والثانية سيقت لبيان أثر رؤية المقتول في نفس القاتل ، وتأثره بذلك ، وأنه يحمله على الاعتراف بالجريمة عندما يرى المقتول ويمس جسده ، وقد ذكر ذلك الرأي في كتابه قصص الأنبياء ولم يجعل الضمير في قوله تعالى :اضربوه ببعضها عائدا على البقرة إنما جعله عائدا إلى جثة المقتول ، بمعنى فاضربوا القاتل الذي قام الاتهام على أنه القاتل ببعض جثة المقتول فإن ذلك يحمله على الاعتراف ، وإذا قام الاعتراف فقد قام الدليل الموجب للقصاص ، وبذلك القصاص يحيي الله تعالى من مات بالقصاص له .
ويدلل على ذلك بما ثبت بالإحصاء في تحقيق جرائم القتل أن مجرد رؤية الجاني للمجني عليه وهو مقتول يحركه للاعتراف ، واعتمد في ذلك على إحصاءات كثيرة كتبها له رجال الشرطة ، وأن من الوسائل المتبعة لحمل المتهم على الاعتراف ان يمكنوه من رؤية القتيل ، فإن ذلك يجعله يقشعر ويحس بعظيم ما ارتكب ، وربما حمله ذلك على الاعتراف ، والاعتراف سلطان الأدلة .
وكلامه في تخريج القصة الأولى مقبول وقد ذكرنا ذلك في الحديث عن البقرة في الحلقتين السابقتين لكن لا نستطيع أن نقبله في تخريج القصة الثانية من الاستشهاد بالعلم الحديث في تحقيق الأدلة الجنائية اذ يعتبر هذا تعسفا أيضا في حمل الآية ويتناقض مع السياق التاريخي للقصة.
ونريد أن نتأمل في القصة بعيدا عن ارتباطها بقصة البقرة باعتبارها منفصلة عنها وبعيدا التعسف في تأويل الحادثة بتفسير علمي لا يتسق مع سياق القصة التاريخي كما ذهب الشيخ النجار ولكن نريد ان نتأمل في ضوء السياق العام للسورة وإذ أرجعنا البصر كرتين في الآيات ننتهي الى الاتي :-
أولا : -التأكيد على أن قصة القتل منفصلة عن قصة البقرة فقد ابتدأت بقوله تعالى وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا:ولذلك لم يسع الزمخشري وهو الذواق للبيان القرآني إلا أن يذكر أنهما قصتان ، وإن كان قد حاول أن يصل بينهما بأن الضمير في قوله تعالى : اضربوه ببعضها يعود على البقرة ، مع البعد بينهما بطائفة من القول ، وعدم ظهور ذلك العود على البقرة .
ثانيا :- بنظرة عامة على السياق القرآني الذي وردت فيه القصة يبين لنا أن حكاية مواقف بني إسرائيل بدأت بالآية 49 في قولة " وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ الى هذه الآية " وإذ قتلتم نفسا" وهذا هو الموقف الأخير بعد تعداد أكثر من خمسة عشر موقفا لبني إسرائيل ما بين مخالفات ارتكبوها ونعم عددها الله عليهم ثم انتهت هذه الحكايات كلها بحكاية القتيل وبعدها عقب القران بقوله " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
ثالثا :- نميل الى ارتباط قسوة القلوب بجميع ما توالى عليهم من البينات ، من إنقاذ من فرعون ، وإغراقه وآله ، ومن المن والسلوى ، ومن أخذه الميثاق ، ومن أنهم طلبوا أن يروا الله فصعقوا ثم أفاقوا إلخ وبعد كل هذه الآيات والمعجزات الباهرة ، والإرشادات الكثيرة لم ترق قلوبهم للحق ، بل زادت قسوة ونفورا منه وفي ذلك تسلية للنبي عن عدم إيمانهم به بعد أن تأكدوا من نبوته .
رابعا لا يوجد في كتب بني إسرائيل حكاية عن هذا الموقف يقول الطاهر بن عاشور" وليس فيما رأيت من كتب اليهود ما يشير إلى هذه القصة ثم يعلل ذلك بقوله فلعلها مما أدمج في قصة البقرة المتقدمة لم تتعرض السورة لذكرها لأنها كانت معجزة لموسى عليه السلام ولم تكن تشريعا بعده
وأقول لماذا نقول فلعلها أدمجت في قصة البقرة ؟ولا نقول فلعلها مما أخفاه بنوا إسرائيل من الكتاب فقد اخفوا الكثير؟ .
خامسا :- هذا ما حاولت أن أصل إليه من مغزى هذه القصة في ضوء السياق العام وليس في ضوء الاسرائليات دون تعسف ويقيني انه ما زال في الآية الكثير ويقيني أيضا أنها حادثة كبيرة كانت محفورة في ذاكرة بني إسرائيل المعاصرين للنبي صلي الله عليه وسلم لا تقل في حجمها وأهميتها عن حادثة نجاتهم من فرعون وغيرها من الآيات التي دعت ان يعددها الله عليهم ويذكرهم بها حادثة ضخمة سببت اختلافا كثيرا بين بني إسرائيل وأدت الى احتراب أهلي وانقسام مجتمعي كبير وكادت أن تعصف بالمجتمع فمن الله عليهم كما من عليهم بغيرها من الآيات البينان إحساسي أن الآيات ما زالت حبلي بكثير من المعاني والكنوز والأمر مطروح لمشايخنا وعلمائنا أن يفيضوا علينا مما رزقهم الله من العلم بما يزيل هذا الإشكال بارك الله فيهم .
أكثر المفسرين على أن قصة القتيل مرتبطة بقصة البقرة وان قتيلا من بني إسرائيل اختلفوا في قاتله فأوحي الله الى موسي أن يذبحوا بقرة فيضربوا جثة القتيل يبعضها فيحيي الله القتيل ويخبر عن قاتله وقد وردت روايات عديدة عن هذه الحادثة .روتها كتب التفسير
وقد تنبه الطاهر بن عاشور الى أن "تصدير هذه القصة بإذ على طريقة حكاية ما سبق من تعداد النعم والألطاف ومقابلتهم إياها بالكفران والاستخفاف يومئ إلى أن هذه قصة غير قصة الذبح وقبله تنبه الزمخشري لذات المعني فيقول "كل ما قص من قصص بني إسرائيل إنما قص تعديدا لما وجد منهم من الجنايات، وتقريعا لهم عليها، ولما جدد فيهم من الآيات العظام، وهاتان قصتان كل واحدة منهما مستقلة بنوع من التقريع - وإن كانتا متصلتين متحدتين - فالأولى: لتقريعهم على الاستهزاء وترك المسارعة إلى الامتثال وما يتبع ذلك، والثانية: للتقريع على قتل النفس المحرمة وما يتبعه من الآية العظيمة، وإنما قدمت قصة الأمر بذبح البقرة على ذكر القتيل; لأنه لو عمل على عكسه لكانت قصة واحدة، ولذهب الغرض في تثنية التقريع. فأنت ترى بعد ان إكتشف بانفصال القصتين تكلف في القول باتحادهما إذ عاد وسار مع أكثر المفسرين على أنهما قصة واحدة ولكنها حدثت عقب الأمر بالذبح .
و ما ذهب إليه الطاهر بن عاشور ومن قبله الزمخشري يستحق التأمل فالآيات من أول الآية( 49 ) من السورة الكريمة تسرد مواقف لبني إسرائيل تبدأ كلها باذ فلماذ اتجه اغلب المفسرين الى ربط قصة القتيل بقصة البقرة ؟
وقد تناولنا في الحلقتين السابقتين قصة البقرة وما فيها من الدلالات المرتبطة بعلاقة بني إسرائيل بالأحكام الشرعية وتقديسهم للبقرة وان الأمر بذبح البقرة كان يستهدف إخراج ما اشربوه في قلوبهم من حب العجل وما ورثوه عن المصريين من تقديس البقر وبيان موقفهم في التعامل مع الأحكام حتى لا يقع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيما وقعوا فيه من كثرة السؤال والتردد على الأنبياء وبهذا فان قصة البقرة وقصة القتيل قصتان منفصلتان والى هذا ذهب الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء فيقول أنهما قصتان سيقتا لغرضين مختلفين : أما الأولى فهي قصة البقرة ، وهي قائمة بذاتها سيقت لبيان آثار العقائد المصرية في نفوس بني إسرائيل ، ولجاجتهم في الامتناع عن ذبح البقرة متأثرين بتقديس المصريين للبقر .والثانية سيقت لبيان أثر رؤية المقتول في نفس القاتل ، وتأثره بذلك ، وأنه يحمله على الاعتراف بالجريمة عندما يرى المقتول ويمس جسده ، وقد ذكر ذلك الرأي في كتابه قصص الأنبياء ولم يجعل الضمير في قوله تعالى :اضربوه ببعضها عائدا على البقرة إنما جعله عائدا إلى جثة المقتول ، بمعنى فاضربوا القاتل الذي قام الاتهام على أنه القاتل ببعض جثة المقتول فإن ذلك يحمله على الاعتراف ، وإذا قام الاعتراف فقد قام الدليل الموجب للقصاص ، وبذلك القصاص يحيي الله تعالى من مات بالقصاص له .
ويدلل على ذلك بما ثبت بالإحصاء في تحقيق جرائم القتل أن مجرد رؤية الجاني للمجني عليه وهو مقتول يحركه للاعتراف ، واعتمد في ذلك على إحصاءات كثيرة كتبها له رجال الشرطة ، وأن من الوسائل المتبعة لحمل المتهم على الاعتراف ان يمكنوه من رؤية القتيل ، فإن ذلك يجعله يقشعر ويحس بعظيم ما ارتكب ، وربما حمله ذلك على الاعتراف ، والاعتراف سلطان الأدلة .
وكلامه في تخريج القصة الأولى مقبول وقد ذكرنا ذلك في الحديث عن البقرة في الحلقتين السابقتين لكن لا نستطيع أن نقبله في تخريج القصة الثانية من الاستشهاد بالعلم الحديث في تحقيق الأدلة الجنائية اذ يعتبر هذا تعسفا أيضا في حمل الآية ويتناقض مع السياق التاريخي للقصة.
ونريد أن نتأمل في القصة بعيدا عن ارتباطها بقصة البقرة باعتبارها منفصلة عنها وبعيدا التعسف في تأويل الحادثة بتفسير علمي لا يتسق مع سياق القصة التاريخي كما ذهب الشيخ النجار ولكن نريد ان نتأمل في ضوء السياق العام للسورة وإذ أرجعنا البصر كرتين في الآيات ننتهي الى الاتي :-
أولا : -التأكيد على أن قصة القتل منفصلة عن قصة البقرة فقد ابتدأت بقوله تعالى وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا:ولذلك لم يسع الزمخشري وهو الذواق للبيان القرآني إلا أن يذكر أنهما قصتان ، وإن كان قد حاول أن يصل بينهما بأن الضمير في قوله تعالى : اضربوه ببعضها يعود على البقرة ، مع البعد بينهما بطائفة من القول ، وعدم ظهور ذلك العود على البقرة .
ثانيا :- بنظرة عامة على السياق القرآني الذي وردت فيه القصة يبين لنا أن حكاية مواقف بني إسرائيل بدأت بالآية 49 في قولة " وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ الى هذه الآية " وإذ قتلتم نفسا" وهذا هو الموقف الأخير بعد تعداد أكثر من خمسة عشر موقفا لبني إسرائيل ما بين مخالفات ارتكبوها ونعم عددها الله عليهم ثم انتهت هذه الحكايات كلها بحكاية القتيل وبعدها عقب القران بقوله " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
ثالثا :- نميل الى ارتباط قسوة القلوب بجميع ما توالى عليهم من البينات ، من إنقاذ من فرعون ، وإغراقه وآله ، ومن المن والسلوى ، ومن أخذه الميثاق ، ومن أنهم طلبوا أن يروا الله فصعقوا ثم أفاقوا إلخ وبعد كل هذه الآيات والمعجزات الباهرة ، والإرشادات الكثيرة لم ترق قلوبهم للحق ، بل زادت قسوة ونفورا منه وفي ذلك تسلية للنبي عن عدم إيمانهم به بعد أن تأكدوا من نبوته .
رابعا لا يوجد في كتب بني إسرائيل حكاية عن هذا الموقف يقول الطاهر بن عاشور" وليس فيما رأيت من كتب اليهود ما يشير إلى هذه القصة ثم يعلل ذلك بقوله فلعلها مما أدمج في قصة البقرة المتقدمة لم تتعرض السورة لذكرها لأنها كانت معجزة لموسى عليه السلام ولم تكن تشريعا بعده
وأقول لماذا نقول فلعلها أدمجت في قصة البقرة ؟ولا نقول فلعلها مما أخفاه بنوا إسرائيل من الكتاب فقد اخفوا الكثير؟ .
خامسا :- هذا ما حاولت أن أصل إليه من مغزى هذه القصة في ضوء السياق العام وليس في ضوء الاسرائليات دون تعسف ويقيني انه ما زال في الآية الكثير ويقيني أيضا أنها حادثة كبيرة كانت محفورة في ذاكرة بني إسرائيل المعاصرين للنبي صلي الله عليه وسلم لا تقل في حجمها وأهميتها عن حادثة نجاتهم من فرعون وغيرها من الآيات التي دعت ان يعددها الله عليهم ويذكرهم بها حادثة ضخمة سببت اختلافا كثيرا بين بني إسرائيل وأدت الى احتراب أهلي وانقسام مجتمعي كبير وكادت أن تعصف بالمجتمع فمن الله عليهم كما من عليهم بغيرها من الآيات البينان إحساسي أن الآيات ما زالت حبلي بكثير من المعاني والكنوز والأمر مطروح لمشايخنا وعلمائنا أن يفيضوا علينا مما رزقهم الله من العلم بما يزيل هذا الإشكال بارك الله فيهم .