[align=justify]المقدمة
الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وصلى الهل وسلم على رحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وعلى كل من تبعه وسار على منهاجه إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن أفضل ما يتسابق فيه المتسابقون، ويتنافس فيه المتنافسون، دراسة علوم الكتاب المكنون، معجزة الدهور، وآية العصور.
وقد أقبل علماء الأمة – سلفاً وخلفاً – على النهل من مورده العذب الزلال، والتأليف والتصنيف في علومه، وتناولها بالبحث والدراسة.
ولا شك أن من علومه الرفيعة الجليلة (علم عدد آي القرآن) فتعلمه وتعليمه أثر عنه ، ومنه تلقاه صحابته الكرام، وعنهم أخذه الأتباع الأعلام.
وقد قدّم علماؤنا فيه مؤلفات كثيرة، ومصنفات وفيرة ما بين مطول ومختصر، ومنظوم ومنثور، وتباينت آراؤهم في بعض المسائل العلمية، وكل أدلى برأيه وبما يظهر له فيها.
وقد رأيت أن أنضم إلى ركبهم، وأشرُف بتقليدهم، وألقي الضوء على جهودهم، ومحاولة بيان الراجح من قيلهم.
وتناولت في هذا البحث الذي أسميته (تأملات في علم عد الآيات)عدة مسائل وعناصر جمعت فيها ما استطعت إليه سبيلاً من أقوالهم ونقولاتهم، والإشادة بمؤلفاتهم، والإشارة إلى مناهجهم.
أهمية الموضوع:
لا يخفى على كل ذي بصيرة أهمية هذا العلم الشريف، ويكفي أنه يتصل بأشرف كتاب منيف، وما يتعلق بهذا العلم من مسائل فقهية وأدائية، يقول الهذلي في كتابه الكامل:
(اعلم أن قوماً جهلوا العدد وما فيه من الفوائد، حتى قال الزعفراني: العدد ليس بعلم وإنما اشتغل به بعضهم ليروِّج به سوقه+ قال: وليس كذلك، ففيه من الفوائد معرفة الوقف، ولأن الإجماع انعقد أن الصلاة لا تصح بنصف آية، وقال جمع من العلماء: تجزئ بآية، وأخرون: بثلاث آيات، وآخرون: من سبع، والإعجاز لا يقع بدون آية، فللعد فائدة عظيمة في ذلك)(1 ).
وقد أشار إلى هذه الفوائد غير واحد ممن ألفوا في علوم القرآن، وإن كان المقصد من بحثي هو مناقشة مسائل معينة هي محط خلاف بين أهل العلم، وإلقاء الضوء على مؤلفاتهم التي قل الرجوع إليها والاعتماد عليها عند كثير من المتأخرين، والاكتفاء ببعض الكتب المختصرة غير الوافية، فرأيت الكتابة في هذا الموضوع لأهميته وضرورته.
خطة البحث في الموضوع:
ظهر لي أن أقسم البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث هي:
المبحث الأول: تعريف الآية والفاصلة والفرق بينهما.
المبحث الثاني: أسماء هذا الفن.
المبحث الثالث: كيفية معرفة رأس الآية.
المبحث الرابع: مناهج التأليف في علم عد الآي.
المبحث الخامس: مناهج التأليف في هذا العلم الشريف.
ثم الخاتمة والفهارس العلمية.
المبحث الأول
تعريف الآية والفاصلة والفرق بينهما
[أ] الآيــــــــة:
تطلق الآية في اللغة: على عدة معان منها: العلامة والعبرة والجماعة والمعجزة( 2).
أما في الاصطلاح: فقد وردت عدة تعريفات لمعنى الآية تفاوتت طولاً وقصراً، فنجد مثلاً أن الداني (ت444هـ) يعرف الآية بقوله:
(الآية العلامة أي: أنها علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصالها، وتقول العرب: بيني وبينك آية، أي: علامة. ومن ذلك قوله تعالى: (إن آية ملكه) أي: علامة.
وأنشدنا النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابعُ
أي: علامات.
وقيل: سميت آية؛ لأنها جماعة من القرآن وطائفة منه، يقال: خرج القوم بآيتهم: أي بجماعتهم.
ثم تبع كلامه بالحديث عن اشتقاق كلمة =الآية+ لغوياً وخلاف العلماء في ذلك( 3).
والمتأمل في كلام الداني – رحمه الله – يجد أنه وظّف معنى الآية في اللغة لتعريفها اصطلاحياً وإن لم يصرح بذلك.
ويمكن الخروج من كلامه بتعريف للآية وهو =جماعة من القرآن وطائفة منه تُعلِم بانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها، وانفصالها يعجز البشر عن التكلم بمثلها).
أما العلامة إبراهيم الجعبري (ت732هـ) فيعرف الآية كما في كتابه (حسن المدد في فن العدد) بقوله: (وجه الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديراً، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة)( 4).
أما الزركشي (ت794هـ) في كتابه (البرهان في علوم القرآن) فقد أورد عدة تعريفات أولاها: تعريف الجعبري السالف ذكره مع ملاحظة أنه قال: (فقال الجعبري في كتاب المفرد في معرفة العدد... إلخ+ والكتاب مطبوع باسم )حسن المدد في فن العدد+ ولا ضرر في هذا الأمر، فقد يكون للكتاب أكثر من اسم.
ثم ذكر الزركشي تعريفاً آخر بقوله: (وقال غيره – أي – الجعبري: طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها، وما بعدها ليس بينها شبه بما سواها).
وقيل: (هي الواحدة من المعدودات في السور)( 5).
أما السيوطي (ت911هـ) في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) فذكر التعريفات التي أوردها الزركشي في برهانه، وزاد عليه تعريفاً وهو: (فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها+ ثم شرحه بقوله: يعني عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وبعد الكلام الذي قبلها في أول القرآن، وعما قبلها وما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك)( 6).
أما ابن عقيلة المكي (ت1150هـ) في كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن) فقد عرَّف الآية بقوله: (وهي طائفة من كلام الله تعالى علم بتوقيت الشرع إقطاعها عن الكلام الذي بعدها في الأوائل وعن الكلام الذي قبلها في الأواخر، وعنها في الأوساط)( 7).
وتعريف السيوطي وابن عقيلة يدل على رأيهما في أن تحديد رؤوس الآي توقيفي صرفة ولا مجال للقياس فيه، ولا شك بأن هناك من يخالف هذا القول.
وفي تفسير التحرير والتنوير للعلامة ابن عاشور (ت1393هـ) فنجد في المقدمة الثامنة (اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها) أنه يعرف الآية بقوله – رحمه الله -: (الآية: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديراً أو إلحاقاً) ثم شرح تعريفه هذا بقوله: فقولي ولو تقديراً لإدخال قوله تعالى: (مدهامتان)إإذ التقدير هما مدهامتان، ونحو (والفجر)إذ التقدير أقسم بالفجر، وقولي أو إلحاقاً: لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة، فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا: ألر، وألمر، وطس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها)(8 ).
وقد جمع الفيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للآية فقال: (سميت آية القرآن آية لأنها علامة دالة على ما تضمنته من الأحكام، وعلامة دالة على انقطاعه عما بعده وعما قبله، أو لأنها فيها عجائب من القصص والأمثال والتفصيل والإجمال والتميز عن كلام المخلوقين، ولأن كل آية جماعة من الحروف، وكلام متصل المعنى إلى أن ينقطع وينفرد بإفادة المعنى) (9 ).
[ب] الفاصلــة:
الفصل في اللغة: البت والقطع، يقال: فصلت كذا عن كذا: يعني قطعته عنه.
أما في الاصطلاح: فقد عرفها الجعبري في حسن المدد بقوله: وحدُّ الفاصلة: كلمة أخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع)( 10).
وفي البرهان للزركشي نجد قوله: (وهي كلمة آخر الآية: كقافية الشعر، وقرينة السجع.
وقال الداني: كلمة آخر الجملة.
وقال القاضي أبو بكر: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع، يقع بها إفهام المعاني( 11).
ويبدو أن الزركشي يختار قول الجعبري لأنه صدَّر به تعريف الفاصلة، فالفاصلة على تعريف الجعبري: هي الكلمة الأخيرة في الآية، مثل القافية التي تكون آخر بيت الشعر، ومثل السجعة وهو الكلمة الأخيرة في النثر.
وتقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام، وتسمى (فواصل) لأنه ينفصل عندها الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها، ولم يسموها أسجاعاً.
فأما مناسبة فواصل، فلقوله تعالى: (كتاب فصلت آياته) (12).
إلا أن الداني قد فرق بين معنى الفاصلة ورأس الآية بقوله: (أما الفاصلة فهي الكلام التام المنفصل بعده، والكلام التام قد يكون رأس آية، وغير رأس، وكذا الفواصل يكنَّ رؤوس آي وغيرها، فكل رأس آية فاصلة، وليس كل فاصلة رأس آية، فالفاصلة تعم النوعين، وتجمع الضربين [ولأجل كون معنى الفاصلة هذا ذكر سيبويه في تمثيل القوافي ( يوم يأتي)و(ماكنا نبغ) وهما غير رأس آيتين بإجماع، مع (إذا يسر) وهو رأس آية باتفاق] ( 13).
إلا أن الجعبري – رحمه الله – اعترض عليه فيما ذهب إليه من التفريق بين الفاصلة ورأس الآية فقال في كتاب حسن المدد في فن العدد: وحد الفاصلة: كلمة آخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع، وقال الداني: كلمة آخر الجملة. وهو خلاف المصطلح، ولا دليل له في تمثيل سيبويه بـ (يوم يأتي)و(مكنا نبغ) وليسا رأس الآية؛ لأن مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية، ويلزم أبا عمرو (أي الداني) إمالة (من أعطى) لأبي عمرو (أي البصري) ( 14).
ويقول العلامة طاهر الجزائري (ت1338هـ) بعد أن أورد في كتابه (التبيان) كلاماً مقارباً في عباراته لكلام الجعبري، يقول: (وأورد عليه أن ذلك مخالفٌ لمصطلح القراء ولا دليل له في تمثيل سيبويه بـ ( يوم يأتي ) و ( ماكن نبغ ) ليسا رأس آية؛ لأن مراده الفواصل في مصطلح النحويين وهي عندهم تعم النوعين)(15).
وأما العلامة ابن عاشور فبين رأيه في هذه المسألة بقوله: =والذي استخلصته أن الفواصل هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها، أو تتقارب صيغ النطق بها، وتكرر في السورة تكراراً يؤذن بأن تماثلها أو تقاربها مقصود من النظم في آيات كثيرة متماثلة تكثر وتقل وأكثرها قريب من الأسجاع في الكلام المسجوع، والعبرة فيها بتماثل صيغ الكلمات من حركات وسكون، وهي أكثر فيها بالتزام ما لا يلزم في القوافي، وأكثرها جار على أسلوب الأسجاع.
والذي استخلصته أيضاً أن تلك الفواصل كلها منتهى لآيات، ولو كان الكلام الذي تقع فيه لم يتم فيه الغرض المسوق إليه، وأنه إذا انتفى الغرض المقصود من الكلام ولم تقع عند انتهائه فاصلة لا يكون منتهى الكلام نهاية آية إلا نادراً كقوله تعالى: (ص والقرآن ذي الذكر) . فهذا المقدار من آية وهو لم ينته بفاصلة ومثله نادر، فإن فواصل تلك الآيات الواقعة في أول السورة أقيمت على حرف مفتوح بعده ألف مد بعدها، وفي مثل: شقاق، مناص، كذاب، عجاب.
وفواصل بنيت على حرف مضموم مشبع بواو، أو على حرف مكسور مشبع بياء ساكنة، وبعد ذلك حرف مثل ( أنتم عنه معرضون) ( إذ يختصمون)(نذير)(مبين) فلو انتهى الغرض الذي سيق له الكلام، وكانت فاصلة تأتي بعد انتهاء الكلام تكون الآية غير منتهية ولو طالت كقوله تعالى: ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك) إلى قوله:( وخر راكعا وأناب) فهذه جمل كلها عدت آية واحدة) (16). انتهى.
وقد يطلقون اسم الفواصل على الحروف الأواخر منها، وذلك في مثل قولهم: الفاتحة الميم والنون يريدون أن آخر فواصلها قد يكون حرف الميم نحو: (الرحيم) وقد يكون حرف النون في (نستعين) وقد تصدى كثير من العلماء لبيان فواصل جميع السور على هذا الوجه.
إلا أنَّ بعضهم رأى أن يجمع ما كان منها على أكثر من حرف في كلمة أو كلمتين، فيقول فيما سبق فواصل الفاتحة (من)، وفواصل عمّ (منا)، لأن هذا مع ما فيه من الإيجاز أقرب إلى الحفظ والاستقرار في الذهن)(17)
ومن أبرز الكتب في هذا الجانب كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي (ت817هـ) حيث يقول – رحمه الله -: (كل سورة تشتمل على ثمانية متعلقة بالسورة: الأول موضع نزولها، الثاني عدد آياتها وكلماتها، وحروفها، والآيات المختلف فيها، والثالث بيان مجموع فواصلها)
(18).
وقال – رحمه الله – في موضع آخر: (بصيرة ( يا أيها الناس اتقوا ربكم)
هذه السورة مدنية بإجماع القراء.
وعدد آياتها مائة وخمس وسبعون في عد الكوفي، وست في عد البصري، وسبع في عد الشامي وكلماتها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون، وحروفها ستة عشر ألف وثلاثون حرفاً، والآيات المختلف فيها ( أن تضلوا السبيل) ,( عذابا أليما)
مجموع فواصل الآيات (م ل ا ن) يجمعها قولك (ملنا) فعلى اللام آية واحدة (السبيل)وعلى النون آية واحدة (فيهن) وخمس آيات منها على الميم المضمومة وسائر آياتها على الألف...) (18 ).
وكذلك كتاب شرح العلامة المخللاتي (ت1311هـ) الموسوم بـ (القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز) وهو شرح لناظمة الزهر للإمام الشاطبي (ت590هـ).
حيث يقول العلامة المخللاتي في مقدمة شرحه مبيناً منهجه في كتابه: (ثم إني أذكر – إن شاء الله تعالى – في أول كل سورة اختلاف مكيها ومدنيها ثم أتبع ذلك بترتيب نزولها ثم بنظيرتها في عدد آياتها، ثم بعدِّ كلماتها وحروفها، ثم قاعدة الفواصل، ثم بكمية عددها وما وقع الاختلاف فيه بين العادين...)( 19).
ونأخذ مثلاً على ذلك قوله في شرح سورة النساء: (... وقاعدة فواصلها (لو قام) نحو(السبيل)و(ألا تعولوا)و(ومهين)و(كبيرا)و(غفور رحيم) ، وعدد آياتها مائة وسبعون، وسبع شامي، وست كوفي، وخمس للباقين)( 20).
ومما سبق يتضح أن (للفواصل) عدة إطلاقات:
فالداني يرى أن الفاصة هي آخر الجملة ولا يلزم أن تكون رأس آية، واستدل بكلام لسيبويه على ذلك، والجعبري رد عليه بأن هناك فرقاً بين الفواصل اللغوية والصناعية، وهذا الرأي هو الأصوب والأقرب للصحة.
فمصطلح (الفاصلة) مرادف لمصطلح (رأس آية) وبهذا المعنى مبثوث في كتب علوم القرآن والقراءات والتفسير.
وأقدم نص وقفت عليه في ذلك هو في كتاب (الكامل للهذلي (ت465هـ) حيث يقول – رحمه الله -: (حتى إن الآي سميت (فواصل) وإن كانت الآية الجماعة والعلامة، فإن آخرها فاصل يعني أنه يفصل الكلام الأول عن الآخر( 21).
وقد استخدم الإمام الشاطبي – رحمه الله – في ناظمته كلا المصطلحين، ومن ذلك قوله:
وليست رؤوس الآي خافية على ذكي بها يهتم في غالب الأمر( 22)
وقوله كذلك:
فهذا به حلّ الفواصل حاصل وفيما سواه النص يأتيك بالفَسْرِ( 23)
كما أن هناك مؤلفات أصلية حملت هذا المصطلح مثل كتاب (بغية الواصل إلى معرفة الفواصل) لسليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) وهو مخطوط، أما المتأخر فكثير يصعب حصره في هذا المقام.
وكذلك يعلم أن هناك من يطلق مصطلح (الفواصل) ويريد بذلك الحروف الأواخر في رؤوس الآيات، كما عند الفيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز وغيره.
ويمكن أن نخرج بتعريف لعلم الفواصل بـ:
(أنه علم يعرف به أحوال آيات القرآن من حيث عدد آي السورة ورؤوسها وخاتمتها+.
إلا أنه لا شك أن مصطلح (رأس الآية) أدق وأخص من (الفاصلة) خروجاً من الخلاف وعملاً باللفظ القرآني.
--الحواشي --
1-ينظر:الاتقان (2/452)
2-تاج العروس مادة(أيي), جما ل القراء للسخاوي(1/40-43)
3-البيان للداني(125-126)
4-حسن المدد (18)
5-البرهان في علوم القران(1/266)
6-الاتقان في علوم القران(1/66)
7-الزيادة والاحسان في علوم القران(2/246)
8-التحريروالتنوير(1/40)
9-بصائر ذوي التمييز(1/80)
10-البرهان(1/5)
11-البيان (126)ومابين المعكوفتين إضافة من كتاب البرهان غير موجود في المطبوع
12-حسن المدد(18)
13-التبيان (247)
14-البرهان(1/53)
15-نقلا عن التحرير والتنوير(1/41)
16-التبيان للجزائري(207)
17-بصائر ذوي التمييز(1/87)
18-بصائر ذوي التمييز(1/115)
19-القول الوجيز للمخللاتي(89)
20-القول الوجيز للمخللاتي(181)
21-الكامل (109)
22-ناظمة الزهر بيت(35)
23-ناظمة الزهر بيت(46)[/align]
الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وصلى الهل وسلم على رحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وعلى كل من تبعه وسار على منهاجه إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن أفضل ما يتسابق فيه المتسابقون، ويتنافس فيه المتنافسون، دراسة علوم الكتاب المكنون، معجزة الدهور، وآية العصور.
وقد أقبل علماء الأمة – سلفاً وخلفاً – على النهل من مورده العذب الزلال، والتأليف والتصنيف في علومه، وتناولها بالبحث والدراسة.
ولا شك أن من علومه الرفيعة الجليلة (علم عدد آي القرآن) فتعلمه وتعليمه أثر عنه ، ومنه تلقاه صحابته الكرام، وعنهم أخذه الأتباع الأعلام.
وقد قدّم علماؤنا فيه مؤلفات كثيرة، ومصنفات وفيرة ما بين مطول ومختصر، ومنظوم ومنثور، وتباينت آراؤهم في بعض المسائل العلمية، وكل أدلى برأيه وبما يظهر له فيها.
وقد رأيت أن أنضم إلى ركبهم، وأشرُف بتقليدهم، وألقي الضوء على جهودهم، ومحاولة بيان الراجح من قيلهم.
وتناولت في هذا البحث الذي أسميته (تأملات في علم عد الآيات)عدة مسائل وعناصر جمعت فيها ما استطعت إليه سبيلاً من أقوالهم ونقولاتهم، والإشادة بمؤلفاتهم، والإشارة إلى مناهجهم.
أهمية الموضوع:
لا يخفى على كل ذي بصيرة أهمية هذا العلم الشريف، ويكفي أنه يتصل بأشرف كتاب منيف، وما يتعلق بهذا العلم من مسائل فقهية وأدائية، يقول الهذلي في كتابه الكامل:
(اعلم أن قوماً جهلوا العدد وما فيه من الفوائد، حتى قال الزعفراني: العدد ليس بعلم وإنما اشتغل به بعضهم ليروِّج به سوقه+ قال: وليس كذلك، ففيه من الفوائد معرفة الوقف، ولأن الإجماع انعقد أن الصلاة لا تصح بنصف آية، وقال جمع من العلماء: تجزئ بآية، وأخرون: بثلاث آيات، وآخرون: من سبع، والإعجاز لا يقع بدون آية، فللعد فائدة عظيمة في ذلك)(1 ).
وقد أشار إلى هذه الفوائد غير واحد ممن ألفوا في علوم القرآن، وإن كان المقصد من بحثي هو مناقشة مسائل معينة هي محط خلاف بين أهل العلم، وإلقاء الضوء على مؤلفاتهم التي قل الرجوع إليها والاعتماد عليها عند كثير من المتأخرين، والاكتفاء ببعض الكتب المختصرة غير الوافية، فرأيت الكتابة في هذا الموضوع لأهميته وضرورته.
خطة البحث في الموضوع:
ظهر لي أن أقسم البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث هي:
المبحث الأول: تعريف الآية والفاصلة والفرق بينهما.
المبحث الثاني: أسماء هذا الفن.
المبحث الثالث: كيفية معرفة رأس الآية.
المبحث الرابع: مناهج التأليف في علم عد الآي.
المبحث الخامس: مناهج التأليف في هذا العلم الشريف.
ثم الخاتمة والفهارس العلمية.
المبحث الأول
تعريف الآية والفاصلة والفرق بينهما
[أ] الآيــــــــة:
تطلق الآية في اللغة: على عدة معان منها: العلامة والعبرة والجماعة والمعجزة( 2).
أما في الاصطلاح: فقد وردت عدة تعريفات لمعنى الآية تفاوتت طولاً وقصراً، فنجد مثلاً أن الداني (ت444هـ) يعرف الآية بقوله:
(الآية العلامة أي: أنها علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصالها، وتقول العرب: بيني وبينك آية، أي: علامة. ومن ذلك قوله تعالى: (إن آية ملكه) أي: علامة.
وأنشدنا النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابعُ
أي: علامات.
وقيل: سميت آية؛ لأنها جماعة من القرآن وطائفة منه، يقال: خرج القوم بآيتهم: أي بجماعتهم.
ثم تبع كلامه بالحديث عن اشتقاق كلمة =الآية+ لغوياً وخلاف العلماء في ذلك( 3).
والمتأمل في كلام الداني – رحمه الله – يجد أنه وظّف معنى الآية في اللغة لتعريفها اصطلاحياً وإن لم يصرح بذلك.
ويمكن الخروج من كلامه بتعريف للآية وهو =جماعة من القرآن وطائفة منه تُعلِم بانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها، وانفصالها يعجز البشر عن التكلم بمثلها).
أما العلامة إبراهيم الجعبري (ت732هـ) فيعرف الآية كما في كتابه (حسن المدد في فن العدد) بقوله: (وجه الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديراً، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة)( 4).
أما الزركشي (ت794هـ) في كتابه (البرهان في علوم القرآن) فقد أورد عدة تعريفات أولاها: تعريف الجعبري السالف ذكره مع ملاحظة أنه قال: (فقال الجعبري في كتاب المفرد في معرفة العدد... إلخ+ والكتاب مطبوع باسم )حسن المدد في فن العدد+ ولا ضرر في هذا الأمر، فقد يكون للكتاب أكثر من اسم.
ثم ذكر الزركشي تعريفاً آخر بقوله: (وقال غيره – أي – الجعبري: طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها، وما بعدها ليس بينها شبه بما سواها).
وقيل: (هي الواحدة من المعدودات في السور)( 5).
أما السيوطي (ت911هـ) في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) فذكر التعريفات التي أوردها الزركشي في برهانه، وزاد عليه تعريفاً وهو: (فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها+ ثم شرحه بقوله: يعني عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وبعد الكلام الذي قبلها في أول القرآن، وعما قبلها وما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك)( 6).
أما ابن عقيلة المكي (ت1150هـ) في كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن) فقد عرَّف الآية بقوله: (وهي طائفة من كلام الله تعالى علم بتوقيت الشرع إقطاعها عن الكلام الذي بعدها في الأوائل وعن الكلام الذي قبلها في الأواخر، وعنها في الأوساط)( 7).
وتعريف السيوطي وابن عقيلة يدل على رأيهما في أن تحديد رؤوس الآي توقيفي صرفة ولا مجال للقياس فيه، ولا شك بأن هناك من يخالف هذا القول.
وفي تفسير التحرير والتنوير للعلامة ابن عاشور (ت1393هـ) فنجد في المقدمة الثامنة (اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها) أنه يعرف الآية بقوله – رحمه الله -: (الآية: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديراً أو إلحاقاً) ثم شرح تعريفه هذا بقوله: فقولي ولو تقديراً لإدخال قوله تعالى: (مدهامتان)إإذ التقدير هما مدهامتان، ونحو (والفجر)إذ التقدير أقسم بالفجر، وقولي أو إلحاقاً: لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة، فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا: ألر، وألمر، وطس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها)(8 ).
وقد جمع الفيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للآية فقال: (سميت آية القرآن آية لأنها علامة دالة على ما تضمنته من الأحكام، وعلامة دالة على انقطاعه عما بعده وعما قبله، أو لأنها فيها عجائب من القصص والأمثال والتفصيل والإجمال والتميز عن كلام المخلوقين، ولأن كل آية جماعة من الحروف، وكلام متصل المعنى إلى أن ينقطع وينفرد بإفادة المعنى) (9 ).
[ب] الفاصلــة:
الفصل في اللغة: البت والقطع، يقال: فصلت كذا عن كذا: يعني قطعته عنه.
أما في الاصطلاح: فقد عرفها الجعبري في حسن المدد بقوله: وحدُّ الفاصلة: كلمة أخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع)( 10).
وفي البرهان للزركشي نجد قوله: (وهي كلمة آخر الآية: كقافية الشعر، وقرينة السجع.
وقال الداني: كلمة آخر الجملة.
وقال القاضي أبو بكر: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع، يقع بها إفهام المعاني( 11).
ويبدو أن الزركشي يختار قول الجعبري لأنه صدَّر به تعريف الفاصلة، فالفاصلة على تعريف الجعبري: هي الكلمة الأخيرة في الآية، مثل القافية التي تكون آخر بيت الشعر، ومثل السجعة وهو الكلمة الأخيرة في النثر.
وتقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام، وتسمى (فواصل) لأنه ينفصل عندها الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها، ولم يسموها أسجاعاً.
فأما مناسبة فواصل، فلقوله تعالى: (كتاب فصلت آياته) (12).
إلا أن الداني قد فرق بين معنى الفاصلة ورأس الآية بقوله: (أما الفاصلة فهي الكلام التام المنفصل بعده، والكلام التام قد يكون رأس آية، وغير رأس، وكذا الفواصل يكنَّ رؤوس آي وغيرها، فكل رأس آية فاصلة، وليس كل فاصلة رأس آية، فالفاصلة تعم النوعين، وتجمع الضربين [ولأجل كون معنى الفاصلة هذا ذكر سيبويه في تمثيل القوافي ( يوم يأتي)و(ماكنا نبغ) وهما غير رأس آيتين بإجماع، مع (إذا يسر) وهو رأس آية باتفاق] ( 13).
إلا أن الجعبري – رحمه الله – اعترض عليه فيما ذهب إليه من التفريق بين الفاصلة ورأس الآية فقال في كتاب حسن المدد في فن العدد: وحد الفاصلة: كلمة آخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع، وقال الداني: كلمة آخر الجملة. وهو خلاف المصطلح، ولا دليل له في تمثيل سيبويه بـ (يوم يأتي)و(مكنا نبغ) وليسا رأس الآية؛ لأن مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية، ويلزم أبا عمرو (أي الداني) إمالة (من أعطى) لأبي عمرو (أي البصري) ( 14).
ويقول العلامة طاهر الجزائري (ت1338هـ) بعد أن أورد في كتابه (التبيان) كلاماً مقارباً في عباراته لكلام الجعبري، يقول: (وأورد عليه أن ذلك مخالفٌ لمصطلح القراء ولا دليل له في تمثيل سيبويه بـ ( يوم يأتي ) و ( ماكن نبغ ) ليسا رأس آية؛ لأن مراده الفواصل في مصطلح النحويين وهي عندهم تعم النوعين)(15).
وأما العلامة ابن عاشور فبين رأيه في هذه المسألة بقوله: =والذي استخلصته أن الفواصل هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها، أو تتقارب صيغ النطق بها، وتكرر في السورة تكراراً يؤذن بأن تماثلها أو تقاربها مقصود من النظم في آيات كثيرة متماثلة تكثر وتقل وأكثرها قريب من الأسجاع في الكلام المسجوع، والعبرة فيها بتماثل صيغ الكلمات من حركات وسكون، وهي أكثر فيها بالتزام ما لا يلزم في القوافي، وأكثرها جار على أسلوب الأسجاع.
والذي استخلصته أيضاً أن تلك الفواصل كلها منتهى لآيات، ولو كان الكلام الذي تقع فيه لم يتم فيه الغرض المسوق إليه، وأنه إذا انتفى الغرض المقصود من الكلام ولم تقع عند انتهائه فاصلة لا يكون منتهى الكلام نهاية آية إلا نادراً كقوله تعالى: (ص والقرآن ذي الذكر) . فهذا المقدار من آية وهو لم ينته بفاصلة ومثله نادر، فإن فواصل تلك الآيات الواقعة في أول السورة أقيمت على حرف مفتوح بعده ألف مد بعدها، وفي مثل: شقاق، مناص، كذاب، عجاب.
وفواصل بنيت على حرف مضموم مشبع بواو، أو على حرف مكسور مشبع بياء ساكنة، وبعد ذلك حرف مثل ( أنتم عنه معرضون) ( إذ يختصمون)(نذير)(مبين) فلو انتهى الغرض الذي سيق له الكلام، وكانت فاصلة تأتي بعد انتهاء الكلام تكون الآية غير منتهية ولو طالت كقوله تعالى: ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك) إلى قوله:( وخر راكعا وأناب) فهذه جمل كلها عدت آية واحدة) (16). انتهى.
وقد يطلقون اسم الفواصل على الحروف الأواخر منها، وذلك في مثل قولهم: الفاتحة الميم والنون يريدون أن آخر فواصلها قد يكون حرف الميم نحو: (الرحيم) وقد يكون حرف النون في (نستعين) وقد تصدى كثير من العلماء لبيان فواصل جميع السور على هذا الوجه.
إلا أنَّ بعضهم رأى أن يجمع ما كان منها على أكثر من حرف في كلمة أو كلمتين، فيقول فيما سبق فواصل الفاتحة (من)، وفواصل عمّ (منا)، لأن هذا مع ما فيه من الإيجاز أقرب إلى الحفظ والاستقرار في الذهن)(17)
ومن أبرز الكتب في هذا الجانب كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي (ت817هـ) حيث يقول – رحمه الله -: (كل سورة تشتمل على ثمانية متعلقة بالسورة: الأول موضع نزولها، الثاني عدد آياتها وكلماتها، وحروفها، والآيات المختلف فيها، والثالث بيان مجموع فواصلها)
(18).
وقال – رحمه الله – في موضع آخر: (بصيرة ( يا أيها الناس اتقوا ربكم)
هذه السورة مدنية بإجماع القراء.
وعدد آياتها مائة وخمس وسبعون في عد الكوفي، وست في عد البصري، وسبع في عد الشامي وكلماتها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون، وحروفها ستة عشر ألف وثلاثون حرفاً، والآيات المختلف فيها ( أن تضلوا السبيل) ,( عذابا أليما)
مجموع فواصل الآيات (م ل ا ن) يجمعها قولك (ملنا) فعلى اللام آية واحدة (السبيل)وعلى النون آية واحدة (فيهن) وخمس آيات منها على الميم المضمومة وسائر آياتها على الألف...) (18 ).
وكذلك كتاب شرح العلامة المخللاتي (ت1311هـ) الموسوم بـ (القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز) وهو شرح لناظمة الزهر للإمام الشاطبي (ت590هـ).
حيث يقول العلامة المخللاتي في مقدمة شرحه مبيناً منهجه في كتابه: (ثم إني أذكر – إن شاء الله تعالى – في أول كل سورة اختلاف مكيها ومدنيها ثم أتبع ذلك بترتيب نزولها ثم بنظيرتها في عدد آياتها، ثم بعدِّ كلماتها وحروفها، ثم قاعدة الفواصل، ثم بكمية عددها وما وقع الاختلاف فيه بين العادين...)( 19).
ونأخذ مثلاً على ذلك قوله في شرح سورة النساء: (... وقاعدة فواصلها (لو قام) نحو(السبيل)و(ألا تعولوا)و(ومهين)و(كبيرا)و(غفور رحيم) ، وعدد آياتها مائة وسبعون، وسبع شامي، وست كوفي، وخمس للباقين)( 20).
ومما سبق يتضح أن (للفواصل) عدة إطلاقات:
فالداني يرى أن الفاصة هي آخر الجملة ولا يلزم أن تكون رأس آية، واستدل بكلام لسيبويه على ذلك، والجعبري رد عليه بأن هناك فرقاً بين الفواصل اللغوية والصناعية، وهذا الرأي هو الأصوب والأقرب للصحة.
فمصطلح (الفاصلة) مرادف لمصطلح (رأس آية) وبهذا المعنى مبثوث في كتب علوم القرآن والقراءات والتفسير.
وأقدم نص وقفت عليه في ذلك هو في كتاب (الكامل للهذلي (ت465هـ) حيث يقول – رحمه الله -: (حتى إن الآي سميت (فواصل) وإن كانت الآية الجماعة والعلامة، فإن آخرها فاصل يعني أنه يفصل الكلام الأول عن الآخر( 21).
وقد استخدم الإمام الشاطبي – رحمه الله – في ناظمته كلا المصطلحين، ومن ذلك قوله:
وليست رؤوس الآي خافية على ذكي بها يهتم في غالب الأمر( 22)
وقوله كذلك:
فهذا به حلّ الفواصل حاصل وفيما سواه النص يأتيك بالفَسْرِ( 23)
كما أن هناك مؤلفات أصلية حملت هذا المصطلح مثل كتاب (بغية الواصل إلى معرفة الفواصل) لسليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) وهو مخطوط، أما المتأخر فكثير يصعب حصره في هذا المقام.
وكذلك يعلم أن هناك من يطلق مصطلح (الفواصل) ويريد بذلك الحروف الأواخر في رؤوس الآيات، كما عند الفيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز وغيره.
ويمكن أن نخرج بتعريف لعلم الفواصل بـ:
(أنه علم يعرف به أحوال آيات القرآن من حيث عدد آي السورة ورؤوسها وخاتمتها+.
إلا أنه لا شك أن مصطلح (رأس الآية) أدق وأخص من (الفاصلة) خروجاً من الخلاف وعملاً باللفظ القرآني.
--الحواشي --
1-ينظر:الاتقان (2/452)
2-تاج العروس مادة(أيي), جما ل القراء للسخاوي(1/40-43)
3-البيان للداني(125-126)
4-حسن المدد (18)
5-البرهان في علوم القران(1/266)
6-الاتقان في علوم القران(1/66)
7-الزيادة والاحسان في علوم القران(2/246)
8-التحريروالتنوير(1/40)
9-بصائر ذوي التمييز(1/80)
10-البرهان(1/5)
11-البيان (126)ومابين المعكوفتين إضافة من كتاب البرهان غير موجود في المطبوع
12-حسن المدد(18)
13-التبيان (247)
14-البرهان(1/53)
15-نقلا عن التحرير والتنوير(1/41)
16-التبيان للجزائري(207)
17-بصائر ذوي التمييز(1/87)
18-بصائر ذوي التمييز(1/115)
19-القول الوجيز للمخللاتي(89)
20-القول الوجيز للمخللاتي(181)
21-الكامل (109)
22-ناظمة الزهر بيت(35)
23-ناظمة الزهر بيت(46)[/align]