تأملات في إعجاز القرآن

إنضم
29/05/2007
المشاركات
488
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
قال تعالى
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) [التحريم12]
وفي تلك الآية الكريمة تكريم وتشريف للسيدة الصديقة مريم و فيها تنزيه وتقديس للملك القدوس
وذلك بأرقى أسلوب وأبدع نظم مما لا يقدر عليه البشر وذلك نجده في كلمة واحدة ( أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا)
فكلمة( فَرْجَهَا)كناية عن عضو العفة عند العفائف الذي جعله الله مكان الحرث فكنى عنه بأرقى ما يمكن سماعه ولا يخدش حياء أولي العفة و الصيانة
إن مريم عليها السلام رميت بما هو أعظم من سقوط السماء على الأرض
وعندما برأها الله لم يصرح بما برئت منه بل ذم من كذب و غوى
بل قال سبحانه
( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) [النساء: 156]
ولكن لما أكد على عفتها بين ذلك بأسلوب لا يحتمل غير المراد و بما لا يخدش الحياء وهذا لا تجده إلا في كتاب العليم الحكيم
فرضنا إنسانا رمي بالسرقة فيأتي أهل الفضل فيقولون إن يده طاهرة يده لا تمتد لغير ملكها يده يده وهكذا
نعم حدد الله مكان العفة ليقول أنا شاهد على ذلك وليست عفتها لنقص فيها بل هى كاملة الخلقة تامة الأعضاء وهذا لا يعيب القائل ولا المقول عنه
تعالوا إلى مقام تنـزيه القدوس السلام الكريم المنان الحيي الستير نحن الآن نتحدث عن مقام الألوهية والوحدانية
فالمشركون نسبوا مريم للبهتان والمشركون جعلوها زوجة للرحمن
وهي مركبة من أجزاء وأعضاء وبها هذا العضو الذي يكنى عنه بالعورة و السوأة فكيف ترفعونها لمقام الملائكة فضلا عن الألوهية
انظر إلى الإعجاز كلمة تدل على عفتها مع البشر وتدل على نقصها عن مقام الألوهية فسبحان منـزل القرآن
ثم نقول إن هذا العضو كان سببا لخلق عيسى عليه السلام وخرج منه فكيف ترفعونه لمقام الألوهية أو تقولون إنه ابن الله
أفيقوا فانظروا كيف تفكرون
وهذا ليس تنقيصا لسيدنا عبيسى
فالله يقيسه على البشر فكلهم ولدوا هكذا
ثم نقول إن سيدنا جبريل عليه السلام ملك ليس بذكر ولا أنثى فموقفه معها
كموقف رجل مع امرأة فهى بالنسبة له كشجرة بالنسبة لرجل.
هذا وبعض الفجرة ذكر اللفظ الصريح و كأنه يعرض بالقرآن فنقول له نطقت كفرا وأرحتنا من أن نشرح لماذا لم يصرح القرآن بما ظننت أنك تنقص من عظمته لكنك كشفت عورتك أنت و فضحت سوء تربيتك وسوء أدبك
فلنسجد لعظمة منـزل القرآن سبحانه سبحانه سبحانه!!!
 
فإن قيل وأي إعجاز في قوله تعالى " حرمت عليكم أمهاتكم " وقوله " حرمت عليكم الميتة "
قد سمعت أحد الفضلاء وقد سلم لقائل هذا السؤال بأن البلاغة غير واضحة في الآيه , قلت ومن الواجب علينا أن نلتمس إجابة على هذا السؤال نصحا لله وكتابه ولعل ما أقوله يكون بيانا لبعض أسرار إعجازها
1_ قلت : ولما لم يسأل العرب البلغاء هذا السؤال , فإن كانت الآيتان أو غيرهما غير واضحة البلاغة فلم لم يتسائلوا هذا السؤال
2_ وأي بلاغة تقصد ؟ هل البلاغة ذكر الإستعارة والكناية والبديع ... فما أكثر هذه الأمور في كلام العرب من شعر ونثر , ومع ذلك لا يعد معجزا
3_ هل تريد أن نجمع تلك الأساليب في كل كلام نقوله ؟ لكل مقام مقال ..
4_والآيه لا تحلو من النظم العجيب وإن خفي على فرسان اللغة إظهار هذا
5_ الآيه معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , معجزة في نظمها ؛ في حكمها ...
6_ آلا يكفيك إيجاز الإيجاز الذي هو نهاية الإعجاز , نتحدى الجن والأنس أن يجتمعوا على صياغة تشريع المحرمات من المأكولات والمنكوحات في عدة أسطر كما جاءت في هاتين الآيتين
7_ هذا النظم العجيب في تشريع المحرمات لا يوجد أبلغ ولا أبدع منه فالمقام مقام تشريع , ولا يوجد أسلوب أفضل من هذا التصريح والتفصيل في بيان المحرمات
8_ ولو وجدت الكناية والإستعارة ونحوهما لكانت الآيه سببا في ضلال بعض الجهال الذين يتركون المعنى الجلي الواضح ويبحثون عن المعنى الخفي البعيد , ويقولون هذا حلال وهذا حرام لأن في الآيه مجاز أو كناية
9_ الآيه أغلقت أبواب الفتن والبدع بهذا الأسلوب المعجز
10_ ألا يكفيك نظم هذا التشريع المعجز الذي يدل على أن مشرعه الحكيم الخبير الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
 
{ ذٰلِكَ الَّذِى يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ ۗ قُل لَّآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبٰى ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُۥ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }
[ سورة الشورى : 23
قلت لعل إيثار كلمة يقترفون لتدل على تعبهم واصرارهم على عمل الحسنة كأنهم انتزعوها انتزاعا من بين فرث ودم فالعاقل من يحول العادة لعبادة
الفطن من يبحث عن الحسنة ويجتهد في تحصيلها ولو كان بين الغافلين
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم ارزقنا طاعة تقربنا إليك
 
في القرآن الكريم الكثير من كلام الناس كما تجد ذلك في قصص الأنبياء فتجد قال وقالوا ويقولون فهل هذا كلام الله أم كلام خلقه؟
قلت مما يقرب للفهم أن رجلا يطلب من آخر صياغة كلام لا يحسن صياغيته
فلمن ينسب الكلام؟
ثم إن كلام الله كان قبل أن يخلق الخلق
و نقول ورد كلام لعبد الله بن أبي ابن سلول في سورة المنافقون
فلماذا لم يقل الكفار هذا من كلام فلان؟
قلت لعل ابن سلول قال كلاما عجيبا بليغا لكن لما ذكره الله في هذا النظم العجيب المعجز تناسى الناس كلام ابن سلول ولم يعد له قيمة فهل بعد سطوع الشمس توقد الشموع؟
سبحانك ربي ما أعظمك!
 
علمنا الله أرجي طرق للتقوي في أربع آيات 1-{ يٰٓأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ سورة البقرة : 21 فلكي تصل لدرجة التقوي عليك بعبادة الله حق عبادته وتذعن له وتسمع وتطيع 2-{ وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيٰوةٌ يٰٓأُولِى الْأَلْبٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ سورة البقرة : 179 ] وموضوع القصاص يخص بعض المسلمين لكنه صعب جدا فهو جدير لتوصيل العبد لدرجة المتقين فهو استسلم لربه وطبق حدوده واحتكم بسرعه 3-أما ايسر طرق الوصول التقوي فهو الصيام ايام معدودات توصلك لدرجة المتقين { يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ سورة البقرة : 183 ] 4-يجمع لك تلك الطرق في قوله تعالى { وَأَنَّ هٰذَا صِرٰطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ سورة الأنعام : 153 ] هذا وهناك آيتان فيهما لعلكم تتقون لكن بطريق التهديد الشديد لبني اسرائيل وهو رفع جبل الطور فوقهم { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَآ ءَاتَيْنٰكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ سورة البقرة : 63 ] { وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُۥ ظُلَّةٌ وَظَنُّوٓا أَنَّهُۥ وَاقِعٌۢ بِهِمْ خُذُوا مَآ ءَاتَيْنٰكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ سورة الأعراف : 171 ] فانظر إلي رحمة الله بنا وتعليمه لنا فالحمد لله رب العالمين
 
عودة
أعلى