تأملات فى (لم نجعل له من قبل سميا) !

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

“ذكر رحمة ربك عبده زكريا، إذ نادي ربه نداءا خفيا، قال رب إنّي وهن العظم مني وإشتعل الرأس شيبا ولم أك بدعائك رب شقيا، وإني خفت الموالي من ورائي وكانت إمرأتي عاقرا، فهب لي من لدنك وليّا، يرثني ويرث من آل يعقوب وإجعله رب رضيا، يا زكريا إنّا نبشرك بغلام إسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا”.. سورة مريم – الآية 2
-


إن الله تعالى برحمته إستجاب الى دعاء زكريا عليه السلام أن يكون له إبن، فزكريا لم يكن يفكر فى نفسه فقط، بل أراد أن يكون له إبن من صلبه يرث آل يعقوب ليعلّم الناس العبادة والكتاب والحكمة لأنه خاف من الموالي من وراءه أن يفسدوا فى الأرض، فهو كما كان مهموما بهداية الناس، وهبه الله تعالى الإبن الذي لم يكن مقدرا مجيئه الى الحياة كبشر، ولكن الله تعالى قدّره إستجابة لدعائه.
منحه “يحي” عليه السلام جزاءا لرحمة زكريا وخوفه على الناس
.
ما معنى لم نجعل له من قبل سميا؟

كل التفسيرات السابقة تقول أن المعنى أن إسم "يحى" هو أول إسم بهذا اللفظ يطلق على بشر،
والسؤال هنا : هل الإسم بهذه الدرجة من الأهمية ؟
وهل لو كان فعلا أول إسم يطلق على بشر، ألن يعلمه نبى الله زكريا؟! إلا أن يخبره الله تعالى بجدة هذا الإسم وأنه غير موجود فى بنى إسرائيل قدمائهم ومعاصريهم؟ وزكريا منحه الله تعالى النبوة والعلم والحكمة ؟

إذا :
“لم نجعل له من قبل سميا” يعنى لم يكن مقدرا مجيئه (كنبي) ،

فكل الأنبياء كان مقدرا مجيئهم منذ الأزل، عدا يحى، وقد ذكرهم القرآن الكريم بأسمائهم قبل مجيئهم كالبشرى بولادة إسحق ومن بعده يعقوب، الآية “وبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب”،
وأيضا ما شاهده يوسف عليه السلام فى المنام وهو ما زال طفلا صغيرا وإخبار يعقوب له أن الله تعالى إجتباه ليكون نبيا .

(إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشّرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى إبن مريم وجيها فى الدنيا والأخرة ومن المقرّبين)
وأيضا رد الملك “الروح” على السيدة مريم عندما إستنكرت حملها أجابها قائلا “لنجعله للناس آية ورحمة وكان (أمرا مقضيا) ، أى أن حمل مريم بعيسي عليه السلام ليكون رسولا ونبيا، هو مكتوب فى الأزل،

وعن محمد (ص) (ومبشرا برسول يأتى من بعدى إسمه أحمد).

إذا النبى (يحى) مجيئه الى الحياة كان معجزة،

ثم منحه النبوة هو كرم من الله تعالى ورحمة لأنه لم يكن فى سجل أسماء الأنبياء يوم خلق الله تعالى السماوات والأرض . ولذا جاءت حادثة ولادته كأول قصة تسرد فى سورة مريم وأنه (ذكر رحمة ربك عبده زكريا) .
 
عفوا، نسيت ذكر موسى عليه السلام ومنذ كان رضيعا وعد الله تعالى أمه أنها سيكون من المرسلين :

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

صدق الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد..أن النعمة العظيمة في تسمية يحيى هي أن الله تعالى هو الذي أسماه فنزل أسمه من السماء كما تنزل كتب الله تعالى...فكم هو من فضل ... اللهم أعز عبادك وامائك في ملتقى اهل التفسير..وارحمهم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد..أن النعمة العظيمة في تسمية يحيى هي أن الله تعالى هو الذي أسماه فنزل أسمه من السماء كما تنزل كتب الله تعالى...فكم هو من فضل ... اللهم أعز عبادك وامائك في ملتقى اهل التفسير..وارحمهم.


ربنا آمين،
طيب دعاء زكريا عليه السلام كان (فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب وأجعله ربى رضيا)
أى هب لى ولدا يكون نبيا،
وكانت الإجابة الكريمة من الله تعالى بما يناسب الدعاء : إنّا نبشرك بغلام إسمه يحى لم نجعل له من قبل سميا،
أى إستجاب الله تعالى لدعائك بأن يهبك غلاما وسيكون نبيا.

سؤال آخر:
قال الله تعالى يا مريم إنّ الله يبشّرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى إبن مريم
أى أن الله تعالى هو من أسماه بهذا الإسم،
هل كان هناك شخص يسمى المسيح عيسى فى بنى إسرائيل قبل المسيح عليه السلام؟
ولماذا لم يقل لها لم نجعل له من قبل سميا؟ أى هو إسم جديد؟!

ولكن كانت الإجابة عند إستنكارها(كان أمرا مقضيا)..
 
بسم الله الرحمن الرحيم:
يقول الامام القرطبي رحمه الله:
(قوله تعالى: (لم نجعل له من قبل سميا) أي لم نسم أحدا قبل يحيى بهذا الاسم، قاله ابن عباس وقتادة وابن أسلم والسدي. ومنَّ عليه تعالى بأن لم يكل تسميته إلى الأبوين. وقال مجاهد وغيره:" سميا" معناه مثلا ونظيرا، وهو مثل قوله تعالى:" هل تعلم له سميا" [مريم: 65] معناه مثلا ونظيرا [وهذا «2»] كأنه من المساماة والسمو، هذا فيه بعد، لأنه لا يفضل على إبراهيم وموسى، اللهم إلا أن يفضل في خاص كالسؤدد والحصر حسب ما تقدم بيانه" في آل عمران" «3».
.............
اختي الزيتونة بارك الله فيك:
مما ذكرته في مقالتك:
(ثم منحه النبوة هو كرم من الله تعالى ورحمة لأنه لم يكن فى سجل أسماء الأنبياء يوم خلق الله تعالى السماوات والأرض)
تأملي اختي الفاضلة في قولك هذا ،فإنَّه يدل على:
1.انَّ الله لايعلم الغيب وانَّ اجتباء (يحيى)عليه السلام كان طارئاً ولم يكن موجوداً في سجل القدر(تعالى الله سبحانه وتعالى عن هذا القول)
2.أنَّ الله قد كتب على يحيى ان يكون شخصاً عاديا ثم غيَّر الله رأيه وجعله نبيا وهذا احد اقوال اليهود في القدر.(تعالى الله سبحانه وتعالى عن هذا القول)
وكما تلاحظين فإنَّ هذا الذي ذكرناه هو خطأ شنيع في العقيدة ارجو ان تتداركيه سريعا.
وأكرر لك النصح بعد ان ذكرته لك في مقالك عن الذباب أنّه يجب عليك الاستعانة بالتفسير بالمأثور اولا وذكر اوجه التفسير في بداية المقالة .
وأقول انَّ التفسير بالرأي خطر وخطر جداً ويجب الخوض فيه بحذر.
جعلني الله واياك من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه.
 
السلام عليكم،
انا لم اقل أن يحى كان شخصا عاديا ثم أصبح نبيا،
كلا ،
يحى عليه السلام ولد إستجابة لدعاء زكريا عليه السلام الذى كان يتمنى أن يلد غلاما وأن يكون نبيا ليرث آل يعقوب.
فقبل ولادته بشرت الملائكة زكريا عليه السلام بأن الله تعالى إستجاب لدعائه بأن يهبه غلاما وسيجعله نبيا من الصالحين.
ولذا بداية سورة مريم تقول كم هى رحمة الله تعالى واسعة بعبده زكريا.
 
بارك الله فيك أخت "زيتونة" وهداك, وإياي إلى الحق .
قلت في موضوعك نصــــا:
" وهل لو كان فعلا أول إسم يطلق على بشر، ألن يعلمه نبى الله زكريا؟! إلا أن يخبره الله تعالى بجدة هذا الإسم وأنه غير موجود فى بنى إسرائيل قدمائهم ومعاصريهم؟ وزكريا منحه الله تعالى النبوة والعلم والحكمة ؟".
التعقــــيب :
وأنا أرى أن إفتراضك لهذا الإلزام هو بمثابة المقدمة الخاطئة , فليس شرطا أن يعلم الله تعالى زكريا باسم "يحي" أو أي أمر آخر مما يقدره, مسبقا بإعتبار كونه نبيا , فالنبوة , والحكمة , والعلم , هي عطايا الاهية , وليست خصال فطرية في النبي , حتى نبني عليها مثل هذا الإلزام !!!
هذا الإلزام الإفتراضي الغالط , هو الذي جرك إلى تجاوز كل مانقله أهل التفسير من روايات عن السلف في معنى " سميا" , حتى أدى بك ذلك إلى الإيغال في إفتراضات أخرى أعظم خطأ , رغبة في أن يستقيم لك المعنى المقترح من طرفك , مثل القول بعقيدة البداء , أي أن يحي لم يكن في سابق علم الله نبيا , الا أن الله "تعالى وتنزه" بدا له أن يجعل "يحي" نبيا من أجل دعاء زكرياء عليهما السلام , وهي نفسها عقيدة "الرافضة" التي نقلوها عن منظر مذهبهم اليهودي " عبد الله بن سبأ"..
هذا هو أحد المنعرجات الخطيرة للقول بالرأي المحض في كتاب الله عز وجل, والتي حذرت منها في مقالي " النص القرآني في مواجهة مخاطر الحداثيين ".
أسال الله لك ولنفسي الهداية والتوفيق , وأعيذك بالله أن تقعي في القول على الله بغير علم..
 
بخصوص الإشتقاق اللغوي لمادة " اســـم ":

"..وسَمِيُّكَ ، كغَنِيَ : ( مَنْ اسْمُهُ اسْمُكَ ) ؛ وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ : { لم نَجْعَلْ له مِن قَبْلُ سَمِيّاً } .
قال ابنُ عبَّاس : لم يُسَمَّ أَحَدٌ قَبْلَه بيَحْيى .
( و ) قيلَ : سَمِيُّكَ ( نَظِيرُكَ ) ومِثْلُكَ ؛ وبه فُسِّرت الآيَةُ أَيْضاً .
وأَمَّا قوْله تعالى : { هل تَعْلَمُ له سَمِيّاً } ، أَي نَظِيراً له يستَحِقُّ اسْمَه مَوْصوفاً يستَحِقُّ صفَتَه على التَّحْقيقِ ، وليسَ المَعْنى هل تَجِدُ مَنْ يَتَسَمَّى باسْمِه إذ كانَ كثيرٌ مِن أَسْمائِه قد يُطْلَق على غيرِهِ ، لكن ليسَ مَعْناه إذا اسْتُعْمل فيه كانَ مَعْناه إذا اسْتُعْمل في غيرِهِ ؛ قالَهُ الرَّاغبُ ؛ وقال الشَّاعِرُ :
وكَمْ مِنْ سَمِيّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ
وإن كانَ يُدْعَى باسْمِه فيُجيبُ والأُنْثى سَمِيَّة ؛ قالَ الشَّاعِرُ :
فما ذكرت يوماً لها من سَمِيَّةٍ
مِنَ الدَّهْرِ إلاَّ اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ ( وتَسَمَّى بكذا ) : صارَ اسْماً له ذلكَ وهو مُطاوِعُ سَماه وأَسْماهُ ".
- تاج العروس من جواهر النفوس , مرتضى الزبيدي 308/38.
هذا هو المعهود من كلام العرب الذين نزل القرآن بلسانهم " بلسان عربي مبين " , وهذه هي المعاني التي يستعملونها في اشتقاق لفظة "سميا". أما أن نحمل لفظة "سميا " على معنى لاتعرفه العرب فهذا مخالف لما أجمع عليه أهل العلم من ان القرآن كله باللسان العربي الموافق لمعهود العرب في الكلام.
 
يا أخ مسعود،
لم نجعل له (من قبل) سميا،

هل يعنى أن هناك من البشر (من بعده) ستكون له نفس الميزة والصفات،
بإعتبار الآية (هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى)؟!

؟؟!!!!!

السؤال الثاني:
هل كان هناك شخص يدعى المسيح عيسى فى بنى اسرائيل قبل المسيح عليه السلام؟

السؤال الثالث:

من الذى سمى اسماعيل واسحق ويعقوب والمسيح عيسى ومحمد صلوات الله عليهم جميعا؟


أنا عندما أضع تفسيرى أستشهد بآيات من القرآن نفسه وأستدل بها..
 
إضافة صغيرة :
هل يعنى أن يحى عليه السلام كان مقدرا ولادته ونبوته ؟
وما الجدوى إذا من ذكر دعاء زكريا عليه السلام (ثلاث مواضع فى القرآن الكريم) وأستجابة الله تعالى له ؟!
وأنه رحمة الله تعالى بعبده زكريا كما بدأت السورة؟!

بل موسى عليه السلام دعا ربه أن يجعل معه هارون نبيا ويذهبا الى فرعون، وأجاب الله له دعائه.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله تعالى بكم الاخت الكريمه..الجدوى من ذكر الدعاء لتعليم الخلق أن الله تعالى يسمعهم ويستجيب لما يعانون ولكن عليهم أن يأخذوا بأسباب الدعاء...ومنها قوله سبحانه(فاليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) الاستجابة والايمان والرشاد اذا تحققت فإن الخلاص قريب والله تعالى اعلم.
 
شكرا الأخ البهيجى،


۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ

من يعيش من المسلمين فى ضيق وغم، يقال له أدع بدعاء ذا النون ليكشف عنك الضيق، ومن لم يهبه الله تعالى بذرية يقال له أدع بدعاء زكريا عليه السلام (رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين).
قال تعالى (أدعونى أستجب لكم).

إذا كل كتب الأدعية والمأثورات لا معنى ولا داعى لها.
 
عودة
أعلى