تأملات رمضانية28

إنضم
28/03/2011
المشاركات
606
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لاحت في الأفق نسائم العيد بعد الانقطاع عن الأكل والشرب..وطول التبتل وعناء القيام...ولقد تأملت حال الناس اليوم في استقبال العيد وإمضاء آخر أيام الشهر الفضيل فألفيتهم على صنفين: صنف قد فرح بأن قيل العيد على الأبواب ولقد هبت نسائمه وقريبا يحل بالدنيا، ويتولى رمضان...
وصنف يتحسر أن قيل لقد آذن شهركم بالرحيل والانقضاء...وتصرمت أيامه ولياليه...وطوي البساط...وكأن لم يسمر بمكة سامر....
فالصنف الأول في الأغلب يرجع إلى ماكان عليه الإلفُ والعادة من إتيان المنكرات ومقارفة السيئات...ومواقعة الذنوب والمعاصي...وهذا الضرب لم يستفد من مدرسة رمضان شيئا...وحظه من صيامه الجوع والعطش...
وأما الصنف الثاني فهو الذي نحسَبه على خير، ونعتقد أنه أفاد من مدرسة الصيام فوائد عوائد....
فأول ذلك إلفه للطاعة وآية ذلك تمنيه أنْ لوْ دام رمضان العام كله...
وثانيا تعلمه من مدرسة الصيام الصبر على الطاعة...وإيثاره ما عند الله على حظوظ النفس الأمارة بالسوء...
وثالثا اكتساب مهارة إيقاع العبادة في وقتها والدربة على القيام بطاعات كانت من قبل منسية...فصلاة الفجر تؤدى لأول وقتها...وسنة التهجد تقام يوميا بأريحية ونشاط وإقبال فؤاد...
وبالجملة فإن رمضان فرصة للتغيير لا يستفيد منها إلا قلة من الناس اليوم...ولعله إذا مضى على قوم وفات لا يعود عليهم أبدا....فلابد من اغتنام أيامه ولياليه...وقد مضى كله وبقيت منه ليلة موعودة واحدة هي ليلة التاسع والعشرين...
وأفضل ُما نختم به شهرنا أن ندعو بالدعاء المأثور في هذه الليالي الشريفة: اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنا..
.
 
"ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا"
اللهم ثبتنا على ما هديتنا اليه وزدنا يا كريم
 
عودة
أعلى