تأثير العقيدة في كتب علوم القرآن: باء السببية في الإتقان للسيوطي نموذجا:

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

تأثير العقيدة في كتب علوم القرآن:
باء السببية في الإتقان للسيوطي نموذجا:


لا ريب أن للعقيدة تأثيرا في التصنيف، فكل عالم صنف في فن من الفنون إلا وينطلق من عقيدته ويصدر عنها، وهذا ما يلاحظ بقوة في كتب التفسير[1].
ومن الفنون التي يظهر فيها تأثير عقيدة المصنف بوضوح علوم القرآن، وقد اخترت كنموذج لبيان هذا التأثير كتاب الإتقان للعلامة السيوطي رحمه الله تعالى[2].
وقد حوى هذا الكتاب الماتع كما هو معلوم أنواعا من علوم القرآن أوصلها الإمام أبو عبد الرحمن إلى ثمانين نوعا.
ومن الأنواع التي ذكرها الإمام السيوطي رحمه الله تعالى:"في معرفة معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر" وهو النوع الأربعون، وقد خصها للكلام عن معاني كل الأدوات التي لا يستغني عنها أي مفسر أو طالب تفسير سواء الحروف أو الأسماء أو الأفعال أو الظروف[3]، ومن الأدوات التي ذكرها في هذا النوع حرف الباء وذكر لها إثني عشر معنى، منها: المقابلة، حيث قال:" الحادي عشر المقابلة وهي الداخلة على الأعواض نحو "ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون" وإنما لم نقدرها باء السببية كما قال المعتزلة لأن المعطي بعوض قد يعطي مجانا وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب"اهـــ.
وعند قراءتي لهذا الكلام استغربت بادئ الأمر، لكن لما تأملته جيدا علمت أن الإمام السيوطي ذكر هذا المعنى لحرف الباء متأثرا بعقيدته الأشعرية، وذلك من وجهين اثنين:
1- باب الإيمان.
2- باب القدر.

1- فالأشاعرة في باب الإيمان مرجئة، وكما هو معلوم الإيمان عندهم" قول باللسان واعتقاد بالجنان"، فلا يدخل العمل في مسمى الإيمان، فهو التصديق فقط، ومن ثم قالوا بتلك المقولة الباطلة:" لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة".
كما أن الإيمان عندهم شيء واحد لا يتجزأ ولا يتفاضل، فالناس سواسية في إيمانهم، فإيمان جبريل كإيمان أفسق الناس إن كان عنده أصل الإيمان[4]، كما أن الإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص.
وكل هذا في غاية البطلان فإن" جَمِيعُ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ أَقْوَالِ الْعَبْدِ وَأَعْمَالِهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ يَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْإِيمَانِ عِنْدَ عَامَّةِ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ الْإِيمَانَ قَوْلًا وَعَمَلًا يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ... فَأَصْلُ الْإِيمَانِ فِي الْقَلْبِ وَهُوَ قَوْلُ الْقَلْبِ وَعَمَلُهُ وَهُوَ إقْرَارٌ بِالتَّصْدِيقِ وَالْحُبِّ وَالِانْقِيَادِ وَمَا كَانَ فِي الْقَلْبِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَظْهَرَ مُوجِبُهُ وَمُقْتَضَاهُ عَلَى الْجَوَارِحِ وَإِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِمُوجِبِهِ وَمُقْتَضَاهُ دَلَّ عَلَى عَدَمِهِ أَوْ ضَعْفِهِ ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ مِنْ مُوجِبِ إيمَانِ الْقَلْبِ وَمُقْتَضَاهُ وَهِيَ تَصْدِيقٌ لِمَا فِي الْقَلْبِ وَدَلِيلٌ عَلَيْهِ وَشَاهِدٌ لَهُ ..."[5].

ومن منطلقه في باب الإيمان سمى الإمام السيوطي الباء باء المقابلة أو العوض معللا ذلك بقوله:" لأن المعطي بعوض قد يعطي مجانا"، أي أن الله تعالى قد يعطي الجنة مجانا وإن أتى العبد بالتصديق فقط دون أي عمل، وذلك لأن الأعمال لا تدخل أصلا في مسمى الإيمان، فهي ليست شرطا في دخول الجنة ولا سببا لها عند الأشاعرة "الذين يقولون لا ارتباط بين الأعمال والجزاء ولا هي أسباب له وإنما غايتها أن تكون أمارات، قالوا وليست أيضا مطردة لتخلف الجزاء عنها في الخير والشر فلم يبق إلا محض الأمر الكوني والمشيئة"[6].

2- في باب القدر يعتقد الأشاعرة أن الفاعل حقيقة هو الله ولا فاعل غيره، نافين أي علاقة سببية بين الأشياء، وبدّعوا من قال بأن شيئا سبب لشيء آخر، وكفّروا من قال بالعلة الفاعلة، فمثلا من قال: أن النار حارقة بذاتها أي علة فاعلة فهذا كافر ومن قال أنها تحرق بالقوة المودعة فيها أي أنها سبب في الإحراق فهذا بدعي، وهذا ما عبر عنه بعض شيوخهم في متن من متونهم العقدية:
والفعل في التأثير ليس إلا * للواحد القـــــهار جل وعلا
ومن يقل بالطبع أو العلة * فذاك كفر عند أهل الملة
ومن يقل بالقوة المودعة * فذاك بدعي فلا تلتفـــــت[7].

وهذا الاعتقاد في باب القدر حملهم على إنكار كل باء سببية في القرآن الكريم.
واجتمع اعتقادهم في باب الإيمان مع اعتقادهم في باب القدر ليبطلوا المعنى الصحيح لباء السببية وتأويلها بمعنى المقابلة والعوض في كل آية أخبر الله فيها بأن صالح الأعمال كان سببا في دخول الجنان والفوز برضى الكبير المتعال، كقوله تعالى:
"وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)"-الأعراف-
"وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)" –الزخرف-
"كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)" –الطور-
"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)" –المرسلات-.
ومعنى الباء في هذه الآيات عند الأشاعرة المقابلة، يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى"وهي الداخلة على الأعواض نحو "ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون" وإنما لم نقدرها باء السببية كما قال المعتزلة لأن المعطي بعوض قد يعطي مجانا وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب"اهـــ.

وهذا الكلام منه رحمه الله تعالى مردود:
فالأعمال مهما صلحت والقربات مهما عظمت فإنها لا يمكن أن تكون عوضا عن جنة عرضها السموات والأرض، وذلك لأن العوض والمقابلة إنما تكون بين شيئن يصلح بينهما العوض فيكون أحدها مقابلا للآخر وعوضا عنه، كمن اشترى ثوبا بمائة درهم، فالمائة درهم عوض عن الثوب.
لكن هذا لا يتصور في علاقة أعمال العبد بالجنة، وذلك من وجوه منها:

- أن المؤمن إنما هو عبد لله تعالى، والعبد مهما عمل فإن أعماله تقع بمقتضى عبوديته لسيده، لا يطلب عنها عوضا، كالعبد المملوك لسيده فإنه إذا عمل أعمالا له، ثم طلب منه العوض عنها عد ذلك منه خروجا عن حد العقل.
- أن العبد إذا فكر في نعم الله عليه استصغر كل ما يعمل، ورأى أن ذلك لا يوفي شكر أقل نعمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.
قال تعالى:" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، ومعلوم أن أعمال العبد مهما كثرت وتعددت فإنها تحصى فكيف تقابل نعم الله عليه وهي لا تحصى.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:" وأن الأعمال الصالحة من توفيق الله وفضله ومنه وصدقته على عبده إن أعانه عليها ووفقه لها وخلق فيه إرادتها والقدرة عليها وحببها إليه وزينها في قلبه وكره إليه أضداها، ومع هذا فليست ثمنا لجزائه وثوابه ولا هي على قدره بل غايتها إذا بذل العبد فيها نصحه وجهده وأوقعها على أكمل الوجوه أن تقع شكرا له على بعض نعمه عليه، فلو طالبه بحقه لبقى عليه من الشكر على تلك النعمة بقية لم يقم بشكرها فلذلك لو عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم"[8].
وبالتالي كيف تكون هذه الأعمال عوض عن الجنة ولم توفي حتى شكر عشر معشار نعمة من نعم الله على العبد؟

والأشاعرة حينما ينفون العلاقة السببية بين الأشياء، يرجعون الأمور إلى محض المشيئة، معتقدين أن الله تعالى يدخل الجنة من شاء بمحض مشيئته، ولا دخل للأعمال في ذلك، بل إن الفرقة الأشعرية – ككل الفرق الجبرية[9]- "لم تجعل للأعمال ارتباطا بالجزاء ألبتة وجوزت أن يعذب الله من أفنى عمره في طاعته وينعم من أفنى عمره في معصيته وكلاهما بالنسبة إليه سواء وجوزت أن يرفع صاحب العمل القليل على من هو أعظم منه عملا وأكثر وأفضل درجات والكل عندهم راجع إلى محض المشيئة من غير تعليل ولا سبب ولا حكمة تقتضي تخصيص هذا بالثواب وهذا بالعقاب."[10].

وقد وردت أحاديث في نفي العوض والمقابلة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:
- " سددوا و قاربوا و أبشروا و اعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة عمله و لا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة و رحمة"[11].
- " لن يدخل أحدا عمله الجنة ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته فسددوا و قاربوا و لا يتمنى أحدكم الموت إما محسن فلعله يزداد خيرا و إما مسيء فلعله أن يستعتب"[12].
- "قاربوا و سددوا و أبشروا و اعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله و لا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل"[13].
ولا منفاة بين هذه الأحاديث والآيات السالفة الذكر، وذلك لأن الباء في هذه الأحاديث ليست هي الباء الواردة في تلك الآيات، فهذه باء المقابلة والعوض وتلك باء السببية.

يقول العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى:"واعلم أن هذا الحديث قد يشكل على بعض الناس ، و يتوهم أنه مخالف لقوله تعالى : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) و نحوها من الآيات و الأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل ، و قد أجيب بأجوبة أقربها إلى الصواب : أن الباء في قوله في الحديث : " بعمله " هي باء الثمنية ، و الباء في الآية باء السببية ، أي أن العمل الصالح سبب لابد منه لدخول الجنة ، و لكنه ليس ثمنا لدخول الجنة ، و ما فيها من النعيم المقيم و الدرجات."[14].

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمه المنان:" و لهذا قال بعضهم : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، و محو الأسباب أن تكون سببا نقص في العقل ، و الإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ، و مجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب ، فإن المطر إذا نزل و بذر الحب لم يكن ذلك كافيا في حصول النبات ، بل لابد من ريح مربية بإذن الله ، و لابد من صرف الانتفاء عنه ، فلابد من تمام الشروط و زوال الموانع ، و كل ذلك بقضاء الله و قدره . و كذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج ، بل كم ممن أنزل و لم يولد له ، بل لابد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة و تربيه في الرحم و سائر ما يتم به خلقه من الشروط و زوال الموانع.
و كذلك أمر الآخرة ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة ، بل هي سبب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فذكر الحديث ) ، و قد قال تعالى : (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ). فهذه باء السبب ، أي بسبب أعمالكم ، و الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم باء المقابلة ، كما يقال : اشتريت هذا بهذا . أي ليس العمل عوضا و ثمنا كافيا في دخول الجنة ، بل لابد من عفو الله و فضله ورحمته ، فبعفوه يمحو السيئات ، و برحمته يأتي بالخيرات ، و بفضله يضاعف الدرجات ."[15].

وقال في موضع آخر:" وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ وَلَا أَنَا إلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةِ مِنْهُ وَفَضْلٍ } " وَهَذَا لَا يُنَافِي قَوْلَهُ { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } فَإِنَّ الرَّسُولَ نَفَى بَاءَ الْمُقَابَلَةِ وَالْمُعَادَلَةِ وَالْقُرْآنُ أَثْبَتَ بَاءَ السَّبَبِ"[16].



[1] فمثلا تفسير الشيعة كمجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسي والكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل للإمام الزمخشري وتفسير الأشاعرة كصفوة التفاسير للصابوني وتفسير الأشاعرة أهل الكلام كمفاتيح الغيب للإمام فخر الرازي...وغيرها، كلها تصدر قبل كل شيء عن عقائد أصحابها ومذاهبهم.

[2] وهو من أجل ما صنف في هذا الفن، والحق أن العلامة السيوطي رحمه الله تعالى لم يكن مبالغا في مدحه لكتابه وفخره به، فبمثل هذه التصنيف يحق الفخر –الممدوح طبعا-، يقول رحمه الله تعالى في مقدمته:" فوضعت هذا الكتاب العلي الشان الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان-يقصد برهان الإمام الزركشي- وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ما حقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان وسميته ب الإتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا لا ظمأ بعده أبدا"-الإتقان:1/27-.

[3] ومعرفتها من الأهمية بمكان، يقول الإمام السيوطي:"اعلم أن معرفة ذلك من المهمات المطلوبة لاختلاف مواقعها ولهذا يختلف الكلام والاستنباط بحسبها كما في قوله تعالى "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" فاستعملت على في جانب الحق وفي في جانب الضلال لأن صاحب الحق كأنه مستعل يصرف نظره كيف شاء وصاحب البطل كأنه منغمس في ظلام منخفض لا يدري أين يتوجه."-الإتقان:1/425-.

[4] يقول العلامة ابن باز رحمه الله تعالى معلقا:"هذا فيه نظر بل هو باطل فليس أهل الإيمان فيه سواء بل هم متفاوتون تفاوتاً عظيماً فليس إيمان الرسل كإيمان غيرهم كما أنه ليس إيمان الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة رضي الله عنهم مثل إيمان غيرهم وهكذا ليس إيمان المؤمنين كإيمان الفاسقين وهذا التفاوت بحسب ما في القلب من العلم بالله وأسمائه وصفاته وما شرعه لعباده وهو قول أهل السنة والجماعة خلافاً للمرجئة ومن قال بقولهم والله المستعان." - التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية لأئمة الدعوة السلفية-.

[5] مجموع الفتاوى: 7/642-644.

[6] مدارج السالكين: 1/95.

[7] منهج الأشاعرة في العقيدة، للدكتور سفر الحوالي:26.

[8] مدارج السالكين: 1/94.

[9] حاول الأشاعرة أن يوفقوا بين القدرية والجبرية فقالوا بنظرية الكسب وهي في حقيقتها جبر خالص، وقد عبر الإمام الرازي رحمه الله تعالى عن هذه النظرية بقوله:" الإنسان مجبور في صورة مختار" –منهج الأشاعرة في العقيدة، للدكتور سفر الحوالي:25-، فهم يعتقدون أن الإنسان مجبور باطنا وإن كان مختارا في الظاهر.

[10] مدارج السالكين: 1/93.

[11] متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.

[12] متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[13] رواه مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه.

[14] الصحيحة:6/101.

[15] مجموعة الفتاوى: 8 / 70 - 71.

[16] مجموع الفتاوى: 11/256.
 
لي تعقيب واحد، كيف يكون بحث عن العقيدة الأشعرية وليس في المراجع إلا كتب السلفية فقط ؟ أليس من قواعد البحث العلمي عزو القول لقائله ؟ لا أقول ذلك رفضاً للمضمون وإنما أقوله لزيادة قيمته العلمية ، أين النقول من شروحات العقيدة البيجورية ؟ أين النقولات من كلام الرازي والتفتازاني ؟ هكذا يكون البحث العلمي وفقكم الله .
إن أكثر شيء جعلني أكره العقيدة الأشعرية أن مشايخها ينسبون للسلفية عقائد ، ثم عندما أذهب لعلماء السلفية أجدهم في دروسهم الخاصة يلقنون تلامذتهم تبديع أو تكفير من يعتقد هذه العقائد التي نسبها الأشاعرة للسلفية
مثل عقيدة " التجسيم " ثم أجد ابن تيمية يقول " الممثل يعبد صنماً " !!!

إذن فالأشاعرة يكذبون على أهل السنة

فلا يصح لنا في معرض الرد عليهم وخاصة أن حضرتك متخصص في علوم القرآن - باعتباره أحد العلوم الشرعية - أن يكون كل مراجع مقالك لكتب السلفيين فقط
لابد وحتماً ذكر نقولات من أمهات كتب الأشاعرة سواء من كتبهم في العقيدة أو أصول الفقه

لأن هناك فرقاً كبيراً بين أن تقول " الأشاعرة يقولون أن النار لا تُحرق بذاتها " وتعزو الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية أو غيره من علماء السلفية المعاصرين
وبين أن تذكر نصاً عن أحد علماء الأشاعرة الذين يُعتبروا " عُمدة " يَرجع إليها طلاب وعلماء الأشاعرة عند تحضير دروسهم ، تورد للقراء منه نقلاً ينص على ذلك
فلهذه الطريقة الثانية أثر بالغ القوة في فضح عقائدهم الباطلة، بخلاف أن يكون كل النقل عن كتب علماء السلفية.

حتى النقل الوحيد الذي نقلته عن الرازي عزوته للدكتور سفر الحوالي !!

أقول لك هذه النصيحة للإعلاء من القيمة العلمية لأبحاثك أخي الكريم

فكم وكم سمعت نقداً من أساتذة الفقه في الكلية عندما قالوا ما معناه : يأتينا طالب معه رسالة ماجستير وأجده يكتب حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحاشية يعزوه فيقول : " أخرجه أحمد شاكر " !!!!
والصحيح أن يُقال: أخرجه الترمذي وصححه أحمد شاكر.

مثال بسيط: الأبيات التي ذكرتها هي الأبيات رقم 25 و 26 و 27 تقريباً من منظومة الخريدة البهية ، وهي المستوى الأول أو الثاني الذي يدرسه الأشاعرة لصغار طلابهم قبل دراسة البيجورية

فلو بحثت مثلاً عن شرح سعيد فودة أو أحد علماء الأزهر - وما أكثر شروحاتهم على هذا المتن - ونقلت شرحه لكان ذلك تحريراً أقوى في بيان فساد معتقداتهم.
 
جزاك الله خيرا أخي، لكن لم أر الأمر يحتاج إلى تعميق بحث لأن ما كتبته لا أعده بحثا بمفهوم البحث العلمي الذي يستلزم إعداد المصارد والمراجع والاهتمام بالتوثيق وما إلى ذلك، بل هو مجرد موضوع كتبته على عجلة من أمري، مكتفيا بقليل من المصادر دون البحث في بطون كتبهم، وإن تيسر البحث مستقبلا في بعض مخالفاتهم العقدية فسأوثقه أكثر إن شاء الله تعالى.
 
عودة
أعلى