أرسل إليّ – أنا العبد الفقير إلى الله– صديقٌ عزيز وزميل دراسة بحثاً يتعلّق بالدّراسات القرآنيّة؛ لأنشره في مجلّة إحدى الجامعات عندنا -وسيلة لا واسطة- فرُدّ البحث؛ وكان القرار: عدم صلاحيّته للنّشر، وقد أرسلت له هذا الرّسالة القصيرة جدّاً؛ لأخفّف عنه؛ قلت فيها:
السّلام عليكم أخي الدّكتور أبا .... حفظه الله ورعاه وبارك خطاه
هذه نتيجة التّحكيم، أرسلتها إليكم بعد أَخْذِها من الدّكتور ..... ؛ ولا تُرع للنّتيجة؛ فهو أمر عاديّ يحدث مع كلّ أحد، مهما بلغ علمهم.
ونَشْرُ البحثِ رزق كأيّ رزق؛ وليس بالضّرورة أن يكون قرار التّحكيم صائباً؛ ونحن جميعاً تحت سقف العلم.
فانظر هذه الملاحظات رضي الله عنّا وعنك وخذ بأحسنها، ثمّ عاود الكرّة ثانية وأرسله، ولييسّر الله لي ولك، وليفتح سبحانه عليّ وعليك.
علّمنا مولانا ما ينفعنا وصرف عنّا ما يضرّنا.
لست منزعجا للنتيجة فقد حصلت في هذا البحث على إجازة نشر وبقي أن ينشر البحث في عدد قريب إن شاء الله وقد وفقت ولله الحمد إلى نشر غيره من الأبحاث أحدها في مجلة ...... وقد أثنى المحكمون عليه أيما ثناء.
إنما أنا منزعج ككثير من الباحثين من آليات التحكيم المتخلفة الدكتاتورية التي تؤدي بكثير من الباحثين إلى سلوك طرق غير علمية للحصول على إجازات النشر, منها وللأسف الشديد الواسطة ومحاولة معرفة المحكمين لإرضائهم أي أن الحال لم يختلف كثيرا عما يحصل في كتابة رسائل التخرج وقد عانيت أنت ما عانيت من ذلك أتذكر يوم مناقشة الماجستير([1])
شهدت تجربة لأحد الأصدقاء في نشر بحث علمي في مجلة علمية أجنبية تختص في العلوم الطبيعية ورأيت الأمر يختلف كثيرا شكلا ومضمونا عن ما يحصل في مجلات العلوم الشرعية.
عانيت في هذا البحث في جامعتي قبل أن أرسله لك ولعلك تذكر يومها شكواي, لكني ويومها راجعت رئيس التحرير وهو أستاذ في التفسير فوافقني على كثير مما قلت واعتذر لي وطلب مني تعديل ما اتفقنا على أنه بحاجة للتعديل ولم يستغرق الأمر إلا أسبوعا حتى جاء الإذن بنشر البحث نفسه.
أنا أعترف أن البحث ليس بكامل وأني في كتابته باحث متعلم يسعى لأن يفيد من الأساتذة الكبار, لكن للأسف وجدت بعضهم منحازا لرأيه والأدهى من ذلك أنه لا يعطي البحث حقه في النظر والتأمل ويعرج عليه مسرعا في لحظة من لحظاته التي قد لا تكون بقدر أهمية المقام ثم يحكم دون مناقشة أو توجيه.
مع فائق احترامي للمحكم وقد بدا لي أنه موضوعي وعلمي إلا أنه لم يفصل في انتقادات أجملها وهي بحاجة إلى تدليل وتمثيل.
وأهم من ذلك هل أبدى ملاحظات دقيقة واضحة كي ما تعالج ويرقى البحث إلى النشر.
أخيرا ما أسرعهم في الحكم على البحث بأنه لم يأت بجديد مع أن معظمهم عندما يكتب يمكن أن يقال إنه لم يأت بجديد وهذا ليس ذنب الباحث بل طبيعة علم التفسير فقد كتب فيه ما يصعب معه الإتيان بجديد)
فعقّبت عليه مهوّناً:
السّلام عليكم أخي الدّكتور .... حفظه الله ورعاه وبارك خطاه
أمّا بعد:
فقد أصبتَ في أكثر ما ذكرتَ؛ لكنّ المحكّم واضح أنّه ردّ مجمل البحث لا بعضه، ودعا إلى التّعمّق في البحث؛ وإلا لحدّد ودلّل ومثّل.
والحمد لله إذ سينشر عندكم. فبارك الله لك في جهدك ولا مانع من أخذ ملاحظاته إن كانت صحيحة.
أنا أرسلت كتاباً كاملاً مشتركاً إلى ...، وهو اكتشاف لم نُسبق إليه في موضوع ... ورُدّ الكتاب بلا تسبيب. فرددت عليهم أنّه لو أراد الله نشره لنُشِر؛ فإن رُدّ بحقّ فلا رادّ لقضاء الله، وإنْ رُدّ بباطل فليبؤ محكّمه بإثم، فهذا قضاء وحكم!
فبم يعقّب السّادة العلماء الأجلاء من المحكّمين والباحثين والقارئين على دكتورنا الفاضل وعلى المحكّم؛ ليَفيدَ المحكّمون، والباحثون، وينتفعَ القارئون؟
حتّى لا يصاب الباحثون بالإحباط، وحتّى لا يزداد الطّعن في المحكّمين من العلماء!!
السّبت: 23/ 10/ 1431هـ الموافق: 2/ 10 / 2010م
([1] ) قد ذكرت شيئاً منها في إحدى مشاركاتي هنا في هذا الملتقى المبارك. نعيمان.
السّلام عليكم أخي الدّكتور أبا .... حفظه الله ورعاه وبارك خطاه
هذه نتيجة التّحكيم، أرسلتها إليكم بعد أَخْذِها من الدّكتور ..... ؛ ولا تُرع للنّتيجة؛ فهو أمر عاديّ يحدث مع كلّ أحد، مهما بلغ علمهم.
ونَشْرُ البحثِ رزق كأيّ رزق؛ وليس بالضّرورة أن يكون قرار التّحكيم صائباً؛ ونحن جميعاً تحت سقف العلم.
فانظر هذه الملاحظات رضي الله عنّا وعنك وخذ بأحسنها، ثمّ عاود الكرّة ثانية وأرسله، ولييسّر الله لي ولك، وليفتح سبحانه عليّ وعليك.
علّمنا مولانا ما ينفعنا وصرف عنّا ما يضرّنا.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
فجاء ردّه الآتي بعد أن شطبت الأسماء المحدِّدة:
( إن قلت لك لست منزعجا فلن أكون صريحا.لست منزعجا للنتيجة فقد حصلت في هذا البحث على إجازة نشر وبقي أن ينشر البحث في عدد قريب إن شاء الله وقد وفقت ولله الحمد إلى نشر غيره من الأبحاث أحدها في مجلة ...... وقد أثنى المحكمون عليه أيما ثناء.
إنما أنا منزعج ككثير من الباحثين من آليات التحكيم المتخلفة الدكتاتورية التي تؤدي بكثير من الباحثين إلى سلوك طرق غير علمية للحصول على إجازات النشر, منها وللأسف الشديد الواسطة ومحاولة معرفة المحكمين لإرضائهم أي أن الحال لم يختلف كثيرا عما يحصل في كتابة رسائل التخرج وقد عانيت أنت ما عانيت من ذلك أتذكر يوم مناقشة الماجستير([1])
شهدت تجربة لأحد الأصدقاء في نشر بحث علمي في مجلة علمية أجنبية تختص في العلوم الطبيعية ورأيت الأمر يختلف كثيرا شكلا ومضمونا عن ما يحصل في مجلات العلوم الشرعية.
عانيت في هذا البحث في جامعتي قبل أن أرسله لك ولعلك تذكر يومها شكواي, لكني ويومها راجعت رئيس التحرير وهو أستاذ في التفسير فوافقني على كثير مما قلت واعتذر لي وطلب مني تعديل ما اتفقنا على أنه بحاجة للتعديل ولم يستغرق الأمر إلا أسبوعا حتى جاء الإذن بنشر البحث نفسه.
أنا أعترف أن البحث ليس بكامل وأني في كتابته باحث متعلم يسعى لأن يفيد من الأساتذة الكبار, لكن للأسف وجدت بعضهم منحازا لرأيه والأدهى من ذلك أنه لا يعطي البحث حقه في النظر والتأمل ويعرج عليه مسرعا في لحظة من لحظاته التي قد لا تكون بقدر أهمية المقام ثم يحكم دون مناقشة أو توجيه.
مع فائق احترامي للمحكم وقد بدا لي أنه موضوعي وعلمي إلا أنه لم يفصل في انتقادات أجملها وهي بحاجة إلى تدليل وتمثيل.
وأهم من ذلك هل أبدى ملاحظات دقيقة واضحة كي ما تعالج ويرقى البحث إلى النشر.
أخيرا ما أسرعهم في الحكم على البحث بأنه لم يأت بجديد مع أن معظمهم عندما يكتب يمكن أن يقال إنه لم يأت بجديد وهذا ليس ذنب الباحث بل طبيعة علم التفسير فقد كتب فيه ما يصعب معه الإتيان بجديد)
فعقّبت عليه مهوّناً:
السّلام عليكم أخي الدّكتور .... حفظه الله ورعاه وبارك خطاه
أمّا بعد:
فقد أصبتَ في أكثر ما ذكرتَ؛ لكنّ المحكّم واضح أنّه ردّ مجمل البحث لا بعضه، ودعا إلى التّعمّق في البحث؛ وإلا لحدّد ودلّل ومثّل.
والحمد لله إذ سينشر عندكم. فبارك الله لك في جهدك ولا مانع من أخذ ملاحظاته إن كانت صحيحة.
أنا أرسلت كتاباً كاملاً مشتركاً إلى ...، وهو اكتشاف لم نُسبق إليه في موضوع ... ورُدّ الكتاب بلا تسبيب. فرددت عليهم أنّه لو أراد الله نشره لنُشِر؛ فإن رُدّ بحقّ فلا رادّ لقضاء الله، وإنْ رُدّ بباطل فليبؤ محكّمه بإثم، فهذا قضاء وحكم!
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
فبم يعقّب السّادة العلماء الأجلاء من المحكّمين والباحثين والقارئين على دكتورنا الفاضل وعلى المحكّم؛ ليَفيدَ المحكّمون، والباحثون، وينتفعَ القارئون؟
حتّى لا يصاب الباحثون بالإحباط، وحتّى لا يزداد الطّعن في المحكّمين من العلماء!!
السّبت: 23/ 10/ 1431هـ الموافق: 2/ 10 / 2010م
([1] ) قد ذكرت شيئاً منها في إحدى مشاركاتي هنا في هذا الملتقى المبارك. نعيمان.