بين دلالة اللفظ واجتهادات الفقهاء

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
لا شك أن الفقه الإسلامي مبني على أصليه المتفق عليهما الكتاب والسنة
وكل الأحكام إنما الأصل فيها هو دلالة اللفظ
وإذا كانت دلالة اللفظ الأصل فيها العمل بالظاهر
فما هو السر في الاختلافات الفقهية التي نجدها في بعض المسائل التي مستندها نص دلالته ظاهرة ومباشرة؟
ولنأخذ على سبيل المثال قول الله تعالى:
[FONT=QCF_BSML][/FONT][FONT=QCF_P560]ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ[/FONT][FONT=QCF_P560]ﭙ[/FONT][FONT=QCF_P560] ﭚ ﭛ ﭜ[/FONT][FONT=QCF_P560]ﭝ[/FONT][FONT=QCF_P560] ﭞ ﭟ ﭠﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ[/FONT][FONT=QCF_P560]ﭨ[/FONT][FONT=QCF_P560] ﭩ ﭪ[/FONT][FONT=QCF_P560]ﭫ[/FONT][FONT=QCF_P560] ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮀ[/FONT]التحريم: ١ – ٢
والسبب في إيراد هذا المثال هو أن أحدهم سأل السؤال التالي:
قال : قلت لزوجتي أنت حرام علي لمدة أسبوع ، فما الحكم ؟
وعندما عدت إلى الآية وأقوال المفسرين والفقهاء لأجدد العهد بها رأيت سيلا من الأقوال التي ينسي آخرها أولها.
أرجو من الإخوة الأفاضل أن لا يبخلوا علينا ولا على أنفسهم بما يفتح الله به عليهم.
 
اختيار الشوكاني رحمه الله

اختيار الشوكاني رحمه الله

قال الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره :
"قَالَ الزَّجَّاجُ: وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُحَرِّمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ.
قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ أَنَّ تَحْرِيمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَا يَنْعَقِدُ وَلَا يَلْزَمُ صَاحِبَهُ. فَالتَّحْلِيلُ وَالتَّحْرِيمُ هُوَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَا إِلَى غَيْرِهِ، وَمُعَاتَبَتُهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ أَبْلَغُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِكَ، وَالْبَحْثُ طَوِيلٌ وَالْمَذَاهِبُ فِيهِ كَثِيرَةٌ وَالْمَقَالَاتُ فِيهِ طَوِيلَةٌ، وَقَدْ حَقَّقْنَاهُ فِي مُؤَلَّفَاتِنَا بِمَا يَشْفِي.
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ هَلْ مُجَرَّدُ التَّحْرِيمِ يَمِينٌ يُوجِبُ الْكَفَّارَةَ أَمْ لَا؟ وَفِي ذَلِكَ خِلَافٌ، وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَمِينٌ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَاتَبَهُ عَلَى تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّهُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْقِصَّةِ التي ذهب أكثر المفسرين إلى أنها سَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ أَنَّهُ حَرَّمَ أَوَّلًا ثُمَّ حَلَفَ ثَانِيًا كَمَا قَدَّمْنَا وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ أَيْ: وَلِيُّكُمْ وَنَاصِرُكُمْ وَالْمُتَوَلِّي لِأُمُورِكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ بِمَا فِيهِ صَلَاحُكُمْ وَفَلَاحُكُمُ الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ."
 
عودة
أعلى