بين المنهج الأثري والعقلي في التفسير !

بين المنهج الأثري والعقلي في التفسير !


  • مجموع المصوتين
    1
  • الاستطلاع مغلق .
إنضم
11/06/2016
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المغرب
من المعلوم في كتب مناهج التفسير وكذا في كتب علوم القرآن، أنَّ المفسرين قد اتخذوا منهجين مختلفين في فهم النص القرآني، فمنهم من اعتمد على المنهج الأثري، ومنهم من اعتمد المنهج العقلي، وذهب جمهرةٌ من العلماء إلى أن النوع الأول هو أحسن التفاسير وأجودها وأتقنها، بناءً على أنَّ أصحاب هذا المنهج اعتمدوا النصّ وليس الرأي في فهم القرآن، من ذلك ما جاء على لسان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"فإن قال قائل : فما أحسنُ طرق التفسير ؟ فالجواب، أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن .. فإن أعياك فعليك بالسنة ..الخ[SUP](1)[/SUP]"، والصواب: أن المنهج الأثري في حد ذاته اجتهادٌ (رأيٌ) يحتمل الصواب والخطأ، فأن تقول بأن هذه الآية مثلاً تفسر الآية الأخرى أو تقيدها أو تخصصها أو تبينها لا يلزم من ذلك أنها تفسرها أو تقيدها ... إنما ذلك هو اجتهادٌ يقوم أساساً على العقل والرأي، - إلاَّ أن يأتي ذلك التفسير على لسان المعصوم صلى الله عليه وسلم- .
وعليه ؛ فإن تفسير القرآن بالقرآن أو بالسنة لا يخلو من استخدام العقل، بل لابد فيه من استخدامه، سواء كان هذه الآية المفسِّرةُ تصلحُ لأن تكونَ تفسيراً للأخرى أم لا، أو بعبارة أخرى: سواءٌ كانت هي التأويلَ الصحيحَ أو الخاطئَ.
وأيضاً : حصرُ التفسير في هذا النوع (الأثري) وادعاء أن كل ما عداهُ من المناهج الأخرى باطلةٌ أمرٌ لا يقبلهُ الشرعُ فضلاً عن أن يقبلهُ العقل، لأن القرآن إذا كان صالحاً لكل مكان وزمان، كيف يعقل أن يكون له تفسير محدود لهذه الدرجة ؟! بالإضافة إلى أن آيات الآفاق والأنفس، والآيات التي تحمل في طياتها نوعا من الإعجاز العلمي لا يُمكن أن تُفهم فهماً دقيقا إلا من خلال استخدام المنهج العلمي التجريبي الذي يصلحُ لدراسة مثل هذه الظواهر...
وبناءً على ما سبق يتضحُ أن القرآن لا ينبغي أن يُفهم في إطار منهجٍ واحدٍ محددٍ، وإنما يُفهم بتعدد استعمال المناهج واستخدام كل منهجٍ في الموضع المناسب له، فيكون بذلكَ أن أحسن تفسير للقرآن هو الذي يشملُ كل هذه المناهج في آن واحدٍ، ويوظفها توظيفاً صحيحاً حتى تقرر قاعدة : أن القرآن صالحٌ لكل زمان ومكان.
--------------------------------------------------------
[SUP](1)[/SUP] مقدمة في أصول التفسير 1/39.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين اما بعد. .اﻻخ الفاضل أنس..ان أهل العلم
قد درسوا مناهج التفسير ووجدوا
ان أفضل منهج هو ما سار عليه
إمام المفسرين وشيخهم بﻻ منازع
ابو جعفر محمد بن جرير الطبري
310هج...فقد جمع في منهجه
رحمه الله تعالى بين المنهج اﻷثري
واللغوي والرأي المقبول..وبسبب
ذلك فإن جميع المفسرين ينهلون
من تفسيره ويعدونه العمدة في
التفسير...والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى