أحمد عبد العزيز أبو عبيدة
Member
بين العطاء والايتاء ــ تأملات في كتاب الله ( 5/1)
أولا : الحسي المطلق والحسي المقيد والمعنوي :
ــ قال تعالى في سورة طه ( قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) 50 ــ هنا العطاء للنعم الحسية الجبلية الطبعية المسخرة تسخيرا وميسرة بلا تكلف من المخلوق مثل العين المبصرة والأذن السامعة والقلب العاقل .
ــ بينما قال تعالى في سورة ابراهيم ( وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار ) 34 ــ هنا الايتاء للنعم الحسية المسخرة لكن يلزمها اتخاذ الأسباب والكدح والتعب للاستمتاع بها مثل نعمة انزال الماء من السماء يلزمه أعمال الري ، وخروج النبات من الأرض يلزمه أعمال الحرث والزراعة ، وتسخير الفلك في البحار يلزمه أعمال الملاحة وهكذا .
_ وفي سورة السجدة ( ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) 13 ــ هنا الايتاء لنعمة الايمان المعنوية .
فالايتاء يناسب النعم المعنوية الايمانية أو النعم الحسية المقيدة ، والعطاء يناسب النعم الحسية المطلقة .
ثانيا : ايتاء الزكاة ، يعطوا الجزية .
الايتاء مع الزكاة : لأن الزكاة عطاء محدد بنسبة معينة ( ربع العشر ) ــ كما أنها تعتبر حق الفقير في مال المزكي وليس هبة منه ــ فالايتاء هو عطاء محدد مشروط .
أما العطاء مع الجزية : 1 ــ اشارة أنها تكون بلا قيد ولا شرط من أهل الكتاب صغارا لهم .
2 ــ أنها هبة من الله تعالى للصف المؤمن ولو شاء الله لمنعها كما حرم الغنائم على من كان قبلنا .
3 ــ أنهم يعطوا الجزية ولا أجر لهم في الآخرة على ذلك بخلاف الزكاة للمؤمنين ــ فهي ليست من باب التكليف الشرعي المثاب على فعله من باب العقوبة والتغريم .