محمد محمود إبراهيم عطية
Member
الابتلاء من سنن الله تعالى في خلقه ، ولله تعالى فيه حكم كثيرة ؛ منها أنه كفارة للسيئات ؛ وقد يكون رفعة للدرجات ، فيبتلى الإنسان فيصيبه الضر بسبب معاصيه ، أو يكون البلاء للاختبار من غير تقصير من العبد كاختبار الله تعالى لأيوب عليه السلام وغيره من الأنبياء ؛ فيكون في ذلك رفعة للدرجات ، ودلالة على افتقار العبد لربه ؛ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .
ويشمل البلاء الشدة والعسر والرخاء واليسر ، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35] . وعن الحسن البصري قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: اقنع برزقك في الدنيا، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق، بلاء يبتلي به كلًّا، فيبتلي به من بسط له، كيف شكره فيه، وشكره لله أداؤه الحق الذي افترض عليه مما رزقه وخوله .
فنبه على نعمة العافية ، وكيف أنها تكون اختبارًا يحتاج لشكر ، ولم تذكر الرواية حال من منع الرزق ، فحاله في الابتلاء ووجوب الصبر معروف .
ولا يستوي الفريقان أبدا ، فريق المؤمنين الذين إن أعطوا شكروا وإن ابتلوا صبروا ؛ وفريق الجاحدين الذين إذا أعطوا كفروا النعم واستقلوها ، وإن ابتلوا سخطوا ؛ قال تعالى: {وَإِنَّ كُلّاً لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [هود:111] .
أخرج أحمد في ( الزهد ) والبيهقي في ( الشعب ) عن مجاهد قال : يؤتى بثلاثة يوم القيامة : بالغني ، والمريض ، والعبد المملوك ، فيقال للغني : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول: يا رب ، أكثرت لي من المال فطغيت ؛ فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول: أنت كنت أشد شغلا من هذا ؟ فيقول: لا ، بل هذا ؛ قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني .
ثم يؤتى بالمريض فيقول : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : شغلت على جسدي ؛ فيؤتى بأيوب في ضره ، فيقول : أنت كنت أشد ضرًّا من هذا ؟ قال : لا ، بل هذا ؛ قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني .
ثم يؤتى بالمملوك فيقول: ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : يا رب، جعلت علي أربابًا يملكونني . فيؤتى بيوسف في عبوديته ، فيقول : أنت كنت أشد عبودية أم هذا ؟ قال : لا بل هذا ؛ قال: فإن هذا لم يمنعه أن عبدني .
إن الابتلاء نوع عبادة فلا يشغلك عن أصل عبادة ربك ... اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ... يا سميع الدعاء ... آمييين .
ويشمل البلاء الشدة والعسر والرخاء واليسر ، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35] . وعن الحسن البصري قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: اقنع برزقك في الدنيا، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق، بلاء يبتلي به كلًّا، فيبتلي به من بسط له، كيف شكره فيه، وشكره لله أداؤه الحق الذي افترض عليه مما رزقه وخوله .
فنبه على نعمة العافية ، وكيف أنها تكون اختبارًا يحتاج لشكر ، ولم تذكر الرواية حال من منع الرزق ، فحاله في الابتلاء ووجوب الصبر معروف .
ولا يستوي الفريقان أبدا ، فريق المؤمنين الذين إن أعطوا شكروا وإن ابتلوا صبروا ؛ وفريق الجاحدين الذين إذا أعطوا كفروا النعم واستقلوها ، وإن ابتلوا سخطوا ؛ قال تعالى: {وَإِنَّ كُلّاً لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [هود:111] .
أخرج أحمد في ( الزهد ) والبيهقي في ( الشعب ) عن مجاهد قال : يؤتى بثلاثة يوم القيامة : بالغني ، والمريض ، والعبد المملوك ، فيقال للغني : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول: يا رب ، أكثرت لي من المال فطغيت ؛ فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول: أنت كنت أشد شغلا من هذا ؟ فيقول: لا ، بل هذا ؛ قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني .
ثم يؤتى بالمريض فيقول : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : شغلت على جسدي ؛ فيؤتى بأيوب في ضره ، فيقول : أنت كنت أشد ضرًّا من هذا ؟ قال : لا ، بل هذا ؛ قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني .
ثم يؤتى بالمملوك فيقول: ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : يا رب، جعلت علي أربابًا يملكونني . فيؤتى بيوسف في عبوديته ، فيقول : أنت كنت أشد عبودية أم هذا ؟ قال : لا بل هذا ؛ قال: فإن هذا لم يمنعه أن عبدني .
إن الابتلاء نوع عبادة فلا يشغلك عن أصل عبادة ربك ... اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ... يا سميع الدعاء ... آمييين .