محمد محمود إبراهيم عطية
Member
من ظن أن الأسباب تنفعل بنفسها ، أي : إنها هي التي تشفي ، وهي التي ترزق .. ونحو ذلك ، فيعتمد عليها ، فهذا يعتبر شركًا ؛ فالدواء سبب ، والشافي هو الله الذي خلق الداء والدواء ، والتماس عملٍ لطلب الرزق سبب ، والذي يرزق هو الله الذي أمر بالتماس السبب .
ومن يقول : سينزل عليَّ من السماء طعامي وشرابي وحاجتي ، وإن لم أتحرك ، فهذا جهل ، ونقص في العقل ، وإعراض عن الأسباب ؛ وهو قدح في الشرع ، لأن الذي أمر بالتماس الأسباب جعل لها تأثيرًا في النتائج بإذنه .
فالحاصل أن الاعتماد على الأسباب يعتبر شركًا وقدحًا في التوحيد ؛ ومحوها يُعَدُّ جهلا ونقصًا في العقل ؛ ومحو تأثيرها ، قدح في الشرع .
والتوكُّل : الاعتماد على الله مع إظهار العجز ، ولا ينفي التوكل على الله تعالى التماس الأسباب التي شرعها عز وجل لتحصيل المترتب عليها ؛ فالسعي في السبب لا ينافي التوكل ، كما روى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا " ، فأثبت لها رواحًا وغدوًا لطلب الرزق ، مع توكلها على الله عز وجل ، وهو المسخر المسير المسبب ، سبحانه جل في علاه ؛ فالتوكل الحقيقي لا يضاده الغدو والرواح في طلب الرزق .
وقد سُئِلَ الإمام أَحْمَدَ – رحمه الله : مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي مَسْجِدِهِ ، وَقَالَ : لَا أَعْمَلُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ : هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي " ( يَعْنِي : الْغَنَائِمَ ) ، وَحَدِيثَهُ الْآخَرَ حِينَ ذَكَرَ الطَّيْرَ ، فَقَالَ : " تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ؟ " ! فَذَكَرَ أَنَّهَا تغدو فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ؛ وَقَالَ الله تبارك وتعالى : { وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ } [ المزمل : 20 ] ؛ وَقَالَ : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ ربكم } [ البقرة : 198 ] ؛ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَيَعْمَلُونَ فِي نَخِيلِهِمْ ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ .ا.هـ .
قال ابن حجر – رحمه الله : وَأَصْل التَّوَكُّل الْوُكُول ، يُقَال : وَكَّلْت أَمْرِي إِلَى فُلَان ، أَيْ : أَلْجَأْته إِلَيْهِ ، وَاعْتَمَدْت فِيهِ عَلَيْهِ ؛ وَوَكَّلَ فُلَان فُلَانًا : اِسْتَكْفَاهُ أَمْره ثِقَة بِكِفَايَتِهِ ؛ وَالْمُرَاد بِالتَّوَكُّلِ ( أي : في الرزق ) اِعْتِقَاد مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَة : { وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض إِلَّا عَلَى اللَّه رِزْقُهَا } وَلَيْسَ الْمُرَاد بِهِ تَرْك التَّسَبُّب ، وَالِاعْتِمَاد عَلَى مَا يَأْتِي مِنْ الْمَخْلُوقِينَ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَجُرّ إِلَى ضِدِّ مَا يَرَاهُ مِنْ التَّوَكُّل .
ومن يقول : سينزل عليَّ من السماء طعامي وشرابي وحاجتي ، وإن لم أتحرك ، فهذا جهل ، ونقص في العقل ، وإعراض عن الأسباب ؛ وهو قدح في الشرع ، لأن الذي أمر بالتماس الأسباب جعل لها تأثيرًا في النتائج بإذنه .
فالحاصل أن الاعتماد على الأسباب يعتبر شركًا وقدحًا في التوحيد ؛ ومحوها يُعَدُّ جهلا ونقصًا في العقل ؛ ومحو تأثيرها ، قدح في الشرع .
والتوكُّل : الاعتماد على الله مع إظهار العجز ، ولا ينفي التوكل على الله تعالى التماس الأسباب التي شرعها عز وجل لتحصيل المترتب عليها ؛ فالسعي في السبب لا ينافي التوكل ، كما روى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا " ، فأثبت لها رواحًا وغدوًا لطلب الرزق ، مع توكلها على الله عز وجل ، وهو المسخر المسير المسبب ، سبحانه جل في علاه ؛ فالتوكل الحقيقي لا يضاده الغدو والرواح في طلب الرزق .
وقد سُئِلَ الإمام أَحْمَدَ – رحمه الله : مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي مَسْجِدِهِ ، وَقَالَ : لَا أَعْمَلُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ : هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي " ( يَعْنِي : الْغَنَائِمَ ) ، وَحَدِيثَهُ الْآخَرَ حِينَ ذَكَرَ الطَّيْرَ ، فَقَالَ : " تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ؟ " ! فَذَكَرَ أَنَّهَا تغدو فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ؛ وَقَالَ الله تبارك وتعالى : { وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ } [ المزمل : 20 ] ؛ وَقَالَ : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ ربكم } [ البقرة : 198 ] ؛ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَيَعْمَلُونَ فِي نَخِيلِهِمْ ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ .ا.هـ .
قال ابن حجر – رحمه الله : وَأَصْل التَّوَكُّل الْوُكُول ، يُقَال : وَكَّلْت أَمْرِي إِلَى فُلَان ، أَيْ : أَلْجَأْته إِلَيْهِ ، وَاعْتَمَدْت فِيهِ عَلَيْهِ ؛ وَوَكَّلَ فُلَان فُلَانًا : اِسْتَكْفَاهُ أَمْره ثِقَة بِكِفَايَتِهِ ؛ وَالْمُرَاد بِالتَّوَكُّلِ ( أي : في الرزق ) اِعْتِقَاد مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَة : { وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض إِلَّا عَلَى اللَّه رِزْقُهَا } وَلَيْسَ الْمُرَاد بِهِ تَرْك التَّسَبُّب ، وَالِاعْتِمَاد عَلَى مَا يَأْتِي مِنْ الْمَخْلُوقِينَ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَجُرّ إِلَى ضِدِّ مَا يَرَاهُ مِنْ التَّوَكُّل .