بين الترتيب والترقيم وهذا الرأي

إنضم
01/06/2007
المشاركات
1,432
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
الأردن - الزرقاء
بين الترتيب والترقيم وهذا الرأي
ما سبب الاختلاف في مسألة الترتيب القرآني ؟ هل هو توقيفي أم اجتهادي ؟
لس هدفي هنا أن أنقل ما جاء في الكتب القديمة أو الحديثة عن سبب هذا الاختلاف ، بل لأعرض رأيا غير كل ذلك .
السبب في ذلك هو ما يجده الباحثون والدارسون من التعدد في عدد آيات القرآن تبعا لتعدد الروايات ، فهناك العدد المكي والمدني الأول والثاني والبصري والشامي والكوفي ، ومما لا شك فيه أن هذه المسميات لم يكن لها وجود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا في زمن الصحابة رضي الله عنهم ، ومن المؤكد أنها وجدت بعد جمع الخليفة عثمان للمصحف .ولا يمكننا أن نتصور أن التساؤل عن ترتيب القرآن : هل تمّ بالوحي أم باجتهاد من الصحابة كان مطروحا في زمن الصحابة ، فليس من المعقول أن يطرحوا مثل هذا السؤال على أنفسهم .
ولعل هذا التعدد في الأعداد هو السبب الوحيد المخفي أحيانا ، والظاهر أحيانا لدى البعض ممن يعارضون الإعجاز العددي ، والجزم بأن ترتيب القرآن توقيفي قد تم الوحي ، ذلك أنه قد يثير الشكوك في صحة الأعداد الأخرى في حالة تبني عدد مخصوص من بينها .
لو عدنا إلى زمن جمع القرآن ، لن نختلف على الحقيقة التالية : الأرقام التي تحدد بها نهايات الآيات على النحو الموجود في المصاحف الآن لم تكن موجودة ، فلم يكن العرب حتى هذا الوقت قد عرفوا الأرقام ، ولذلك فالاعتماد كان بالدرجة الأولى على الحفظ والذاكرة .
وهذا يعني أننا لو جردنا الآن المصاحف من جميع الأرقام التي تحدد نهايات الآيات ، سينتج لدينا نسخة من المصحف مرتبة السور والآيات واحدة في جميع الروايات . أي أن جميع روايات المصحف متماثلة في ترتيب السور والآيات لا فرق بينها أبدا . وهذا دليل على أن الترتيب توقيفي .
فأين الاختلاف إذن ؟ الاختلاف الوحيد هو في ترقيم الآيات وليس في ترتيبها . هذا الترقيم هو الذي كان مجال الاجتهاد ، وليس بالضرورة أن يكون خطأ ، إنما هو وفق اعتبارات متعلقة برواية ما . وقد يكون من بين هذه الأعداد ما خُزّن فيه الدليل الرياضي على حفظ القرآن الكريم .
فالمسألة كمسألة القراءات ، إن اعتماد قراءة ما ، لا يعتبر تشكيكا في قراءة أخرى ، ولا يتخذ سببا للتشكيك أيضا ، ولكن قد يكون الإعجاز في أحدها أظهر من غيره .
والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب عبد الله،
قلت : فلم يكن العرب حتى هذا الوقت قد عرفوا الأرقام..

ولعلك تقصد أنهم لم يرقموها في المصحف.. فهم ربما كانوا أعلم من كثير منا بالأرقام.. ويكفي علمهم بالفرائض كدليل..
ولعلهم لم يرقموها لأنهم كانوا يأخذون ذلك بالسليقة.. كالشكل والتنقيط بالنسبة للحروف..
ودليل ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: آخر ما نزل من القرآن(واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون) فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد ضعها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة.
والحديث كثيرة في ذكر العدد..
ومنها الحديث عن ابن مسعود الذي يعد العدد فيه من القراءة..

فالأمر وإن لم يشكل على الصحابة والتابعين.. إلا أنه أشكل على من خلفهم لأنهم أرادوا أن يتعقلنوا فضل بعضهم وأضل..
والعجيب أن الناس تأخذ عنهم تأويلاتهم لأقوال الصحابة ولا تتمعن في ما قالوا أعني في ما قال الصحابة رضي الله عنهم.. وإن كنا لا نشك في حسن نواياهم إلا أن حسن النية وحده لا يكفي..
ويحضرني هنا كلام لابن خلدون يتخذه بعض الباحثين مرجعا يتحدث فيه عن اختلاف الرسم في القرآن وينتصر للقائلين بأن رسم القرآن راجع إلى اجتهاد الصحابة ويتمادى فيصفهم بأنهم كانوا أول عهد بالكتابة حال الأعراب في التوحش والبداوة.. ومثل هذا الكلام هو محض الرأي ولا يصح أن يتخذه الباحثون ولا مثله دليلا..

هذا والله أعلم
وبارك الله فيك أخي الحبيب وجزاك خيرا

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب عبد الله،
قلت : فلم يكن العرب حتى هذا الوقت قد عرفوا الأرقام..

وبارك الله فيك أخي الحبيب وجزاك خيرا

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
أعني - أخي الحبيب - عدم معرفتهم بالكتابة . فرموز الأرقام تم وضعها من قبل الخوارزمي في القرن الثاني الهجري ، والمعروفة لدينا اليوم ب : 1 ، 2 ، 3 ، 4 .... ( وهذه تسمى الأرقام الهندية ) ، بينما العربية هي المستخدمة في الغرب .
 
أعني - أخي الحبيب - عدم معرفتهم بالكتابة . فرموز الأرقام تم وضعها من قبل الخوارزمي في القرن الثاني الهجري ، والمعروفة لدينا اليوم ب : 1 ، 2 ، 3 ، 4 .... ( وهذه تسمى الأرقام الهندية ) ، بينما العربية هي المستخدمة في الغرب .
ما يسمّى بالأرقام الهنديّة المستخدمة عند أكثرنا؛ هي: (...... ) هناك خطأ مطبعيّ قطعاً؛ وسببه أرقام الملتقى المعتمدة بالعربيّة المستخدمة عند الغرب وهي أرقام الزّوايا (1 2 3 4 5 6 7 8 9). زاوية واحدة تعني: واحد، زاويتان اثنتان: اثنان.... إلخ.
 
عودة
أعلى