بين ابن جرير وابن كثير 7

إنضم
22/05/2003
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
في قوله تعالى :{ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } البقرة (114) .اختلف المفسرون فيمن المراد بهذه الآية على قولين :
أحدها: أنهم النصارى لما أعانوا بختنصر على اليهود في تخريب بيت المقدس ، ومال إليه ابن جرير رحمه الله ، وهو مروي عن ابن عباس وقتادة .
ثانيها : أنهم كفار قريش لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من دخول مكة .وهو الذي رجحه ابن كثير حيث قال :[ ثم اختار ابن جرير القول الأول ، واحتج بأن قريشا لم تسع في خراب الكعبة . وأما الروم فسعوا في تخريب بيت المقدس.
قلت : الذي يظهر والله أعلم القول الثاني كما قاله ابن زيد ، وروي عن ابن عباس ، لأن النصارى إذ منعت اليهود الصلاة في بيت المقدس ، كان دينهم أقوم من دين اليهود، وكانوا أقرب منهم ، ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولا إذ ذاك ؛لأنهم لعنوا من قبل على لسان داود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، وأيضا فإنه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى ، شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام ، وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة ن فأي خراب أعظم مما فعلوا ؟ أخرجوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم ، كما قال تعالى :{ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وماكانوا أولياءه ..}وقال تعالى :{ماكان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ...}وقال تعالى :{ هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ...} ... فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها ، فأي خراب لها أعظم من ذلك ؟ وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورها فقط ، إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ، ورفعها عن الدنس والشرك ].انظر (1/369).
 
عودة
أعلى