محمد العبدالهادي
New member
- إنضم
- 22/05/2003
- المشاركات
- 61
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
في قوله تعالى :"قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " اختلف المفسرون في معنى التمني الوارد في الآية ، فقال قوم بأن المراد التمني المعروف ومال إليه ابن جرير، وقال آخرون بل المراد المباهلة وهو الذي رجحه ابن كثير حيث قال:[فأما من فسر الآية على معنى ...إن كنتم صادقين في دعواكم فتمنوا الآن الموت . ولم يتعرض هؤلاء للمباهلة كما قرره طائفة من المتكلمين وغيرهم ، ومال إليه ابن جرير بعد ما قارب القول الأول ؛ فإنه قال : القول في تأويل قوله تعالى قل إن كانت لكم الدار .. وهذه الآية مما احتج الله به لنبيه صلى الله عليه وسلم على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره ، وفضح بها أحبارهم وعلماءهم ؛ وذلك أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم ، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف، كما أمره أن يدعو الفريق الآخر من النصارى إذ خالفوه في عيسى بن مريم عليه السلام وجادلوه فيه إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة .فقال لفريق من اليهود : إن كنتم محقين فتمنوا الموت ، فإن ذلك غير ضار بكم ، إن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنزلة من الله ، بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم ، فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها ،والفوز بجوار الله في جناته , إن كان الأمر كما تزعمون : من أن الدار الآخرة خالصة دوننا، وإن لم تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا وانكشف أمرنا وأمركم لهم . فامتنعت اليهود من الإجابة إلى ذلك ، لعلمها أنها تمنت إن تمنت الموت هلكت ن فذهبت دنياها , وصارت إلى خزي في آخرتها ، كما امتنع فريق النصارى .
[قال ابن كثير بعد هذا ] وهذا الكلام منه أوله حسن ،وأما آخره فيه نظر ؛وذلك أنه لاتظهر الحجة عليهم على هذا التأويل ، إذ يقال : لايلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت؛ فإنه لاملازمة بين وجود الصلاح وتمنى الموت ، وكم من صالح لايتمنى الموت ، بل يود أن يعمر ليزداد خرا وترتفع درجته في الجنة ، كما جاء في الحديث :"خيركم من طال عمره وحسن عمله" وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت ، وفي بعض ألفاظه :"لايتمنيت أحدكم الموت لضر نزل به، إما محسنا فلعله أن يزداد ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب"، ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا :فها أنتم تعتقدون- أيها المسلمون - أنكم أصحاب الجنة ن وأنتم لاتتمنون في حال الصحة الموت ؛فكيف تلزمونا بما لايلزمكم ... وسميت هذه المباهلة تمنيا لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل المناظر له ، ولاسيما إذا كان في ذلك حجة له في بيان حقه وظهوره ، وكانت المباهلة بالموت لأن الحياة عندهم عظيمة عزيزة ، لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت ]انظر (1/324) وهذا الكلام من الحافظ ابن كثير رحمه الله عالي القدر لطالب العلم .
وكم جلست أفكر طويلاً بين القولين ؟ أيهما أصح ظاهر اللغة عند ابن جرير أم حجج الحافظ ؟
فأرجو من الإخوة أن لايبخلوا بالمشاركة ؟
[قال ابن كثير بعد هذا ] وهذا الكلام منه أوله حسن ،وأما آخره فيه نظر ؛وذلك أنه لاتظهر الحجة عليهم على هذا التأويل ، إذ يقال : لايلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت؛ فإنه لاملازمة بين وجود الصلاح وتمنى الموت ، وكم من صالح لايتمنى الموت ، بل يود أن يعمر ليزداد خرا وترتفع درجته في الجنة ، كما جاء في الحديث :"خيركم من طال عمره وحسن عمله" وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت ، وفي بعض ألفاظه :"لايتمنيت أحدكم الموت لضر نزل به، إما محسنا فلعله أن يزداد ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب"، ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا :فها أنتم تعتقدون- أيها المسلمون - أنكم أصحاب الجنة ن وأنتم لاتتمنون في حال الصحة الموت ؛فكيف تلزمونا بما لايلزمكم ... وسميت هذه المباهلة تمنيا لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل المناظر له ، ولاسيما إذا كان في ذلك حجة له في بيان حقه وظهوره ، وكانت المباهلة بالموت لأن الحياة عندهم عظيمة عزيزة ، لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت ]انظر (1/324) وهذا الكلام من الحافظ ابن كثير رحمه الله عالي القدر لطالب العلم .
وكم جلست أفكر طويلاً بين القولين ؟ أيهما أصح ظاهر اللغة عند ابن جرير أم حجج الحافظ ؟
فأرجو من الإخوة أن لايبخلوا بالمشاركة ؟