بيان قوله  ولقد آتيناك سبعا من المثاني 

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
بيان قوله  ولقد آتيناك سبعا من المثاني 

ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله  ولقد آتيناك سبعا من المثاني  الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن ، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هـذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ ، ولم يفقهوا أن النبي  قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره ، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن ، فقوله  فاقرأوا ما تيسر من القرآن  المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر ، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه .
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي :
1. الأسماء الحسنى
2. الغيب في القرآن
3. الوعد في الدنيا
4. النبوة
5. القول
6. الأمثال
7. الذكر
فإن لم تكن هـذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله ، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هـذه الأحرف السبعة ، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني ، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين ، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم ، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد .
ولقد نحا الأولون قريبا مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص .
إن الحديث النبوي الذي تضمن التمثيل بالأسماء الحسنى " عليما حكيما غفورا رحيما" ليعني أن الأسماء الحسنى حرف من الأحرف السبعة بيّنه النبي الأمي  أحسن البيان فمثل بواحد منها كما سيأتي قريبا إثباته .
وكذلك اعترف ابن الجزري في نشره (1/25) باحتمال أن لا يكون اختلاف القراءات هو المراد بالأحرف السبعة فقال " فإن قيل فما تقول في الحديث الذي رواه الطبراني من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي أن النبي  قال لابن مسعود "إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف :حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وآمر وزاجر فأحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فإن كلا من عند الله  وما يذكر إلا أولوا الألباب  فالجواب عنه من ثلاثة أوجه أحدها أن هذه السبعة غير الأحرف السبعة التي ذكرها النبي  في تلك الأحاديث وذلك من حيث فسرها في هذا الحديث فقال حلال وحرام إلى آخره وأمر بإحلال حلاله وتحريم حرامه إلى آخره ثم أكد ذلك الأمر بقول  آمنا به كل من عند ربنا  فدل على أن هذه غير تلك القراءات " اهـ بلفظه
قلت : ولقد وقع الإدراج في الحديث فضم إليه من تفسير بعض الرواة إذ لم تكن بعض ألفاظ ما أدرج متداولة في جيل الصحابة ولا نطقوا بها ولا سمعوها من النبي  وكما ناقشت ، وناقشت اختلاف القراء وأهل الأداء في أحرف الخلاف في بحث مستقل بعنوان "دراسة نقدية حول الأحرف السبعة" لعلي أنشرها قريبا إن شاء الله .

بيان قوله  أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا 

إن قوله :
•  أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا  النساء 82
•  وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون  الروم 4
•  ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين  يونس 48 ، يـس 48 ، الأنبياء 38 ، النمل 71 ، سبأ 29 ، الملك 25
•  ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين  السجدة 28
•  وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين  الحجر 6ـ7
•  ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد  الرعد 31
•  ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده  الحج 74
•  ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد  آل عمران 194
ويعني حرف النساء أن القرآن تضمن موعودات في الدنيا ستقع كلها بعد نزول القرآن لا يختلف شيء منها عما أخبر الله به في القرآن من قبل وأن لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا اختلافا كثيرا بين موعوداته والحوادث المنتظرة بعده كما يجد الناس اختلافا كثيرا بين ما يقوله الكهنة والمشعوذون وبين ما يقع من الحوادث بعد .
ولقد فرغت بحمد الله من الجزء الأول من "من بيان القرآن " وضمنته من موعودات القرآن ما شاء الله مما لم يقع بعد وسيقع في الدنيا وجميعه من ثوابت العقيدة الإسلامية التي آمن بها الصحابة فمن بعدهم إجمالا كما هو مقتضى إيمانهم بالغيب ، وإيمان كل مؤمن بالغيب ، وأثبتّ كل موعود منها بهـذه السبع من المثاني وضمنت كل واحدة منها ما شاء الله من المثاني حسب ما أبصرت ـ بفضل الله ـ من بصائر القرآن المنزل على النبي الأمي  .
وكذلك دلالة استعجال المشركين نفاذ موعودات القرآن ليتأتى للرسول به وللمؤمنين معه ادعاء أنهم من الصادقين ، وهكذا فقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن ينجز وعده ليصدقه المتأخرون الذين سيشهدون نفاذ الوعد من الله على لسان إبراهيم بعدما كذبه المعاصرون الذين لم يحضروا نفاذها بل كانت لهم غيبا بعيدا كما هي دلالة قوله  واجعل لي لسان صدق في الآخرين  الشعراء 84 ودلالة قوله  ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا  مريم 49 ـ50 ويعني أن الله قد أنجز في المتأخرين ما وعدهم به على لسان إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأن المتأخرين قد علموا صدق كل منهم .
وكذلك دلالة حرف آل عمران الذي يعني تكليف المؤمنين بالغيب الإيمان بأن ما وعدهم الله به مأتي ينتظرونه ويدعون الله ليصبح شهادة يشهدونه ويؤمنون له بعد أن كانوا مؤمنين به .
أما ما وعد الله به محمدا  في القرآن فلن يجد الناس فيه ـ يوم يصبح شهادة في الدنيا ـ اختلافا بينه وبين وعد الله في القرآن كما هي دلالة قوله :
•  قل صدق الله  آل عمران 95
•  اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته  الكهف 27
•  ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين  الأنعام 34
•  وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم  الأنعام 115
•  ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم  يونس 62 ـ 64
•  والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع 
ويعني حرف آل عمران أن من القول في القرآن وهو الذي سيتم نفاذه بعد حياة النبي  أن سيعلم الناس صدق الله فيما أخبر به في القرآن أي سيشهدون ويحضرون مطابقة الغيب مع ما أخبر الله منه في القرآن ، ومنه أن سيسمعون التوراة تتلى عليهم ومنها قوله  كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة  ومن ينكر ذلك بعد نزول عيسى ابن مريم وتلاوته التوراة على الناس ؟ وقد تضمن القرآن أن الله قد علمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، أفلا يستطيع الذي علّمه الله التوراة أن يتلوها على الناس ؟ وليقع تصديق القرآن .
ويعني حرف الكهف أن من سنة النبي الأمي  التي كلف بها أن يتلو الكتاب المنزل عليه ، ولما كانت تلاوة النبي  كتاب ربه المنزل عليه مما كلف به أي من سنته كما بينت في "حوار مع الأصوليين " فإن جميع المؤمنين به تبع له مكلفون كذلك بتلاوة القرآن وتدبره وانتظار نفاذ كلمات ربنا التامات أي التي سيتم نفاذها ، ولن يتخلف عن تلاوة القرآن وتدبره إلا من رغب منهم عن سنة نبيه  ، وأما قوله  لا مبدل لكلماته  فهو مما وعد الله به في الكتاب المنزل أن يتم نفاذ موعوداته وأن لا مبدل لها.
ويعني أول الأنعام أن من كلمات الله أي موعوداته أن نصر الله قد تنزل من قبل على الرسل بالآيات بعد صبرهم على التكذيب والإيذاء وأن ذلك الوعد لا مبدل له بعد نزول القرآن بل لا يزال منتظرا كما بينت في "من بيان القرآن" .
ويعني ثاني الأنعام أن جميع الغيب في القرآن سيصبح شهادة في ظل الذين سيؤتيهم ربهم الكتاب ويومئذ يعلمون رأي العين أن محمدا  مرسل من ربه بالقرآن إذ قد تمت أي نفذت موعوداته صدقا وعدلا ، والقطع كذلك بأنها لا مبدل لها هو من الوعد في القرآن .
ويعني حرف يونس أن من كلمات الله أي موعوداته قوله عز وجل  ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة  فهو من وعد الذي وعد به ولا تبديل له كما بينته في كلية النصر في ليلة القدر .
وسيأتي ضمن بيان الأحرف السبعة أن كلمات الله وكلمات ربنا في سياق الوعد في الدنيا هي من حرف الوعد في الدنيا ، وأما في سياق اليوم الآخر فهي من الوعد في الكتاب .
ويعني حرف الذاريات القسم من الله على أن الوعد في الكتاب المنزل وعد صادق أي لا اختلاف بينه يوم نفاذه وبين ما وصفه الله به في القرآن قبل عشرات القرون .
 
بيان قوله  ولقد آتيناك سبعا من المثاني 

ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله  ولقد آتيناك سبعا من المثاني  الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن ، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هـذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ ، ولم يفقهوا أن النبي  قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره ، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن ، فقوله  فاقرأوا ما تيسر من القرآن  المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر ، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه .
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي :
1. الأسماء الحسنى
2. الغيب في القرآن
3. الوعد في الدنيا
4. النبوة
5. القول
6. الأمثال
7. الذكر
....

شيئ غريب

ما أجرأ البعض على القول على الله بلا علم!
 
وما أسرع عودة طالب علم مثلي إلى الحق إن بينه مثلك من المتخصصين
وما أجدرك بنقض جزئية واحدة على الأقل من بحوثي ولتكن تعريفي لمدلول النبوة أو القول أو الذكر أو ضرب الأمثال ....
ولتنقذ المسلمين من زيغي وضلالي ولأساعدك يومئذ بالرجوع عنها فتكسب الأجر مرتين إن شاء الله
أما قول المعترض هذا باطل وجرأة فهو مرادف لقوله هذا ما لم نطلع عليه بعد ولم نعرفه ولم نجد عليه آباءنا وليس مما تقلدناه من التراث
ولا يعني ذلك شيئا ولو نقيرا ولا فتيلا في ميزان الحق الذي يبحث عنه طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
الشيخ الحسن محمد بارك الله فيك
قرأت ما سطرت في مواضيع متفرقة و أضيف بعض ملاحظات للعبد الفقير بعد إذنك
أولا: تكرار استعمال التراث ونقد التراث في الغالب لا يبشر بخير لأن كثيرا ممن يكتب بهذا الأسلوب حسب ما نقرأ ونشاهد همهم الوحيد هو الاستهانة بالتراث والتنقص من قيمته وإضعاف أثره في النفوس وبعد ذلك قطع العلاقة معه وطرحه جانبا، وهذا أمر خطير فعلماؤنا الأجلاء هم الذين نقلوا لنا الدين وحفظوه، نقع في مثل هذه الأخطاء دون قصد أحيانا لأجل أن نبين للناس أننا نتبع الحق والدليل، وهل كان السلف الصالحون إلا متبعين وباحثين عن الحق والدليل، وعلى العلماء خاصة وعلى عموم المسلمين أن يكفوا عن توجيه تهم إلى المسلمين السابقين واللاحقين ليست صحيحة وليس لها اصل بل هي مجرد تلاعب بالالفاظ واسلوب تعالمي لتسويق أفكارنا الخاصة وآراءنا التي ستصبح تراثا في يوم من الأيام، حتى لا نناقض أنفسنا ونقع في ما لم نكن نقصد. والأصل في المسائل العلمية أن يكون البحث عن الحق والصواب أنّى كان دون النظر الى زمان القول جديد أو قديم، والبحث عن الحق شعار نستغني به عن شعارات مثل التمسك بالتراث أو تقديس القديم أو نقد التراث وما شابه، ونحفظ لمن كان أهلا للبحث حقه في التدقيق والتمحيص والنقد والاختيار والبحث عن الصواب. فالتسليم والتقديس للحق. وأظن أن نصيب العلماء المتقدمين أكثر من نصيبنا في الفهم والعلم والدين، ويكفيهم طهارة مجتمعاتهم وتمكنهم في اللغة العربية.
ثانيا: لا بد أنك قرأت حكم تفسير القرآن بالرأي وشروط التفسير وحال السلف في تفسيرهم للقرآن، فأنى لواحد أن يقول مراد الله في الآية كذا وكذا دون دليل ثم يبنى على هذا التفسير أمور كثيرة وتفريعات عديدة، وأود أن أقول هنا أن كثيرا مما تكتب ليس تفسيرا جديدا وثورة علمية وفتحا جديدا، بل هو استنباطات وربط آيات ومواضيع مع بعضها البعض، في غالبها قابلة للاخذ والرد والنقاش والاستحسان والرفض.
ثالثا: في مسألة الأحرف السبعة وبناء على رأيك في الأحرف السبعة: ما هو الحرف الذي نزل عليه القرآن أولا ثم لم تطق القراءة به كافة العرب فسال النبي صلى الله عليه وسلم ربه التخفيف فأنزل الله الأحرف كما هو صريح في الأحاديث؟
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى