بلسان عربي مبين هل هي للنسبة أم للوصف أم لكليهما ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Amara
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

وصف الله تعالى كتابه القرآن فقال: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾، فهل قوله تعالى: عربي، للنسبة أم للوصف أم لكليهما.
فإن كان للنسبة كون حروف ألفاظه عربية، فبين فما لزوم ذكره والتأكيد عليه ؟ إذ لابد من حكمة.
وإن كان للوصف، فما هي المعاني التي يمكن أن نفقهها من وراء هذا الوصف ؟

يغفر الله لي ولكم

د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من الماستر في العلوم الإسلامية|جامعة شنقيط العصرية)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ .
وحقيق علينا أن ننظر في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ﴾ ، فإن لقوله تعالى: يعلمه، دلالات تفوق كونه يحفظه أو يقرؤه. فلما ذكر العلم ذكر معه اللسان. ثم إنه ذكر كلمة: بشر على الإنكار لا على التعريف. وكذلك كان جوابه على سبيل الإنكار لا التعريف. فلما ذكر اللسان قال تعالى: ﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ ، وإنما هذا القول جوابا للأول كونه لا يعلمه بشر، فكأنما هذا لسان عربي مبين لا يستطيعه بشر. فكل البشر أعاجم أمام القرآن، فصاحة وعلما.
وإنما كان ذلك كذلك، لقوة البيان الذي فيه، وهو قوله تعالى: ﴿ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾، وقوله تعالى: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ . وفي هذين الآيتين أمور وجب التوقف عندها:
الأول قوله تعالى: ﴿ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾، يستوجب أن غيره ليس كذلك.
الثاني: هل كلمة عربي، للنسبة أم للوصف ؟ فإن كان للنسبة كون حروف ألفاظه عربية، فما لزوم ذكره والتأكيد عليه ؟ إذ لابد من حكمة. وإن كان للوصف، فما هي المعاني التي يمكن أن نفقهها من وراء هذا الوصف ؟
أما المدقق في آيات الله تعالى، سيعلم أن قوله تعالى: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾، ليس هو نفسه قوله تعالى: ﴿ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾. وتحققا سيتبين أن الأولى تبين نسبة اللسان والثانية تبين وصف اللسان. وعليه فإن كلمة عربي هنا تشمل المعنيين معا، وصفا ونسبة. وصفا كونه بينا لا عجمة فيه على خلاف ألسنة الناس، ونسبة كون حروفه ومركبات حروفه فيه عربية.
الثالث: أن هذه الآيات تدخل في باب التحدي باللسان. فإن التحدي كان بالسور أن يؤتى بمثلها. وهذه الآية تقدم تحد آخر هو تحدي اللسان وهو كل ما تستطيع به تبيان الحق للناس.
والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم

د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من الماستر في العلوم الإسلامية|جامعة شنقيط العصرية)
 
عودة
أعلى