بعض المصطلحات التجويدية التي ذكرت في كتب القراءات

حسن باسل

New member
إنضم
13/06/2014
المشاركات
967
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
عراقي (موصل)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض المصطلحات التي ذكرت في كتب القراءات والتي يجب التدقيق في فهمها واختلافها عن بعضها
1) خيال الهمز وهذا مصطلح لم يعد يستخدم في يومنا هذا واختلف العلماء فيه فمنهم من قال أنه هو التسهيل ومنهم من قال أنه وسطا بين التسهيل والتحقيق ,فأما من ذكر هذه العبارة فهم (أبو العلاء الهمذاني في غاية الاختصار / الروذباريُّ في الجامع القراءات الذي يعرف بالجامع الكبير / أبو الكرم الشهرزوريُّ في المصباح الزاهر / أبو الفضل الخزاعيُّ في المنتهى / أبو معشر الطبريُّ في سوق العروس / والأندرابي في الإيضاح) وغيرهم
وأما القول بأن التسهيل بين بين هو الخيال فهذا خطأ لا ريب فيه وذلك لأن الخزاعيَّ ذكر أن الخيال يدخل على الهمز الساكن وأما التسهيل بين بين فمحال أن يدخل على همز ساكن فكيف يدخل التسهيل بين الهمزة وبين الساكن لأن الحرف الساكن ليس له جنس من حروف المد !! وهذه العبارة تكفي أيضا بالقول أنه ليس مرتبة بين التسهيل بين بين والتحقيق لعدم إمكانية جعل ذلك قال أبو الفضلِ الخزاعيُّ في المنتهى "واتفقا على ترك كل همزة ساكنة واختلفا في باب الإنباء فهمزها الحلواني إلا (نبأتكما) و(نبئ عبادي) و(أم لم ينبأ) وتركهن العمري إلا أنه يشير إلى الهمزة بالصدر كالخيال لها" قال أبو الفضل "وخيال الشيء صورته دون حقيقته"
ويأتي خيال الهمز في المتحرك أيضا قال الروذباريُّ في الجامع الكبير "فإن كان الساكن حرف مد لم يلقوا حينئذ حركة الهمزة عليه بل يلينون الهمزة ويأتون بخيالها مثل قوله تعالى (سوآء) و(سوء الحساب) (ولا المسيء) و(سيء بهم) و(خآئفين) و(هنيئا مريئا)" ومن المعلوم أن التسهيل بين بين لا يأتي إلا مع الألف وذلك لأن الألف حاجز غير حصين لخفاء فكأن الهمزة قبلها حرف مفتوح وأما عدم جمعهم مع الواو والياء السواكن بالتسهيل لأن التسهيل في مقام الساكن ألا ترى أنهم لا يسهلون الهمزة التي في أول الكلمة مثل (ءأنذرتهم) و(أئنكم) و(أؤنبكم) وشبه ذلك لأن العرب لا تبدأ بساكن والهمزة المسهلة كالساكن وقال الشهرزوريُّ في المصباح "فإذا تحركت وتحرك ما قبلها فإنه يأتي بخيالها بنبرة مع إعطائها حظها من الإعراب" وقال أيضا "وقرأ بن جماز والعمري والدوري جميع الهمز المتحرك بخيال الهمزة والإشارة إليها بالصدر مع تخفيف الحرف ومعنى الخيال دون تحقيقها" وقال الأندرابي في الإيضاح "أبو جعفر برواية العمري يترك الهمزة ساكنة كانت أو متحركة ويشير إليها كالخيال وخيال الشيء صورته دون حقيقته قال العمري (الدين إياك نعبد وإياك نستعين) بنبرة لينة بين الكسرة والياء والنبرة ألين وألطف من الهمزة كذلك كل ما في القرآن"
فخيال الهمزة هو بين الهمزة المحققة والنبرة
 
النبر والهمز واختلف العلماء في معناهما فمنهم من قال أن النبرة هي الهمزة نفسها ومنهم من فرق بينهما فقال الشيخ الدكتور إبراهيم الدوسري في مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات "النبر هو صفة للهمزة تعني الحدة وعليه الأكثرون ويسمى بالنبرة وقيل النبرة دون الهمزة وهي أن تخفف فيذهب معظمها ويخف النطق بها فتصير نبرة أي همزة غير مشبعة بمعنى همزة مسهلة بين بين" قال الهمذاني في التميهد "فإن الهمزة يجب أن تخرج إخراجا سهلا على تؤدة من غير لكز ولا اعتماد عليها وقال سيبويه في الكتاب "واعلم أن الهمزة إنما فعل بها هذا من لم يخففها لأنه بعد مخرجها ولأنها نبرة في الصدر تخرج باجتهاد وهي أبعد الحروف مخرجا فثقل عليهم ذلك لأنه كالتهوع" وقال بن الجزري في تمهيده "والناس يتفاضلون في النطق بها على مقدار غلظ طباعهم ورقتها فمنهم من يلفظ بها لفظا تستبشعه الأسماع وتنبو عنه القلوب ويثقل على العلماء بالقراءة وذلك مكروه معيب من أخذ به وروي عن الأعمش أنه كان يكره شدة النبرة يعني الهمز في القراءة" فالذي يتضح عندي والله تعالى أعلى وأعلم أن النبرة هي همزة مع مبالغة الضغط على الوترين ألا ترى أنك إذا بالغت فيها أصبحت كضغطة في الصدر وأصبح الصوت كالمتهوع -عافكم الله- وهو بالضبط وصف سيبويه رحمه الله وأما الهمزة فهي نبرة من غير لكز ولا ولا اعتماد عليها وهي التي لا تستبشع في اللفظ وعليه يكون خيال الهمز غير خيال النبر وتسهيل الهمز غير تسهيل النبر واليوم أغلب القراء على تسهيل النبر لا تسهيل الهمز فيستبشعون لفظه حتى أن معظم قراءنا في الموصل العزيزة سموه "بالتصعيب" -بسمة- ويقولون أن اللفظ به مستبشع وليس بتسهيل أبدا
دمتم سالمين
 
مراتب الإمالة ومصطلحاتها
اعلم وفقك الله أن الإمالة تدخل على الألف وبما ان ليس للسان حظ في الالف كانت الالف في وسط الحرفين الياء والواو فكانت للألف حظ من تقريبها إما للواو أو الياء فكلما فخمت الألف اقتربت من الواو وكلما رققت قربت من الياء والخلف في الإمالة والترقيق والإمالة والتغليظ أن التغليظ والترقيق عملهما في اللسان فقط أما الإمالة فيشترك معها الفك الا ترى أنك لو رققت الألف واضجعت فكك السفلي كنت مميلا ولو انك أبقيت الفك مفتوحا كنت مرققا وأما ترى انك في تفخيم الألف تحدب اعلى اللسان وتقعر وسطه مع عدم ضم الشفتين ولكنك ان اردت ان تميلها للواو ضممت شفتيك وعليه يجب التفريق بين الإمالة والتغليظ والترقيق واعلم ان للترقيق مراتب وكذلك الامالة فاما مراتب الترقيق
1) ان يأتي قبل الألف أحد حروف الاستفال
2) أن يأتي قبل الألف راء مفتوحة مرققة على مذهب الأزرق وقد ذكرتُ سابقا في بحث في هذا الملتقى هل الراء للأزرق إمالة أم ترقيق
وأما مراتب التفخيم فهي
1) أن يأتي قبل الألف حرف استعلاء أو راء مفتوحة
ويجب فتح الفك في لفظ هذه الالف فإن قللت فتحة الفك كنت مميلا الالف ومغلظها فتصبح ألف فيها إمالة نحو الضمة وهي التي تعرف بألف الحجازية التي منعها ابن الجزري ومكي رحمهما الله حيث قالا مع أنها جميلة في اللفظ ومستخدمة في العربية بكثرة إلا أنها لا أم لها في القرآن أي لم يأتي بسند لها فلا يصح التلاوة بها وهي بالضبط تشبه صوت حرف (o) بالانگليزية وضمتها تعرف بالضمة الناقصة في لفظ كلمة "مول" التي تعني اسواق مثلا
وأما الإمالة ففيها مراتب أيضا
1) إمالة الألف نحو الواو وقد وردت قراءة شاذة فيها عن الحسن في إشمام الألف في الكاف والها والياء في "كهيعص" شيئا من الضم وهي إمالة الألف نحو الواو وتلفظ الفا بضم الشفتين فتكون بين الألف وبين الواو وما فوق هذه الإمالة إلا واوا
2) إمالة الالف الى الفتح أقرب وهو مصطلح اختلف العلماء في استخدامه فمنهم من عنى به التقليل ومنهم من عنى به أقل مرتبة من الإمالة بإنزال الفك بأقل ما يمكن وهو الذي يستخدم حقيقة في لفظنا للراء المرققة بعدها ألف في مثل "خيرا" حيث ينزل الفك عند النطق بالالف المرققة شيئا يسيرا
2) التقليل المعروف
3) إمالة لكن الى الكسر اقرب وهو ما يستخدمه -أسفا- بعض القراء في التعبير عن التقليل فيلفظ بـ (موسى) مثلا كأنها ممالة أو ما يلفظه بعض القراء -أسفا- في الإمالة فيجعلها أقرب للتقليل
4) البطح أو الإمالة الكبرى وهي المعروفة وما تحت هذه الإمالة الا ياءا
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابو معشر في سوق العروس "وأما العمري وبن جماز لأبي جعفر يخففان كل همزة في القرآن وقيل بخيال الهمز إلا أن يكون الساكن ياء فعيل أو واو فعول فإنه يقلب الهمزة في فعيل ياء متحركة وفي فعول واوا فيدغم نحو (بريء) و(النسيء) و(خطيئة) و(ثلاثة قروء) ونحو ذلك وجاء عنه أيضا في هذه الحروف مدة طويلة لا همز فيه بحال وقيل أنه ينظر أبدا إلى الحرف الذي فيه حركة الهمزة فيقرب الهمزة منها ويجعل الهمزة بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها فإذا وقع ساكن قبلها جعل الهمزة على نصفين يلقي نصفها على الساكن الذي قبلها ويبقي نصفها" وفي هذا النص دلالة قاطعة على أن التسهيل ليس هو خيال الهمز
وهذا تعبير غريب جدا لا أكاد اعرفه من غير ابي معشر بجعل الهمزة نصفين وعندي هذا أمكن في غير الالف لان الالف لا تقبل شيئا من همز ولا حركتها إلا إذا قلبت همزة وقلبها همزة أعسر فعليه يكون في الساكن قبلها على هذا المذهب أن تنقل نصف حركتها على الساكن وتبقي نصفها عليها فيكون في مرتبة فوق الاختلاس دون الاتمام ولعله ما يعرفون عنه العلماء بالإخفاء فيخفى الحرف الساكن والهمزة فيهما والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
فخيال الهمزة هو بين الهمزة المحققة والنبرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتراجع عن قولي هذا واقول أن خيال النبر وخيال الهمز مصطلحان لحقيقة واحدة وذلك لأن الخيال هو صورة دون الحقيقة فلا يدخل في الصورة شدة ضغط او خفته على ما أصلت في أن النبرة هي شدة الضغط في مخرج الهمز كالتهوع والهمز هي من غير لكز ولا اعتماد لكن في الخيال وحسب تعريف الذي ذكره الخزاعي "صورته دون حقيقته" ذلك أن معنى الاعتماد على المخرج قد عدم وصورة الشيء هو الاشارة اليه كما تقول صورة الضم هو إشمامها بالشفتين دون لفظها فكذا خيال الهمز والنبر اشارة بدون صوت ويحدث ذلك بعيد إبدال الهمزة حرف مد من جنس حركته او من جنس حركة الحرف قبله إن كان ساكنا لذلك دخل الخيال على الهمز المتحرك والساكن لكن يضاف الى الابدال اشارة الى ان هذا الحرف المد هو همز فيشار إليه بصدره وكيفية الاشارة بالصدر لآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ أعرفها ولآآآآآآآ اعرف أدائها حتى الآن لذلك قالوا لا يضبطها الكتاب لان الكتاب لا يضبط اشارة الصدر
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم وأجل
دمتم سالمين
 
ومما يقوي عندي أن الخيال هو مجرد إشارة لا صوت فيه قول الخزاعي "يشير إليها بصدره كالخيال" فإذا خيال الهمز هو الإشارة بالصدر والله تعالى اعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اثبات درجات الامالة التي ذكرت
قال ابو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار في غاية الاختصار الصفحة (267/ج1) "الباب الخامس في الإمالة والتفخيم وهو على أربعة أوجه إمالة محضة ؛ وهي بين بين وإلى الفتح أقرب وإلى الكسر أقرب ومن تعذر عليه اللفظ بين بين عاد إلى التفخيم لأن الأصل"
قلت
1) الإمالة المحضة وهي الإمالة الكبرى والكسر والبطح وهي جعل الألف كالياء وما تحت هذه المرتبة إلا الكسر الخالص
2) الإمالة بين بين وهي الإمالة الصغرى وتعرف أيضا بفغر الفاه لا فتح ولا بطح وهي تكون بين فتح عاصم وبن كثير وبين إمالة حمزة والكسائي ما تعرف اليوم بتقليلات ورش
3) الإمالة إلى الفتح أقرب هي بين مرتبة ورش وبين فتح بن كثير وعاصم
4) الإمالة إلى الكسر أقرب هي بين مرتبة ورش وبين إمالة حمزة والكسائي
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأجل واحكم واعظم
دمتم سالمين
 
عودة
أعلى