خليل إسماعيل الياس
New member
- إنضم
- 07/12/2007
- المشاركات
- 45
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
[align=center]بعض الأغراض السيئة
من خلال ترجمة القران الكريم[/align]
لا شك ان القران الكريم كلام الله عزوجل الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو اعظم الكتب على الاطلاق وقد انزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وقد كانت دعوة القران دعوة عالمية دعا فيها الناس الى الله عزوجل ومن هنا كان من حق الدعاة ان يحرصوا على تبليغ هذا الدين للعالم اجمع واستوجب هذا الامر ان يعرفوا لغاتهم ليكلموا كلٌ بلغته {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}المائدة67 .
وهنا ظهرت قضية ترجمة القران الكريم الى اللغات الاجنبية وقد كثر الجدل كثيرا في هذا الامر بين مجوز ومانع وبين مفصل بين ترجمة حرفية واخرى تفسيرية وهل الترجمة تعني لفظ القران ام المعنى المراد من اللفظ ...
وعلى اية حال فقد اتفق الجميع على استحالة ترجمة النص اللفظ القراني المعجز الذي تحدى الله الانس والجن بان يأتوا بمثل هذا القران وكانت النتيجة اثبات عجزهم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لانه امر متعذر لما فيه من انتقاص للمعنى الاصلي ، واكاد اجزم بان الجميع اتفقوا ايضا على جواز الترجمة التفسيرية للقران الكريم ، وقد ادت الترجمات الصحيحة الى انتشار واسع للدين الاسلامي وهداية للحيارى الباحثين عن الحقيقة.
بيد ان هناك من استغل هذه الترجمات لاغراض عدائية للاسلام فراح من خلال ترجمته يدس على الاسلام تشويها وتزويرا لكثيرمن الحقائق وتلفيقا وتنفيرا لكثير من الناس ، ومنهم من استغل هذه الترجمات لنشر فكر معين ومذهب معين باطل ، ومنهم من أساء الى القران الكريم بسبب جهله باحدى اللغتين المترجم منها او المترجم اليها وغالبا ما يكون الجهل في اللغة المترجم منها وهي اللغة العربية ، وفي بعض الاحيان ينشأ الخطأ بسبب اللغة المترجم اليها وذلك لعدم وجود مفردات وكلمات في تلك اللغة ، ومنهم من اعتمد على الروايات الضعيفة واهمل الروايات الصحيحة ليثبت فكرة ما بلباس اسلامي من خلال الرواية ، ومنهم من ترجم نقلا عن ترجمة اخرى وليس عن الاصل فبات الامر اضعف ، ومنهم من لم يكن امينا في ترتيب النص القراني ، نعم لم يستطع الكثير منهم الحذف لكنهم استطاعوا ان يتلاعبوا بالتقديم والتأخير في النصوص القرانية ، ومنهم من وقع في الخطأ في الترجمة سواء عن قصد سيء ام عن غير قصد ، وهناك من كانت له دوافع سياسية وقومية من خلال الترجمة وبعضهم كانت دوافعه مادية اقتصادية وهناك من كان دافعه الاعلام المعادي للاسلام من خلال ترجمة القران.
وساحاول في هذه السطور ان انقل بعض الامثلة التي تمثل لما سبق ، ولنبدا بالاغراض العدائية فقد كان المنصرون والمستشرقون اسبق الى ترجمة القران الكريم من غيرهم وذلك بهدف تقديم صورة مشوهة عن الاسلام والقران ولصد ابناء جلدتهم عن سبيل الله فحرفوا ودسوا.
في التراجم الصربية للقران الكريم نجد ان الغلاف كان يحمل صليبا تحت اسم المترجم لوبيبراتيتش.
وليس الغلاف فحسب بل ان العداء يظهر في الاسم والعنوان ففي ترجمة دافيد نيريتر كانت الترجمة بعنوان (افتتاح جديد لمسجد محمدي القران الكامل).
وهناك ترجمة فرنسية تسمى ترجمة فاطمة الزهراء ويشير روبي واترلو الى ان اكثر ما يلفت الانتباه هو الاسم.
وفي الترجمة الروسية لفاليريا بوروخوفا تجدها تترجم لفظة التوراة وتستبدلها بالقانون وهو رمز توراتي اقحم على الترجمة القرانية ، وقد عكست لنا هذه الترجمة عداوة مبطنة للاسلام وعداوة كبيرة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ان المترجمة ترى ان موضوع نبوة محمد موضوع خلافي ، وفي تفسير قوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ }آل عمران144 تقول: محمد ليس اكثر من رسول سبقه كثيرون آخرون ، والمترجمة الروسية تصر على رفض ترجمة الاسلام بالاسلام او المسلم بالمسلم او المسلمين بالمسلمين ، ففي ترجمة قوله تعالى {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ }البقرة128 قالت ربنا اجعلنا طائعين لك.
وهناك من كتب لفظة مسلم (Muslim) كتبها بهذا الشكل (Moslim) وهي بهذا الشكل تقرأ (Mozlum) وتعني الفظ المتوحش ، وهي طريقة درج الحاقدون على الاسلام ليوحوا ان المسلم شخص فظ متوحش.
وفي ترجمة يوسف علي وهي ترجمة مشهورة ومتداولة ومع ذلك فاننا نرى التشويه للفظ المسجد بشكل واضح ففي مطلع سورة الاسراء ذكر الله سبحانه وتعالى المسجد مرتين فقال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}الإسراء1 وجاء المترجم ففسر لفظة المسجد في المسجد الحرام بـ (Mosque) والتي تعني المسجد بينما نراه ترجم لفظة المسجد في المسجد الاقصى بـ (Temple) والتي تعني الهيكل فهل بعد هذه الانتقائية كلام !!!
وهناك من ذهب ابعد من ذلك فنرى بعض المترجمين يعمدون الى كتابة لفظ الجلالة بـ (God) وهذه الكلمة تعني في الثقافة الانكليزية المعبود الذي يعبد في النصرانية واليهودية المشتمل على التثليث ، بينما لفظ الجلالة (الله) يعني الاله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ولفظ الجلالة (الله) لفظ لا يوجد له مرادف في كافة لغات العالم ، ولذلك يترجم المسلم الحريص بسم الله بـ
in the name of Allah
ويترجمها غيره بـ in the name of God
مع الاشارة الى ان هناك من يفرق في الاستعمال في لفظة (God) اذا كانت بحرف كبير او صغير ، لكن الاولى استعمال لفظ الجلالة (Allah) دفعا لهذه الشبه.
وقد استغل البعض ترجمة القران الكريم لنشر فكر منحرف وهو فكر القاديانية فجعل غلام احمد هو المهدي المنتظر من خلال تحريف بعض الايات المتعلقة بالمسيح عليه السلام وزعموا بان الملائكة والجن ما هم الا رموز تمثيلية للدلالة على قو الخير والشر وجعلوا المعجزات الواردة في القران الكريم ما هي الا من قبيل المجاز والتعبر الرمزي لا اكثر وقد اعتمدوا على بعض الروايات الضعيفة والباطلة للترويج لافكارهم وتسويق اراءهم الباطلة.
واما من جهل اللغة العربية ومعانيها او تجاهلها فقد أساء الى معاني القران الكريم فقلب نظام المعطوف والمعطوف عليه والبدل والمبدل منه سواء كان في كلمة ام في جملة وما ذلك الا الشذوذ بعينه ونستطيع ان نقول انه عبث منظم ، وبعضهم ذهب الى اكثر من ذلك فسمح لنفسه ان يتلاعب بترتيب السور القرانية بحيث جعلها غير مرتبة بحسب ترتيبها في المصحف الشريف مع ان الاصل يقتضي بان يكون المترجم امينا في نقل النصوص وليس له التلاعب باي نص يترجمه لا تقديما ولا تاخيرا لان ذلك يخرج الترجمة عن وظيفتها الاصلية ثم يؤدي الى تغيير جذري في معاني النص ، والامثلة على ذلك كثيرة جدا منها قوله تعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}النساء29 ترجمتها ف . بوروخوفا (انفسكم لا تقتلوا) ، اما في قوله تعالى {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ }البقرة54 ترجمتها فيجب عليكم ان تقتلوا بعضكم بعضا بانفسكم.
وهناك من ترجم قوله تعالى { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً }النحل67 فسرها تتخذون منه المسكرات والخمور.
ونقل الاستاذ مصطفى صادق الرافعي عن الترجمة الفرنسية في ترجمة قوله تعالى {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }البقرة187 ان ترجمتها كانت هن بنطلونات لكم وانتم بنطلونات لهن ..
وبعضهم اراد ان يصور ان الاسلام يظلم المرأة فترجم قوله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء }النساء34 الرجال متفوقون او مسيطرون على النساء ، بينما كان الاجدر ان تترجم الرجال قائمون في مسؤولية النساء او حاملون المسؤولية عنهم ، ولعل هذا الامر وامثاله من خفاء هذه الكنايات ووجوه اللغة العربية عن المترجمين دفع بعض العلماء الى تحريم ترجمة معاني القران الكريم.
ووصل البعض من الاستخفاف بالنص القراني الى ان يفسر قوله تعالى {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }العصر1 ان جميع البشر يكونون بعد الزوال وقبل غروب الشمس في حالة ردئية وخسران.
ويصل الجهل ايضا الى تجاهل الحقائق التاريخية ، ففي قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ }الكهف60 نجد في الترجمة الالمانية أي قال موسى لفتاه وهو عيسى ابن مريم، وهذا قول شاذ وباطل اذ بين زمان موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قرونا كثيرة ، والفتى هنا هو يوشع بن نون.
وفي قوله تعالى {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا }الكهف65 فسرها فوجدا النبي محمدا ، وهذا اسراف في التاريخ ايضا اذ زمان موسى بعيد جدا عن زمان النبي محمد عليهما الصلاة والسلام والصواب انهما وجدا الخضر.
ومن نافلة القول ان احد الاسباب المهمة التي اوصلت هذه الترجمات الى هذا الضعف هو عدم الترجمة عن الاصل انما نقلا عن ترجمة اخرى وفي بعض الاحيان نجد هذه الترجمة المنقول عنها هي نفسها عن ترجمة ثالثة وذلك كما في الترجمة الالبانية والصربية والبوسنية والتي ترجمت نقلا عن الترجمة الروسية والاخيرة ترجمت نقلا عن الترجمة الفرنسية فالعربية، لانهم لم يكونوا ملمين باللغة العربية ومن هنا كان من السهل ادخال الدس ومن ثم نقله من لغة الى اخرى.
ولو تتبعنا هذه الاغراض لوجدنا منها الكثير ولعل الله يسخر من ذوي الاختصاص من يتفرغ لدراسة شاملة يرصد فيها كل هذه المساوئ وغيرها.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
من خلال ترجمة القران الكريم[/align]
لا شك ان القران الكريم كلام الله عزوجل الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو اعظم الكتب على الاطلاق وقد انزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وقد كانت دعوة القران دعوة عالمية دعا فيها الناس الى الله عزوجل ومن هنا كان من حق الدعاة ان يحرصوا على تبليغ هذا الدين للعالم اجمع واستوجب هذا الامر ان يعرفوا لغاتهم ليكلموا كلٌ بلغته {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}المائدة67 .
وهنا ظهرت قضية ترجمة القران الكريم الى اللغات الاجنبية وقد كثر الجدل كثيرا في هذا الامر بين مجوز ومانع وبين مفصل بين ترجمة حرفية واخرى تفسيرية وهل الترجمة تعني لفظ القران ام المعنى المراد من اللفظ ...
وعلى اية حال فقد اتفق الجميع على استحالة ترجمة النص اللفظ القراني المعجز الذي تحدى الله الانس والجن بان يأتوا بمثل هذا القران وكانت النتيجة اثبات عجزهم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لانه امر متعذر لما فيه من انتقاص للمعنى الاصلي ، واكاد اجزم بان الجميع اتفقوا ايضا على جواز الترجمة التفسيرية للقران الكريم ، وقد ادت الترجمات الصحيحة الى انتشار واسع للدين الاسلامي وهداية للحيارى الباحثين عن الحقيقة.
بيد ان هناك من استغل هذه الترجمات لاغراض عدائية للاسلام فراح من خلال ترجمته يدس على الاسلام تشويها وتزويرا لكثيرمن الحقائق وتلفيقا وتنفيرا لكثير من الناس ، ومنهم من استغل هذه الترجمات لنشر فكر معين ومذهب معين باطل ، ومنهم من أساء الى القران الكريم بسبب جهله باحدى اللغتين المترجم منها او المترجم اليها وغالبا ما يكون الجهل في اللغة المترجم منها وهي اللغة العربية ، وفي بعض الاحيان ينشأ الخطأ بسبب اللغة المترجم اليها وذلك لعدم وجود مفردات وكلمات في تلك اللغة ، ومنهم من اعتمد على الروايات الضعيفة واهمل الروايات الصحيحة ليثبت فكرة ما بلباس اسلامي من خلال الرواية ، ومنهم من ترجم نقلا عن ترجمة اخرى وليس عن الاصل فبات الامر اضعف ، ومنهم من لم يكن امينا في ترتيب النص القراني ، نعم لم يستطع الكثير منهم الحذف لكنهم استطاعوا ان يتلاعبوا بالتقديم والتأخير في النصوص القرانية ، ومنهم من وقع في الخطأ في الترجمة سواء عن قصد سيء ام عن غير قصد ، وهناك من كانت له دوافع سياسية وقومية من خلال الترجمة وبعضهم كانت دوافعه مادية اقتصادية وهناك من كان دافعه الاعلام المعادي للاسلام من خلال ترجمة القران.
وساحاول في هذه السطور ان انقل بعض الامثلة التي تمثل لما سبق ، ولنبدا بالاغراض العدائية فقد كان المنصرون والمستشرقون اسبق الى ترجمة القران الكريم من غيرهم وذلك بهدف تقديم صورة مشوهة عن الاسلام والقران ولصد ابناء جلدتهم عن سبيل الله فحرفوا ودسوا.
في التراجم الصربية للقران الكريم نجد ان الغلاف كان يحمل صليبا تحت اسم المترجم لوبيبراتيتش.
وليس الغلاف فحسب بل ان العداء يظهر في الاسم والعنوان ففي ترجمة دافيد نيريتر كانت الترجمة بعنوان (افتتاح جديد لمسجد محمدي القران الكامل).
وهناك ترجمة فرنسية تسمى ترجمة فاطمة الزهراء ويشير روبي واترلو الى ان اكثر ما يلفت الانتباه هو الاسم.
وفي الترجمة الروسية لفاليريا بوروخوفا تجدها تترجم لفظة التوراة وتستبدلها بالقانون وهو رمز توراتي اقحم على الترجمة القرانية ، وقد عكست لنا هذه الترجمة عداوة مبطنة للاسلام وعداوة كبيرة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ان المترجمة ترى ان موضوع نبوة محمد موضوع خلافي ، وفي تفسير قوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ }آل عمران144 تقول: محمد ليس اكثر من رسول سبقه كثيرون آخرون ، والمترجمة الروسية تصر على رفض ترجمة الاسلام بالاسلام او المسلم بالمسلم او المسلمين بالمسلمين ، ففي ترجمة قوله تعالى {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ }البقرة128 قالت ربنا اجعلنا طائعين لك.
وهناك من كتب لفظة مسلم (Muslim) كتبها بهذا الشكل (Moslim) وهي بهذا الشكل تقرأ (Mozlum) وتعني الفظ المتوحش ، وهي طريقة درج الحاقدون على الاسلام ليوحوا ان المسلم شخص فظ متوحش.
وفي ترجمة يوسف علي وهي ترجمة مشهورة ومتداولة ومع ذلك فاننا نرى التشويه للفظ المسجد بشكل واضح ففي مطلع سورة الاسراء ذكر الله سبحانه وتعالى المسجد مرتين فقال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}الإسراء1 وجاء المترجم ففسر لفظة المسجد في المسجد الحرام بـ (Mosque) والتي تعني المسجد بينما نراه ترجم لفظة المسجد في المسجد الاقصى بـ (Temple) والتي تعني الهيكل فهل بعد هذه الانتقائية كلام !!!
وهناك من ذهب ابعد من ذلك فنرى بعض المترجمين يعمدون الى كتابة لفظ الجلالة بـ (God) وهذه الكلمة تعني في الثقافة الانكليزية المعبود الذي يعبد في النصرانية واليهودية المشتمل على التثليث ، بينما لفظ الجلالة (الله) يعني الاله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ولفظ الجلالة (الله) لفظ لا يوجد له مرادف في كافة لغات العالم ، ولذلك يترجم المسلم الحريص بسم الله بـ
in the name of Allah
ويترجمها غيره بـ in the name of God
مع الاشارة الى ان هناك من يفرق في الاستعمال في لفظة (God) اذا كانت بحرف كبير او صغير ، لكن الاولى استعمال لفظ الجلالة (Allah) دفعا لهذه الشبه.
وقد استغل البعض ترجمة القران الكريم لنشر فكر منحرف وهو فكر القاديانية فجعل غلام احمد هو المهدي المنتظر من خلال تحريف بعض الايات المتعلقة بالمسيح عليه السلام وزعموا بان الملائكة والجن ما هم الا رموز تمثيلية للدلالة على قو الخير والشر وجعلوا المعجزات الواردة في القران الكريم ما هي الا من قبيل المجاز والتعبر الرمزي لا اكثر وقد اعتمدوا على بعض الروايات الضعيفة والباطلة للترويج لافكارهم وتسويق اراءهم الباطلة.
واما من جهل اللغة العربية ومعانيها او تجاهلها فقد أساء الى معاني القران الكريم فقلب نظام المعطوف والمعطوف عليه والبدل والمبدل منه سواء كان في كلمة ام في جملة وما ذلك الا الشذوذ بعينه ونستطيع ان نقول انه عبث منظم ، وبعضهم ذهب الى اكثر من ذلك فسمح لنفسه ان يتلاعب بترتيب السور القرانية بحيث جعلها غير مرتبة بحسب ترتيبها في المصحف الشريف مع ان الاصل يقتضي بان يكون المترجم امينا في نقل النصوص وليس له التلاعب باي نص يترجمه لا تقديما ولا تاخيرا لان ذلك يخرج الترجمة عن وظيفتها الاصلية ثم يؤدي الى تغيير جذري في معاني النص ، والامثلة على ذلك كثيرة جدا منها قوله تعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}النساء29 ترجمتها ف . بوروخوفا (انفسكم لا تقتلوا) ، اما في قوله تعالى {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ }البقرة54 ترجمتها فيجب عليكم ان تقتلوا بعضكم بعضا بانفسكم.
وهناك من ترجم قوله تعالى { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً }النحل67 فسرها تتخذون منه المسكرات والخمور.
ونقل الاستاذ مصطفى صادق الرافعي عن الترجمة الفرنسية في ترجمة قوله تعالى {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }البقرة187 ان ترجمتها كانت هن بنطلونات لكم وانتم بنطلونات لهن ..
وبعضهم اراد ان يصور ان الاسلام يظلم المرأة فترجم قوله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء }النساء34 الرجال متفوقون او مسيطرون على النساء ، بينما كان الاجدر ان تترجم الرجال قائمون في مسؤولية النساء او حاملون المسؤولية عنهم ، ولعل هذا الامر وامثاله من خفاء هذه الكنايات ووجوه اللغة العربية عن المترجمين دفع بعض العلماء الى تحريم ترجمة معاني القران الكريم.
ووصل البعض من الاستخفاف بالنص القراني الى ان يفسر قوله تعالى {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }العصر1 ان جميع البشر يكونون بعد الزوال وقبل غروب الشمس في حالة ردئية وخسران.
ويصل الجهل ايضا الى تجاهل الحقائق التاريخية ، ففي قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ }الكهف60 نجد في الترجمة الالمانية أي قال موسى لفتاه وهو عيسى ابن مريم، وهذا قول شاذ وباطل اذ بين زمان موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قرونا كثيرة ، والفتى هنا هو يوشع بن نون.
وفي قوله تعالى {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا }الكهف65 فسرها فوجدا النبي محمدا ، وهذا اسراف في التاريخ ايضا اذ زمان موسى بعيد جدا عن زمان النبي محمد عليهما الصلاة والسلام والصواب انهما وجدا الخضر.
ومن نافلة القول ان احد الاسباب المهمة التي اوصلت هذه الترجمات الى هذا الضعف هو عدم الترجمة عن الاصل انما نقلا عن ترجمة اخرى وفي بعض الاحيان نجد هذه الترجمة المنقول عنها هي نفسها عن ترجمة ثالثة وذلك كما في الترجمة الالبانية والصربية والبوسنية والتي ترجمت نقلا عن الترجمة الروسية والاخيرة ترجمت نقلا عن الترجمة الفرنسية فالعربية، لانهم لم يكونوا ملمين باللغة العربية ومن هنا كان من السهل ادخال الدس ومن ثم نقله من لغة الى اخرى.
ولو تتبعنا هذه الاغراض لوجدنا منها الكثير ولعل الله يسخر من ذوي الاختصاص من يتفرغ لدراسة شاملة يرصد فيها كل هذه المساوئ وغيرها.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين