بعد القحط يغاث الناس لكن كيف يعصرون في نفس العام ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

قال تعالى :
((( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ )))
الاخوة الكرام ،
الآيات الكريمة السابقة عبارة عن تفسير سيدنا يوسف عليه السلام لرؤيا الملك ، ولكن أشكل علي أمر فيما يخص العام الذي يغاث الناس فيه ، وقد ذكر أهل التفسير من السلف أنه ليس من تعبير الرؤيا ولكن الله تعالى أطلعه على ذلك لتأييد دعوته كنبي من أنبيائه ، وقد ورد هذا التفسير من ابن عباس رضي الله عنه ، ولكن هل قول ابن عباس السابق يأخذ حكم الرفع أم انه استنباط منه ؟
والأمر المشكل الآخر
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :
" { يَعْصِرُونَ }
الْأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ " [ ذكره البخاري ]
فبعدما جفت الأرض طوال السنين العجاف ، متى خرجت الأعناب ، ثم أنبتت ، وهذا السؤال ناقشتني فيه شخصية تطرقت لأمر هذه الآيات في أثناء حديثنا عن تفسير رؤيا الملك ، فهل كانت الزروع لها خاصية تختلف عن الخواص الآن ، فالعنب على سبيل المثال يحتاج لثلاث سنوات حتى ينتج كما يذكر أهل الاختصاص ؟
جزاكم الله خيرا .
 
والأمر المشكل الآخر
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :
" { يَعْصِرُونَ }
الْأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ " [ ذكره البخاري ]
فبعدما جفت الأرض طوال السنين العجاف ، متى خرجت الأعناب ، ثم أنبتت ، وهذا السؤال ناقشتني فيه شخصية تطرقت لأمر هذه الآيات في أثناء حديثنا عن تفسير رؤيا الملك ، فهل كانت الزروع لها خاصية تختلف عن الخواص الآن ، فالعنب على سبيل المثال يحتاج لثلاث سنوات حتى ينتج كما يذكر أهل الاختصاص ؟
جزاكم الله خيرا .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد
وبعد
السنين السبع العجاف لا تعني أن الأمطار انقطعت وأن الأرض جفت وأن الأشجار هلكت لا أعتقد أن هذا هو الذي حصل
والذي أعتقده أن الأمطار قلت بحيث أصبحت لا تكفي لإنبات المحاصيل الكافية لحاجة الدولة.
ثم إن الزراعة في مصر كانت تعتمد على فيضان النيل بحيث إذا انخفض منسوب النيل لم يكن هناك وسيلة كما هو اليوم يمكن من خلالها سقي الأرض ، والأمطار الموسمية لا تكفي للزراعة مساحات شاسعة من الحقول ، ولكنها ممكن أن تبقي الأشجار حيه وإن لم تثمر ، وشجر العنب يحتاج إلى سقي منتظم حتى يثمر ، ولكنه يبقى حيا لسنوات ولو مع الماء القليل ، فإذا ما حصل له الماء الكافي بعد عاد إلى الإثمار مرة أخرى ، وهذا الذي أعتقد أنه حدث.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد
وبعد
السنين السبع العجاف لا تعني أن الأمطار انقطعت وأن الأرض جفت وأن الأشجار هلكت لا أعتقد أن هذا هو الذي حصل
والذي أعتقده أن الأمطار قلت بحيث أصبحت لا تكفي لإنبات المحاصيل الكافية لحاجة الدولة.
ثم إن الزراعة في مصر كانت تعتمد على فيضان النيل بحيث إذا انخفض منسوب النيل لم يكن هناك وسيلة كما هو اليوم يمكن من خلالها سقي الأرض ، والأمطار الموسمية لا تكفي للزراعة مساحات شاسعة من الحقول ، ولكنها ممكن أن تبقي الأشجار حيه وإن لم تثمر ، وشجر العنب يحتاج إلى سقي منتظم حتى يثمر ، ولكنه يبقى حيا لسنوات ولو مع الماء القليل ، فإذا ما حصل له الماء الكافي بعد عاد إلى الإثمار مرة أخرى ، وهذا الذي أعتقد أنه حدث.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وزادك الله علما وحكمة
فعلا لم يخطر ببالي أن شجرة العنب تحمل هذه الخواص ، وفعلا لم تحكي كتب التاريخ أن النيل توقف في يوم ما على حد علمي
فقد كنت اقرأ كتب التاريخ بكثرة ، والحمد لله الذي يسر لي أن أعرف ما سبق .
 
جزاك الله خيرا أخي الشيخ سعيد الغامدي وكم أسعدني مشاركتكم هذه . ولي إضافة بسيطة عليه:
إن كلمة يعصرون كلمة عامة لجميع الثمر وهي تدل على فائض في الإنتاج. وكما نعلم حينما يكون النتاج كثير فقد كانوا قديماً يعمدون الى عصر ما زاد وفاض عن الإنتاج ليتم تمليحه وتخزينه ليستفيدوا منه في الشتاء وسنين القحط.وعلى ذلك فإنهم كانوا يعصرون التفاح والبرتقال والرمان ومعظم الثمار. والله أعلم
 
إضافة إلى ما ذكر الإخوة
( عام فيه يغاث الناس ) أي : يأتيهم الغيث ، وهو المطر ، وتغل البلاد ، ويعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم ، من زيت ونحوه ، وسكر ونحوه حتى قال بعضهم : يدخل فيه حلب اللبن أيضا .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ( وفيه يعصرون ) يحلبون
 
جزاك الله خيرا أخي الشيخ سعيد الغامدي وكم أسعدني مشاركتكم هذه . ولي إضافة بسيطة عليه:
إن كلمة يعصرون كلمة عامة لجميع الثمر وهي تدل على فائض في الإنتاج. وكما نعلم حينما يكون النتاج كثير فقد كانوا قديماً يعمدون الى عصر ما زاد وفاض عن الإنتاج ليتم تمليحه وتخزينه ليستفيدوا منه في الشتاء وسنين القحط.وعلى ذلك فإنهم كانوا يعصرون التفاح والبرتقال والرمان ومعظم الثمار. والله أعلم
أخي الكريم جزاك الله كل خير ، وسؤال هل تصب بقية الشجر على قلة الماء كما هو الحال في الأعناب ؟
 
إضافة إلى ما ذكر الإخوة
( عام فيه يغاث الناس ) أي : يأتيهم الغيث ، وهو المطر ، وتغل البلاد ، ويعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم ، من زيت ونحوه ، وسكر ونحوه حتى قال بعضهم : يدخل فيه حلب اللبن أيضا .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ( وفيه يعصرون ) يحلبون
جزاك الله خيرا أخي الكريم ، وبما نقلته عن ابن عباس رضي الله عنه ، صرت أتصور لماذا ذكر ابن عباس " الدهن " فيما يعصرون ،وذلك فيما ذكره البخاري من قوله ، فما قولك بارك الله فيك ، هل نستطيع أن نقول ذلك أم لا ؟
وهناك أمر آخر ياترى هل يعتبر ما قاله ابن عباس عن اليوم الذي يغاث فيه الناس ، بأنه من علم الغيب الذي علمه النبي يوسف عليه السلام من قبل رب العالمين من استنباطه أم يأخذ حكم الرفع ؟
 
وهناك أمر آخر ياترى هل يعتبر ما قاله ابن عباس عن اليوم الذي يغاث فيه الناس ، بأنه من علم الغيب الذي علمه النبي يوسف عليه السلام من قبل رب العالمين من استنباطه أم يأخذ حكم الرفع ؟
قال ابن عطية في تفسيره : (ويحتمل هذا ألا يكون غيباً بل علم العبارة أعطى انقطاع الجدب بعد سبع ومعلوم أنه لا يقطعه إلا خصب شاف كما أعطى أن النهر مثال للزمان إذ هو أشبه شيء به فجاءت البقرات مثالاً للسنين)
 
عودة
أعلى