الدكتور صلاح الخالدي
New member
د.صلاح الخالدي
يَتألم المُسلم كثيراً في هذهِ الأَيام عندما يرى في الفضائيات مناظر مؤذية لمستضعفين مظلومين يُقتلون وتَنزف دماؤهم، على أيدي الجلادين والبلطجية والشبيحة، في سوريا واليمن وغيرها، ويحزن كثيراً عندما يسمع عن عدد الذين يجري قتلهم في كل يوم، ويكونون بالعشرات يومياً، إضافة إلى مئات الجرحى يومياً، ومئات المعتقلين يومياً، الذين يزج بهم في سجون الطُغاة، ويعذبون فيها تعذيباً رهيباً، كثير منهم يلقون حتفهم، أو تكسر أطرافهم، وأعداد المقتولين والمجروحين والمسجونين في الحقيقة أضعاف الأرقام التي تصل لوسائل الإعلام.
وكم تأثرت قبل أيام من كلمة لأحد الإخوة السورين عبر إحدى الفضائيات عندما علّق على عدد شهداء أحد الأيام في سوريا، الذي جاوز الثلاثين، حيث قال: هذا ليس مُجرد رقم، هؤلاء أناس وبَشر، كل واحدِ منهم إنسان، له روح وشعور، ولحم ودم، وله أهل وأقارب، وليس جماداً أو حيواناً.
ونتسائل: أي بشر هؤلاء الذين يتلذذون بقتل الآخرين؟ وأي حُكام هؤلاء الذين يستمتعون بمآسي وآلام شعوبهم؟ وماذا بقي لهم من الشرعية والإنسانية وهم يسحقون الشعوب سحقاً، ويطحنونهم طحناً. أما الجنود المتوحشون، و"الشبيحة" فاقدوا الإنسانية، فهؤلاء خارج الحساب البشري..
ومع ذلك ما زال أناس عندنا في الأردن يُدافعون عن النظام السوري "الثوري الديمقراطي" ويؤيدون الرئيس السوري الثائر الوطني، صاحب القلب الكبير، الرؤوف الرحيم!
قتل فرد واحد في سوريا جريمة عظمى، يتحملها الرئيس السوري وكل رجل من نظامه وشبيحته، فكيف إذا كان يقتل عشرات كل يوم! وسفك قطرة دم واحدة من رجل سوري جريمة عُظمى يتحملها الرئيس السوري وزبانيته، فكيف إذا كان الجرحى كل يوم بالمئات!!
ألا يعرف الشيخ البوطي والشيخ حسون ومن معهما من الشيوخ هذه الحقيقة؟ فلماذا يستمرون في دعم وتأييد ذلك الرئيس؟ ويتسابقون إلى الصلاة بجانبه تقرباً إلى (...) !
نقول لهؤلاء المشايخ ومن معهم: راجعوا كلام القرآن عن قتل المسلم، واقرؤا هاتين الآيتين من سورة النساء: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيماً * َومَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما } [ النساء: 92-93]
أعيدوا قرآءة هاتين الآيتين أيها الإخوة القرآء الأعزاء أكثر من مرة، واقرأوا تفسيرها من تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب، ولاحظوا انطباقهما على ما يجري في سوريا واليمن وغيرهما في هذه الأيام، ولاحظوا الجرائم البشعة التي يرتكبها الحكام الظالمون بحق شعوبهم، وأشير معكم إشارة سريعة إلى العقوبة الربانية المُترتبة على قتل مؤمن واحد متعمداً.
ماذا أعد الله من جزاء وعقاب لمن يقتل مؤمناً واحداً متعمداً، أو يصدر أمره لزبانيته وشبيحته بقتله:
1- " فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ " : هذا الآمر بالقتل جزاؤه جهنم، وهذا المُباشر بالقتل والمنفذ لأمر الرئيس، جزاؤه جهنم في الآخرة، يُحرق بنارها ويُعذب بعذابها.. وماذا ينفعه حكمه، وهذا مصيره الأسود.
2- " خَالِداً فِيهَا ": خلوده في جهنم، يحرق فيها مدة لا يعلم مقدارها إلا الله، وهو لا يقدر على البقاء في نار جهنم ساعة واحدة، فكيف إذا حكم الله عليه بالبقاء فيها محترقاً خمسة ملايين سنة؟!
3- " وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ " : يغضب الله على كل شخص يقتل مؤمناً مُتعمداً، ويرفع عنه توفيقه، ويوقع به عقابه، فكيف إذا كان هذا الشخص حاكماً، وأصدر أمره بقتل العشرات و المئات أو الآلاف من أفراد شعبه؟ كم سيكون مقدار غضب الله عليه؟ هل فكرتم في ذلك أيها "المشايخ" السائرون في ركاب الظالمين؟
4- " وَلَعَنَهُ " : اللعنة هي الطرد من رحمة الله، والإبعاد عن توفيقه، هذا الحاكم سفاك الدم، وهذا الجندي المنفذ لأمر الحاكم، القاتل لإبن الشعب المظلوم المُعتدى عليه ملعون بلعنة الله، مطرود من رحمة الله، مغضوب عليه بغضب الله، وماذا ينفعه الناس وهو على هذه الصفة عند الله؟
5- " وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما " هذا المجرم عذب المؤمن وقتله، وكان جزاؤه من جنس عمله، حيث أعد الله له عذاباً عظيماً، وماذا يُساوي تعذيبه للمؤمن وقتله أمام هذا العذاب الأليم الذي أعده وادخره الله له؟
أيها الحكام الطُغاة، يا زبانية الحكام من البلطجية والشبيحة: نُبشركم بالمستقبل الأسود الذي ينتظركم، ونبارك لكم هذه العقوبات الخمس التي أخبركم الله بها، والتي سيصبها عليكم، وكلما زودتم من مجازركم وضحاياكم زاد الله عليكم من لعنته وغضبه عليكم، ومن العذاب المضاعف لكم!!
يَتألم المُسلم كثيراً في هذهِ الأَيام عندما يرى في الفضائيات مناظر مؤذية لمستضعفين مظلومين يُقتلون وتَنزف دماؤهم، على أيدي الجلادين والبلطجية والشبيحة، في سوريا واليمن وغيرها، ويحزن كثيراً عندما يسمع عن عدد الذين يجري قتلهم في كل يوم، ويكونون بالعشرات يومياً، إضافة إلى مئات الجرحى يومياً، ومئات المعتقلين يومياً، الذين يزج بهم في سجون الطُغاة، ويعذبون فيها تعذيباً رهيباً، كثير منهم يلقون حتفهم، أو تكسر أطرافهم، وأعداد المقتولين والمجروحين والمسجونين في الحقيقة أضعاف الأرقام التي تصل لوسائل الإعلام.
وكم تأثرت قبل أيام من كلمة لأحد الإخوة السورين عبر إحدى الفضائيات عندما علّق على عدد شهداء أحد الأيام في سوريا، الذي جاوز الثلاثين، حيث قال: هذا ليس مُجرد رقم، هؤلاء أناس وبَشر، كل واحدِ منهم إنسان، له روح وشعور، ولحم ودم، وله أهل وأقارب، وليس جماداً أو حيواناً.
ونتسائل: أي بشر هؤلاء الذين يتلذذون بقتل الآخرين؟ وأي حُكام هؤلاء الذين يستمتعون بمآسي وآلام شعوبهم؟ وماذا بقي لهم من الشرعية والإنسانية وهم يسحقون الشعوب سحقاً، ويطحنونهم طحناً. أما الجنود المتوحشون، و"الشبيحة" فاقدوا الإنسانية، فهؤلاء خارج الحساب البشري..
ومع ذلك ما زال أناس عندنا في الأردن يُدافعون عن النظام السوري "الثوري الديمقراطي" ويؤيدون الرئيس السوري الثائر الوطني، صاحب القلب الكبير، الرؤوف الرحيم!
قتل فرد واحد في سوريا جريمة عظمى، يتحملها الرئيس السوري وكل رجل من نظامه وشبيحته، فكيف إذا كان يقتل عشرات كل يوم! وسفك قطرة دم واحدة من رجل سوري جريمة عُظمى يتحملها الرئيس السوري وزبانيته، فكيف إذا كان الجرحى كل يوم بالمئات!!
ألا يعرف الشيخ البوطي والشيخ حسون ومن معهما من الشيوخ هذه الحقيقة؟ فلماذا يستمرون في دعم وتأييد ذلك الرئيس؟ ويتسابقون إلى الصلاة بجانبه تقرباً إلى (...) !
نقول لهؤلاء المشايخ ومن معهم: راجعوا كلام القرآن عن قتل المسلم، واقرؤا هاتين الآيتين من سورة النساء: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيماً * َومَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما } [ النساء: 92-93]
أعيدوا قرآءة هاتين الآيتين أيها الإخوة القرآء الأعزاء أكثر من مرة، واقرأوا تفسيرها من تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب، ولاحظوا انطباقهما على ما يجري في سوريا واليمن وغيرهما في هذه الأيام، ولاحظوا الجرائم البشعة التي يرتكبها الحكام الظالمون بحق شعوبهم، وأشير معكم إشارة سريعة إلى العقوبة الربانية المُترتبة على قتل مؤمن واحد متعمداً.
ماذا أعد الله من جزاء وعقاب لمن يقتل مؤمناً واحداً متعمداً، أو يصدر أمره لزبانيته وشبيحته بقتله:
1- " فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ " : هذا الآمر بالقتل جزاؤه جهنم، وهذا المُباشر بالقتل والمنفذ لأمر الرئيس، جزاؤه جهنم في الآخرة، يُحرق بنارها ويُعذب بعذابها.. وماذا ينفعه حكمه، وهذا مصيره الأسود.
2- " خَالِداً فِيهَا ": خلوده في جهنم، يحرق فيها مدة لا يعلم مقدارها إلا الله، وهو لا يقدر على البقاء في نار جهنم ساعة واحدة، فكيف إذا حكم الله عليه بالبقاء فيها محترقاً خمسة ملايين سنة؟!
3- " وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ " : يغضب الله على كل شخص يقتل مؤمناً مُتعمداً، ويرفع عنه توفيقه، ويوقع به عقابه، فكيف إذا كان هذا الشخص حاكماً، وأصدر أمره بقتل العشرات و المئات أو الآلاف من أفراد شعبه؟ كم سيكون مقدار غضب الله عليه؟ هل فكرتم في ذلك أيها "المشايخ" السائرون في ركاب الظالمين؟
4- " وَلَعَنَهُ " : اللعنة هي الطرد من رحمة الله، والإبعاد عن توفيقه، هذا الحاكم سفاك الدم، وهذا الجندي المنفذ لأمر الحاكم، القاتل لإبن الشعب المظلوم المُعتدى عليه ملعون بلعنة الله، مطرود من رحمة الله، مغضوب عليه بغضب الله، وماذا ينفعه الناس وهو على هذه الصفة عند الله؟
5- " وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما " هذا المجرم عذب المؤمن وقتله، وكان جزاؤه من جنس عمله، حيث أعد الله له عذاباً عظيماً، وماذا يُساوي تعذيبه للمؤمن وقتله أمام هذا العذاب الأليم الذي أعده وادخره الله له؟
أيها الحكام الطُغاة، يا زبانية الحكام من البلطجية والشبيحة: نُبشركم بالمستقبل الأسود الذي ينتظركم، ونبارك لكم هذه العقوبات الخمس التي أخبركم الله بها، والتي سيصبها عليكم، وكلما زودتم من مجازركم وضحاياكم زاد الله عليكم من لعنته وغضبه عليكم، ومن العذاب المضاعف لكم!!