مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
سبق أن أشرت إلى مشكلة علمية فيما يتعلق بتاريخ ( علوم القرآن ) ، وهي أننا نبحث عنه كما استقرَّ في أذهاننا من مباحثه ، وطريقة التأليف فيه على غرار ما كتبه الزركشي ( ت : 794 ) ، والسيوطي ( ت : 911 ) ، ثم من تبعهم من المعاصرين الذين أفادوا في كتبهم في هذا المجال .
ونحن بهذا نغفل عن تنوع طرائق العلماء في الكتابة في علوم القرآن الكريم ، وقد سبق ـ أيضًا ـ أن طرحت بعض النماذج ، واليوم آتي بنموذج ـ أراه من كتب علوم القرآن ـ قد توفي مؤلفه بعد الزركشي ( ت : 794 ) ، وقبل السيوطي ( ت : 911 ) بزمن ، وهو كتاب ( بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ) لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي ( ت : 817 ) ، وقد أبدع المؤلف في التقسيم ، وقد ذكر في مقدمة الكتاب سبب تأليف الكتاب ، وأنواع العلوم ، وفصل في شروط التعلم والتعليم .
ثمَّ جاء إلى المقصد الأهم في هذا المؤلف النفيس ، فقال : ( فى لطائف تفسير القرآن العظيم :
اعلم أَنا رتَّبنا هذا المقصد الشريف على أَغرب أُسلوب. وقدّمنا أَمامه مقدَّمات ومواقف.
أَمَّا المقدمات ففي ذكر ..
فضل القرآن .
ووجِه إِعجازه .
وعَدّ أَسمائه .
وما لا بدَّ للمفسرين من معرفته: من ترتيب نزول سورة القرآن.
واختلاف أَحوال آياته.
وفى مواضع نزوله .
وفى وجوه مخاطباته .
وشيء من بيان الناسخ والمنسوخ .
وأَحكامه .
ومقاصده . من ابتداءِ القرآن إلى انتهائه.
وأَذكر في كلّ سورة على حِدة سبعة أَشياءَ:
موضع النّزول .
وعدد الآيات .
والحروف .
والكلمات.
وأَذكر الآيات التي اختلَف فيها القُرَّاءُ .
ومجموعَ فواصل آيات السّورة .
وما كان للسّورة من اسم أَو اسمين فصاعداً ، واشتقاقه .
ومقصود السورة، وما هي متضمِّنة له .
وآيات النّاسخ والمنسوخ منها .
والمتشابه منها .
وبيان فضل السُّورة ممّا ورد فيها من الأَحاديث.
ثم أَذكر موقِفا يشتمل على تسعة وعشرين بابا، على عدد حروف الهجاء.
ثم أَذكر في كل باب من كلمات القرآن ما أَوله حرفُ ذلك الباب. مثاله أَنِّى أَذكر في أَول باب الأَلفِ الأَلِفَ وأَذكر وجوهه، ومعانيه، ثم أُتبعه بكلمات أَخرى مفتتحة بالأَلف. وكذلك في باب الباءِ، والتاءِ إِلى أخر الحروف. فيحتوى ذلك على جميع كلمات القرآن، ومعانيها، على أَتمِّ الوجوه.
وأَختم ذلك بباب الثلاثين، أَذكر فيه أَسماءَ الأَنبياءِ ومتابعيهم، من الأَولياءِ، ثم أَسماءَ أَعدائهم المذكورين في القرآن، واشتقاق كل ذلك لغةً، وما كان له في القرآن من النظائر. وأَذكر ما يليق به من الأَشعار والأَخبار. وأَختم الكتاب بذكر خاتم النَّبيِّين.
وجعلت أَوَّل كل كلمة بالحُمْرة (بصيرة) اقتباساً من قوله تعالى: {هذا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} وقوله: {قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ} وقوله: {قُلْ هذه سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ})) بصائر ذوي التمييز (1 : 55 ـ 56 ) .
وإذا تأملت هذا التقسيم وجدته في علوم القرآن ، ولم يعرِّج على تفسير آيات السورة ، لذا فإني أقول : إن هذا المصنف طريقة من طرق علمائنا المتقدمين في كتابة علوم القرآن ، والله الموفق .
ملاحظة :
أخذ تفسير المفردات أغلب الكتاب ، وقد فسر المفردات القرآنية من الألف إلى الياء ، وقد حرص على ذكر علم (الوجوه والنظائر ) أثناء تفسيره للمفردات .
كما يلاحظ أنه ـ رحمه الله ـ كان يرى الترادف في ألفاظ اللغة ، لكنه في هذا الكتاب كان يُعمِل الفروق ، وقد ظهر لي أن سبب ذلك أنه استفاد من بعض كتب من يرى الفروق اللغوية في الألفاظ ولا يرى الترادف ، ككتاب الراغب الأصفهاني ( مفردات ألفاظ القرآن ) ، والراغب كان يرى وجود الفروق بين الألفاظ ، وقد بنى كتابه على ذلك .
وقد كان أستاذنا القدير محمد بن عبد الرحمن الشايع أشار إلى هذه المشكلة في كتابه ( الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم : 51 ـ 52) ، فقال : ( يأتي الفيروزأبادي على رأس القائلين بالترادف ، والمؤلفين فيه إذ يكفي أن يكون أحد القائلين بذلك أنه ألَّف كتابً دعاه ( الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف ) ... ومع هذا فقد جاء في كتابه ( بصائر ذوي التمييز ) أنه يرى أن الخشية والخوف والوجل والرهبة ألفاظ متقاربة لا مترادفة ، كما أنه فرَّق بين الشحِّ والبخل ولم ير ترادفهما ، وهو ما يبدو خلاف ظاهر مذهبه ، وهذا يدعونا إلى عدم توسيع مذهبه في القول بالترادف اكتفاءً بظاهر عناوين كتبه ) .
ونحن بهذا نغفل عن تنوع طرائق العلماء في الكتابة في علوم القرآن الكريم ، وقد سبق ـ أيضًا ـ أن طرحت بعض النماذج ، واليوم آتي بنموذج ـ أراه من كتب علوم القرآن ـ قد توفي مؤلفه بعد الزركشي ( ت : 794 ) ، وقبل السيوطي ( ت : 911 ) بزمن ، وهو كتاب ( بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ) لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي ( ت : 817 ) ، وقد أبدع المؤلف في التقسيم ، وقد ذكر في مقدمة الكتاب سبب تأليف الكتاب ، وأنواع العلوم ، وفصل في شروط التعلم والتعليم .
ثمَّ جاء إلى المقصد الأهم في هذا المؤلف النفيس ، فقال : ( فى لطائف تفسير القرآن العظيم :
اعلم أَنا رتَّبنا هذا المقصد الشريف على أَغرب أُسلوب. وقدّمنا أَمامه مقدَّمات ومواقف.
أَمَّا المقدمات ففي ذكر ..
فضل القرآن .
ووجِه إِعجازه .
وعَدّ أَسمائه .
وما لا بدَّ للمفسرين من معرفته: من ترتيب نزول سورة القرآن.
واختلاف أَحوال آياته.
وفى مواضع نزوله .
وفى وجوه مخاطباته .
وشيء من بيان الناسخ والمنسوخ .
وأَحكامه .
ومقاصده . من ابتداءِ القرآن إلى انتهائه.
وأَذكر في كلّ سورة على حِدة سبعة أَشياءَ:
موضع النّزول .
وعدد الآيات .
والحروف .
والكلمات.
وأَذكر الآيات التي اختلَف فيها القُرَّاءُ .
ومجموعَ فواصل آيات السّورة .
وما كان للسّورة من اسم أَو اسمين فصاعداً ، واشتقاقه .
ومقصود السورة، وما هي متضمِّنة له .
وآيات النّاسخ والمنسوخ منها .
والمتشابه منها .
وبيان فضل السُّورة ممّا ورد فيها من الأَحاديث.
ثم أَذكر موقِفا يشتمل على تسعة وعشرين بابا، على عدد حروف الهجاء.
ثم أَذكر في كل باب من كلمات القرآن ما أَوله حرفُ ذلك الباب. مثاله أَنِّى أَذكر في أَول باب الأَلفِ الأَلِفَ وأَذكر وجوهه، ومعانيه، ثم أُتبعه بكلمات أَخرى مفتتحة بالأَلف. وكذلك في باب الباءِ، والتاءِ إِلى أخر الحروف. فيحتوى ذلك على جميع كلمات القرآن، ومعانيها، على أَتمِّ الوجوه.
وأَختم ذلك بباب الثلاثين، أَذكر فيه أَسماءَ الأَنبياءِ ومتابعيهم، من الأَولياءِ، ثم أَسماءَ أَعدائهم المذكورين في القرآن، واشتقاق كل ذلك لغةً، وما كان له في القرآن من النظائر. وأَذكر ما يليق به من الأَشعار والأَخبار. وأَختم الكتاب بذكر خاتم النَّبيِّين.
وجعلت أَوَّل كل كلمة بالحُمْرة (بصيرة) اقتباساً من قوله تعالى: {هذا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} وقوله: {قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ} وقوله: {قُلْ هذه سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ})) بصائر ذوي التمييز (1 : 55 ـ 56 ) .
وإذا تأملت هذا التقسيم وجدته في علوم القرآن ، ولم يعرِّج على تفسير آيات السورة ، لذا فإني أقول : إن هذا المصنف طريقة من طرق علمائنا المتقدمين في كتابة علوم القرآن ، والله الموفق .
ملاحظة :
أخذ تفسير المفردات أغلب الكتاب ، وقد فسر المفردات القرآنية من الألف إلى الياء ، وقد حرص على ذكر علم (الوجوه والنظائر ) أثناء تفسيره للمفردات .
كما يلاحظ أنه ـ رحمه الله ـ كان يرى الترادف في ألفاظ اللغة ، لكنه في هذا الكتاب كان يُعمِل الفروق ، وقد ظهر لي أن سبب ذلك أنه استفاد من بعض كتب من يرى الفروق اللغوية في الألفاظ ولا يرى الترادف ، ككتاب الراغب الأصفهاني ( مفردات ألفاظ القرآن ) ، والراغب كان يرى وجود الفروق بين الألفاظ ، وقد بنى كتابه على ذلك .
وقد كان أستاذنا القدير محمد بن عبد الرحمن الشايع أشار إلى هذه المشكلة في كتابه ( الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم : 51 ـ 52) ، فقال : ( يأتي الفيروزأبادي على رأس القائلين بالترادف ، والمؤلفين فيه إذ يكفي أن يكون أحد القائلين بذلك أنه ألَّف كتابً دعاه ( الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف ) ... ومع هذا فقد جاء في كتابه ( بصائر ذوي التمييز ) أنه يرى أن الخشية والخوف والوجل والرهبة ألفاظ متقاربة لا مترادفة ، كما أنه فرَّق بين الشحِّ والبخل ولم ير ترادفهما ، وهو ما يبدو خلاف ظاهر مذهبه ، وهذا يدعونا إلى عدم توسيع مذهبه في القول بالترادف اكتفاءً بظاهر عناوين كتبه ) .