م
محمد بن عيد الشعباني
Guest
بشرى إتمام متن المزن الغياثة في قراءات الأئمة الثلاثة ولله الحمد والمنة وجزى الله خيرا من دلني على خلل فيه لأصلحه , وهذه نسخة مسودته للتحميل وقد طبع ولله الحمد والمنة وصدر عن دار أم القرى بالفيوم , وهاكم تعريفا بالمتن من مقدمته .
...................المنظومات في القراءات الثلاث ......................
1-(نهج الدماثة في القراءات الثلاث) للإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري المتوفى: سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة (732هـ) وهي قصيدة لامية على وزن الشاطبية ورويها , وجملة أبياتها مائتان وسبعون ونيف , وقد اختار فيها الجعبري للقراء الثلاثة روايات وطرقا غير تلك التي اختارها بعد ابن الجزري في درته .
قال الجعبري في شرحه : المذكور في هذا الكتاب قراءة ثلاثة أئمة : أبو جعفر من رواية الحلواني والعمري ظو ويعقوب من رواية رويس وروح , وخلف من رواية الوراق والحداد .
( خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث ص 54 ) تحقيق : إبراهيم بن نجم الدين وطبع دار الفاروق .
2- الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية للإمام ابن الجزري ( ت 833 هـ )، وهي قصيدة لامية على وزن وقافية الشاطبية، نظم فيها الإمام ابن الجزري القراءات الثلاث من كتاب تحبير التيسير في
القراءات الثلاث المكملة للعشرة، وعدد أبياتها 241 بيتا .
3- الهداية المهدية في تتمة العشرة وهي للإمام ابن الجزري أيضا ، وهي قصيدة لامية على وزن وقافية الشاطبية ، نظم فيها الإمام ابن الجزري القراءات الثلاث ولكن من طرق أخرى غير طرق تحبير التيسير والدرة , فقال في مقدمتها :
أبو جعفر عنه الرّهاويّ ناقل ... على سند والنّهروانيّ وصّلا
كذلك الاهوازي والشّطويّ قل ... كذا هبة الله بن جعفر انقلا
من البصرة يعقوب كان إمامها ... فعنه رويس ثمّ روح تقبلا
وقل خلف فيما روى في اختياره ... فورّاقة عنه وإدريس حصّلا
وأبو جعفر إن كان وافق نافعا ... فأسكت عنه والخلاف سيجتلا
كذا الحضرمي مع أبي عمر الرّضى...كذا خلف مع حمزة حيث أقبلا
وعدد أبياتها (353 ) وهي مطبوعة ضمن مجموعة مهمة في التجويد والقراءات من ص 90 إلى ص 125 الطبعة الأولى لمكتبة ابن تيمية بتحقيق جمال السيد رفاعي ومراجعة الدكتور محمد عبد الواحد الدسوقي وهي طبعة مليئة بالأخطاء .
4ـ الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات للإمام حسن بن محمَّد الشظبي اليماني "ت: 834هـ"، قرَّب فيها مسائل "الدُّرَّة" ثم أرسل بنسخة منه لمدينة "زبيد" للمقرئ عثمان بن عمر النَّاشري، وكتب معه أبياتاً أولها: أَهْدَيْتُهَا تَمْراً إِلَى خَيْبَرِ ** يَقْبَلُهَا ذُو الْـحَسَبِ الطَّاهِرِ
فمشى الإمام عثمان النَّاشري عليه وأصلح له فيه كثيراً , وهذه المنظومة مفقودة وقد ذكرها الإمام السخاوي في الضوء اللامع ج3/صـ125.
4- فرائد الدرر في القراءات الثلاث , وتسمى بالدرة اليمانية , كما تسمى تتمة المعاني في تكملة المثاني , وتسمى تكملة في القراءات الثلاث , نظمها الإمام أحمد بن محمد الشرعبي من علماء اليمن (ت 837هـ) من ثلاثة كتب :
1- الإرشاد للإمام ابن أبي العز القلانسي ( ت 521 هـ ) .
2- الكنز للإمام ابن وجيه الواسطي ( ت 740 هـ ) .
3- تحبير التيسير للإمام ابن الجزري ( ت 833 هـ ) .
وقد كمل بها قراءات الأئمة الثلاثة على نمط الشاطبية ورويها ووزنها وزادت بعض الطرق لرواة الثلاثة عما هو موجود في الدرة لابن الجزري وقد بين أن من أسباب نظمها أن تكون الشاطبية في العشرة كاملة لعذوبتها وجمالها , وقد بلغ عدد أبيات هذه المنظومة 371 بيتا.
وربطها بالشاطبية من جهتين :
الأولى : أنه أدرجها بين أبيات الشاطبية في مواضعها , ولم ينظم لها مقدمة اعتمادا على مقدمة الشاطبية فأول أبيات نظمه :
ومنهم شموس الفضل والمجد والعلا ** ثلاثة أعلام حووا شرفا علا. وقد قيل عنها: امتزجت بالشاطبية بحيث لا يفرق المطلع عليها بينها وبين الشاطبية.
والثانية :أنه اقتدى بابن الجزري في جعله لكل إمام من الثلاثة أصلا في الشاطبية يسكت عنه إن وافقه ويذكر قراءته إن خالفه فقال في مقدمته المنثورة :
فإن جرى ذكر الخلاف ولم تجد ذكر الثلاثة المشار إليهم فأبو جعفر في الثلاثة كنافع , ويعقوب كأبي عمرو , وخلف البزار كحمزة .
وقال في نظمه :
ومهما جرى ذكر الخلاف ولم تجد ** لجندبهم ذكرا فكالمدني تلا
وكالمازني يعقوب إن غاب رمزه ** وبزارهم أيضا كحمزة إن خلا.
وقد طبعت هذه المنظومة مشروحة في مجلدين بعنوان ( لوامع الغرر شرح فرائد الدرر في القراءات الثلاث ) للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إسماعيل الكوراني ( ت 893هـ ) تحقيق ودراسة الدكتور ناصر بن سعود بن حمود القثامي طبع مكتبة الرشد.
5) غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب لعبد الرحمن ابن عياش الدمشقي (ت 853هـ) وهي قصيدة لامية على وزن وقافية الشاطبية وعدد أبياتها ( 353 ) بيتا , وقد ربطها ناظمها أيضا بالشاطبية وفاقا وخلافا فقال في مقدمتها :
وكالحرز أصله وحيث يزيدهم ** يوافق قالونا فدعه وأهملا
ودوري أبي عمرو كذاك الحضرمي**وإن نفسه عن حمزة خلف تلا
وهي مطبوعة ضمن مجموعة من المتون المهمات من ص 49 إلى ص 68 من الطبعة الأولى لمكتبة الإيمان بتحقيق جمال السيد رفاعي
وهي طبعة مليئة بالأخطاء .
6- تنقيح نظم الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة للعلامة محمد بن محمد هلالي الإبياري وعدد أبياتها ( 245 ) بيتا وهي أرجوزة على بحر الرجز وقد ربطها أيضا بالشاطبية وفاقا وخلافا فقال في مقدمتها :
لثالث حمزتهم والأولِ *** نافعهم ثان أبا عمرو يلي
والرمز والرواة مثل أصلهم *** إن خالفوا ذكرت ما لهم لزم
وهي مطبوعة ضمن المتون العشرة من ص 53 إلى ص 68 في مكتبة دار الصحابة بتحقيق جمال الدين محمد شرف .
7 – نظم الهداية في القراءات الثلاث وهي قصيدة لامية على غرار الشاطبية والدرة تقع في( 348 ) بيتا للشيخ عبد الرحمن علي الريس , وهي تهذيب لنظم الدرة للإمام ابن الجزري مع الأخذ بالوجهين في مسألة سكت إدريس التي كثر الخلاف فيها مؤخرا, وقد قدم لها الشيخ المقرئ محي الدين الكردي والشيخ المقرئ موفق عيون وطبعت بدار الغوثاني في دمشق .
وقد ربطها أيضا بالشاطبية وفاقا وخلافا فقال في مقدمتها ص 25:
وقل خلف في الأصل عن خلف سما ** ويعقوب للبصري انتماء تأصلا
فما وافقوا في الحرز لست بناقل ** وإن خالفوا أذكر ويا رب فاقبلا
وقال في سبب تأليفه :
لا ريب أن نظم الدرة من الصعوبة بمكان خلافا لما عليه الشاطبية من اليسر وسلاسة الألفاظ ومتانة السبك وقوة الوقع والقبول لدى السامع . ( ص 13 )
ثم بين الأعذار التي يمكن التماسها في صعوبة نظم الدرة ثم قال :
وقد بحثت في كتب القراءات فلم أحد ـ على قلة اطلاعي ـ نظما آخر للقراءات الثلاث يهذب ألفاظ الدرة ويحل ألغازها ويزيل اللبس عن غامضها سوى متن تنقيح نظم الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة للعلامة المحقق محمد محمد هلال الإبياري وهذا النظم أرجوزة تقع في مائتين وأربعة وخمسين بيتا لكنها لم تف بالغرض المنشود والهدف المقصود .( ص 14 ) .
8 - " اللمعة نظم الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة" للمقرئ عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الحضرمي المكي قال في مطلعها:
ومن بعد بسم الله أحمده علا ** وصلِّ على خير الأنامِ ومن تلا
وبعد خذ نظم انفراد ثلاثةٍ ** كما الدُّرَّة اعلمْ في اصطلاحٍ مؤصَّلا
وقد نظم فيها كتاب الشمعة في انفراد الثلاثة عن السَّبعة للإمام عثمان النَّاشري الذي يقول في مقدِّمته: (وبعد فهذه الحروف التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها السبعة، وهم: أبو جعفر ويعقوب وخلف، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس، وفائدتُها: الإحاطة بجميع القرَّاء). وقال: (وإنَّما اعتبرتُ الدُّرَّة المضية فقط في انفراد الثلاثة عن السبعة ذلك).( مستفاد من بعض المواقع ) .
أهمية متن المزن والأطوار التي مر بها
من خلال الاستعراض السابق يتبين مدى صعوبة النظم في القراءات الثلاث ولا سيما على غير الطريق التي سلكها كل من نظم في القراءات الثلاث تقريبا من ربطها بالسبعة في الشاطبية والاقتداء بالدرة ومنهجها الذي أرساه المحقق ابن الجزري - رحمه الله - .
ومع ذلك كله فقد شرح الله عز وجل صدري للنظم في القراءات الثلاث وبدأت المحاولات في ذلك عقب قرائتي لها على شيخي الفرماوي ـ رحمه الله ـ .
وقد مر متن المزن الغياثة في قراءات الأئمة الثلاثة بمراحل في التأليف ثلاثة :
المرحلة الأولى : ربطها بالشاطبية على طريقة جديدة غير الطريقة السابقة فلم أربط قراءة أبي بجعفر بقراءة نافع ولا قراءة يعقوب بقراءة أبي عمرو ولا قراءة خلف بروايته عن حمزة , بل ربط القراءات الثلاث كلها بالمسكوت عنهم في الشاطبية فمن وافق منهم قراءة المسكوت عنهم في الشاطبية سكت عنه ولم أذكره ومن خالف منهم قراءة المسكوت عنهم في الشاطبية ذكرت قراءته , وهي بذلك تعتبر مرتبطة بالشاطبية من وجه ومنفصلة عنها من وجه آخر بحيث لا يحتاج الأمر إلى مزجها بالشاطبية كمتن واحد كما في الفرائد والذي كان ذلك سببا منع من الاستفادة من متن الفرائد كما في شرحها للكوراني , ولا يحتاج الأمر إلى إتعاب الذهن ثلاث مرات موافقة ومخالفة على عدد الأئمة الثلاثة وأصولهم من الشاطبية كما فعل كل من ربط المتنين معا .
وقد سميت هذا المتن بالدرة السوية في القراءات الثلاث المرضية حيث نهلت فيه واقتبست من درة ابن الجزري رحمه الله وميزت ذلك المقتبس بوضعه بين قوسين ولأنها جاءت مستوية على المسكوت عنهم في الشاطبية فجاءت تسميتها بالدرة السوية مطابقة لمضمونها وقد وصلت فيها إلى آخر سورة آل عمران وبلغت الأبيات إلى ذلك ثلاثة أبيات بعد المائة , ثم شرح الله صدري لإعادة نظمها بطريقة أفضل إن شاء الله تعالى .
ولكي يتضح الأمر فهاكم مثالا منها :
المقدمة
بدأت بحَمْد للهِ ربي مبسملاَ ... تبارك من يعفوا ويعطي تفضلا
وَصَلِّيت ممثثلا لأمر إلهنا... عَلَى المصطفى وَالصّحبِ أكرم مَنْ تَلا
( وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْمِي حُرُوفَ ثَلاثَةٍ )...على منهج الحرز الذي قد تسهلا
ولكَنني من درة الحبرِ ناهَل ... ( فَأَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يَمُنَّ فَتَكْمُلا )
( أَبُو جَعْفَرٍ عَنْهُ ابْنُ وَرْدَانَ نَاقِلٌ...كَذَاكَ ابْنُ جَمَّازٍ سُلَيْمَانُ ذُو الْعُلا )
(وَيَعْقُوبُ قُلْ عَنْهُ رُوَيْسٌ وَرَوْحُهُمْ.وَإِسْحَاقُ مَعْ إِدْرِيْسَ عَنْ خَلَفٍ تَلا)
فإن وافقوا المسكوت عنهم بحرزهم.. سأسكت عنهم فاتقن الحرز أولا
ورمزأبج حطي فضق سلسلوا لهم.وتسعتهم بالخاء في الحرز قد خلا.
وواضح المعنى المراد من المقدمة وهو ما سبق بيانه وصفا للمتن.
بَابُ الْبَسْمَلَةِ وَأُمِّ الْقُرْآنِ
( وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّوْرَتَيْنِ أَئِمَّةٌ )... وَصل واسكتن حكم ووصلك فضلا ومَالِكِ ممدودا حكاه فقيهنا ... وسين صِرَاط عن رويس تسبلا
وَبالضَّمُّ فِي الْهَا بعد يَاءِ تَسْكنت. سِوَى الْفَرْدِ عن يعقوب صح مؤصلا
وَاِنْ زالت اليا ما عدا مَنْ يُوَلِّهِم . طَريف وَصِلْ مِيْمِ الْجَميعِ إلى العلى
ويعقوب كالها حرك الميم متْبِعًا... إذا وقعت قَبْلَ المسَكن منزَلا
وشرح ذلك يسير ولله الحمد فلما كان القراء الثلاثة مخالفين للمسكوت عنهم في حكم البسملة بين السورتين ذكرت خلافهم في البيت الأول
فأبو جعفر يفصل بين السورتين بالبسملة , ويعقوب يصل بينهما ويسكت من غير بسملة , وخلف يصل فقط من غير بسملة .
ولما كانوا موافقين للمسكوت عنهم في باقي أحكام البسملة سكت عنهم ولم أذكرهم وانتقلت إلى سورة أم القرآن .
فلما كان يعقوب وخلف العاشر مخالفين للمسكوت عنهم في قراءة ( مالك يوم الدين ) بإثبات الألف ذكرت ذلك لهما وسكت عن أبي جعفر لموافقته للمسكوت عنهم وليس لموافقته لنافع فانتبه .
ولما كان رويس عن يعقوب مخالفا للمسكوت عنهم في قراءة ( صراط ) حيث جاءت بالسين ذكرت ذلك له , وسكت عن الباقين لكونهم موافقين للمسكوت عنهم , ولم أحتج للتنبيه على قراءة خلف بالصاد الخالصة لموافقته للمسكوت عنهم ولا عبرة هنا بمخالفته لحمزة .وهكذا أمر المتن وشرحه في باقي أبياته .
المرحلة الثانية : استقلالها عن الشاطبية تماما وربطها برواية حفص عن عاصم وفاقا وخلافا , فمن وافق رواية حفص منهم سكت عنه ومن خالفه ذكرته وقد تم هذا المتن ولله الحمد وبلغ عدد أبياته ستة عشر بيت بعد الأربعمائة وهاكم مثالا منه ليتضح الأمر :
المقدمة
ببسم الإلهِ الحق جل جلاَله ... بدأت أرجي فتحه متقبلا
وَصَلِّيت تعظيما وسلمت مثنيا..عَلَى المصطفى وَالصّحبِ أكرم مَنْ تَلا
وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْم الثَلاثَة وافيا... إذا خالفوا حفصا وإلا فأهملا
وواضح المعنى المراد من المقدمة وهو ما سبق بيانه وصفا للمتن.
بَابُ الْبَسْمَلَةِ وَأُمِّ الْقُرْآنِ
زِدِ الْوَصْلَ بَيْنَ الْسُّوْرَتَيْنِ بِدُوْنِهَا ....حَكَاهُ فَقِيهٌ وَالْسُّكُوْتَ حَوافِلا
وَمَالِكِ قَصْرٌ أَمَّ وَالْسِّينُ طَارِقٌ .....بِحَيْثُ صِرَاطٍ وَاضْمُمَنْ كَسَرَ هَا حَلا
عَنِ الْيَاءِ إِنْ تَسْكُنْ سِوَى هَاءِ مُفْرَدٍ.... وَإِنْ زَالَتِ الا مَنْ يُولَهُمو طُلا
وَصِلْ ضَمَّ مِيمِ الْجَمْعِ قَبْلَ مُحَرَّكٍ ....أَرِيبٌ وَقَبْلَ الْسَّاكِنِ الْضَّمُّ فَضِّلا
مَعَ الْكَسْرِ قَبْلَ الْهَا أَوِ الْيَاءِ سَاكِنًا .....وَيَعْقُوبُ كَالَهَا حَرَّكَ الْمِيمَ مُكَمِلا
وشرح ذلك يسير ولله الحمد فلما كان القراء الثلاثة موافقين لحفص في أحكام البسملة سكت عن وفاقهم له , ولما كان لخلف ويعقوب زيادة أوجه على ما لحفص ذكرت تلك الزيادة في البيت الأول , فيعقوب وخلف يزيد لهما وجه الوصل بين السورتين من غير بسملة , ويزيد ليعقوب وحده وجه السكت بين السورتين من غير بسملة .
وانتقلت إلى سورة أم القرآن , فلما كان يعقوب وخلف العاشر
موافقين لحفص في قراءة ( مالك يوم الدين ) بإثبات الألف سكت عنهما , وذكرت مخالفة أبي جعفر لحفص في ( مالك يوم الدين ) حيث قصرها أبو جعفر .
ولما كان رويس عن يعقوب مخالفا لحفص في قراءة ( صراط ) حيث جاءت بالسين ذكرت ذلك له , وسكت عن الباقين لكونهم موافقين لحفص , ولم أحتج للتنبيه على قراءة خلف بالصاد الخالصة لموافقته لحفص , ولا عبرة هنا بمخالفته لحمزة , وهكذا أمر المتن وشرحه في باقي أبياته .
المرحلة الثالثة : استقلالها عن الشاطبية تماما وربطها برواية حفص عن عاصم وفاقا وخلافا , فمن وافق رواية حفص منهم سكت عنه ومن خالفه ذكرته , وهي كالمرحلة الثانية ولكن مع زيادات مهمة وهي زيادة بيان انفراد كل قارئ من القراء الثلاثة بما انفرد به , وزيادة بيان انفراد حفص بما انفرد به في روايته , وزيادة بيان انفراد الإمام عاصم بما انفرد به في قراءته .
وقد ألجأني ذلك إلى إعادة المتن من أوله إلى آخره حتى أتمه الله عز وجل فلله الحمد والمنة وقد بلغ عدد أبياته خمسا وعشرين بيتا بعد الأربعمائة , أي بزيادة تسعة أبيات فقط عن سابقه , وهذا هو ما دفعني إلى إعادة نظمه بالانفرادات فقد زاد عدد أبياته عن المنظومات السابقة , ومع أن هذه الزيادة لها ما يبررها ولله الحمد من سلوك الطريق المستقلة عن الشاطبية ومن سهولة كلمات المتن مقارنة بغيره من المنظومات في القراءات الثلاث ـ كما مر نقلا عن صاحب الهداية في بيان سبب نظمه ـ ومع ذلك أعدت نظمه بالانفرادات لتكون فوائد الانفرادات مقابلة لزيادة الأبيات , وقد مر بنا أن المقرئ عبد الله بن سعيد باقشير الحضرمي قد نظم كتاب الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة .
وبهذا يكون هذا المتن ولله الحمد قد قام مقام متنين وقد جاء بفضل الله فريدا في بابه وإنما أتحدث بنعمة الله علي في ذلك ولا أزكي نفسي ولا أفاخر بل الحمد والمنة لله تعالى , وسيظهر مزيد إيضاح عند شرح المتن بفضل الله تعالى , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين
وكتبه محمد بن عيد الشعباني غفر الله له ولوالديه بعد الظهر من يوم الأحد الثامن من ذي الحجة 1434 هـ الموافق13/ 10 / 2013 م.
رابط التحميل المباشر :
http:///www.al-amen.com/up/up_down/b24d45be6a0ed4d651d2e551be1227ca.pdf
...................المنظومات في القراءات الثلاث ......................
1-(نهج الدماثة في القراءات الثلاث) للإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري المتوفى: سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة (732هـ) وهي قصيدة لامية على وزن الشاطبية ورويها , وجملة أبياتها مائتان وسبعون ونيف , وقد اختار فيها الجعبري للقراء الثلاثة روايات وطرقا غير تلك التي اختارها بعد ابن الجزري في درته .
قال الجعبري في شرحه : المذكور في هذا الكتاب قراءة ثلاثة أئمة : أبو جعفر من رواية الحلواني والعمري ظو ويعقوب من رواية رويس وروح , وخلف من رواية الوراق والحداد .
( خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث ص 54 ) تحقيق : إبراهيم بن نجم الدين وطبع دار الفاروق .
2- الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية للإمام ابن الجزري ( ت 833 هـ )، وهي قصيدة لامية على وزن وقافية الشاطبية، نظم فيها الإمام ابن الجزري القراءات الثلاث من كتاب تحبير التيسير في
القراءات الثلاث المكملة للعشرة، وعدد أبياتها 241 بيتا .
3- الهداية المهدية في تتمة العشرة وهي للإمام ابن الجزري أيضا ، وهي قصيدة لامية على وزن وقافية الشاطبية ، نظم فيها الإمام ابن الجزري القراءات الثلاث ولكن من طرق أخرى غير طرق تحبير التيسير والدرة , فقال في مقدمتها :
أبو جعفر عنه الرّهاويّ ناقل ... على سند والنّهروانيّ وصّلا
كذلك الاهوازي والشّطويّ قل ... كذا هبة الله بن جعفر انقلا
من البصرة يعقوب كان إمامها ... فعنه رويس ثمّ روح تقبلا
وقل خلف فيما روى في اختياره ... فورّاقة عنه وإدريس حصّلا
وأبو جعفر إن كان وافق نافعا ... فأسكت عنه والخلاف سيجتلا
كذا الحضرمي مع أبي عمر الرّضى...كذا خلف مع حمزة حيث أقبلا
وعدد أبياتها (353 ) وهي مطبوعة ضمن مجموعة مهمة في التجويد والقراءات من ص 90 إلى ص 125 الطبعة الأولى لمكتبة ابن تيمية بتحقيق جمال السيد رفاعي ومراجعة الدكتور محمد عبد الواحد الدسوقي وهي طبعة مليئة بالأخطاء .
4ـ الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات للإمام حسن بن محمَّد الشظبي اليماني "ت: 834هـ"، قرَّب فيها مسائل "الدُّرَّة" ثم أرسل بنسخة منه لمدينة "زبيد" للمقرئ عثمان بن عمر النَّاشري، وكتب معه أبياتاً أولها: أَهْدَيْتُهَا تَمْراً إِلَى خَيْبَرِ ** يَقْبَلُهَا ذُو الْـحَسَبِ الطَّاهِرِ
فمشى الإمام عثمان النَّاشري عليه وأصلح له فيه كثيراً , وهذه المنظومة مفقودة وقد ذكرها الإمام السخاوي في الضوء اللامع ج3/صـ125.
4- فرائد الدرر في القراءات الثلاث , وتسمى بالدرة اليمانية , كما تسمى تتمة المعاني في تكملة المثاني , وتسمى تكملة في القراءات الثلاث , نظمها الإمام أحمد بن محمد الشرعبي من علماء اليمن (ت 837هـ) من ثلاثة كتب :
1- الإرشاد للإمام ابن أبي العز القلانسي ( ت 521 هـ ) .
2- الكنز للإمام ابن وجيه الواسطي ( ت 740 هـ ) .
3- تحبير التيسير للإمام ابن الجزري ( ت 833 هـ ) .
وقد كمل بها قراءات الأئمة الثلاثة على نمط الشاطبية ورويها ووزنها وزادت بعض الطرق لرواة الثلاثة عما هو موجود في الدرة لابن الجزري وقد بين أن من أسباب نظمها أن تكون الشاطبية في العشرة كاملة لعذوبتها وجمالها , وقد بلغ عدد أبيات هذه المنظومة 371 بيتا.
وربطها بالشاطبية من جهتين :
الأولى : أنه أدرجها بين أبيات الشاطبية في مواضعها , ولم ينظم لها مقدمة اعتمادا على مقدمة الشاطبية فأول أبيات نظمه :
ومنهم شموس الفضل والمجد والعلا ** ثلاثة أعلام حووا شرفا علا. وقد قيل عنها: امتزجت بالشاطبية بحيث لا يفرق المطلع عليها بينها وبين الشاطبية.
والثانية :أنه اقتدى بابن الجزري في جعله لكل إمام من الثلاثة أصلا في الشاطبية يسكت عنه إن وافقه ويذكر قراءته إن خالفه فقال في مقدمته المنثورة :
فإن جرى ذكر الخلاف ولم تجد ذكر الثلاثة المشار إليهم فأبو جعفر في الثلاثة كنافع , ويعقوب كأبي عمرو , وخلف البزار كحمزة .
وقال في نظمه :
ومهما جرى ذكر الخلاف ولم تجد ** لجندبهم ذكرا فكالمدني تلا
وكالمازني يعقوب إن غاب رمزه ** وبزارهم أيضا كحمزة إن خلا.
وقد طبعت هذه المنظومة مشروحة في مجلدين بعنوان ( لوامع الغرر شرح فرائد الدرر في القراءات الثلاث ) للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إسماعيل الكوراني ( ت 893هـ ) تحقيق ودراسة الدكتور ناصر بن سعود بن حمود القثامي طبع مكتبة الرشد.
5) غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب لعبد الرحمن ابن عياش الدمشقي (ت 853هـ) وهي قصيدة لامية على وزن وقافية الشاطبية وعدد أبياتها ( 353 ) بيتا , وقد ربطها ناظمها أيضا بالشاطبية وفاقا وخلافا فقال في مقدمتها :
وكالحرز أصله وحيث يزيدهم ** يوافق قالونا فدعه وأهملا
ودوري أبي عمرو كذاك الحضرمي**وإن نفسه عن حمزة خلف تلا
وهي مطبوعة ضمن مجموعة من المتون المهمات من ص 49 إلى ص 68 من الطبعة الأولى لمكتبة الإيمان بتحقيق جمال السيد رفاعي
وهي طبعة مليئة بالأخطاء .
6- تنقيح نظم الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة للعلامة محمد بن محمد هلالي الإبياري وعدد أبياتها ( 245 ) بيتا وهي أرجوزة على بحر الرجز وقد ربطها أيضا بالشاطبية وفاقا وخلافا فقال في مقدمتها :
لثالث حمزتهم والأولِ *** نافعهم ثان أبا عمرو يلي
والرمز والرواة مثل أصلهم *** إن خالفوا ذكرت ما لهم لزم
وهي مطبوعة ضمن المتون العشرة من ص 53 إلى ص 68 في مكتبة دار الصحابة بتحقيق جمال الدين محمد شرف .
7 – نظم الهداية في القراءات الثلاث وهي قصيدة لامية على غرار الشاطبية والدرة تقع في( 348 ) بيتا للشيخ عبد الرحمن علي الريس , وهي تهذيب لنظم الدرة للإمام ابن الجزري مع الأخذ بالوجهين في مسألة سكت إدريس التي كثر الخلاف فيها مؤخرا, وقد قدم لها الشيخ المقرئ محي الدين الكردي والشيخ المقرئ موفق عيون وطبعت بدار الغوثاني في دمشق .
وقد ربطها أيضا بالشاطبية وفاقا وخلافا فقال في مقدمتها ص 25:
وقل خلف في الأصل عن خلف سما ** ويعقوب للبصري انتماء تأصلا
فما وافقوا في الحرز لست بناقل ** وإن خالفوا أذكر ويا رب فاقبلا
وقال في سبب تأليفه :
لا ريب أن نظم الدرة من الصعوبة بمكان خلافا لما عليه الشاطبية من اليسر وسلاسة الألفاظ ومتانة السبك وقوة الوقع والقبول لدى السامع . ( ص 13 )
ثم بين الأعذار التي يمكن التماسها في صعوبة نظم الدرة ثم قال :
وقد بحثت في كتب القراءات فلم أحد ـ على قلة اطلاعي ـ نظما آخر للقراءات الثلاث يهذب ألفاظ الدرة ويحل ألغازها ويزيل اللبس عن غامضها سوى متن تنقيح نظم الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة للعلامة المحقق محمد محمد هلال الإبياري وهذا النظم أرجوزة تقع في مائتين وأربعة وخمسين بيتا لكنها لم تف بالغرض المنشود والهدف المقصود .( ص 14 ) .
8 - " اللمعة نظم الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة" للمقرئ عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الحضرمي المكي قال في مطلعها:
ومن بعد بسم الله أحمده علا ** وصلِّ على خير الأنامِ ومن تلا
وبعد خذ نظم انفراد ثلاثةٍ ** كما الدُّرَّة اعلمْ في اصطلاحٍ مؤصَّلا
وقد نظم فيها كتاب الشمعة في انفراد الثلاثة عن السَّبعة للإمام عثمان النَّاشري الذي يقول في مقدِّمته: (وبعد فهذه الحروف التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها السبعة، وهم: أبو جعفر ويعقوب وخلف، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس، وفائدتُها: الإحاطة بجميع القرَّاء). وقال: (وإنَّما اعتبرتُ الدُّرَّة المضية فقط في انفراد الثلاثة عن السبعة ذلك).( مستفاد من بعض المواقع ) .
أهمية متن المزن والأطوار التي مر بها
من خلال الاستعراض السابق يتبين مدى صعوبة النظم في القراءات الثلاث ولا سيما على غير الطريق التي سلكها كل من نظم في القراءات الثلاث تقريبا من ربطها بالسبعة في الشاطبية والاقتداء بالدرة ومنهجها الذي أرساه المحقق ابن الجزري - رحمه الله - .
ومع ذلك كله فقد شرح الله عز وجل صدري للنظم في القراءات الثلاث وبدأت المحاولات في ذلك عقب قرائتي لها على شيخي الفرماوي ـ رحمه الله ـ .
وقد مر متن المزن الغياثة في قراءات الأئمة الثلاثة بمراحل في التأليف ثلاثة :
المرحلة الأولى : ربطها بالشاطبية على طريقة جديدة غير الطريقة السابقة فلم أربط قراءة أبي بجعفر بقراءة نافع ولا قراءة يعقوب بقراءة أبي عمرو ولا قراءة خلف بروايته عن حمزة , بل ربط القراءات الثلاث كلها بالمسكوت عنهم في الشاطبية فمن وافق منهم قراءة المسكوت عنهم في الشاطبية سكت عنه ولم أذكره ومن خالف منهم قراءة المسكوت عنهم في الشاطبية ذكرت قراءته , وهي بذلك تعتبر مرتبطة بالشاطبية من وجه ومنفصلة عنها من وجه آخر بحيث لا يحتاج الأمر إلى مزجها بالشاطبية كمتن واحد كما في الفرائد والذي كان ذلك سببا منع من الاستفادة من متن الفرائد كما في شرحها للكوراني , ولا يحتاج الأمر إلى إتعاب الذهن ثلاث مرات موافقة ومخالفة على عدد الأئمة الثلاثة وأصولهم من الشاطبية كما فعل كل من ربط المتنين معا .
وقد سميت هذا المتن بالدرة السوية في القراءات الثلاث المرضية حيث نهلت فيه واقتبست من درة ابن الجزري رحمه الله وميزت ذلك المقتبس بوضعه بين قوسين ولأنها جاءت مستوية على المسكوت عنهم في الشاطبية فجاءت تسميتها بالدرة السوية مطابقة لمضمونها وقد وصلت فيها إلى آخر سورة آل عمران وبلغت الأبيات إلى ذلك ثلاثة أبيات بعد المائة , ثم شرح الله صدري لإعادة نظمها بطريقة أفضل إن شاء الله تعالى .
ولكي يتضح الأمر فهاكم مثالا منها :
المقدمة
بدأت بحَمْد للهِ ربي مبسملاَ ... تبارك من يعفوا ويعطي تفضلا
وَصَلِّيت ممثثلا لأمر إلهنا... عَلَى المصطفى وَالصّحبِ أكرم مَنْ تَلا
( وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْمِي حُرُوفَ ثَلاثَةٍ )...على منهج الحرز الذي قد تسهلا
ولكَنني من درة الحبرِ ناهَل ... ( فَأَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يَمُنَّ فَتَكْمُلا )
( أَبُو جَعْفَرٍ عَنْهُ ابْنُ وَرْدَانَ نَاقِلٌ...كَذَاكَ ابْنُ جَمَّازٍ سُلَيْمَانُ ذُو الْعُلا )
(وَيَعْقُوبُ قُلْ عَنْهُ رُوَيْسٌ وَرَوْحُهُمْ.وَإِسْحَاقُ مَعْ إِدْرِيْسَ عَنْ خَلَفٍ تَلا)
فإن وافقوا المسكوت عنهم بحرزهم.. سأسكت عنهم فاتقن الحرز أولا
ورمزأبج حطي فضق سلسلوا لهم.وتسعتهم بالخاء في الحرز قد خلا.
وواضح المعنى المراد من المقدمة وهو ما سبق بيانه وصفا للمتن.
بَابُ الْبَسْمَلَةِ وَأُمِّ الْقُرْآنِ
( وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّوْرَتَيْنِ أَئِمَّةٌ )... وَصل واسكتن حكم ووصلك فضلا ومَالِكِ ممدودا حكاه فقيهنا ... وسين صِرَاط عن رويس تسبلا
وَبالضَّمُّ فِي الْهَا بعد يَاءِ تَسْكنت. سِوَى الْفَرْدِ عن يعقوب صح مؤصلا
وَاِنْ زالت اليا ما عدا مَنْ يُوَلِّهِم . طَريف وَصِلْ مِيْمِ الْجَميعِ إلى العلى
ويعقوب كالها حرك الميم متْبِعًا... إذا وقعت قَبْلَ المسَكن منزَلا
وشرح ذلك يسير ولله الحمد فلما كان القراء الثلاثة مخالفين للمسكوت عنهم في حكم البسملة بين السورتين ذكرت خلافهم في البيت الأول
فأبو جعفر يفصل بين السورتين بالبسملة , ويعقوب يصل بينهما ويسكت من غير بسملة , وخلف يصل فقط من غير بسملة .
ولما كانوا موافقين للمسكوت عنهم في باقي أحكام البسملة سكت عنهم ولم أذكرهم وانتقلت إلى سورة أم القرآن .
فلما كان يعقوب وخلف العاشر مخالفين للمسكوت عنهم في قراءة ( مالك يوم الدين ) بإثبات الألف ذكرت ذلك لهما وسكت عن أبي جعفر لموافقته للمسكوت عنهم وليس لموافقته لنافع فانتبه .
ولما كان رويس عن يعقوب مخالفا للمسكوت عنهم في قراءة ( صراط ) حيث جاءت بالسين ذكرت ذلك له , وسكت عن الباقين لكونهم موافقين للمسكوت عنهم , ولم أحتج للتنبيه على قراءة خلف بالصاد الخالصة لموافقته للمسكوت عنهم ولا عبرة هنا بمخالفته لحمزة .وهكذا أمر المتن وشرحه في باقي أبياته .
المرحلة الثانية : استقلالها عن الشاطبية تماما وربطها برواية حفص عن عاصم وفاقا وخلافا , فمن وافق رواية حفص منهم سكت عنه ومن خالفه ذكرته وقد تم هذا المتن ولله الحمد وبلغ عدد أبياته ستة عشر بيت بعد الأربعمائة وهاكم مثالا منه ليتضح الأمر :
المقدمة
ببسم الإلهِ الحق جل جلاَله ... بدأت أرجي فتحه متقبلا
وَصَلِّيت تعظيما وسلمت مثنيا..عَلَى المصطفى وَالصّحبِ أكرم مَنْ تَلا
وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْم الثَلاثَة وافيا... إذا خالفوا حفصا وإلا فأهملا
وواضح المعنى المراد من المقدمة وهو ما سبق بيانه وصفا للمتن.
بَابُ الْبَسْمَلَةِ وَأُمِّ الْقُرْآنِ
زِدِ الْوَصْلَ بَيْنَ الْسُّوْرَتَيْنِ بِدُوْنِهَا ....حَكَاهُ فَقِيهٌ وَالْسُّكُوْتَ حَوافِلا
وَمَالِكِ قَصْرٌ أَمَّ وَالْسِّينُ طَارِقٌ .....بِحَيْثُ صِرَاطٍ وَاضْمُمَنْ كَسَرَ هَا حَلا
عَنِ الْيَاءِ إِنْ تَسْكُنْ سِوَى هَاءِ مُفْرَدٍ.... وَإِنْ زَالَتِ الا مَنْ يُولَهُمو طُلا
وَصِلْ ضَمَّ مِيمِ الْجَمْعِ قَبْلَ مُحَرَّكٍ ....أَرِيبٌ وَقَبْلَ الْسَّاكِنِ الْضَّمُّ فَضِّلا
مَعَ الْكَسْرِ قَبْلَ الْهَا أَوِ الْيَاءِ سَاكِنًا .....وَيَعْقُوبُ كَالَهَا حَرَّكَ الْمِيمَ مُكَمِلا
وشرح ذلك يسير ولله الحمد فلما كان القراء الثلاثة موافقين لحفص في أحكام البسملة سكت عن وفاقهم له , ولما كان لخلف ويعقوب زيادة أوجه على ما لحفص ذكرت تلك الزيادة في البيت الأول , فيعقوب وخلف يزيد لهما وجه الوصل بين السورتين من غير بسملة , ويزيد ليعقوب وحده وجه السكت بين السورتين من غير بسملة .
وانتقلت إلى سورة أم القرآن , فلما كان يعقوب وخلف العاشر
موافقين لحفص في قراءة ( مالك يوم الدين ) بإثبات الألف سكت عنهما , وذكرت مخالفة أبي جعفر لحفص في ( مالك يوم الدين ) حيث قصرها أبو جعفر .
ولما كان رويس عن يعقوب مخالفا لحفص في قراءة ( صراط ) حيث جاءت بالسين ذكرت ذلك له , وسكت عن الباقين لكونهم موافقين لحفص , ولم أحتج للتنبيه على قراءة خلف بالصاد الخالصة لموافقته لحفص , ولا عبرة هنا بمخالفته لحمزة , وهكذا أمر المتن وشرحه في باقي أبياته .
المرحلة الثالثة : استقلالها عن الشاطبية تماما وربطها برواية حفص عن عاصم وفاقا وخلافا , فمن وافق رواية حفص منهم سكت عنه ومن خالفه ذكرته , وهي كالمرحلة الثانية ولكن مع زيادات مهمة وهي زيادة بيان انفراد كل قارئ من القراء الثلاثة بما انفرد به , وزيادة بيان انفراد حفص بما انفرد به في روايته , وزيادة بيان انفراد الإمام عاصم بما انفرد به في قراءته .
وقد ألجأني ذلك إلى إعادة المتن من أوله إلى آخره حتى أتمه الله عز وجل فلله الحمد والمنة وقد بلغ عدد أبياته خمسا وعشرين بيتا بعد الأربعمائة , أي بزيادة تسعة أبيات فقط عن سابقه , وهذا هو ما دفعني إلى إعادة نظمه بالانفرادات فقد زاد عدد أبياته عن المنظومات السابقة , ومع أن هذه الزيادة لها ما يبررها ولله الحمد من سلوك الطريق المستقلة عن الشاطبية ومن سهولة كلمات المتن مقارنة بغيره من المنظومات في القراءات الثلاث ـ كما مر نقلا عن صاحب الهداية في بيان سبب نظمه ـ ومع ذلك أعدت نظمه بالانفرادات لتكون فوائد الانفرادات مقابلة لزيادة الأبيات , وقد مر بنا أن المقرئ عبد الله بن سعيد باقشير الحضرمي قد نظم كتاب الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة .
وبهذا يكون هذا المتن ولله الحمد قد قام مقام متنين وقد جاء بفضل الله فريدا في بابه وإنما أتحدث بنعمة الله علي في ذلك ولا أزكي نفسي ولا أفاخر بل الحمد والمنة لله تعالى , وسيظهر مزيد إيضاح عند شرح المتن بفضل الله تعالى , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين
وكتبه محمد بن عيد الشعباني غفر الله له ولوالديه بعد الظهر من يوم الأحد الثامن من ذي الحجة 1434 هـ الموافق13/ 10 / 2013 م.
رابط التحميل المباشر :
http:///www.al-amen.com/up/up_down/b24d45be6a0ed4d651d2e551be1227ca.pdf