بسم وباسم في القرآن

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Amara
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

وردت كلمة بسم في القرآن رسما بطريقتين : بسم، بدون ألف وباسم بالألف
فهل مرد ذلك خطأ الصحابة كونهم أول عهد بكتابة كما قال ابن خلدون
أم أنه لحكمة يعلمها الله الذي أنزل الوحي على نبيه صلى الله عليه وسلم
كنا تعرضنا لمثلها وقلنا أن لا زيادة ولا نقص في حروف القران إلا أجرا لتاليها ومتدبرها وأن كل ما نظنه زيادة أو نقص في رسم القرآن إنما هو لعلم بين وحكمة بالغة ومعنى مستنبط.
وقد وردت بسم بدون ألف في قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم ( الفاتحة : 1)
وقوله تعالى :
وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم (هود : 41)
وقوله تعالى :
انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم (النمل : 30)
ووردت بالألف في قوله تعالى :
فسبح باسم ربك العظيم (الواقعة : 74، 96، الحاقة : 52)
وفي قوله تعالى :
اقرأ باسم ربك الذي خلق ( العلق : 1)
وكنا علقنا مرة أن الكلمة إذا اختلف رسمها ونسبت مرة إلى الله ومرة إلى من هو دونه وجدنا أن الفعل إذا نسب إلى الله حذفت الالف من الكلمة لتمام فعله وكماله وإذا نسب الفعل إلى الإنسان رسمت بالألف لنقص فعله وحاجته.
وبين أن ما كانت نسبته إلى الله رسم بدون ألف لتمام فعل الله وكماله وما نسب إلى من هو دونه رسم بالألف. فالأول، بسم الله الرحمن الرحيم، وهو فاتحة التنزيل والتنزيل من الله تعالى فهو في كماله وحفظه وتمامه لذلك لا ألف فيها، والثاني، بسم الله مجراها ومرساها، فالله تعالى هو مجريها ومرسيها لا تحتاج فالفعل تام كامل لأنه فعل الله لذلك كتبت بسم بدون ألف، والثالث، الرسالة من سليمان لكن الهدى الذي يدعو إليه هو هدى الله لا دخل لسليمان عليه السلام به لذلك لم تحتج بسم لألف النقص إنما حذفت لتمام الهدى الذي من الله وكماله..
وفي الرابعة سبح باسم ربك العظيم، فإن التسبيح المأمور به أمر به الإنسان والإنسان محتاج إلى توفيق الله في ذلك لذلك مهما عمل الإنسان فإن عمله ناقص وتسبيحه لله تعالى ناقص لذلك رسمت بالألف دلالة على عدم الكمال، وكذلك الأمر في القراءة باسم الله فإن الإنسان هو الذي يقرأ لكنه قد يغفل فالإنسان مهما فعل لم يتم عمله ولا بلغ بعلمه الكمال، لذلك رسمت الكلمة بالألف.
هذا والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
{بسم الله} الله مضاف إلى اسم. و{باسم ربك} رب مضاف إلى اسم، الله هو الرب، والرب هو الله، فما الفرق بينهما من حيث التوجيه ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب،

{بسم الله} الله مضاف إلى اسم. و{باسم ربك} رب مضاف إلى اسم، الله هو الرب، والرب هو الله، فما الفرق بينهما من حيث التوجيه ؟
سؤالك طريف جدا ويحتاج إلى بحث عميق ومدارسة من العلماء الأجلاء.. وأنا من يوم سألتني أبحث وأسأل الله أن يوفقني في الجواب في قادم الأيام..
ولعلي أضيف شيئا لطيفا يتعلق بالكلمة وكيفية رسمها.
فقد ذكرت كلمة بسم، ذات الثلاثة حروف، ثلاث مرات في القرآن الكريم..
- في الآية الأولى من سورة الفاتحة : بسم الله الرحمن الرحيم
- في سورة هود، الآية 41 : وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم
- في سورة النمل، الآية 30 : انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم
وذكرت كلمة باسم، ذات الحروف الأربعة، أربع مرات في القرآن..
- في سورة الواقعة، الآية 74 : فسبح باسم ربك العظيم
- في سورة الواقعة، الآية 96 : فسبح باسم ربك العظيم
- في سورة الحاقة، الآية 52 : فسبح باسم ربك العظيم
- في الآية الاولى من سورة العلق : اقرا باسم ربك الذي خلق

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي لي سؤال بارك الله فيكم !!!
هل هذه التعليلات منقولة عن أحد من أهل العلم أم أنها اجتهادات ؟؟؟
أقول بعون الله تعالى
قال الشيخ محمد العاقب في منظومته :
والخطُّ فيه معجزٌ للنـاسِ **** وحائدٌ عن مقتضى القيـاسِ
لا تهتدي لسره الفحـولُ **** ولا تحومُ حولَهُ العقــولُ
قد خصـهُ الله بتلك المنزلةْ **** دون جميع الكتب المنزَّلة
ليظهرالإعجازُ في المرسومِ **** منه كما في لفظه المنظومِ

..........................................................................................................
تحذف همزة الوصل في لفظ ( اسم ) بشرطين :
1- إذا سبقت بـــــ ( باء الجر ) .
2- إذا أضيفت للفظ الجلالة فقط .
لذلك أثبتوا الهمزة في قوله تعالى ( واذكروا اسم الله) وما شابهها لأنها لم تسبق بحرف جر.
وكذلك أثبتوها في قوله تعالى ( باسم ربك) في الواقعة والحاقة والعلق لأنها لم تضف للفظ الجلالة .
..........................................................................................................
أما علة حذفها فقال فضلية الدكتــــــــــــور :
غانــــــــــم قـــــــدوري الحمـــــــــــد
في كتابه ( رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية ) { ص : 368 }
فقال الشيخ : _ حفظه الله _ ( بعدما ذكر مواضع حذف همزة الوصل ) إن حذف ألف الوصل في المواضع الخمسة السابقة إنما هو إستجابة للنطق فرسمت الكلمة على مراد الوصل.................................
والأمثلة الأخرى ( التي منها باسم ) إنما حذفت منها ألف الوصل إستجابة لسقوط الهمزة في اللفظ ، ولكن ما الذي يجعل حذف رمزها مستعملا ومقبولا في كلمة دون أخرى ؟ يبدو أن العادة وكثرة الاستعمال قد ساهما في شيوع صور بعض الكلمات على نحو معين ، فليس حذف ألف الوصل من { بسم الله } دون { باسم ربك } وما يشبهه إلا لشيوع صورة الصيغة الأولى بالحذف دون ما عادها . فالهمزة ساقطة في لفظ كلتا الصيغتين .
وهكذا قد يستجيب الكاتب لما يطرأ على لفظ الكلمة بسبب نطقها في الدرج أو بسبب اتصال بعض الحروف بها ، وقد يظل متشبـثا بأصل إثبات رمز همزة الوصل حين النطق بالكلمة المبدوءة بساكن في أول الكلام .
وبناء على ذلك لا معنى للخلاف الشديد بين أئمة العربية حول إثبات أو حذف رمز همزة الوصل في ( باسم ) في غير صيغة { بسم الله } من مثل ( باسم ربك ) أو ( باسم الرحمن ) .
فقد قال الكسائي و الأخفش .. تحذف ، وقال الفراء : لا تحذف إلا مع باسم الله الرحمن الرحيم .
وقال الصولي : وأجاز الكسائي طرح الألف في قولهم : باسم الخالق و باسم الرحمن ، وغيره يأبى ذلك ولا يجيزه إلا في { بسم الله } وحده ، وعلى هذا العمل وهو الصواب !
ويبدو أن تعليل الخليل للظاهرة _كما ينقله الرازي _ صحيح في شقه الأول دون الثاني ، فقد ذكر الفخر الرازي أن الخليل قال :
" وإنما حذفت الألف في قوله { بسم الله } لأنها إنما دخلت بسبب أن الابتداء بالسين الساكنة غير ممكن فلما دخلت الباء على الاسم نابت عن الألف فسقت في الخط ، وإنما لم تسقط في قوله { اقرأ باسم ربك } لأن الباء لا تنوب عن الألف في هذا الموضع كما في { بسم الله } لأنه يمكن حذف الباء من { اقرأ باسم ربك } مع بقاء المعنى صحيحا ،
فإنك لو قلت : اقرأ اسم ربك صح المعنى ، أما لو حذفت الباء من { بسم الله } لم يصح المعنى فظهر الفرق ! " .
ولا يبدو التعليل بإمكانية حذف الباء في { باسم ربك } وبقاء المعنى صحيحا وعدم ذلك في { بسم الله } ولزوم الباء فيه مقنعا أو قائما على أساس واضح صحيح ، فليس هناك من سبب لهذه الظاهرة إلا العادة وشيوع طريقة معينة في رسم بعض الصيغ دون غيرها ، فالهمزة ساقطة في اللفظ من المثالين جميعا ، لكن الكتاب جروا في أحدهما على اللفظ بينما جروا في الثاني على الأصل في رسم الكلمة قبل اتصال الباء بها .
ولي سؤال آخر أخي الكريم :
ما الفرق بين قوله تعالى في سورة الرعد ( يمحوا الله ما يشاء ... ) { 39 }
وبين قوله تعالى في سورة الشورى ( ويمح الله الباطل .. ) { 24 }

وجزاكم الله خيرا
 
قال السيوطي في الإتقان:
قال المراكشي السر في حذفها من هذه الأربعة التنبيه على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدة وقوع المنفعل المتأثر به في الوجود أما ( ويدع الإنسان ) فيدل على أنه سهل عليه ويسارع فيه كما يسارع في الخير بل إثبات الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير
وأما ( ويمح الله الباطل ) فللإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله وأما ( يدع الداع ) فللإشارة إلى سرعة الدعاء وسرعة إجابة المدعوين وأما الأخيرة فللإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وشدة البطش.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب،
لي سؤال بارك الله فيكم !!!
هل هذه التعليلات منقولة عن أحد من أهل العلم أم أنها اجتهادات ؟؟؟
بارك الله فيك، إن كنت تقصد الألف في بسم وباسم وعلة رسمها الذي قدمته فإنما هو اجتهاد.. وأنا إنما أقدمه هنا حتى أستبين فلا أخطؤ في حق كتاب الله تعالى..

ولي سؤال آخر أخي الكريم :
ما الفرق بين قوله تعالى في سورة الرعد ( يمحوا الله ما يشاء ... ) { 39 }
وبين قوله تعالى في سورة الشورى ( ويمح الله الباطل .. ) { 24 } [/B]
كنا بينا أخي الحبيب، أن الفعل إذا نسب إلى الله حذفت الألف من الكلمة لتمام فعله وكماله وإذا نسب الفعل إلى الإنسان رسمت بالألف لنقص فعله وحاجته.
وعلى هذا فقس..
فالفعل هنا منسوب إلى الله في الآيتين :
- يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
- ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشا الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور

والبين أخي الفاضل أن الفعل في الأول ليس على اطلاق المحو.. لأنه قال يمحوا الله ما يشاء ويثبت.. فلو كان الفعل على إطلاق المحو ما جاز أن يثبت بعدها فلما كان الإثبات استفيد من الآية أن فعل المحو ليس على إطلاقه.. فالفعل كامل لأنه نسب إلى الله تعالى.. وهو ليس على إطلاقه.. فمن حيث كونه ليس على إطلاقه يعني توجب الزيادة في الرسم.. ومن حيث كونه منسوبا إلى الله توجب أن يميز عما ينسب إلى غير الله.. فانظر كيف رسمت يمحوا.. فالزيادة على غير العادة كانت بحرفين عن قوله ويمح الله الباطل.. فالزيادة على نحوين : الزيادة الأولى للدلالة على عدم إطلاق الفعل، ولا نقول بنقصه هنا تأدبا مع الله لأنه منسوب إليه، والزيادة الثانية لتمييزه عما نسب إلى غيره كما في قوله تعالى : بأييد.. التي كتبت بيائين.. أما الآية الثانية فتدل على أن الفعل على إطلاقه لأن فعل محو الباطل من قبل الله فعل مطلق فهو يمحو الباطل حتى لا يبقى من الباطل شيئا.. لذلك فلا حاجة لزيادة في حرف هنا..
والزيادة بالألف ليست هي الزيادة بالألف والواو ولا هي الزيادة بالواو..
وما قدمناه فيما سبق يخص الألف.. والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي بعض الأسئلة بارك الله فيكم :
1_ هل يجوز لي أن أجتهد في ( الرسم العثماني ) بهذه الطريقة المرتبطة بمعاني القرآن ؟؟؟
2_ هل عندما كتب الصحابة القرآن كتبوه بهذه الكيفية _قصدًا_ ؛ ليدل على تلك المعاني ؟؟؟
3_ هل تعليلات علماء العربية التي نزل القرآن بها في مثل هذه الظواهر لا تغنينا عن الاجتهاد في هذا الباب
؟؟؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي بعض الأسئلة بارك الله فيكم :
1_ هل يجوز لي أن أجتهد في ( الرسم العثماني ) بهذه الطريقة المرتبطة بمعاني القرآن ؟؟؟
2_ هل عندما كتب الصحابة القرآن كتبوه بهذه الكيفية _قصدًا_ ؛ ليدل على تلك المعاني ؟؟؟
3_ هل تعليلات علماء العربية التي نزل القرآن بها في مثل هذه الظواهر لا تغنينا عن الاجتهاد في هذا الباب
؟؟؟


1- جوابا على السؤال الأول، أقول : ما الذي تقصده بالإجتهاد هنا ؟ وماذا تريد بقولك هل يجوز بهذه الطريقة ؟ لأن الذي يفهم من سؤالك في تعليقك الأول من كلمة الإجتهاد غير ما سألته هنا.. والذي يفهم من سؤالك في هذا التعليق زيادة، أن الإجتهاد في (الرسم القرآني) جائز بطرق معينة معلومة عندك.. فاشرح حتى نفهمك فنجيبك فلعلني أجيبك على غير ما قصدت، وأنا أظن أني أجيبك على قصدك فنختلف..
2- وجوابا على سؤالك الثاني، اقول : وهل كتب الصحابة اجتهادا من عند أنفسهم ؟ أو اتباعا لما أنزل على نبيهم ؟ فإن كان اتباعا فالأولى أن تقول عندما نسخ الصحابة الكتاب ولا تقل كتب ؟ وإن كان اجتهادا فعليك البيان بالبرهان والحجة..
3- وجوابا على سؤالك الثالث، أقول : وهل تعليلات علماء العربية التي نزل بها القرآن إلا شيئا من دراسة القرآن.. ومتى أغنى مفسر أو مؤول عن تدارس القرآن والكشف عن درره ؟ وهل تعليلاتهم التي تحدثت عنها بوحي أو بغير وحي ؟ وهل ربط الرسم بالمعنى خارج عن اللسان العربي أم داخل فيه ؟ وهل تجريد الحرف من رسمه داخل في اللسان العربي أم خارج عنه ؟
ولعلي أسالك : من هم علماء العربية الذين عللوا رسم القرآن ومتى جاؤوا ؟ ولماذا لم يغنهم كلام من سبقهم أن اجتهدوا لبيان علل رسم الوحي ؟
إنما وضعت بينكم ما يمكن ملاحظته.. فإن كان فيه خطأ فبينوه لي حتى أرجع.. وإن كان غير ذلك فلنتدارس ونتدبر كتاب الله..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

كنت علقت على سؤال أخينا الحبيب محمد الحسن بوصو، عن الفرق بين إضافة كلمة الله وإضافة كلمة الرب في الآيات المذكورة وانسجامها مع خط الوحي.. فقلت :
سؤالك طريف جدا ويحتاج إلى بحث عميق ومدارسة من العلماء الأجلاء.. وأنا من يوم سألتني أبحث وأسأل الله أن يوفقني في الجواب في قادم الأيام..
وكنت أترقب مشاركات الأخوة في الموضوع.. وقد أرسل إلي أخونا الحسن بن ماديك رسالة حول دلالة الاسمين الله رب العالمين في الكتاب المنزل.. فأردت أن أضعه في هذا الباب.. حتى تعم الفائدة ونثري النقاش

إن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن اسم ﴿ الله ﴾ حيث ورد ذكره في الكتاب المنزل فإنما :
1. لبيان عبادة وتكليف من الله المعبود يسع جميع المخاطبين به الطاعة والعصيان .
2. أو لبيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين .
3. أو لبيان أثر الإيمان والطاعة على المكلفين .
4. أو لبيان أثر الكفر والمعصية على المكلفين في الدنيا .
5. أو لبيان الحساب والجزاء في الآخرة .
وإن اسم ﴿ رب العالمين ﴾ حيث ورد ذكره في الكتاب المنزل فإنما :
1. ليقوم به أمر أو فعل خارق يعجز العالمون عن مثله وإيقاعه كما يعجزون عن دفعه .
2. أو لبيان نعمه التي لا كسب للمخلوق فيها وما يجب له من العبادة والشكر .
3. أو لاستعانته ليهب لنا في الدنيا ما لا نبلغه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر .
ولهـذه القاعدة في الكتاب تقييد له دلالات عميقة كرزق الله الذي يقع على ما لا كسب للمخلوق فيه ورزق ربنا الذي يقع على ما اكتسبه المخلوق بجهده من تمام نعمة ربه عليه .
وإنما أسند الرزق إلى الله في الكتاب المنزل على ما لم يكتسبه المرزوق به بجهده كما في قوله :
ـ } ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا ﴾ الطلاق 11
ـ } زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ البقرة 212
ـ } يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ النور 38
ـ } ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ﴾ الأعراف 50
ولا تخفى دلالته على نعيم أهل الجنة الذين أدخلوها بفضل الله .
وكما في قوله :
ـ } وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا وشربوا من رزق الله ﴾ البقرة 60
ـ } وكفّلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هـذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ عمران 37
ـ } وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها ﴾ الجاثية 5
ـ } وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ﴾ العنكبوت 60
وكان الماء الذي انفجر من الحجر لما ضربه موسى بعصاه هو والمنّ والسلوى الذي نزّل على بني إسرائيل مع موسى هما رزق الله بغير جهد منهم ولا كسب ، أمروا أن يأكلوا ويشربوا منه .
وكان ما يلقى إلى مريم من رزق وهي في المحراب هو رزق الله إياها من غير كسب منها ولا جهد .
وكان الماء الذي نزّله الله من السماء هو رزق الله الدواب والناس من غير جهد منهم ولا كسب .
وإنما وقع في الكتاب رزق ربنا على ما اكتسبه المكلف من تمام نعم ربه عليه كما في قوله :
ـ } لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ﴾ سبأ 15
ـ } قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا ﴾ هود 88
ويعني أن أهل سبإ كانوا يحرثون ويأكلون من الجنتين ويعني أن شعيبا كان قويا كاسبا يأكل من كسبه ولم يكن متسولا يسألهم رزقا .
فأما بيان ما كلف الله به من العبادة فكما في قوله ﴿ اعبدوا الله ﴾ وقوله ﴿ اتقوا الله ﴾ وقوله ﴿ وقوموا لله قانتين ﴾ البقرة 232 .
وأما بيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين وأعانهم بها ليعبدوه فكما في قوله ﴿ فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له ﴾ العنكبوت 17 من قول إبراهيم يعني اسألوا الله أن يرزقكم لتقوى أجسامكم على الطاعة والعبادة ، وقوله ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ﴾ الذاريات 56 ـ 58 يعني أن الله يرزق الإنس والجن ليتمكنوا بالرزق والقوت من العبادة ، وكما في قوله ﴿ خلق الله السماوات والأرض بالحق ﴾ العنكبوت 44 أي لأجل أن يعبد ويذكر فيهما .
وأما أثر الطاعة على المكلفين في الدنيا فكما في قوله ﴿ ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ﴾ مريم 76 وقوله ﴿ فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ﴾ الفلاح 28 وقوله ﴿ هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ﴾ يونس 22 فكانت نجاتهم بسبب أثر طاعتهم في دعوتهم الله مخلصين له الدين .
وأما بيان أثر المعصية على المكلفين في الدنيا فكما في قوله ﴿ إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ﴾ البقرة 7 أي بسبب كفرهم وإعراضهم عن النذير عوقبوا بذلك ، وقوله ﴿ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ﴾ البقرة 159 فلعنة الله إنما كانت بسبب أن كانوا يكتمون ما جاء به النبيون من البينات والهدى في الكتاب ، وقوله ﴿ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ﴾ الأنفال 52 والمعنى أنهم بسبب كفرهم بنعم الله التي أنعم عليهم بها ليعبدوه ويطيعوه عذبهم في الدنيا .
وأما بيان الحساب بعد البعث فكما في قوله ﴿ ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ﴾ النور 39 وقوله ﴿ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ﴾ النور 25 .
وأما بيان الجزاء فكما في قوله ﴿ فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ﴾ المائدة 85 وقوله ﴿ ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ﴾ فصلت 28 .
وأما بيان أن كل فعل أو أمر أسند إلى ربنا فإنما هو أمر خارق يعجز العالمون عن مثله فكما في قوله ﴿ قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ﴾ الإسراء 102 من قول موسى في وصف الآيات المعجزة التي أرسله ربه بها وكما في قوله ﴿ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ﴾ فصلت 9 ـ 12 ، ولا يخفى أن عاقلا من العالمين لا يستطيع ادعاء مثل هذا .
وأما بيان أمر ربنا الذي يعجز العالمون عن دفعه فكما في قوله ﴿ يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾ هود 76 من قول رسل ربنا من الملائكة الذين أرسلوا بعذاب قوم لوط وكما في قوله ﴿ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ﴾ القمر 50 .
وأما بيان نعم ربنا التي لا كسب للمخلوق فيها فكما في قوله ﴿ ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله ﴾ الإسراء 66 وقوله ﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزّل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ﴾ الزخرف 9 ـ 13 .
وأما بيان ما يجب لربنا من العبادة والشكر على نعمه فكما في قوله ﴿ ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ﴾ الزخرف 13 ـ 14 ، وقوله ﴿ لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ﴾ سبأ 15 وقوله ﴿ يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ﴾ البقرة21 ـ 21 .
وأما بيان ما يجب علينا من استعانته ليهب لنا في الدنيا والآخرة من نعمه ويصرف عنا من الضر والكرب ما لا نستطيعه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر القليل فكما في دعاء النبيين وضراعتهم ربهم حيث وقعت في القرآن كما في قوله ﴿ وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم ﴾ الأنبياء 83 ـ 84 .
إن قوله ﴿ باسم الله ﴾ حيث وقع في الكتاب فإنما هو للدلالة على عبادة وتكليف من الله يجب أن يقوم به المكلف العابد مستعينا ومبتدئا باسم الله الذي شرع له ذلك الفعل ومخلصا له فيه من غير إشراك معه وكما بدأ طاعته بإعلان أنها باسم الله المعبود الذي شرعها له . وهكذا ركب نوح ومن معه في السفينة كما في قوله ﴿ وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها ﴾ هود 41 فأطاع أمر الله حين أوحي إليه قوله ﴿ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ﴾ هود 40 فجرت بهم الفلك على الماء الطوفان وجرت بعدها كل سفينة على الماء والعادة أن تستقر عليه وتغرق فكان جريانها في البحر بما ينفع الناس إنما هو باسم الله الذي أوجب على من في السفينة وعلى الناس أن يستعينوا بالسفن وبمنافعها في طاعة الله وعبادته ، ولو قال نوح باسم ربي مجراها ومرساها لم تجر سفينة على البحر بعدها إلا لمثله ، إذ ما كان باسم ربنا هو الآية الخارقة المعجزة مع رسله من الملائكة والبشر .
وهكذا لم يحل من الذبائح والصيد البري إلا ما ذكر اسم الله عليه كما في المائدة وثلاثة كل من الأنعام والحج .
إن حرف الأنعام ﴿ ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ﴾ الأنعام 121 ليعني أن إزهاق الحياة في الطير والدواب إنما يجب أن يكون باسم الله الذي شرع لنا أكلها لنحيى ونقوى على العبادة ، أما ما لم يذكر اسم الله عليه منها فتجرد من هذا القصد والنية فهو فسق خرج به الإنسان عن الوحي الذي جاء به النبيون وعن مقتضى العبودية إلى المعصية والعبث فحرم على المسلمين أكله ، ولئن كان النهي عن الأكل من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكي منها بإنهار دمه وذكر اسم الله عليه فما ظنك بقتل الصحيح من الطير والأنعام عبثا وما ظنك بقتل الإنسان إذا لم يكن من المكلف به طاعة لله ورسوله .
إن الذي يقول " باسم الله " قبل طعامه وشرابه المباح قد أطاع الله في قوله ﴿ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ﴾ الأعراف 31 .
وإن الذي يقول " باسم الله " ويأكل الخنزير والميتة والدم غير مضطر فقد افترى على الله كذبا وادعى أن الله قد شرع ذلك .
وإن الذي يقول " باسم الله " ويطأ زوجته قد أطاع الله في قوله ﴿ وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ﴾ النساء 24 فهي كلمة الله التي استحللنا بها فروج النساء .
وإن الذي يقول " باسم الله " ويزني قد افترى على الله وادعى أن الله شرع له الزنا وكلّفه به وما أشبهه بسلفه من القرامطة الذين كانوا يقرأون القرآن لابتداء الليالي الحمراء فإذا سكت القارئ أطفئت المصابيح ووقع كل رجل على من تقع يده عليها ولو كانت أخته أو أمه كما سنّه عليِّ ابن الفضل الجدني القرمطي في آخر القرن الثالث الهجري في اليمن .
إن قوله ﴿ باسم الله الرحمن الرحيم ﴾ ليعني أن قائلها ككاتبها يشهد على نفسه ويقر بأنه يبتدئ فعلا هو من تكليف الله تماما كما تعني رسالة سليمان إلى ملكة سبإ والملإ معها من قومها ﴿ إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين ﴾ النمل 30 ـ 31 أن سليمان رسول الله إلى الناس وأن كتابه هذا هو من رسالته إليهم وهم أعم من بني إسرائيل فزيادة التكليف بقدر زيادة التمكين كما بينت في فقه المرحلية ، ويأتي لاحقا سبب ابتداء فاتحة الكتاب كالسور بـ ﴿ باسم الله الرحمن الرحيم ﴾ وسبب إيراد اسم الرحمة فيها وفي كتاب سليمان وإنما يتم المعنى في ما تقدم باسم الله إذ هو من تكليف الله عباده فهو مما يقدرون عليه ويستطيعونه ويسع كلا الطاعة والعصيان .
ولقد تضمن الكتاب الأمر بذكر الله بأسمائه الحسنى ودعائه بها ومنه ﴿ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ﴾ النور 36 ومن المثاني معه قوله ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ﴾ البقرة 114 ، ومنه ما تضمنت سورة الأعراف والإسراء وطه والحشر من الأمر بدعاء الله بأسمائه الحسنى .
وأما فاتحة العلق ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ فلإظهار أن قراءة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم القرآن من أوله إلى آخره كما نزّله جبريل على قلبه هي خارقة معجزة لا يقدر عليها أحد من العالمين وإنما تمت باسم ربه الذي خلق كما أن خلق الإنسان من علق لا يقدر عليه غير ربه فكذلك قراءة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم القرآن لا يقدر على إيقاعها غير ربه .
وقد يحسب الجاهل ذلك مبالغة بل لو أبدل النبي الأمي صلى الله عليه وسلم اسما من أسماء الله الحسنى بآخر منها أو حرفا بآخر ولو كان من فواتح السور التسع والعشرين لانخرمت المثاني في الكتاب ولفسد نظم الكلام ومعناه ، ولوقع فيه اختلاف كثير كما سأثبته إن شاء الله ولبطل وصف البدل بأنه من كلام الله .
إن القرآن هو من عند الله وإنما محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله به وخاتم النبيين بلغ وحي الله ولم يزده حرفا أو ينقصه منه رغم أنه كان أميا لا علم له بالكتاب والإيمان قبل نزول الوحي عليه كما في قوله ﴿ بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾ يوسف 3 ومن المثاني معه قوله ﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ﴾ الشورى 52 ، وهكذا كانت قراءة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم قد تمت باسم ربه لأنها خارقة معجزة ، وكانت قراءة القرآن بعدها غير خارقة فابتدئت الفاتحة كما السور بقوله ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ وتعني أنها كسائر العبادات يسع كلا طاعتها وعصيانها .


يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
ثم ألا نرى بعد كل هذا و ذاك أن ( بســم ) تكون بدون ألف وسطية إذا ورد بعدها اسم الجلالة ( الله ) لأنّ لا واسطة بين الله عز و جل و عبده ( و إذا سألك عبادي عني فإنب قريب ...) و جاءت ( باسم ) بألف حائلة إذا ورد بعده إسم ( الرب ) و هي الصفة التي قد يتصف بها غير الله عز وجل كربّ البيت ... فتأمل أخي ... و سبحان الذي انزل الكتب ويجعل له عوجا
 
عودة
أعلى