رقية خشفه
New member
بسم الله الرحمن الرحيم4 -
الملخص الرابع
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة الأنبياء مع روابط للحفظ والتثبيت
وصلنا الى ????تسلية الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ????وعدٍ من الله بتحذير المشركين من استهزائهم بالنبي
بأنَّ مايفعلونه مُحيق بهم كما حاقَ العذاب بالمستهزئين قبلهم مع الرسل
????
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (41) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)
يقول ابن القيم رحمه الله:
أن (الرحمن )مُنعم عليهم بكلائتهم وحفظهم وحراستهم مما يؤذيهم بالليل والنهار مع غناه التام عنهم وفقرهم التام إليه ولايعترفون بربوبيته بنعمه وحفظه لهم
لماذا اسم الرحمن ؟؟
إضاءات ????دلالات اسم الله و الرحمن بما نورنا به ملتقى اهل التفسير عدنان الغامدي
????تفرد هذين الإسمين وارتباطهما ببعضهما البعض دون سواهما
اختص الله هذين الإسمين في البسملة ????بسم الله الرحمن الرحيم ????
فنجد أن البسملة تسبق فيها الالوهية الربوبية ، فيسبق اسم الجلالة الله ، اسم الجلالة الرحمن (بسم الله الرحمن الرحيم)
وكذلك هو الامر في ????سورة الفاتحة ، فنلحظ بدأ الحمد لله ، ثم تبعه الاقرار بربوبيته للعالمين ، وكونه الرحمن الرحيم ، ثم قوله إياك نعبد وهي متعلقة باسم الجلالة (الله) وإياك نستعين وهي متعلقة باسم الجلالة (الرحمن).
(????الله ): توحيد الألوهية
بمعنى العبادة التأليه والتنزيه اسم متعلق بالألوهية ومايتعلق بها من عبادات صاعدة
(????الرحمن ) توحيد الربوبية
اسم متعلق بالربوبية والقدرة النازلة من الرب لعباده كانت ضراً ام نفعاً
كل ماينزل لخلقه من كرمه وعطائه أو قوته وعذابه حفظه أحكامه وأقداره
????
: في حين أن المبالغة في ????الرحمة هي الصيغة المتبادرة لذهن من يقرأ الاسم إلا أن اسم الجلالة (الرَّحمَن) أتى في سياقات أخرى تحمل الدلالة على البطش والعذاب والخشية والعقاب فكيف يكون ذلك إلا أن يكون للاسم دلالات تتجاوز مفهوم الرحمة من جهة ودلالات على أن من العدل البطش بالمعتدي رحمة بالمعتدى عليه.
وقد اعتنى الإمام الطبري???? ببيان معاني أسماء الله الحسنى في سياقاتها القرآنية مهما تكررت،
1- أنه يُفسر الاسم بحسب دلالة الآية، ولا يلتزم تفسيرًا ثابتًا للاسم يُكرره كلما ذُكِر؛
فإن في سياقه في كلّ موضع دلالة مغايرة[7].
وأن الله جل وعلا لفت الأنظار لهذين الاسمين دون سواهما وأمر عباده بالدعاء بهما أو بأحدهما وأجمل بقية الأسماء الحسنى بعدهما فقال تعالى :
{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا } [الإسراء:110]
????????
وجاءت الآية هنا في السورة
(قل مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بل هم عن ذكر ربهم معرضون (42 )
????
ارتبطت العناية الربانية للخلق والتصرف والحفظ في الليل والنهار باسم الرحمن دون كل أسمائه الحسنى ، فنرى كيف كان الإتيان باسم الرحمن في سياق الربوبية والرعاية الربانية.
ويقول تعالى : قل للمشركين يا محمد ، من الذي يحفظكم من أمر الرحمن إن أراد بكم ضراً ؟. وهنا أتى اسم الرحمن في سبيل التخويف وذلك لبيان عجز آلهتهم عن منع قدرة الرحمن عليهم ومشيئته إن حلت بهم ، ثم قال (بل هم عن ذكر ربهم) فأتى بالربوبية هنا التي في أصلها من مناط قدرة الرحمن الرحيم.
استفهام استنكاري بعجز آلهتهم التي لاتجير نفسها ولا عابديها وأن الرحمن هو الذي يحفظهم بالليل والنهار
والكلاءةبالكسر : الحفظ والحراسة يقال اذهب في كلاءة الله أي في حفظه
????
فلا إله في الكون يستحق التأليه والعبادة وهو لا يملك القدرة والكمال ، ولا تتجلى هاتين الصفتين إلا في(???? الله)(الرحمن)
كم من بلاء دفعته عنا يارحمن وكم من حادث صرفتنا عنه ؟؟
وكان دعاء مريم باسم الرحمن .حفظ ولجوء واستعانة
{ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً }{مريم:18}
????
بينما ناسب اسم الرحمن موضع عذاب يحقق الربوبية بكل ماينزل لخلقه من عذاب وعقاب ....
في قول ابراهيم لأبيه في مريم
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
5]
فقد يقول قائل كيف يناسب اسم “الرَّحمَن” موضع عذاب ؟ ، وهنا يتجلى لنا هذا المفهوم المتعلق بالربوبية بكل صورها أي بكل ما ينزل لخلقه من قدرة وحفظ ورزق وهداية وتصرف وعقاب وعذاب لأن كل ذلك عدل ، فلما كان عدلاً كان رحمة بالخلق.
فاختيار ابراهيم لاسم الرحمن لم يكن لتعلق الاسم بصفة الرحمة فقط بل لتعلقه بصفة الربوبية والتصرف في الكون والخلق بما يشمل الثواب والعقاب.
????????
ولو تتبعنا ارتباط الربوبية بالرَّحمَن لوجدناها تبرز في أكثر من موضع تجد فيه العطاء والاحاطة والقدرة النازلة للخلق مرتبطة باسم الرَّحمَن دون غيره من اسماء الله وخاصة عندما يراد ذكر عموم الربوبية بلا تخصيص ، وفيما يلي من آيات ما يُبْرِزُ لنا هذا المفهوم بجلاء فيقول جل من قائل :
{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } [طه:90]
فارتبطت الربوبية باسم الرحمن ، الحديث عن العجل الذي فتنهم به السامري فعبدوه من دون الله ، ولما كان العجل لا يملك من الربوبية شيئاً ولا قدرة له على ما يقدر عليه الرحمن فكان تصحيح المفهوم الفاسد لدى بني اسرائيل بأن (ربكم الرحمن) وليس العجل الذي لا يقدر من الربوبية على شيء ، ولم يأتي الأمر على ذكر الألوهية لأنهم اتخذوه إلها ورباً فكان موضع الاحتجاج القوي هو نفي ربوبيته لانتفاء قدرته أصلا فإن انتفت الربوبية عنه كان انتفاء ألوهيته أولى.
قال الطبري رحمه الله في هذا الموضع :
” وقوله ( وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) يقول: وإن ربكم الرحمن الذي يعم جميع الخلق نعمه، فاتَّبعوني على ما آمركم به من عبادة الله، وترك عبادة العجل، وأطيعوا أمري فيما آمركم به من طاعة الله، وإخلاص العبادة له ” انتهى كلامه رحمه الله
وأمر الله عباده بالدعاء بهما أو بأحدهما وأجمل بقية اvسماء
( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (110) الإسراء
????
نعود الى سورة الأنبياء بعد هذه الإضاءات عن اسم( ???? الله .الرحمن)
الطبري :????
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَمْ لَهُمْ آلِهَة تَمْنَعهُمْ مِنْ دُوننَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْر أَنْفُسهمْ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَلِهَؤُلَاءِ الْمُسْتَعْجِلِي رَبّهمْ بِالْعَذَابِ آلِهَة تَمْنَعهُمْ , إِنْ نَحْنُ أَحْلَلْنَا بِهِمْ عَذَابنَا , وَأَنْزَلْنَا بِهِمْ بَأْسنَا مِنْ دُوننَا ؟
وَأَنَّ قَوْله : { يُصْحَبُونَ } بِمَعْنَى : يُجَارُونَ يُصْحَبُونَ بِالْجِوَارِ ; لِأَنَّ الْعَرَب مَحْكِيّ عَنْهَا : أَنَا لَك جَار مِنْ فُلَان وَصَاحِب ,
الطبري????
لَكِنَّا مَتَّعْنَاهُمْ بِهَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَآبَاءَهُمْ مِنْ قَبْلهمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمْ الْعُمُر , وَهُمْ عَلَى كُفْرهمْ مُقِيمُونَ , لَا تَأْتِيهِمْ مِنَّا وَاعِظَة مِنْ عَذَاب وَلَا زَاجِرَة مِنْ عِقَاب عَلَى كُفْرهمْ وَخِلَافهمْ أَمْرنَا وَعِبَادَتهمْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , فَنَسُوا عَهْدنَا وَجَهِلُوا مَوْقِع نِعْمَتنَا عَلَيْهِمْ , وَلَمْ يَعْرِفُوا مَوْضِع الشُّكْر .
وَقَوْله : { أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْض نَنْقُصهَا مِنْ أَطْرَافهَا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَفَلَا يَرَى هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ السَّائِلُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآيَات الْمُسْتَعْجِلُو بِالْعَذَابِ , أَنَّا نَأْتِي الْأَرْض نُخَرِّبهَا مِنْ نَوَاحِيهَا بِقَهْرِنَا أَهْلهَا , وَغَلَبَتِنَاهُمْ , وَإِجْلَائِهِمْ عَنْهَا , وَقَتْلهمْ بِالسُّيُوفِ , فَيَعْتَبِرُوا بِذَلِكَ وَيَتَّعِظُوا
قَالَ اِبْن عَبَّاس : يُرِيد أَهْل مَكَّة .
????????
ومازال الخطاب لكفار قريش أهل مكة
وفيه تقرير وتصديق وتعظيم لشأن الوحي
( قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)
وأن كل ما حذرهم وأنذرهم به هو وحي من الله ولكنكم كالصم الذين لايسمعون ولايتعظون
وما إن تمسهم نفحة من العذاب ليعترفوا بذنوبهم ويندموا ويقولون كما قال ????أسلافهم ????من قبل في مشهد قصم القرى الظالمة التي أخذها بأس الله فنادى أهلها (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15
????وللتثبيت والحفظ ????
في الآية(46) المقصود بها ????كفار قريش ????
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)
وانتقل بهم مباشرة الى الى???? مشهد الموازين والقسط يوم القيامة
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)
البيضاوي:????
الموازين صحائف الأعمال لإرصاد الحساب والجزاء على الأعمال بالعدل
????وهكذا ترتبط أعمال العباد في الدنيا بموازين الحساب يوم القيامة
فَلَا يَظْلِم اللَّه نَفْسًا مِمَّنْ وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ شَيْئًا بِأَنْ يُعَاقِبهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَعْمَلهُ أَوْ يَبْخَسهُ ثَوَاب عَمَل عَمِلَهُ وَطَاعَة أَطَاعَهُ بِهَا ; وَلَكِنْ يُجَازِي الْمُحْسِن بِإِحْسَانِهِ , وَلَا يُعَاقِب مُسِيئًا إِلَّا بِإِسَاءَتِهِ .
وكفى أن يكون المحاسب جل علاه بعدله ورحمته وعلمه الدقيق
لايغيب عن علمه حتى مثقال حبة من خردل إلا كتبها وأحصاها
????
وصلنا الى قصص الأنبياء التي قصَّها القرآن ابتدأها بموسى وهارون إشارةًوابراهيم تفصيلا في الملخص الخامس إن شاء الله
????
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????
ل
الملخص الرابع
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة الأنبياء مع روابط للحفظ والتثبيت
وصلنا الى ????تسلية الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ????وعدٍ من الله بتحذير المشركين من استهزائهم بالنبي
بأنَّ مايفعلونه مُحيق بهم كما حاقَ العذاب بالمستهزئين قبلهم مع الرسل
????
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (41) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)
يقول ابن القيم رحمه الله:
أن (الرحمن )مُنعم عليهم بكلائتهم وحفظهم وحراستهم مما يؤذيهم بالليل والنهار مع غناه التام عنهم وفقرهم التام إليه ولايعترفون بربوبيته بنعمه وحفظه لهم
لماذا اسم الرحمن ؟؟
إضاءات ????دلالات اسم الله و الرحمن بما نورنا به ملتقى اهل التفسير عدنان الغامدي
????تفرد هذين الإسمين وارتباطهما ببعضهما البعض دون سواهما
اختص الله هذين الإسمين في البسملة ????بسم الله الرحمن الرحيم ????
فنجد أن البسملة تسبق فيها الالوهية الربوبية ، فيسبق اسم الجلالة الله ، اسم الجلالة الرحمن (بسم الله الرحمن الرحيم)
وكذلك هو الامر في ????سورة الفاتحة ، فنلحظ بدأ الحمد لله ، ثم تبعه الاقرار بربوبيته للعالمين ، وكونه الرحمن الرحيم ، ثم قوله إياك نعبد وهي متعلقة باسم الجلالة (الله) وإياك نستعين وهي متعلقة باسم الجلالة (الرحمن).
(????الله ): توحيد الألوهية
بمعنى العبادة التأليه والتنزيه اسم متعلق بالألوهية ومايتعلق بها من عبادات صاعدة
(????الرحمن ) توحيد الربوبية
اسم متعلق بالربوبية والقدرة النازلة من الرب لعباده كانت ضراً ام نفعاً
كل ماينزل لخلقه من كرمه وعطائه أو قوته وعذابه حفظه أحكامه وأقداره
????
: في حين أن المبالغة في ????الرحمة هي الصيغة المتبادرة لذهن من يقرأ الاسم إلا أن اسم الجلالة (الرَّحمَن) أتى في سياقات أخرى تحمل الدلالة على البطش والعذاب والخشية والعقاب فكيف يكون ذلك إلا أن يكون للاسم دلالات تتجاوز مفهوم الرحمة من جهة ودلالات على أن من العدل البطش بالمعتدي رحمة بالمعتدى عليه.
وقد اعتنى الإمام الطبري???? ببيان معاني أسماء الله الحسنى في سياقاتها القرآنية مهما تكررت،
1- أنه يُفسر الاسم بحسب دلالة الآية، ولا يلتزم تفسيرًا ثابتًا للاسم يُكرره كلما ذُكِر؛
فإن في سياقه في كلّ موضع دلالة مغايرة[7].
وأن الله جل وعلا لفت الأنظار لهذين الاسمين دون سواهما وأمر عباده بالدعاء بهما أو بأحدهما وأجمل بقية الأسماء الحسنى بعدهما فقال تعالى :
{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا } [الإسراء:110]
????????
وجاءت الآية هنا في السورة
(قل مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بل هم عن ذكر ربهم معرضون (42 )
????
ارتبطت العناية الربانية للخلق والتصرف والحفظ في الليل والنهار باسم الرحمن دون كل أسمائه الحسنى ، فنرى كيف كان الإتيان باسم الرحمن في سياق الربوبية والرعاية الربانية.
ويقول تعالى : قل للمشركين يا محمد ، من الذي يحفظكم من أمر الرحمن إن أراد بكم ضراً ؟. وهنا أتى اسم الرحمن في سبيل التخويف وذلك لبيان عجز آلهتهم عن منع قدرة الرحمن عليهم ومشيئته إن حلت بهم ، ثم قال (بل هم عن ذكر ربهم) فأتى بالربوبية هنا التي في أصلها من مناط قدرة الرحمن الرحيم.
استفهام استنكاري بعجز آلهتهم التي لاتجير نفسها ولا عابديها وأن الرحمن هو الذي يحفظهم بالليل والنهار
والكلاءةبالكسر : الحفظ والحراسة يقال اذهب في كلاءة الله أي في حفظه
????
فلا إله في الكون يستحق التأليه والعبادة وهو لا يملك القدرة والكمال ، ولا تتجلى هاتين الصفتين إلا في(???? الله)(الرحمن)
كم من بلاء دفعته عنا يارحمن وكم من حادث صرفتنا عنه ؟؟
وكان دعاء مريم باسم الرحمن .حفظ ولجوء واستعانة
{ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً }{مريم:18}
????
بينما ناسب اسم الرحمن موضع عذاب يحقق الربوبية بكل ماينزل لخلقه من عذاب وعقاب ....
في قول ابراهيم لأبيه في مريم
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
5]
فقد يقول قائل كيف يناسب اسم “الرَّحمَن” موضع عذاب ؟ ، وهنا يتجلى لنا هذا المفهوم المتعلق بالربوبية بكل صورها أي بكل ما ينزل لخلقه من قدرة وحفظ ورزق وهداية وتصرف وعقاب وعذاب لأن كل ذلك عدل ، فلما كان عدلاً كان رحمة بالخلق.
فاختيار ابراهيم لاسم الرحمن لم يكن لتعلق الاسم بصفة الرحمة فقط بل لتعلقه بصفة الربوبية والتصرف في الكون والخلق بما يشمل الثواب والعقاب.
????????
ولو تتبعنا ارتباط الربوبية بالرَّحمَن لوجدناها تبرز في أكثر من موضع تجد فيه العطاء والاحاطة والقدرة النازلة للخلق مرتبطة باسم الرَّحمَن دون غيره من اسماء الله وخاصة عندما يراد ذكر عموم الربوبية بلا تخصيص ، وفيما يلي من آيات ما يُبْرِزُ لنا هذا المفهوم بجلاء فيقول جل من قائل :
{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } [طه:90]
فارتبطت الربوبية باسم الرحمن ، الحديث عن العجل الذي فتنهم به السامري فعبدوه من دون الله ، ولما كان العجل لا يملك من الربوبية شيئاً ولا قدرة له على ما يقدر عليه الرحمن فكان تصحيح المفهوم الفاسد لدى بني اسرائيل بأن (ربكم الرحمن) وليس العجل الذي لا يقدر من الربوبية على شيء ، ولم يأتي الأمر على ذكر الألوهية لأنهم اتخذوه إلها ورباً فكان موضع الاحتجاج القوي هو نفي ربوبيته لانتفاء قدرته أصلا فإن انتفت الربوبية عنه كان انتفاء ألوهيته أولى.
قال الطبري رحمه الله في هذا الموضع :
” وقوله ( وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) يقول: وإن ربكم الرحمن الذي يعم جميع الخلق نعمه، فاتَّبعوني على ما آمركم به من عبادة الله، وترك عبادة العجل، وأطيعوا أمري فيما آمركم به من طاعة الله، وإخلاص العبادة له ” انتهى كلامه رحمه الله
وأمر الله عباده بالدعاء بهما أو بأحدهما وأجمل بقية اvسماء
( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (110) الإسراء
????
نعود الى سورة الأنبياء بعد هذه الإضاءات عن اسم( ???? الله .الرحمن)
الطبري :????
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَمْ لَهُمْ آلِهَة تَمْنَعهُمْ مِنْ دُوننَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْر أَنْفُسهمْ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَلِهَؤُلَاءِ الْمُسْتَعْجِلِي رَبّهمْ بِالْعَذَابِ آلِهَة تَمْنَعهُمْ , إِنْ نَحْنُ أَحْلَلْنَا بِهِمْ عَذَابنَا , وَأَنْزَلْنَا بِهِمْ بَأْسنَا مِنْ دُوننَا ؟
وَأَنَّ قَوْله : { يُصْحَبُونَ } بِمَعْنَى : يُجَارُونَ يُصْحَبُونَ بِالْجِوَارِ ; لِأَنَّ الْعَرَب مَحْكِيّ عَنْهَا : أَنَا لَك جَار مِنْ فُلَان وَصَاحِب ,
الطبري????
لَكِنَّا مَتَّعْنَاهُمْ بِهَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَآبَاءَهُمْ مِنْ قَبْلهمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمْ الْعُمُر , وَهُمْ عَلَى كُفْرهمْ مُقِيمُونَ , لَا تَأْتِيهِمْ مِنَّا وَاعِظَة مِنْ عَذَاب وَلَا زَاجِرَة مِنْ عِقَاب عَلَى كُفْرهمْ وَخِلَافهمْ أَمْرنَا وَعِبَادَتهمْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , فَنَسُوا عَهْدنَا وَجَهِلُوا مَوْقِع نِعْمَتنَا عَلَيْهِمْ , وَلَمْ يَعْرِفُوا مَوْضِع الشُّكْر .
وَقَوْله : { أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْض نَنْقُصهَا مِنْ أَطْرَافهَا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَفَلَا يَرَى هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ السَّائِلُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآيَات الْمُسْتَعْجِلُو بِالْعَذَابِ , أَنَّا نَأْتِي الْأَرْض نُخَرِّبهَا مِنْ نَوَاحِيهَا بِقَهْرِنَا أَهْلهَا , وَغَلَبَتِنَاهُمْ , وَإِجْلَائِهِمْ عَنْهَا , وَقَتْلهمْ بِالسُّيُوفِ , فَيَعْتَبِرُوا بِذَلِكَ وَيَتَّعِظُوا
قَالَ اِبْن عَبَّاس : يُرِيد أَهْل مَكَّة .
????????
ومازال الخطاب لكفار قريش أهل مكة
وفيه تقرير وتصديق وتعظيم لشأن الوحي
( قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)
وأن كل ما حذرهم وأنذرهم به هو وحي من الله ولكنكم كالصم الذين لايسمعون ولايتعظون
وما إن تمسهم نفحة من العذاب ليعترفوا بذنوبهم ويندموا ويقولون كما قال ????أسلافهم ????من قبل في مشهد قصم القرى الظالمة التي أخذها بأس الله فنادى أهلها (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15
????وللتثبيت والحفظ ????
في الآية(46) المقصود بها ????كفار قريش ????
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)
وانتقل بهم مباشرة الى الى???? مشهد الموازين والقسط يوم القيامة
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)
البيضاوي:????
الموازين صحائف الأعمال لإرصاد الحساب والجزاء على الأعمال بالعدل
????وهكذا ترتبط أعمال العباد في الدنيا بموازين الحساب يوم القيامة
فَلَا يَظْلِم اللَّه نَفْسًا مِمَّنْ وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ شَيْئًا بِأَنْ يُعَاقِبهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَعْمَلهُ أَوْ يَبْخَسهُ ثَوَاب عَمَل عَمِلَهُ وَطَاعَة أَطَاعَهُ بِهَا ; وَلَكِنْ يُجَازِي الْمُحْسِن بِإِحْسَانِهِ , وَلَا يُعَاقِب مُسِيئًا إِلَّا بِإِسَاءَتِهِ .
وكفى أن يكون المحاسب جل علاه بعدله ورحمته وعلمه الدقيق
لايغيب عن علمه حتى مثقال حبة من خردل إلا كتبها وأحصاها
????
وصلنا الى قصص الأنبياء التي قصَّها القرآن ابتدأها بموسى وهارون إشارةًوابراهيم تفصيلا في الملخص الخامس إن شاء الله
????
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????
ل